
16-07-2025, 12:30 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,420
الدولة :
|
|
رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد
 تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء الثانى عشر
تَفْسِيرِ سُّورَةِ الأنعام
الحلقة (629)
صــ 21 إلى صــ 30
رؤية الله بالأبصار كذلك، لأن في ذلك إثبات حدٍّ له ونهايةٍ، فبطل عندهم لذلك جواز الرؤية عليه= فإنه يقال لهم: (1) هل علمتم موصوفًا بالتدبير سوى صانعكم، إلا مماسًّا لكم أو مباينًا؟
فإن زعموا أنهم يعلمون ذلك، كُلِّفوا تبيينه، ولا سبيل إلى ذلك.
وإن قالوا: لا نعلم ذلك.
قيل لهم: أو ليس قد علمتموه لا مماسًّا لكم ولا مباينًا، وهو موصوف بالتدبير والفعل، ولم يجب عندكم إذْ كنتم لم تعلموا موصوفًا بالتدبير والفعل غيره إلا مماسًّا لكم أو مباينًا، أن يكون مستحيلا العلم به، وهو موصوف بالتدبير والفعل، لا مماس ولا مباين؟
فإن قالوا: ذلك كذلك.
قيل لهم: فما تنكرون أن تكون الأبصار كذلك لا ترى إلا ما باينها وكانت بينه وبينها فرجة، قد تراه وهو غير مباين لها ولا فرجة بينها وبينه ولا فضاء، كما لا تعلم القلوب موصوفًا بالتدبير إلا مماسًّا لها أو مباينًا، وقد علمتْه عندكم لا كذلك؟ وهل بينكم وبين من أنكر أن يكون موصوفًا بالتدبير والفعل معلومًا، لا مماسًّا للعالم به أو مباينًا= وأجاز أن يكون موصوفًا برؤية الأبصار، لا مماسًّا لها ولا مباينًا، فرق؟
ثم يسألون الفرقَ بين ذلك، فلن يقولوا في شيء من ذلك قولا إلا ألزموا في الآخر مثله.
وكذلك يسألون فيما اعتلوا به في ذلك: أن من شأن الأبصار إدراك الألوان، كما أن من شأن الأسماع إدراك الأصوات، ومن شأن المتنسِّم درَك الأعراف، فمن الوجه الذي فسد أن يُقضى للسمع بغير درك الأصوات، فسد أن يُقضى للأبصار لغير درك الألوان. (2)
(1) في المطبوعة والمخطوطة: (( وإنه يقال لهم )) بالواو، وصواب السياق ما أثبت.
(2) في المطبوعة: (( أن يقتضي السمع لغير )) ، و (( أن تقتضي الأبصار لغير )) ، وأما المخطوطة، ففيها (( أن يقضي السمع ... )) ، و (( أن يقضي للأبصار )) ، والصواب ما أثبت.
فيقال لهم: ألستم لم تعلموا فيما شاهدتم وعاينتم، موصوفًا بالتدبير والفعل إلا ذا لونٍ، وقد علمتموه موصوفًا بالتدبير لا ذا لونٍ؟
فإن قالوا: "نعم" = لا يجدون من الإقرار بذلك بدًّا، إلا أن يكذبوا فيزعموا أنهم قد رأوا وعاينوا موصوفًا بالتدبير والفعل غير ذي لون، فيكلفون بيان ذلك، ولا سبيل إليه. (1)
فيقال لهم: فإذ كان ذلك كذلك، فما أنكرتم أن تكون الأبصار فيما شاهدتم وعاينتم لم تجدوها تدرك إلا الألوان، كما لم تجدوا أنفسكم تعلم موصوفًا بالتدبير إلا ذا لون، وقد وجدتموها علمته موصوفًا بالتدبير غير ذي لون. ثم يسألون الفرق بين ذلك، فلن يقولوا في أحدهما شيئًا إلا ألزموا في الآخر مثله.
