
17-07-2025, 01:43 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,797
الدولة :
|
|
رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد
 تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء الثالث عشر
تَفْسِيرِ سُّورَةِ الأنفال
الحلقة (720)
صــ 361 إلى صــ 370
15631- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن جويبر، عن الضحاك: "يسألونك عن الأنفال" ، قال: الغنائم.
15632 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ يقول، حدثنا عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: "الأنفال" ، قال: يعني الغنائم.
15633- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: "يسألونك عن الأنفال" ، قال: "الأنفال" ، الغنائم.
15634 - حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: "يسألونك عن الأنفال" ، "الأنفال" ، الغنائم.
15635- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة في قوله: "يسألونك عن الأنفال" ، قال: "الأنفال" ، الغنائم.
15636- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد: "الأنفال" ، الغنائم.
15637- حدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا ابن المبارك، عن ابن جريج، عن عطاء: "يسألونك عن الأنفال" ، قال: الغنائم.
* * *
وقال آخرون: هي أنفال السرايا.
* ذكر من قال ذلك:
15638- حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا علي بن صالح بن حي قال، بلغني في قوله: "يسألونك عن الأنفال" ، قال: السرايا.
* * *
وقال آخرون: "الأنفال" ، ما شذَّ من المشركين إلى المسلمين، من عَبْد أو دابة، وما أشبه ذلك.
* ذكر من قال ذلك:
15639- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا جابر بن نوح، عن عبد الملك، عن عطاء في قوله: "يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول" ، قال: هو ما شذّ من المشركين إلى المسلمين بغير قتال، دابَّة أو عبدٌ أو متاعٌ، ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم يصنع فيه ما شاء.
15640 - حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن نمير، عن عبد الملك، عن عطاء: "يسألونك عن الأنفال" ، قال: هي ما شذّ من المشركين إلى المسلمين بغير قتال، من عبد أو أمة أو متاع أوثَقَل، (1) فهو للنبي صلى الله عليه وسلم يصنع فيه ما شاء.
15641-. . . . قال، حدثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري: أن ابن عباس سئل عن: "الأنفال" ، فقال: السَّلَب والفرس.
15642- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: ويقال "الأنفال" ، ما أخذ مما سقط من المتاع بعد ما تُقَسَّم الغنائم، فهي نفلٌ لله ولرسوله.
15643- حدثني القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج قال، قال ابن جريج، أخبرني عثمان بن أبي سليمان، عن محمد بن شهاب: أن رجلا قال لابن عباس: ما "الأنفال" ؟ قال: الفرَس والدِّرع والرمحُ. (2)
(1) في المطبوعة والمخطوطة: "أو نفل" ، والصواب ما أثبت. و "الثقل" (بفتحتين) ، متاع المسافر وحشمه.
(2) الأثر: 15643 - "عثمان بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم النوفلي" ، ثقة، كان قاضيًا على مكة. مترجم في التهذيب، وابن سعد 5: 357، وابن أبي حاتم 3 \ 1 \ 152، وهذا الخبر، رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الأموال ص 304 رقم: 757 مطولا.
15644- حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا عبد الوارث بن سعيد قال، قال ابن جريج، قال عطاء: "الأنفال:، الفرس الشاذّ والدرع والثوب."
