عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 20-07-2025, 11:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,714
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من مائدة الحديث

من مائدةُ الحديثِ

عبدالرحمن عبدالله الشريف

التَّحذيرُ مِنَ الإضرارِ بالمسلمينَ


عن أبي صِرْمةَ رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ضَارَّ مُسْلِمًا ضَارَّهُ اللهُ، وَمَنْ شَاقَّ مُسْلِمًا شَقَّ اللهُ عَلَيْهِ»[1].

الشَّرحُ:
هذا الحديثُ يدلُّ على معنيينِ مُهِمَّيْنِ:
أحدُهما: تحريمُ إيذاءِ المسلمِ وإدخالِ الضَّررِ والمشقَّةِ عليه، سواءٌ كان ذلك في بدنِه، أو أهلِه، أو مالِه، أو ولدِه، وأنَّ مَن فعل ذلك فإنَّ اللهَ تعالى هو مَن يتولَّى جزاءَه وعقوبتَه.

ومِن أمثلةِ الإضرارِ بالمسلمينَ: المكرُ والخداعُ، والغِشُّ والتَّدليسُ في المعاملاتِ، وكتمُ العيوبِ فيها، ومُضارَّةُ الشَّريكِ لشريكِه، والجارِ لجارِه، والزَّوجِ لزوجتِه؛ كعَضْلِها ظلمًا لتفتديَ منه، أو جعلِها كالـمُعَلَّقةِ، أو مراجعتِها بقصدِ الإضرارِ، أو مَيْلِه إلى إحدى زوجتَيْهِ، إلى غيرِ ذلك.

الثَّاني:أنَّ الجزاءَ مِنْ جنسِ العملِ في الخيرِ والشَّرِّ؛ فمَنْ عمِل ما يُحِبُّه اللهُ أَحَبَّهُ اللهُ، ومَن عمِل ما يُبغِضُه اللهُ أبغضَه اللهُ، ومَنْ يسَّر على مسلمٍ يسَّر اللهُ عليه في الدُّنيا والآخرةِ، ومَن ضارَّ مسلمًا ضَرَّهُ اللهُ، ومَن شَقَّ عليه شَقَّ اللهُ عليه، إلى غيرِ ذلك.

ما يُسْتفادُ مِنَ الحديثِ:
1- مِنْ كمالِ عدلِ اللهِ ورحمتِه أنْ منَع الـمُضارَّةَ والـمُشاقَّةَ بينَ المسلمينَ، وأمر بالرَّحمةِ والأُخُوَّةِ.

2- مِنْ حكمةِ اللهِ تعالى الَّتي يُحمَدُ عليها أنْ جعَل الجزاءَ مِنْ جنسِ العملِ في الخيرِ والشَّرِّ.

3- أنَّ بعضَ الذُّنوبِ يُعجِّلُ اللهُ لصاحبِها العقابَ في الدُّنيا.

4- أنَّ للمسلمِ عندَ ربِّه كرامةً وحُرْمةً، لا يرضى أنْ تُنتهَكَ.

[1] رواه التِّرمذيُّ (1940)، وابنُ ماجه (2342).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.68 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.05 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.28%)]