بنات الرسول صلى الله عليه وسلم
السيدة زينب بنت محمد عليه السلام
هي زينب بنت محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ووالدتها أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وهي كبرى بنات النبي صلى الله عليه وسلم وأولاده، ولدت في مكة المكرمة قبل البعثة النبوية بعشر سنوات، ولما بلغت سن الزواج طلبتها خالتها هالة بنت خويلد من أختها خديجة لابنها أبي العاص ,فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم له وذلك قبل البعثة، فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت زينب، وبقي زوجها على شركه.ولدت له ولداً اسمه: علي، وبنتاً اسمها: أمامة،
جاءت الهجرة فهاجر الرسول عليه السلام ثم أختيها فاطمة وأم كلثوم، وبقيت في مكة في بيت زوجها إذ لم يكن الإسلام فرّق بينهما بعد، وفي السنة الثانية للهجرة حدثت معركة بدر بين المسلمين وفيهم أبوها وبعض أهلها، وبين كفار قريش وفيهم زوجها,انتصر المسلمين وأسر زوجها ،
فبعثت السيدة زينب في فداءه بمال ووضعت فيها قلادة كانت أهدتها لها أمها يوم عرسها، فلما رأى الرسول عليه السلام القلادة رقّ لها رقّة شديدة، وقال لأصحابه: (إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا)، وامتثلوا لطلبه،فاستدعى الرسول صلى الله عليه وسلم أبا العاص وأخذ عليه عهداً بإرسال زينب إليه في المدينة في أقرب فرصة،لتعيش مع أسرتها بعيداً عن زوجها.
وفي أواخر سنة ست للهجرة خرج زوجها تاجراً إلى الشام، ولما رجع ماراً قرب المدينة لقيته سرية رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابوا البضاعة، وفر أبو العاص ، والتجأ إلى بيت السيدة زينب واستجار بها، ولما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الصبح صرخت زينب من صُفّة النساء: أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع، فدخل رسول الله على ابنته فقال: أي بنيه أكرمي مثواه ولا يخلص إليك، فإنك لا تحلين له ما دام مشركاً، ومن هذا اليوم أسلم أبو العاص واستأذن من الرسول للذهاب إلى مكة ثم عاد إلى النبي في المدينة مهاجراً في شهر محرم سنة للهجرة. فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بالنكاح الأول وبعد نحو عام مرضت السيدة زينب ثم توفيت على إثر ذلك، فصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفنت في البقيع رحمها الله تعالى ورضي الله عنها.