ولأهل هذه المقالة مسائل فيها تلبيس، كرهنا ذكرها وإطالة الكتاب بها وبالجواب عنها، إذ لم يكن قصدنا في كتابنا هذا قصدَ الكشف عن تمويهاتهم، بل قصدنا فيه البيان عن تأويل آي الفرقان. ولكنا ذكرنا القدرَ الذي ذكرنا، ليعلم الناظرُ في كتابنا هذا أنهم لا يرجعون من قولهم إلا إلى ما لبَّس عليهم الشيطان، مما يسهل على أهل الحق البيانُ عن فساده، وأنهم لا يرجعون في قولهم إلى آية من التنزيل محكمة، ولا رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيحة ولا سقيمة، فهم في الظلمات يخبطون، وفي العمياء يتردّدون، نعوذ بالله من الحيرة والضلالة.
* * *
وأما قوله: "وهو اللطيف الخبير" ، فإنه يقول: والله تعالى ذكره المتيسر له من إدراك الأبصار، (2) والمتأتِّي له من الإحاطة بها رؤيةُ ما يعسر على الأبصار من إدراكها إياه وإحاطتها به ويتعذر عليها= "الخبير" ، يقول: العليم بخلقه
(1) في المطبوعة: (( فيكلفوا بيان ذلك )) ، وفي المخطوطة: (( فدلقوا بيان ذلك )) ، وهي غير مقروءة، ولعل الصواب ما أثبت.
(2) في المطبوعة: (( الميسر له )) ، والصواب من المخطوطة، ولم يحسن قراءتها.
وأبصارهم، والسبب الذي له تعذر عليها إدراكه، فلطف بقدرته فهيأ أبصار خلقه هيئة لا تدركه، وخبرَ بعلمه كيف تدبيرها وشؤونها وما هو أصلح بخلقه، (1) كالذي:
13702- حدثنا هناد قال، حدثنا وكيع= وحدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية في قوله: "اللطيف الخبير" ، قال: "اللطيف" باستخراجها= "الخبير" ، بمكانها.
* * *
القول في تأويل قوله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104) }
قال أبو جعفر: وهذا أمرٌ من الله جل ثناؤه نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يقول لهؤلاء الذين نبَّههم بهذه الآيات من قوله: (2) "إن الله فالق الحب والنوى" إلى قوله: "وهو اللطيف الخبير" على حججه عليهم، وعلى سائر خلقه معهم، (3) العادلين به الأوثان والأنداد، والمكذبين بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وما جاءهم من عند الله= قل لهم يا محمد: "قد جاءكم" ، أيها العادلون بالله،
(1) انظر تفسير (( الخبير )) فيما سلف من فهارس اللغة (خبر) .
(2) في المطبوعة والمخطوطة: (( لهذه الآيات )) باللام، وصواب السياق يقتضي ما أثبت.
(3) في المطبوعة (( وعلى تبيين خلقه معهم )) ، وهو كلام لا معنى له، وهو في المخطوطة سيئ الكتابة، وصواب قراءته ما أثبت. قوله: (( وعلى سائر خلقه معهم )) ، معطوف على قوله: (( عليهم )) قبله.
وقوله: (( على حججه )) ، السياق: (( أن يقول لهؤلاء الذين نبههم بهذه الآيات ... على حججه عليهم )) .
وقوله بعد: (( العادلين به الأوثان )) ، صفة لقوله آنفًا (( أن يقول لهؤلاء الذين نبههم بهذه الآيات.. . ))
والمكذبون رسوله= "بصائر من ربكم" ، أي: ما تبصرون به الهدى من الضلال، والإيمان من الكفر.
* * *
= وهي جمع "بصيرة" ، ومنه قول الشاعر: (1)
حَمَلُوا بَصَائِرَهُمْ عَلَى أَكْتَافِهِمْ ... وَبَصِيرَتِي يَعْدُو بِهَا عَتَدٌ وَأَى (2)
يعني بالبصيرة: الحجة البينة الظاهرة، (3) كما:-
13703- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد، في قوله: "قد جاءكم بصائر من ربكم" قال: "البصائر" الهدى، بصائر في قلوبهم لدينهم، وليست ببصائر الرؤوس. وقرأ: (فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [سورة الحج: 46] وقال: إنما الدين بصره وسمعه في هذا القلب. (4)
13704- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: "قد جاءكم بصائر من ربكم" ، أي بينة.
