عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-07-2025, 12:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى



تَّفْسِيرِ
(الْجَامِعِ لِأَحْكَامِ الْقُرْآنِ ، وَالْمُبَيِّنِ لِمَا تَضَمَّنَهُ مِنَ السُّنَّةِ وَآيِ الْفُرْقَانِ )
الشَّيْخُ الْفَقِيهُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقُرْطُبِيُّ
المجلد (15)
سُورَةُ يس
من صــ 356 الى صــ 362
الحلقة (591)






دون الله ، أعبدتموهم لأن لهم شركة في خلق السموات ، أم خلقوا من الأرض شيئا { أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً } أي أم عندهم كتاب أنزلناه إليهم بالشركة. وكان في هذا رد على من عبد غير الله عز وجل ؛ لأنهم لا يجدون في كتاب من الكتب أن الله عز وجل أمر أن يعبد غيره. { فَهُمْ عَلَى بَيِّنَتٍ مِنْهُ } قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وحفص عن عاصم { عَلَى بَيِّنَةٍ } بالتوحيد ، وجمع الباقون. والمعنيان متقاربان إلا أن قراءة الجمع أولى ؛ لأنه لا يخلو من قرأه { عَلَى بَيِّنَةٍ } من أن يكون خالف السواد الأعظم ، أو يكون جاء به على لغة من قال : جاءني طلحت ، فوقف بالتاء ، وهذه لغة شاذة قليلة ؛ قال النحاس. وقال أبو حاتم وأبو عبيد : الجمع أولى لموافقته الخط ، لأنها في مصحف عثمان {بينات} بالألف والتاء. { بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً } أي أباطيل تغر ، وهو قول السادة للسفلة : إن هذه الآلهة تنفعكم وتقربكم. وقبل : إن الشيطان يعد المشركين ذلك. وقيل : وعدهم بأنهم ينصرون عليهم.
الآية : [41] { إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً }
قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا } لما بين أن ألهتهم لا تقدر على خلق شيء من السموات والأرض بين أن القهما وممسكهما هو الله ، فلا يوجد حادث إلا بإيجاده ، ولا يبقى إلا ببقائه. و { إِنَّ } في موضع نصب بمعنى كراهة أن تزولا ، أو لئلا تزولا ، أو يحمل على المعنى ؛ لأن المعنى أن الله يمنع السموات والأرض أن تزولا ، فلا حاجة على هذا إلى إضمار ، وهذا قول الزجاج. { وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ } قال الفراء : أي ولو زالتا ما أمسكهما من أحد. و {إن} بمعنى ما. قال : وهو مثل قوله : { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ } . وقيل : المراد زوالهما
يوم القيامة. وعن إبراهيم قال : دخل رجل من أصحاب ابن مسعود إلى كعب الأحبار يتعلم منه العلم ، فلما رجع قال له ابن مسعود : ما الذي أصبت من كعب ؟ قال سمعت كعبا يقول : إن السماء تدور على قطب مثل قطب الرحى ، في عمود على منكب ملك ؛ فقال له عبدالله : وددت أنك انقلبت براحلتك ورحلها ، كذب كعب ، ما ترك يهوديته! إن الله تعالى يقول : { إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا } إن السموات لا تدور ، ولو كانت تدور لكانت قد زالت. وعن ابن عباس نحوه ، وأنه قال لرجل مقبل من الشام : من ، لقيت به ؟ قال كعبا. قال : وما سمعته يقول ؟ قال : سمعته يقول : إن السموات على منكب ملك. فال : كذب كعب ، أما ترك يهوديته بعد! إن الله تعالى يقول : { إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا } والسموات سبع والأرضون سبع ، ولكن لما ذكرهما أجراهما مجرى شيئين ، فعادت الكناية إليهما ، وهو كقوله تعالى : { أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا } ثم ختم الآية بقوله : { إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } لأن المعنى فيما ذكره بعض أهل التأويل : أن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا من كفر الكافرين ، وقولهم اتخذ الله ولدا. قال الكلبي : لما قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ، كادت السموات والأرض أن تزولا عن أمكنتهما ، فمنعهما الله ، وأنزل هذه الآية فيه ؛ وهو كقوله تعالى : { لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ } الآية.
