عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 10-05-2025, 01:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,840
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الخامس
الحلقة (335)
صـ 335 إلى صـ 344






يطلبون النبوة [1] ، بخلاف من أقر بما جاء به الشرع، ورأى أن الشرع الظاهر لا سبيل إلى تغييره ; فإنه يقول: النبوة ختمت، لكن الولاية لم تختم. ويدعي من [2] الولاية ما هو أعظم من النبوة، وما يكون للأنبياء والمرسلين، وأن الأنبياء يستفيدون منها.
ومن هؤلاء من يقول بالحلول والاتحاد، وهم في [3] الحلول والاتحاد نوعان [4] : نوع يقول بالحلول والاتحاد العام المطلق، كابن عربي وأمثاله، ويقولون في النبوة: إن الولاية أعظم منها، كما قال ابن عربي:
(1)
ذكر ابن تيمية في كتابه "درء تعارض العقل والنقل" 5/22 وصار كل من هؤلاء يدعي النبوة والرسالة، أو يريد أن يفصح بذلك لولا السيف، كما فعل السهروردي المقتول، فإنه كان يقول: لا أموت حتى يقال لي: قم فأنذر. وكان ابن سبعين يقول: لقد زرب ابن آمنة حيث قال: لا نبي بعدي، ويقال: إنه كان يتحرى غار حراء لينزل عليه فيه الوحي. وعلقت على هذا الكلام بقولي: "يقول الدكتور محمد علي أبو ريان في مقدمته لكتاب" هياكل النور "للسهروردي ص 11 ط. التجارية القاهرة 1377/1957 إن علماء حلب سألوا السهروردي أثناء مناقشته في مسجد حلب: هل يقدر الله على أن يخلق نبيا آخر بعد محمد؟ فأجابهم الشيخ بأن:" لا حد لقدرته ". ويقول الدكتور أبو الوفا التفتازاني في مقالة" ابن سبعين وحكيم الإشراق "، ص 296 الكتاب التذكاري لشهاب الدين السهروردي ط. القاهرة 1394/1974 وكذلك الأمر بالنسبة إلى ابن سبعين فإنه في" بد العارف "يصرح بأن النبوة رتبة ممنوعة ولا طمع فيها بوجه من الوجوه، وإن كان في طبع الإنسان أو في طبع جنسه أن توجد له النبوة، فالأنبياء بشر" ، انظر ما ذكره الأستاذان في المرجعين السابقين وما ذكره الدكتور أبو ريان في: أصول الفلسفة الإشراقية، ص 304 - 312 مقدمة كتاب حكمة الإشراق للسهروردي ص 11 - 12 "ط باريس" ، 1952 مجموعة في الحكمة الإلهية للسهروردي، كتاب التلويحات، ص 95 - 113 ط. استانبول، 1945

(2)
و: في

(3)
و: وما يكون للأنبياء، والمرسلون يستفيدون منها، يعني القول بوحدة الوجود، وهم في.

(4)
و: أنواع.






مقام النبوة في برزخ ... فويق الرسول ودون الولي [1]
وقال ابن عربي في "الفصوص" [2] : "وليس هذا العلم إلا لخاتم الرسل وخاتم الأنبياء، وما يراه أحد من الأنبياء إلا من مشكاة خاتم الأنبياء [3] ، وما يراه أحد من الأولياء إلا من مشكاة خاتم الأولياء [4] ، [حتى إن الرسل إذا رأوه لا يرونه -[إذا رأوه] [5] - إلا من مشكاة خاتم الأولياء] [6] ، فإن الرسالة والنبوة - أعني رسالة التشريع ونبوته [7] - تنقطعان، وأما الولاية فلا تنقطع أبدا [8] . فالمرسلون، من كونهم أولياء، لا يرون ما ذكرناه إلا من مشكاة خاتم الأولياء [9] ، فكيف بمن [10] دونهم من الأولياء؟ وإن كان"
(1)
لم أعثر على هذا البيت، ولكن وجدت بيتا بمعناه في كتاب لطائف الأسرار لابن عربي تحقيق أحمد زكي عطية وطه عبد الباقي سرور، دار الفكر العربي، 1380/1960 ص 49 ونصه: سماء النبوة في برزخ دوين الولي وفوق الرسول وفي الفتوحات المكية 2/252 يقول: بين الولاية والرسالة برزخ فيه النبوة حكمها لا يجهل وانظر الفتوحات 2/52 - 53

(2)
في فصوص الحكم 1/62

(3)
فصوص الحكم: من الأنبياء والرسل إلا من مشكاة الرسول الخاتم.