(1) هو الأسعر الجعفي.
(2) الأصمعيات: 23 (وطبعة المعارف: 157) ، والوحشيات رقم: 58، المخصص 1: 160، اللسان (بصر) (عتد) (وأي) . وغيرها كثير. وهي من قصيدة عير فيها إخوته لأبيه، وذلك أن أباه قتل وهو غلام، فأخذ إخوته لأبيه الدية فأكلوها، فلما شب الأسعر، أدرك بثأر أبيه، وقال قبله:
ولقد عَلِمْتُ، عَلَى تَجَشُّمِيَ الرَّدَى ... أَنَّ الحُصُونَ الخَيْلُ لا مَدَرُ القُرَى
وفسر أصحاب اللغة (( البصيرة )) هنا بأنها الدم ما لم يسل، يعني: دماءهم في أبدانهم، يعير أخوته. وقال غيرهم: (( البصائر )) دم أبيهم، يقول: تركوا دم أبيهم خلفهم ولم يثأروا به، وطلبته أنا. و (( عتد )) (بفتح العين، وفتح التاء أو كسرها) : الفرس الشديد التام الخلق، السريع الوثبة، المعد للجري، ليس فيه اضطراب ولا رخاوة. و (( الوأي )) ، الفرس السريع الطويل المقتدر الخلق.
(3) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة 1: 203
(4) (( الدين )) (بتشديد الياء وكسرها) : المتدين، صاحب الدين.
وقوله: "فمن أبصر فلنفسه" يقول: فمن تبين حجج الله وعرَفها وأقرَّ بها، وآمن بما دلّته عليه من توحيد الله وتصديق رسوله وما جاء به، فإنما أصاب حظ نفسه، ولنفسه عمل، وإياها بَغَى الخير= "ومن عمي فعليها" ، يقول: ومن لم يستدلّ بها، ولم يصدق بما دلَّته عليه من الإيمان بالله ورسوله وتنزيله، ولكنه عمي عن دلالتها التي تدل عليها، يقول: فنفسَه ضر، وإليها أساء لا إلى غيرها.
* * *
وأما قوله: "وما أنا عليكم بحفيظ" ، يقول: وما أنا عليكم برقيب أحصي عليكم أعمالكم وأفعالكم، وإنما أنا رسول أبلغكم ما أرسلت به إليكم، والله الحفيظ عليكم، الذي لا يخفى عليه شيء من أعمالكم. (1)
القول في تأويل قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (105) }
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: كما صرفت لكم، أيها الناس، الآيات والحجج في هذه السورة، وبينتها، فعرفتكموها، (2) في توحيدي وتصديق رسولي وكتابي ووقَّفتكم عليها، (3) فكذلك أبيِّن لكم آياتي وحججي في كل ما جهلتموه فلم تعرفوه من أمري ونهيي، كما:-
13705- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال،
(1) انظر تفسير (( الحفيظ )) فيما سلف 8: 562.
(2) انظر تفسير (( تصريف الآيات )) فيما سلف 11: 433: 1، والمراجع هناك.
(3) في المطبوعة: (( ووصيتكم عليها )) ، وهو لا معنى له، صوابه في المخطوطة، وإن كانت سيئة الكتابة.
حدثنا أسباط، عن السدي: "وكذلك نصرف الآيات" ، لهؤلاء العادلين بربهم، كما صرفتها في هذه السورة، ولئلا يقولوا: درسْتَ.
* * *
واختلفت القرأة في قراءة ذلك.
فقرأته عامة قَرَأة أهل المدينة والكوفة: (وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ) ، يعني: قرأت، أنت، يا محمد، بغير "ألف" .