15645- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن الزهري، عن ابن عباس قال: كان ينفِّل الرجل سَلَب الرجل وفرسه. (1)
15646- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، أخبرني مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن القاسم بن محمد قال: سمعت رجلا سأل ابن عباس عن "الأنفال" ، فقال ابن عباس: الفرس من النَّفَل، والسلب من النفل. ثم عاد لمسألته، فقال ابن عباس ذلك أيضًا. ثم قال الرجل: "الأنفال" ، التي قال الله في كتابه، ما هي؟ قال القاسم: فلم يزل يسأله حتى كاد يُحْرجه، فقال ابن عباس: أتدرون ما مثل هذا، مَثَلُ صَبِيغ الذي ضربه عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ (2)
15647 - حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن القاسم بن محمد قال، قال ابن عباس: كان عمر رضي الله عنه إذا سئل عن شيء قال: "لا آمرك ولا أنهاك" . ثم قال ابن عباس: والله ما بعث الله نبيه عليه السلام إلا زاجرًا آمرًا، محللا محرمًا= قال القاسم: فسلِّط على ابن عباس رجل يسأله عن: "الأنفال" ، فقال ابن عباس: كان الرجل ينفّل فرس الرجل وسلاحه. فأعاد عليه الرجل، فقال له مثل ذلك، ثم أعاد عليه حتى أغضبه، فقال ابن عباس: أتدرون ما مَثَل هذا، مثل صبيغ الذي ضربه عمر حتى سالت الدماء على عقبيه= أو على رجليه؟ فقال الرجل: أمّا أنت فقد انتقم الله لعمر منك.
(1) في المطبوعة والمخطوطة: "فرس الرجل وسلبه" ، ولكن في المخطوطة فوق "فرس" و "سلبه" حرف "م" ، دلالة على التقديم والتأخير، ففعلت ذلك.
(2) الأثر: 15646 - رواه مالك في الموطأ ص: 455، بلفظه هذا.
"صبيغ" ، هو "صبيغ بن عسل بن سهل الحنظلي" ، ترجم له ابن حجر في الإصابة، في القسم الثالث، وكان صبيغ وفد على عمر المدينة، وجعل يسأل عن متشابه القرآن، فضربه عمر حتى دمي رأسه، فقال: حسبك يا أمير المؤمنين، قد ذهب الذي كنت أجده في رأسي! ونفاه عمر إلى البصرة، وكتب إليهم أن لا يجالسوه، فلم يزل صبيغ وضيعًا في قومه، بعد أن كان سيدًا فيهم.
15647 - حدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا ابن المبارك، عن عبد الملك، عن عطاء: "يسألونك عن الأنفال" ، قال: يسألونك فيما شذ من المشركين إلى المسلمين في غير قتال، من دابة أو [عبد] ، (1) فهو نفل للنبي صلى الله عليه وسلم.
* * *
وقال آخرون: "النفل" ، الخمس الذي جعله الله لأهل الخُمُس.
* ذكر من قال ذلك:
15648- حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا عبد الوارث بن سعيد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: "يسألونك عن الأنفال" ، قال: هو الخمس. قال المهاجرون: لِمَ يُرْفع عنا هذا الخمس، (2) لم يُخْرج منا؟ فقال الله: هو لله والرسول.
15649- حدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا عباد بن العوام، عن الحجاج، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: أنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمس بعد الأربعة الأخماس، فنزلت: "يسألونك عن الأنفال" .
* * *
قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال بالصواب في معنى: "الأنفال" ، قولُ من قال: هي زيادات يزيدها الإمام بعض الجيش أو جميعهم، إما من سَهْمه على حقوقهم من القسمة، (3) وإما مما وصل إليه بالنفل، أو ببعض أسبابه، ترغيبًا
(1) ما بين القوسين، في المطبوعة وحدها، مكانه في المخطوطة بياض.
(2) في المخطوطة: "لم يرفع هنا" ، والصواب ما في المطبوعة.
(3) في المطبوعة: "إما من سلبه على حقوقهم" ، وفي المخطوطة: "إما سلمه على حقوقهم" ، وصواب قراءة المخطوطة ما أثبت، والذي في المطبوعة لا معنى له.
له، وتحريضًا لمن معه من جيشه على ما فيه صلاحهم وصلاح المسلمين، أو صلاح أحد الفريقين. وقد يدخل في ذلك ما قال ابن عباس من أنه الفرس والدرع ونحو ذلك، ويدخل فيه ما قاله عطاء من أن ذلك ما عاد من المشركين إلى المسلمين من عبد أو فرس، لأن ذلك أمره إلى الإمام، إذا لم يكن ما وصلوا إليه بغلبة وقهر، (1) يفعل ما فيه صلاح أهل الإسلام، وقد يدخل فيه ما غلب عليه الجيش بقَهر.