(4)
فصوص الحكم: ولا يراه أحد من الأولياء إلا من مشكاة الولي الخاتم.

(5)
إذا رأوه في (و) ، فقط، وفي "فصوص الحكم" متى رأوه.

(6)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) .

(7)
فصوص الحكم: أعني نبوة التشريع ورسالته.

(8)
الفصوص: والولاية لا تنقطع أبدا.

(9)
ن: الأنبياء، وهو خطأ.

(10) الفصوص: من.





خاتم الأولياء تابعا في الحكم لما جاء به خاتم الرسل من التشريع، فذلك لا يقدح في مقامه، ولا يناقض ما ذهبنا إليه، فإنه من وجه يكون أنزل، ومن وجه [1] يكون أعلى "."
قال [2] : "ولما مثل النبي - صلى الله عليه وسلم - [النبوة] [3] بالحائط من اللبن، فرآها قد كملت إلا موضع لبنة [4] ، فكان هو - صلى الله عليه وسلم - موضع اللبنة، وأما خاتم [5] الأولياء فلا بد له من هذه الرؤيا، فيرى ما مثله النبي - صلى الله عليه وسلم - [6] ، ويرى نفسه في الحائط موضع لبنتين، ويرى نفسه [7] تنطبع [في] [8] موضع [تينك] [9] اللبنتين، فيكمل الحائط [10] ، والسبب الموجب لكونه رآها لبنتين أن الحائط لبنة من ذهب"
(1)
ن، و: كما أنه من وجه.

(2)
بعد الكلام السابق بخمسة أسطر 1/63

(3)
النبوة: ساقطة من (ن) .

(4)
الفصوص: من اللبن وقد كمل سوى موضع لبنة.

(5)
الفصوص: فكان - صلى الله عليه وسلم - تلك اللبنة غير أنه - صلى الله عليه وسلم - لا يراها إلا كما قال لبنة واحدة، وأما خاتم.

(6)
الفصوص: فيرى ما مثله به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

(7)
الفصوص: ويرى في الحائط موضع لبنتين، واللبن من ذهب وفضة، فيرى اللبنتين اللتين تنقص الحائط عنهما وتكمل بهما، لبنة ذهب ولبنة فضة، فلا بد أن يرى نفسه.

(8)
في: ساقطة من (ن) .

(9)
تينك: في (و) فقط، وهي في فصوص الحكم.

(10) الفصوص: اللبنتين، فيكون خاتم الأولياء تينك اللبنتين، فيكمل الحائط.





ولبنة من فضة، واللبنة الفضة هي ظاهره [1] وما يتبعه فيه من الأحكام، كما هو آخذ عن الله في السر ما هو في الصورة [2] الظاهرة متبع فيه ; لأنه يرى الأمر على ما هو عليه، فلا بد أن يراه هكذا، وهو موضع اللبنة الذهبية في الباطن، فإنه يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحى [به] [3] إلى الرسول "."
قال [4] : فإن فهمت ما أشرنا إليه [5] ، فقد حصل لك العلم النافع [6] "."
قلت: وقد بسطنا الرد على هؤلاء في مواضع، وبينا كشف ما هم عليه من الضلال والخيال، والنفاق والزندقة.
وأما الذين يقولون بالاتحاد الخاص، فهؤلاء منهم من يصرح بذلك.
وأما من كان عنده علم بالنصوص [الظاهرة] [7] ، ورأى أن هذا يناقض ما عليه المسلمون في الظاهر، فإنه يجعل هذا مما يشار إليه ويرمز به، ولا يباح به. ثم إن كان معظما للرسول والقرآن [ظن أن الرسول] [8] كان يقول بذلك، لكنه لم يبح به ; لأنه مما لا يمكن البشر أن يبوحوا به، وإن كان
(1)
الفصوص: لبنتين أنه تابع لشرع خاتم الرسل في الظاهر، وهو موضع اللبنة الفضة، وهو ظاهره.

(2)
الفصوص: بالصورة.

(3)
به: ساقطة من (ن) .

(4)
في فصوص الحكم 1/63 بعد الكلام السابق مباشرة.

(5)
الفصوص: ما أشرت به.

(6)
الفصوص: النافع بكل شيء.

(7)
الظاهرة: زيادة في (ب) فقط.