الآية : [42] { وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً }
الآية : [43] { اسْتِكْبَاراً فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً }
قوله تعالى : { وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ } هم قريش أقسموا قبل أن يبعث الله رسول محمدا صلى الله عليه وسلم ، حين بلغهم أن أهل الكتاب كذبوا رسلهم ، فلعنوا من كذب نبيه منهم ، وأقسموا بالله جل اسمه { لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ } أي نبي { لَيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً } يعني ممن كذب الرسل من أهل الكتاب. وكانت العرب تتمنى أن يكون منهم رسول كما كانت الرسل من بني إسرائيل ، فلما جاءهم ما تمنوه وهو النذير من أنفسهم ، نفروا عنه ولم يؤمنوا به. { اسْتِكْبَاراً } أي عتوا عن الإيمان { وَمَكْرَ السَّيِّئِ } أي مكر العمل السيئ وهو الكفر وخدع الضعفاء ، وصدهم عن الإيمان ليكثر أتباعهم. وأنث { مِنْ إِحْدَى الأُمَمِ } لتأنيث أمة ؛ قاله الأخفش. وقرأ حمزة والأخفش { وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ } فحذف الإعراب من الأول وأثبته في الثاني. قال الزجاج : وهو لحن ؛ وإنما صار لحنا لأنه حذف الإعراب منه. وزعم المبرد أنه لا يجوز في كلام ولا في شعر ؛ لأن حركات الإعراب لا يجوز حذفها ، لأنها دخلت للفرق بين المعاني. وقد أعظم بعض النحويين أن يكون الأعمش على جلالته ومحله يقرأ بهذا ، قال : إنما كان يقف عليه ، فغلط من أدى عنه ، قال : والدليل على هذا أنه تمام الكلام ، وأن الثاني لما لم يكن تمام الكلام أعرب باتفاق ، والحركة في الثاني أثقل منها في الأول لأنها ضمة بين كسرتين. وقد احتج بعض النحويين لحمزة في هذا بقول سيبويه ، وأنه أنشد هو وغيره :
إذا اعوججن قلت صاحِبْ قَوِّم
وقال الآخر :
فاليوم أشربْ غير مستحقب ... إثما من الله ولا واغل
وهذا لاحجة فيه ؛ لأن سيبويه لم يجزه ، وإنما حكاه عن بعض النحويين ، والحديث إذا قيل فيه عن بعض العلماء لم يكن فيه حجة ، فكيف وإنما جاء به على وجه الشذوذ ولضرورة الشعر وقد خولف فيه. وزعم الزجاج أن أبا العباس أنشده :
إذا اعوججن قلت صاح قوم
وأنه أنشد :
فاليوم اشرب غير مستحقب
بوصل الألف على الأمر ؛ ذكر جميعه النحاس. الزمخشري : وقرأ حمزة { الْمَكْرُ السَّيِّئُ } بسكون الهمزة ، وذلك لاستثقاله الحركات ، ولعله اختلس فظن سكونا ، أو وقف وقفة خفيفة ثم ابتدأ {وَلا يَحِيقُ} . وقرأ ابن مسعود { وَمَكْرَاً سيئاً } وقال المهدوي : ومن سكن الهمزة من قوله : {ومكر السيئ} فهو على تقدير الوقف عليه ، ثم أجرى الوصل مجرى الوقف ، أو على أنه أسكن الهمزة لتوالي الكسرات والياءات ، كما قال :
فاليوم اشرب غير مستحقب
قال القشيري : وقرأ حمزة {ومكر السيئْ } بسكون الهمزة ، وخطأه أقوام. وقال قوم : لعله وقف عليه لأنه تمام الكلام ، فغلط الراوي وروى ذلك عنه في الإدراج ، وقد سبق الكلام في أمثال هذا ، وقلنا : ما ثبت بالاستفاضة أو التواتر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأه فلا بد من جوازه ، ولا يجوز أن يقال : إنه لحن ، ولعل مراد من صار إلى الخطة أن غيره أفصح منه ، وإن كان هو فصيحا. { وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ } أي لا ينزل عاقبه الشرك إلا بمن أشرك. وقيل : هذا إشارة إلى قتلهم ببدر. وقال الشاعر :
وقد دفعوا المنية فاستقلت ... ذراعا بعد ما كانت تحيق
أي تنزل ، وهذا قول قطرب. وقال الكلبى : { يَحِيقُ } بمعنى يحيط. والحوق الإحاطة ، يقال : حاق به كذا أي أحاط به. وعن ابن عباس أن كعبا قال له : إني أجد في التوراة "من حفر لأخيه حفرة وقع فيها" ؟ فقال ابن عباس : فاني أوجدك في القرآن ذلك. قال : وأين ؟ قال : فاقرأ { وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاّبِأَهْلِهِ } ومن أمثال