* * *
وإنما قلنا ذلك أولى الأقوال بالصواب، لأن "النفل" في كلام العرب، إنما هو الزيادة على الشيء، يقال منه: "نفَّلتك كذا" ، و "أنفلتك" ، إذا زدتك.
و "الأنفال" ، جمع "نَفَل" ، ومنه قول لبيد بن ربيعة:
إِنَّ تَقْوَى رَبِّنا خَيْرُ نَفَلْ وَبِإِذْنِ اللهِ رَيْثِي وَعَجَلْ (2)
فإذ كان معناه ما ذكرنا، فكل من زيد من مقاتلة الجيش على سهمه من الغنيمة= إن كان ذلك لبلاء أبلاه، أو لغناء كان منه عن المسلمين= بتنفيل الوالي ذلك إيّاه، فيصير حكم ذلك له كالسلب الذي يسلبه القاتل، فهو منفل ما زيد من ذلك، لأن الزيادة نَفَلٌ، [والنَّفَل] ، وإن كان مستوجِبَهُ في بعض الأحوال لحق، ليس هو من الغنيمة التي تقع فيها القسمة. (3) وكذلك كل ما رُضِخ لمن لا سهم له في الغنيمة، فهو "نفل" ، (4) لأنه وإن كان مغلوبًا عليه، فليس مما وقعت عليه القسمة.
(1) في المطبوعة والمخطوطة: "لغلبة" ، وصواب قراءتها "بغلبة" .
(2) ديوانه 2: 11، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 240، اللسان (نفل) ، وغيرها كثير، فاتحة قصيدة له طويلة.
(3) كانت هذه الجملة في المطبوعة هكذا: "لأن الزيادة وإن كانت مستوجبة في بعض الأحوال بحق، فليست من الغنيمة التي تقع فيها القسمة" ، غير ما كان في المخطوطة كل التغيير، والجملة في المخطوطة كما أثبتها، إلا أن صدرها كان هكذا: "لأن الزيادة أفضل وإن كان مستوجبة" غير منقوطة، سيئة الكتابة، وظاهر أن صوابها ما أثبت، مع زيادة ما زدت بين القوسين.
(4) "رضخ له من المال" ، أعطاه عطية مقاربة، أي قليلة.
فالفصل= إذ كان الأمر على ما وصفنا= بين "الغنيمة" و "النفل" ، أن "الغنيمة" هي ما أفاء الله على المسلمين من أموال المشركين بغلبة وقهر، نفَّل منه منفِّل أو لم ينفل، و "النفل" : هو ما أعطيه الرجل على البلاء والغَنَاء عن الجيش على غير قسمة. (1)
* * *
وإذْ كان ذلك معنى "النفل" ، فتأويل الكلام: يسألك أصحابك، يا محمد، عن الفضل من المال الذي تقع فيه القسمة من غنيمة كفار قريش الذين قتلوا ببدر، لمن هو؟ قل لهم يا محمد: هو لله ولرسوله دونكم، يجعله حيث شاء.
* * *
واختلف في السبب الذي من أجله نزلت هذه الآية.
فقال بعضهم: نزلت في غنائم بدر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان نفَّل أقوامًا على بلاء، فأبلى أقوام، وتخلف آخرون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاختلفوا فيها بعد انقضاء الحرب، فأنزل الله هذه الآية على رسوله، يعلمهم أن ما فعل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فماضٍ جائزٌ.
* ذكر من قال ذلك:
15650- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا معتمر بن سليمان قال، سمعت داود بن أبي هند يحدث، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: "من أتى مكان كذا وكذا، فله كذا وكذا، أو فعل كذا وكذا، فله كذا وكذا" ، فتسارع إليه الشبان، وبقي الشيوخ عند الرايات، فلما فتح الله عليهم جاءوا يطلبون ما جعل لهم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لهم الأشياخ: لا تذهبوا به دوننا! فأنزل الله عليه الآية "فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم" . (2)
(1) في المطبوعة: "هو ما أعطيه الرجل" ، وأثبت ما في المخطوطة.
