الموضوع: شبهة بلا عنوان
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-07-2025, 09:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,216
الدولة : Egypt
افتراضي شبهة بلا عنوان

شبهة بلا عنوان


الفتنة لا تطرق الباب بصوتٍ مريب، ولا تأتيك بوجهها الحقيقي، بل تمشي إليك متزيّنة، محمولة على أكتاف “الخيار الشخصي”، أو مبررة بـ”التنوع الثقافي”، أو ملفوفة بورق حرية الفكر، حتى تستقر في قلبك دون أن تنتبه لعلاماتها الأولى.
الشبهة لا تدخل العقل بعقلانيتها، بل تتسلل إليه بتكرارٍ ناعم، وتداخلٍ لغوي يُربك المعجم القيمي، فيتحوّل الحرام إلى المختلف فيه، والمنكر إلى اجتهاد، والذنب إلى حرية شخصية، وهكذا تُعاد هندسة الفطرة، لا بالجهر، بل بالتحايل على الألفاظ، حتى يفقد القلب مناعته، ويستبدل الإنكار بالتبرير، ويصير الصمت فضيلة، والإعجاب “تفهّمًا”.
وقد نبّه رسول الله ﷺ إلى طبيعة الفتنة التي لا يُدركها الحسّ، فقال عن أخطرها: “ «مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب» (صحيح مسلم)، فكان الشاهد النبوي دقيقًا: لا يقرأها إلا مؤمن، لا ببصره، بل ببصيرته، فليست المشكلة في وضوح الفتنة، بل في ظلمة القلب الذي لا يراها.
ومن هنا كانت أخطر الفتن ليست تلك التي تُرعبك من بعيد، بل التي تضحك لك من قريب، وتبدو مألوفة، مغلّفةً بالرحمة والتفهم والانفتاح، لكنها في حقيقتها انزلاقٌ ناعمٌ نحو التيه.
منقول








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.57 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.42%)]