العرب "من حفر لأخيه جبا وقع فيه منكبا" وروى الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لا تمكر ولا تعن ماكرا فإن الله تعالى يقول : { وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ } ، ولا تبغ ولا تعن باغيا فإن الله تعالى يقول : { فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ } وقال تعالى : { إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ } وقال بعض الحكماء :"
يا أيها الظالم في فعله ... والظلم مردود على من ظلم
إلى متى أنت وحتى متى ... تحصي المصائب وتنسى النعم
وفي الحديث "المكر والخديعة في النار" . فقوله : "في النار" يعني في الآخرة تدخل أصحابها في النار ؛ لأنها من أخلاق الكفار لا من أخلاق المؤمنين الأخيار ؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في سياق هذا الحديث : "وليس من أخلاق المؤمن المكر والخديعة والخيانة" . وفي هذا أبلغ تحذير عن التخلق بهذه الأخلاق الذميمة ، والخروج عن أخلاق الإيمان الكريمة.
قوله تعالى : { فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّض سُنَّتَ الأَوَّلِينَ } أي إنما ينتظرون العذاب الذي نزل بالكفار الأولين. { فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً } أي أجرى الله العذاب على الكفار ، وجعل ذلك سنة فيهم ، فهو يعذب بمثله من استحقه ، لا يقدر أحد أن يبدل ذلك ، ولا أن يحول العذاب عن نفسه إلى غيره. والسنة الطريقة ، والجمع سنن. وقد مضى في {آل عمران} وأضافها إلى الله عز وجل. وقال في موضع آخر : {سنة سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا } فأضاف إلى القوم لتعلق الأمر بالجانبين ؛ وهو كالأجل ، تارة يضاف إلى الله ، تارة إلى القوم ؛ قال الله تعالى : { فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ } وقال : { فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ }
الآية : [44] { أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً }
بين السنة التي ذكرها ؛ أي أو لم يروا ما أنزلنا بعاد وثمود ، ومدين وأمثالهم لما كذبوا الرسل ، فتدبروا ذلك بنظرهم إلى مساكنهم ودورهم ، وبما سمعوا على التواتر بما حل بهم ، أفليس فيه عبرة وبيان لهم ؛ ليسوا خيرا من أولئك ولا أقوى ، بل كان أولئك أقوى ؛ دليله قوله : { وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ } أي إذا أراد إنزال عذاب بقوم لم يعجزه ذلك. { إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً } .
الآية : [45] { وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً }
قوله تعالى : { وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا } يعني من الذنوب. { مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ } قال ابن مسعود : يريد جميع الحيوان مما دب ودرج. قال قتادة : وقد فعل ذلك ومن نوح عليه السلام. وقال الكلبي : { مِنْ دَابَّةٍ } يريد الجن والإنس دون غيرهما ؛ لأنهما مكلفان بالعقل. وقال ابن جرير والأخفش والحسين بن الفضل : أراد بالدابة هنا الناس هنا وحدهم دون غيرهم.
قلت : والأول أظهر ؛ لأنه عن صحابي كبير. قال ابن مسعود : كاد الجعل أن يعذب في حجره بذنب ابن آدم. وقال يحيى بن أبي كثير : أمر رجل بالمعروف ونهى عن المنكر ، فقال له رجل : عليك بنفسك فإن الظالم لا يضر إلا نفسه. فقال أبو هريرة : كذبت ؟ والله الذي لا إله إلا هو ثم قال والذي نفسي بيده إن الحبارى لتموت هزلا في وكرها بظلم الظالم. وقال الثمالي ويحيى بن سلام في هذه الآية : يحبس الله المطر فيهلك كل شيء. وقد مضى في {البقرة} نحو هذا عن عكرمة ومجاهد في تفسير { وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ } هم الحشرات والبهائم يصيبهم الجدب بذنوب علماء السوء الكاتمين فيلعنونهم. وذكرنا هناك حديث البراء