(2) الأثر: 15650 - خبر ابن عباس هذا، يرويه أبو جعفر من أربعة طرق، من رقم 15650 - 15653، إلا آخرها فهو غير مرفوع إلى ابن عباس. وهو خبر صحيح الإسناد.
فمن هذه الطريق الأول "معتمر بن سليمان عن داود، ..." ، رواه الحاكم في المستدرك 2: 326، وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، والبيهقي في السنن الكبرى 6: 315، وفيهما زيادة بعد "لا تذهبوا به دوننا" : "فقد كنا ردءًا لكم" .
وخرجه ابن كثير في تفسيره 4: 6، والسيوطي في الدر المنثور 3: 159.
15651- حدثنا المثنى قال، حدثنا عبد الأعلى= وحدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عبد الأعلى= قال، حدثنا داود، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما كان يوم بدر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صنع كذا وكذا، فله كذا وكذا" ، قال: فتسارع في ذلك شبان الرجال، وبقيت الشيوخ تحت الرايات. فلما كان الغنائم، (1) جاءوا يطلبون الذي جعُل لهم، فقالت الشيوخ: لا تستأثروا علينا، فإنا كنا رِدْءًا لكم، (2) وكنا تحت الرايات، ولو انكشفتم انكشفتم إلينا! (3) فتنازعوا، فأنزل الله: "يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين" . (4)
15652- حدثني إسحاق بن شاهين قال، حدثنا خالد بن عبد الله، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما كان يوم بدر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من فعل كذا فله كذا وكذا من النفل" . قال: فتقدم الفتيان، ولزم المشيخةُ الراياتِ، فلم يبرحوا. فلما فُتح عليهم، قالت المشيخة: كنا ردءًا لكم، فلو انهزمتم انحزتم إلينا، (5) لا تذهبوا بالمغنم دوننا! فأبى الفتيان وقالوا: جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا! فأنزل الله: "يسألونك عن الأنفال قل الأنفال"
(1) في المطبوعة: "فلما كانت الغنائم" ، وأثبت ما في المخطوطة.
(2) "الردء" ، العون، ينصر المرء ويشد ظهره، وهو له قوة وعماد.
(3) "انكشف القوم" ، انهزموا. وقوله: "انكشفتم إلينا" ، أي رجعتم بعد الهزيمة إلينا، وكان في المطبوعة: "لفئتم إلينا" ، بمعنى رجعتم، ولكني أثبت ما في المخطوطة.
(4) الأثر: 15651 - هذه هي الطريق الثانية لخبر ابن عباس السالف.
"عبد الأعلى" هو "عبد الأعلى بن عبد الأعلى القرشي السلمي" ، ثقة، أخرج له الجماعة. مضى برقم: 4751، 8282.
(5) "انحاز إليه" ، انضم إليه.
لله والرسول ". قال: فكان ذلك خيرًا لهم، وكذلك أيضًا أطيعوني فإني أعلم. (1) "
15653- حدثنا محمد بن المثنى قال، حدثنا عبد الوهاب قال، حدثنا داود، عن عكرمة في هذه الآية: "يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول" ، قال: لما كان يوم بدر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من صنع كذا فله من النفل كذا" ! فخرج شبان من الرجال، فجعلوا يصنعونه، فلما كان عند القسمة، قال الشيوخ: نحن أصحاب الرايات، وقد كنا رِدْءًا لكم! فأنزل الله في ذلك: "قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين" . (2)
15654 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا يعقوب الزهري قال، حدثني المغيرة بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن سليمان بن موسى، عن مكحول مولى هذيل، عن أبي سلام، عن أبي أمامة الباهلي، عن عبادة بن الصامت قال، أنزل الله حين اختلف القوم في الغنائم يوم بدر: "يسألونك عن الأنفال" إلى قوله: "إن كنتم مؤمنين" ، فقسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم، عن بَوَاء. (3)
(1) الأثر: 15652 - "إسحاق بن شاهين الواسطي" ، شيخ الطبري، مضى مرارًا آخرها رقم: 11504.
"خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن الواسطي الطحان" ، مضى مرارًا آخرها رقم: 11504. وهذا الخبر بهذا الإسناد رواه أبو داود في سننه 3: 102 رقم: 2737 مع خلاف يسير في لفظه. وآخره هناك: "فكذلك أيضًا فأطيعوني، فإني أعلم بعاقبة هذا منكم" . ورواه البيهقي في السنن 6: 291، 292.
ورواه الحاكم في المستدرك 2: 131، 132 وقال: "هذا حديث صحيح، فقد احتج البخاري بعكرمة، وقد احتج مسلم بداود بن أبي هند، ولم يخرجاه" ، وقال الذهبي: "صحيح، قلت هو على شرط البخاري" ، والزيادة فيها كما في سنن أبي داود.
خرجه ابن كثير في تفسيره 4: 6. وزاد نسبته إلى النسائي، وابن مردويه (واللفظ هناك له) ، وابن حبان.
(2) الأثر: 15653 - انظر التعليق على الآثار السالفة.
(3) الأثر: 15654 - خبر عبادة بن الصامت، مروي هنا من طريقين، هذه أولاهما. إسحاق "، هو" إسحاق بن الحجاج الطاحوني "، مضى برقم: 230، 1614، 10314. و" يعقوب الزهري "، هو" يعقوب بن محمد بن عيسى الزهري "، مختلف فيه، وهو ثقة إن شاء الله، مضى برقم: 2867، 8012. كان في المطبوعة هنا" الزبيري "، وهو في المخطوطة غير منقوط، وأقرب قراءته ما أثبت، وهو الصواب بلا ريب، فإن يعقوب بن محمد الزهري، هو الذي يروي عن المغيرة."
و "المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي" ، مختلف فيه، ذكره ابن حبان في الثقات ووثقه ابن معين، مترجم في التهذيب، والكبير 4 / 1 / 321، ابن أبي حاتم 4 / 1 / 225، لم يذكرا فيه جرحًا.
وأبوه: "عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي" ، ثقة، مترجم في التهذيب، ابن أبي حاتم 2 / 2 / 224. روى عنه ابن إسحاق في سيرته في مواضع. انظر 1: 367.
و "سليمان بن موسى الأموي" الأشدق، أبو هشام، ثقة، مضى برقم: 11382.
و" مكحول، مولى هذيل "، هو" مكحول الشامي، أبو عبد الله "، الفقيه التابعي، وكان من سبى كابل، وكانت في لسانه لكنة، جاء في حديثه: "ما فعلت في تلك الهاجة" ، يريد "الحاجة" ، قلب الحاء هاء. مترجم في التهذيب، وابن سعد 7 / 2 / 160، والكبير 4 / 2 / 21، وابن أبي حاتم 4 / 2 /407.
و "أبو سلام" ، هو الأسود الحبشي الأعرج، واسمه "ممطور" ، في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام. مترجم في التهذيب، والكبير 4 / 2 / 57، وابن أبي حاتم 4 / 1 / 431.
و "أبو أمامة الباهلي" واسمه: "صدي بن عجلان" صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عن رسول الله، وعن جماعة من الصحابة،.
وهذا الخبر، رواه مكحول مرة من طريق أبي سلام عن أبي أمامة، ورواه في الذي يليه عن أبي أمامة بلا واسطة. فمن هذه الطريق الأولى رواه أحمد في المسند 5: 323، 324، مطولا، وبغير هذا اللفظ من طريق معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن عياش بن أبي ربيعة عن سليمان ابن موسى، عن أبي سلام، عن أبي أمامة، لا ذكر فيها لمكحول.
ورواه البيهقي في السنن الكبرى 6: 292، من طريق عبد الرحمن بن الحارث، عن سليمان الأشدق، عن مكحول، عن أبي سلام، عن أبي أمامة، مطولا، كرواية أحمد.