* * *
وقرأ ذلك جماعة من المتقدمين، منهم ابن عباس، على اختلاف عنه فيه، وغيرُه وجماعة من التابعين، وهو قراءة بعض قَرَأة أهل البصرة: "وَلِيَقُولُوا دَارَسْتَ" ، بألف، بمعنى: قارأت وتعلمت من أهل الكتاب.
* * *
وروى عن قتادة: أنه كان يقرؤه: "دُرِسَتْ" ، بمعنى: قرئت وتليت. (1)
* * *
وعن الحسن أنه كان يقرؤه: "دَرَسَتْ" ، بمعنى: انمحت. (2)
* * *
قال أبو جعفر: وأولى القراءات في ذلك عندي بالصواب، قراءة من قرأه: (وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ) ، بتأويل: قرأتَ وتعلمت; لأن المشركين كذلك كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد أخبر الله عن قيلهم ذلك بقوله: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) [سورة النحل: 103] . فهذا خبرٌ من الله ينبئ عنهم أنهم كانوا يقولون: إنما يتعلم محمد ما يأتيكم به من غيره. فإذ كان ذلك كذلك، فقراءة: (وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ) ، يا محمد، بمعنى: تعلمت من أهل الكتاب، أشبهُ
(1) في المطبوعة: (( قرأت وتليت )) ، وهو خطأ، والصواب ما في المخطوطة. وانظر معاني القرآن للفراء 1: 349.
(2) انظر معاني القرآن للفراء 1: 349، وفسره بقوله: (( تقادمت، أي: هذا الذي تتلوه علينا شيء قد تطاول، ومر بنا )) .
بالحق، وأولى بالصواب من قراءة من قرأه: "دارسْتَ" ، بمعنى: قارأتهم وخاصمتهم، وغير ذلك من القراءات.
* * *
واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، على قدر اختلاف القرأة في قراءته. (1)
* ذكر من قرأ ذلك: (وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ) ، من المتقدمين، وتأويله بمعنى: تعلمت وقرأت.
13706- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية بن صالح قال، حدثنا علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: (وليقولوا درست) ، قالوا: قرأت وتعلمت. تقول ذلك قريش.
13707- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد: (وليقولوا درست) قال: قرأت وتعلمت.
13708- حدثنا هناد قال، حدثنا وكيع= وحدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن إسرائيل وافقه، عن أبي إسحاق، عن التميمي، عن ابن عباس: (وليقولوا درست) ، قال: قرأت وتعلمت.
13709- حدثنا محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي: (وليقولوا درست) ، يقول: قرأت الكتب.
13710- حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ يقول، حدثنى عبيد بن سليمان قال، سمعت الضحاك يقول في قوله: (درست) ، يقول: تعلمت وقرأت.
13711- حدثنا أبو كريب قال، حدثنا ابن عطية قال، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن التميمي، قال: قلت لابن عباس: أرأيت قوله: (درست) ؟ قال: قرأت وتعلمت.
(1) انظر تفسير (( الدرس )) فيما سلف 6: 544 - 546.
13712- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا حكام، عن عنبسة، عن أبي إسحاق، عن التميمي، عن ابن عباس، مثله.
* * *
* ذكر من قرأ ذلك (دَارَسْتَ) ، وتأوله بمعنى: جادلت، من المتقدمين.
13713- حدثنا عمران بن موسى قال، حدثنا عبد الوارث، عن حميد، عن مجاهد، عن ابن عباس: "دارست" ، يقول: قارأت.
13714- حدثني يعقوب قال، حدثنا ابن علية، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنه كان يقرؤها: "وَلِيَقُولُوا دَارَسْتَ" ، أحسبه قال: قارأت أهل الكتاب.
13715- حدثني محمد بن بشار قال، حدثنا عبد الرحمن قال، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن التميمي، عن ابن عباس: "وليقولوا دارست" ، قال: قارأت وتعلمت.
13716- حدثنا محمد بن المثنى قال، حدثنا أبو داود قال، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال، سمعت التميمي يقول: سألت ابن عباس عن قوله: "وليقولوا دارست" ، قال: قارأت وتعلَّمت.