بن عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : { وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ } قال : "دواب الأرض" . { وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً } قال مقاتل : الأجل المسمى هو ما وعدهم في اللوح المحفوظ. وقال يحيى : هو يوم القيامة. { فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ } أي بمن يستحق العقاب منهم { بَصِيراً } ولا يجوز أن يكون العامل في {إذا} { بَصِيراً } كما لا يجوز : اليوم إن زيدا خارج. ولكن العامل فيها { جَاءَ } لشبهها بحروف المجازاة ، والأسماء التي يجازى بها يعمل فيها ما بعدها. وسيبويه لا يرى المجازاة بـ {إذا} إلا في الشعر ، كما قال :
إذا قصرت أسيافنا كان وصلها ... خطانا إلى أعدائنا فنضارب
ختمت سورة {فاطر} والحمد لله.
المجلد الخامس عشر


تفسير سورة يس
الجزء 15 من الطبعة


سورة يس

وهي مكية بإجماع. وهي ثلاث وثمانون آية ؛ إلا أن فرقة قالت : إن قوله تعالى : {نَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ } [يس : 12] نزلت في بني سلمة من الأنصار حين أرادوا أن يتركوا ديارهم ، وينتقلوا إلى جوار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، على ما يأتي. وفي كتاب أبي داود عن معقل بن يسار قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "اقرؤوا يس على موتاكم" . وذكر الآجري من حديث أم الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ما من ميت يقرأ عليه سورة يس إلا هون الله عليه. وفي مسند الدارمي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من قرأ سورة يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له في تلك الليلة "خرجه أبو نعيم الحافظ أيضا. وروى الترمذي عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن لكل شيء قلبا وقلب القرآن يس ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات "قال : هذا حديث غريب ، وفي إسناده هارون أبو محمد شيخ مجهول ؛ وفي الباب عن أبي بكر الصديق ، ولا يصح حديث أبي بكر من قبل إسناده ، وإسناده ضعيف. وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إن في القرآن لسورة تشفع لقرائها ويغفر لمستمعها ألا وهي سورة يس تدعى في التوراة المعمة "قيل : يا رسول الله وما المعمة ؟ قال :" تعم صاحبها بخير الدنيا وتدفع عنه أهاويل الآخرة وتدعى الدافعة والقاضية "قيل : يا رسول الله وكيف ذلك ؟ قال :" تدفع عن صاحبها كل سوء وتقضي له كل حاجة ومن قرأها عدلت له عشرين حجة ومن سمعها كانت له كألف دينار تصدق بها في سبيل الله ومن كتبها وشربها أدخلت جوفه ألف دواء وألف نور وألف يقين وألف رحمة وألف رأفة وألف هدى ونزع
عنه كل داء وغل ". ذكره الثعلبي من حديث عائشة ، والترمذي الحكيم في نوادر الأصول من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه مسندا. وفي مسند الدارمي عن شهر بن حوشب قال : قال ابن عباس : من قرأ" يس "حين يصبح أعطي يسر يومه حتى يمسي ومن قرأها في صدر ليلته أعطي يسر ليلته حتى يصبح. وذكر النحاس عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : لكل شيء قلب وقلب القرآن يس من قرأها نهارا كفي همه ومن قرأها ليلا غفر ذنبه. وقال شهر بن حوشب : يقرأ أهل الجنة" طه "و" يس "فقط."

