عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28-05-2025, 12:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,835
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قصَّة موسى في القرآن الكريم

26-قصَّة موسى في القرآن الكريم


بقلم : مجـْـد مكَّي




تحريض أركان القصر الفرعوني على موسى وقومه
آمن سحرة فرعون بموسى وكثر أتباعه من بني إسرائيل ،ولكنَّ الملأ من قوم فرعون سَمَّوا إيمان هؤلاء الفتية فساداً، وشكوا ذلك لفرعون: [وَقَالَ المَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآَلِهَتَكَ] {الأعراف:127}.
وقال جماعةٌ من أشراف قوم فرعون لفرعون: أَتَدَعُ موسى وقومَهُ من بني إسرائيل؛ حتى تكون عاقبة أمرهم الإفساد في أرض «مصر» بتأليب الناس عليك، والانقضاض على حكمك، وَلِينْبذَكَ مُوسى مع آلهتك معزولين، فلا تجدون مطيعين عابدين لكم، ولا أنصاراً ينصرونكم.
جاء تحريضهم لفرعون بإثارة انتباهه نحو المؤمنين من بني إسرائيل، وتظهر في هذه الآيات حقيقة بطانة السوء في نقلهم للمعلومات المشوّهة، والأوصاف المثيرة للظالم... وهكذا إذا كان يوصف المؤمنون بالفساد في الأرض فيما مضى، فهم اليوم يوصفون بالإرهاب وتخريب المنجزات والقضاء على مكاسب الثورات.
وكانت استجابة فرعون لتحريض وزرائه ومجلس المُسْتشارين:[قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ] {الأعراف:127}
قال فرعون لما استثير غضبه: سَنُقَتِّل أبناء بني إسرائيل الذكور، لإيقاف القدرات القتاليَّة لديهم، ونترك مواليدهم من البنات اللواتي سيكون مصيرهنَّ نساءً أحياءً للخدمة والاستمتاع، وإنا فوقهم قاهرون بالغَلَبة والقُدرة عليهم .

وقال أركان القصر الفرعوني بعدما بدأ بعض قومِهِ الإسرائيليين يؤمنون به، وبما جاء به عن ربه:[قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ] {غافر:25}أي: أعيدوا قتلَ أبناء الذين آمنوا معه، واستبْقُوا المواليد الإناث على قيد الحياة؛ للخدمة إذا صرن نساء كما فعلتم من قبل؛ ليصدُّوهم بذلك عن متابعة موسى عليه السلام ومظاهرته، خوفاً من أن يؤمن به كلُّ الإسرائيليين، ويمتدُّ إلى المصريين، [وما كيْد الكافرينَ إلا في ضلال]أي: وما تدبير فرعون وقومه وكيدهم الذي يكيدونه لحماية باطلهم إلا مغموساً في أوحال ضلال عن الحقِّ والهدى والرشاد، يُذهب الله كَيْدهم في نهاية الأمر، ويحيق بهم ما يريده الله بهم من ضياع وخسران.
وفكَّر فرعون في قتل موسى ليمنع هذا المدَّ الإيماني من الانتشار، وقال لوزرائه ومجلس المُسْتشارين في أواخر دعوة موسى عليه السلام في مصر، وبعد أن أجرى الله له الآيات التسع التي آتاه إيَّاها: [وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ] {غافر:26} اتركوني أقْتل موسى، وَلْيَدعُ موسى ربَّه الذي يزعم أنه أرسله إلينا، فيمنعه منا، وينزل نقمته علينا.

وما هو السبب الذي حدا بفرعون للتفكير بقتل موسى عليه السلام؟
السبب في ذلك هو ما قاله الله تعالى عنه:[إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الفَسَادَ] {غافر:26}أي: إني أخاف أن يُغَيِّر موسى دينكم الذي أنتم عليه، أو أنْ يُظهِرَ بدعوته وخوارقه في أرض مصر الفساد، بتحريض الشعب على التمرُّد على سلطان القصر الفرعوني.
أليست هي بعينها كلمة كل طاغية مفسد في وجه كل داعية مصلح؟ أليست هي بعينها كلمة الباطل الكالح في وجه الحق الجميل؟ أليست هي بعينها كلمة الخداع الخبيث لإثارة الخواطر في وجه الإيمان الهادي؟ إنه منطق واحد يتكرر كلما التقى الحق والباطل، والإيمان والكفر، والصلاح والطغيان، على توالي الزمان، واختلاف المكان. (في ظلال القرآن 5/3078 ).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.31 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.71%)]