ورواه الحاكم في المستدرك 2: 135،بمثله.
وقوله "عن بَوَاء" ، كان في المطبوعة "عن بسواء" ، هنا، وفي الخبر التالي، وهو خطأ محض، وسيأتي تفسيره في سياق الخبر التالي.
15655- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن محمد قال، حدثني عبد الرحمن بن الحارث وغيره من أصحابنا، عن سليمان بن موسى الأشدق، عن مكحول، عن أبي أمامة الباهلي قال: سألت عبادة بن الصامت عن "الأنفال" ، فقال: فينا معشرَ أصحاب بدر نزلت، حين اختلفنا في النَّفَل، وساءت فيه أخلاقنا،
فنزعه الله من أيدينا، فجعله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المسلمين عن بَوَاء = يقول: على السواء= فكان في ذلك تقوى الله، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، وصلاحُ ذاتِ البين. (1)
* * *
وقال آخرون: بل إنما أنزلت هذه الآية، (2) لأن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله من المغنم شيئًا قبل قسمتها، فلم يعطه إياه، إذ كان شِرْكًا بين الجيش، فجعل الله جميعَ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم. (3)
* ذكر من قال ذلك:
(1) الأثر: 15655 - "سليمان بن موسى الأشدق" ، مر في التعليق السالف. وكان في المطبوعة "الأسدي" ، لم يحسن قراءة المخطوطة لأنها غير منقوطة.
وهذا الخبر من رواية "محمد بن إسحاق" ، مذكور في سيرة ابن هشام 2: 295، 296، بإسناده هذا، ثم في 2: 322، بغير إسناد.
ورواه الطبري بإسناده هذا في التاريخ 2: 285، 286.
ورواه أحمد في مسنده /5:322 من طريقين عن محمد بن إسحاق.
ورواه الحاكم في المستدرك 2: 136، بالإحالة على لفظه الذي قبله.
ثم رواه الحاكم في المستدرك 2: 326، من طريق وهب بن جرير بن حازم، عن محمد ابن اسحاق، يقول حدثني الحارث بن عبد الرحمن، عن مكحول، عن أبي أمامة، وقال: "صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه" ، وقال الذهبي: على شرط مسلم. ولا أدري كيف هذا، فإن الثابت في سيرة ابن إسحاق، من رواية ابن هشام أنه من روايته عن "عبد الرحمن بن الحارث" ، لا عن "الحارث بن عبد الرحمن" وهو خطأ. هذا فضلا عن أنه مروى بغير هذا اللفظ في سيرة ابن هشام، وفي سائر من رواه عن ابن إسحاق، إلا يونس بن بكير.
فإن البيهقي في السنن الكبرى 6: 292 رواه من طريق يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن "عبد الرحمن بن الحارث" ، بنحو لفظ الحاكم في المستدرك ثم قال: "ورواه جرير بن حازم، عن محمد بن إسحاق، مع تقصير في إسناده" . و "جرير بن حازم" الذي روى الحاكم الخبر من طريقه، ثقة ثبت حافظ، روى له الجماعة. ولكن قال ابن حبان وغيره: "كان يخطئ، لأن أكثر ما كان يحدث من حفظه" ، فكأن هذا مما أوجب الحكم عليه بأنه يقصر أحيانًا ويخطيء، والصواب المحض، هو ما أجمعت عليه الرواية عن ابن إسحاق "عبد الرحمن بن الحارث" .وذكره بلفظه هنا، الهيثمي في مجمع الزوائد 7: 26، هو والخبر الذي قبله، من الطريق المطولة، ثم قال: "ورجال الطريقين ثقات" ، وخرجه ابن كثير في تفسيره 6: 5، والسيوطي في الدر المنثور 3: 159.
(2) في المطبوعة، حذف "بل" من صدر الكلام.
(3) في المطبوعة: "لرسول الله" ، وأثبت ما في المخطوطة.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|