رفع هذه الأخبار الثلاثة الماوردي فقال : روى الضحاك عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن لكل شيء قلبا وإن قلب القرآن يس ومن قرأها في ليلة أعطي يسر تلك الليلة ومن قرأها في يوم أعطي يسر ذلك اليوم وإن أهل الجنة يرفع عنهم القرآن فلا يقرؤون شيئا إلا طه ويس" . وقال يحيى بن أبي كثير : بلغني أن من قرأ سورة "يس" ليلا لم يزل في فرح حتى يصبح ، ومن قرأها حين يصبح لم يزل في فرح حتى يمسي ؛ وقد حدثني من جربها ؛ ذكره الثعلبي وابن عطية ، قال ابن عطية : ويصدق ذلك التجربة. وذكر الترمذي الحكيم في نوادر الأصول عن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن الصلت عن عمر بن ثابت عن محمد بن مروان عن أبي جعفر قال : من وجد في قلبه قساوة فليكتب "يس" في جام بزعفران ثم يشربه ؛ حدثني أبي رحمه الله قال : حدثنا أصرم بن حوشب ، عن بقية بن الوليد ، عن المعتمر بن أشرف ، عن محمد بن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "القرآن أفضل من كل شيء دون الله وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه فمن وقر القرآن فقد وقر الله ومن لم يوقر القرآن لم يوقر الله وحرمة القرآن عند الله كحرمة الوالد على ولده. القرآن شافع مشفع وما حل مصدق فمن شفع له القرآن شفع ومن محل به القرآن صُدق ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار. وحملة القرآن هم المحفوفون بحرمة الله الملبسون نور الله المعلمون كلام الله من والاهم فقد والى الله ومن عاداهم فقد عادى الله ، يقول الله تعالى : يا حملة القرآن"
استجيبوا لربكم بتوقير كتابه يزدكم حبا ويحببكم إلى عباده يدفع عن مستمع القرآن بلوى الدنيا ويدفع عن تالي القرآن بلوى الآخرة ومن استمع آية من كتاب الله كان له أفضل مما تحت العرش إلى التخوم وإن في كتاب الله لسورة تدعى العزيزة ويدعى صاحبها الشريف يوم القيامة تشفع لصاحبها في أكثر من ربيعة ومضر وهي سورة يس ". وذكر الثعلبي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" من قرأ سورة يس ليلة الجمعة أصبح مغفورا له ". وعن أنس أن رسول الله صلى قال :" من دخل المقابر فقرأ سورة يس خفف الله عنهم يومئذ وكان له بعدد من فيها حسنات "."
3 -
الآية : 1 - 5 {يس ، وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ، تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ}

قوله تعالى : {يس} في "يس" أوجه من القراءات : قرأ أهل المدينة والكسائي {يس والقرآن الحكيم} بإدغام النون في الواو. وقرأ أبو عمرو والأعمش وحمزة {يَسِنْ} بإظهار النون. وقرأ عيسى بن عمر {يَسِنَ} بنصب النون. وقرأ ابن عباس وابن أبي إسحاق ونصر بن عاصم {يسِنِ} بالكسر. وقرأ هارون الأعور ومحمد بن السميقع {يَسِنُ} بضم النون ؛ فهذه خمس قراءات. القراءة الأولى بالإدغام على ما يجب في العربية ؛ لأن النون تدغم في الواو. ومن بين قال : سبيل حروف الهجاء أن يوقف عليها ، وإنما يكون الإدغام في الإدراج. وذكر سيبويه النصب وجعله من جهتين : إحداهما : أن يكون مفعولا ولا يصرفه ؛ لأنه عنده اسم أعجمي بمنزلة هابيل ، والتقدير أذكر يسين. وجعله سيبويه اسما للسورة. وقوله الآخر أن يكون مبنيا على الفتح مثل كيف وأين. وأما الكسر فزعم الفراء أنه مشبه بقول العرب جير لا أفعل ، فعلى هذا يكون {يسِنِ} قسما. وقاله ابن عباس. وقيل : مشبه بأمس وحذام وهؤلاء ورقاش. وأما الضم فمشبه بمنذ وحيث وقط ، وبالمنادى المفرد إذا قلت يا رجل ، لمن يقف عليه. قال ابن السميقع وهارون : وقد جاء في تفسيرها
يا رجل فالأولى بها الضم. قال ابن الأنباري " {يس} وقف حسن لمن قال هو افتتاح للسورة. ومن قال : معنى {يس} يا رجل لم يقف عليه. وروي عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أن معناه يا إنسان ، وقالوا في قوله تعالى : {سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ } [الصافات : 130] أي على آل محمد. وقال سعيد بن جبير : هو اسم من أسماء محمد صلى الله عليه وسلم ؛ ودليله {إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ } . قال السيد الحميري :"