13717- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن علية، عن أبي المعلى، عن سعيد بن جبير قال، كان ابن عباس يقرؤها: "دَارَسْتَ" .
13718- حدثنا المثنى قال، حدثنا آدم العسقلاني قال، حدثنا شعبة قال، حدثنا أبو المعلى قال، سمعت سعيد بن جبير يقول: كان ابن عباس يقرأ: "دَارَسْتَ" ، بالألف، بجزم السين، ونصب التاء.
13719- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار قال، أخبرني عمرو بن كيسان: أن ابن عباس
كان يقرأ: "دَارَسْتَ" ، تلوت، خاصمت، جادلت.
13720- حدثنا أبو كريب وابن وكيع قالا حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن كيسان، قال ابن عباس في: "دارست" ، قال: تلوت، خاصمت، جادلت.
13721- حدثنا ابن بشار قال، حدثنا محمد بن جعفر قال، حدثنا شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير في هذه الآية: "وليقولوا دارست" ، قال: قارأت.
13722- حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا شعبة قال، حدثنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير أنه قرأ: "دَارَسْتَ" ، بالألف أيضًا، منتصبة التاء، وقال: قارأت.
13723- حدثني المثنى قال، حدثنا الحجاج قال، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير أنه قرأ: "دَارَسْتَ" ، أي: ناسخت.
13724- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: "دارست" ، قال: فاقهت، قرأت على يهود، وقرأوا عليك.
13725- حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: "وليقولوا دارست" ، قال: قارأت، قرأت على يهود، وقرأوا عليك.
13726- حدثني المثنى قال، حدثنا عمرو بن عون قال، حدثنا هشيم، عن جويبر، عن الضحاك في قوله: "دارست" ، يعني، أهلَ الكتاب.
13727- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: "دارست" ، قال: قرأت على يهود، وقرأوا عليك.
13728- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال،
حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس في قوله: "وليقولوا دارست" ، قال: قالوا دارستَ أهل الكتاب، وقرأت الكتب وتعلَّمتها.
* * *
* ذكر من قرأ ذلك: "دُرِسَتْ" بمعنى: تُليت، وقُرِئت، (1) على وجه ما لم يسمَّ فاعله.
13729- حدثنا عمران بن موسى القزاز قال، حدثنا عبد الوارث بن سعيد قال، حدثنا الحسين المعلم وسعيد، عن قتادة: "وكذلك نصرف الآيات وليقولوا دُرِسَتْ" ، أي: قرئت وتعلمت.
13730- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر قال، قال قتادة: "دُرِست" ، قرئت = وفي حرف ابن مسعود: "دَرَسَ" .
* * *
ذكر من قال ذلك: "دَرَسَتْ" بمعنى: انمحت وتقادمت، أي هذا الذي تتلوه علينا قد مرَّ بنا قديمًا، وتطاولت مدته. (2)
13731- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد، قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قال: كان الحسن يقرأ: "وَلِيَقُولُوا دَرَسَتْ" ، أي: انمحت.
13732- حدثني المثنى قال، حدثنا آدم قال، حدثنا شعبة قال، حدثنا أبو إسحاق الهمداني قال: في قراءة ابن مسعود: "دَرَسَتْ" ، بغير ألف، بنصب السين، ووقف التاء. (3)
13733- حدثنا الحسن بن يحيى قال، أخبرنا عبد الرزاق قال، أخبرنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار قال، سمعت ابن الزبير يقول: إن صبيانًا ههنا يقرؤون: "دَارَسْتَ" وإنما هي "دَرَسَتْ" .
(1) في المخطوطة والمطبوعة: (( نبئت )) ، وهو خطأ محض، صوابه ما أثبت، كما سلف، ص: 26 س: 9.
(2) انظر معاني القرآن للفراء 1: 349.
(3) (( الوقف )) في اصطلاحهم قديمًا، هو (( السكون )) عند النحويين.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|