يا نفس لا تمحضي بالنصح جاهدة ... على المودة إلا آل ياسين

وقال أبو بكر الوراق : معناه يا سيد البشر. وقيل : إنه اسم من أسماء الله ؛ قاله مالك. روى عنه أشهب قال : سألته هل ينبغي لأحد أن يتسمى بياسين ؟ قال : ما أراه ينبغي لقول الله : {يس ، وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} يقول هذا اسمي يس. قال ابن العربي هذا كلام بديع ، وذلك أن العبد يجوز له أن يتسمى باسم الرب إذا كان فيه معنى منه ؛ كقوله : عالم وقادر ومريد ومتكلم. وإنما منع مالك من التسمية بـ {يسين} ؛ لأنه اسم من أسماء الله لا يدرى معناه ؛ فربما كان معناه ينفرد به الرب فلا يجوز أن يقدم عليه العبد. فإن قيل فقد قال الله تعالى : {سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ } [الصافات : 130] قلنا : ذلك مكتوب بهجاء فتجوز التسمية به ، وهذا الذي ليس بمتهجى هو الذي تكلم مالك عليه ؛ لما فيه من الإشكال ؛ والله أعلم. وقال بعض العلماء : افتتح الله هذه السورة بالياء والسين وفيهما مجمع الخير : ودل المفتتح على أنه قلب ، والقلب أمير على الجسد ؛ وكذلك {يس} أمير على سائر السور ، مشتمل على جميع القرآن. ثم اختلفوا فيه أيضا ؛ فقال سعيد بن جبير وعكرمة : هو بلغة الحبشة. وقال الشعبي : هو بلغة طي. الحسن : بلغة كلب. الكلبي : هو بالسريانية فتكلمت به العرب فصار من لغتهم. وقد مضى هذا المعنى في {طه} وفي مقدمة الكتاب مستوفى. وقد سرد القاضي عياض أقوال المفسرين في معنى {يس} فحكى أبو محمد مكي أنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لي عند ربي عشرة أسماء" ذكر أن منها طه ويس اسمان له.
قلت : وذكر الماوردي عن علي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إن الله تعالى أسماني في القرآن سبعة أسماء محمد وأحمد وطه ويس والمزمل والمدثر وعبدالله" قاله القاضي. وحكى أبو عبد الرحمن السلمي عن جعفر الصادق أنه أراد يا سيد ، مخاطبة لنبيه صلى الله عليه وسلم وعن ابن عباس : {يس} يا إنسان أراد محمدا صلى الله عليه وسلم. وقال : هو قسم وهو من أسماء الله سبحانه. وقال الزجاج : قيل معناه يا محمد وقيل يا رجل وقيل يا إنسان. وعن ابن الحنفية : {يس} يا محمد. وعن كعب : {يس} قسم أقسم الله به قبل أن يخلق السماء والأرض بألفي عام قال يا محمد : {إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} ثم قال : {وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} . فإن قدر أنه من أسمائه صلى الله عليه وسلم ، وصح فيه أنه قسم كان فيه من التعظيم ما تقدم ، ويؤكد فيه القسم عطف القسم الآخر عليه. وإن كان بمعنى النداء فقد جاء قسم آخر بعده لتحقيق رسالته والشهادة بهدايته. أقسم الله تعالى باسمه وكتابه أنه لمن المرسلين بوحيه إلى عباده ، وعلى صراط مستقيم من إيمانه ؛ أي طريق لا اعوجاج فيه ولا عدول عن الحق. قال النقاش : لم يقسم الله تعالى لأحد من أنبيائه بالرسالة في كتابه إلا له ، وفيه من تعظيمه وتمجيده على تأويل من قال إنه يا سيد ما فيه ، وقد قال عليه السلام : "أنا سيد ولد آدم" انتهى كلامه. وحكى القشيري قال ابن عباس : قالت كفار قريش لست مرسلا وما أرسلك الله إلينا ؛ فأقسم الله بالقرآن المحكم أن محمدا من المرسلين. "والحكيم" المحكم حتى لا يتعرض لبطلان وتناقض ؛ كما قال : {أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} [هود : 1] . وكذلك أحكم في نظمه ومعانيه فلا يلحقه خلل. وقد يكون {الْحَكِيمُ} في حق الله بمعنى المحكم بكسر الكاف كالأليم بمعنى المؤلم. {عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} أي دين مستقيم وهو الإسلام. وقال الزجاج : على طريق الأنبياء الذين تقدموك ؛ وقال : {إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} خبر إن ، و {عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} خبر ثان ، أي إنك لمن المرسلين ، وإنك على صراط مستقيم. وقيل : المعنى لمن المرسلين على استقامة ؛ فيكون قوله : {عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} من صلة المرسلين ؛ أي إنك لمن المرسلين
الذين أرسلوا على طريقة مستقيمة ؛ كقوله تعالى : {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّهِ} أي الصراط الذي أمر الله به.

قوله تعالى : {تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} قرأ ابن عامر وحفص والأعمش ويحيى وحمزة والكسائي وخلف : {تَنْزِيلَ} بنصب اللام على المصدر ؛ أي نزل الله ذلك تنزيلا. وأضاف المصدر فصار معرفة كقوله : {فَضَرْبَ الرِّقَابِ} [محمد : 4] أي فضربا للرقاب. الباقون {تَنْزِيلُ} بالرفع على خبر ابتداء محذوف أي هو تنزيل ، أو الذي أنزل إليك تنزيل العزيز الرحيم. هذا وقرئ : {تنزيل} بالجر على البدل من {القرآن} والتنزيل يرجع إلى القرآن. وقيل : إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أي إنك لمن المرسلين ، وإنك {تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ} . فالتنزيل على هذا بمعنى الإرسال ؛ قال الله تعالى : {قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً يَتْلُو} [الطلاق : 11] ويقال : أرسل الله المطر وأنزله بمعنى. ومحمد صلى الله عليه وسلم رحمة الله أنزلها من السماء. ومن نصب قال : إنك لمن المرسلين إرسالا من العزيز الرحيم. و {العزِيزِ} المنتقم ممن خالفه {الرحِيم} بأهل طاعته.

3 -
الآية : 6 - 8 {لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ، لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ، إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ }

قوله تعالى : {لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ } {مَا} لا موضع لها من الإعراب عند أكثر أهل التفسير ، منهم قتادة ؛ لأنها نفي والمعنى : لتنذر قوما ما أتى آباءهم قبلك نذير. وقيل : هي بمعنى الذي فالمعنى : لتنذرهم مثل ما أنذر آباؤهم ؛ قاله ابن عباس وعكرمة وقتادة أيضا. وقيل : إن {مَا} والفعل مصدر ؛ أي لتنذر قوما إنذار آبائهم. ثم يجوز أن تكون العرب قد بلغتهم بالتواتر أخبار الأنبياء ؛ فالمعنى لم ينذروا برسول من أنفسهم. ويجوز أن يكون بلغهم الخبر ولكن غفلوا وأعرضوا ونسوا. ويجوز أن يكون هذا خطابا لقوم لم يبلغهم خبر نبي ، وقد قال الله : {وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ}







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 48.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.17 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.29%)]