(8)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) فقط.






غير معظم للرسول، زعم أنه تعدى حد الرسول، وهذا الضلال حدث قديما من جهال العباد.
ولهذا كان العارفون، كالجنيد بن محمد: سيد الطائفة [1] - قدس الله روحه - [2] لما سئل عن التوحيد قال: "التوحيد إفراد الحدوث عن القدم" [3] فإنه كان عارفا، ورأى أقواما ينتهي بهم الأمر إلى الاتحاد، فلا يميزون بين القديم والمحدث، وكان أيضا [طائفة] [4] من أصحابه وقعوا في الفناء في توحيد الربوبية، الذي لا يميز فيه بين المأمور والمحظور، فدعاهم الجنيد إلى الفرق الثاني، وهو توحيد الإلهية، الذي يميز فيه بين المأمور والمحظور، فمنهم من وافقه، ومنهم من خالفه، ومنهم لم يفهم كلامه.
وقد ذكر بعض ما جرى من ذلك أبو سعيد الأعرابي في "طبقات"
(1)
سيد الطائفة: ساقطة من (و) .

(2)
ح، ب: سره، وهو أبو القاسم الجنيد بن محمد بن الجنيد البغدادي الخزار، أصل أبيه من نهاوند، وكان يبيع الزجاج، ولذلك يقال له القواريري، والجنيد إمام الصوفية، وسمي بسيد الطائفة لضبط مذهبه بقواعد الكتاب والسنة، توفي ببغداد سنة 279 وقيل 298 انظر ترجمته وأقواله في: طبقات الصوفية ص 155 - 163، الطبقات الكبرى 1/72 - 74، صفة الصفوة 2/235 - 240، وفيات الأعيان 1/323 - 325، شذرات الذهب 2/228 - 230، طبقات الشافعية 2/260 - 265، الأعلام 2/137 - 138.

(3)
أورد هذه العبارة ونسبها إلى الجنيد القشيري في الرسالة القشيرية 1/24 - 25 وقال: التوحيد إفراد القدم من الحدث.

(4)
طائفة ساقطة من (ن) .






النساك "[1] وكان من أصحاب الجنيد، ومن شيوخ [2] أبي طالب المكي، [كان] [3] من أهل العلم بالحديث وغيره، ومن أهل المعرفة بأخبار الزهاد وأهل الحقائق."
وهذا الذي ذكره الجنيد من الفرق بين القديم والمحدث، والفرق بين المأمور والمحظور، بهما يزول ما وقع فيه كثير من الصوفية من هذا الضلال. ولهذا كان الضلال منهم يذمون الجنيد على ذلك، كابن عربي وأمثاله، فإن له كتابا سماه "الإسرا إلى المقام الأسرى" [4] مضمونه حديث نفس ووساوس [5] شيطان حصلت في نفسه، جعل ذلك معراجا كمعراج الأنبياء [6] ، وأخذ يعيب على الجنيد وعلى غيره من الشيوخ ما ذكروه، وعاب على الجنيد قوله: "التوحيد إفراد الحدوث عن القدم" وقال: قلت له: يا جنيد، ما يميز بين الشيئين إلا من كان خارجا عنهما، وأنت إما
(1)
ن: أبو سعد الأعرابي، وهو أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي، ولد سنة 246، وكان من أصحاب الجنيد وأبي الحسين النوري، وتوفي سنة 341، وذكر سزكين كتابه "طبقات النساك" ، وقال: أفاد منه أبو نعيم في "حلية الأولياء" والذهبي في "تذكرة الحفاظ" . وانظر ترجمته وأقواله في القشيرية 1/165، طبقات الصوفية، ص 427 - 430، شذرات الذهب 2/354 - 355، حلية الأولياء 10/375 - 376، لسان الميزان 1/308 - 309، الأعلام 1/199 سزكين م [0 - 9] ج [0 - 9] ص 155 - 156.

(2)
ن: ومن أصحاب.

(3)
كان: ساقطة من (ن) .

(4)
هذا الكتاب لابن عربي ضمن مجموعة رسائل ابن العربي، ط حيدر آباد الدكن 1367/1948

(5)
و: ووسوسة.

(6)
انظر كتاب "الإسرا إلى مقام الأسرى وانظر قوله ص 9 - 10" فبينما أنا نائم، وسر وجودي متهجد قائم، جاءني رسول التوفيق، ليهديني سواء الطريق، ومع براق الإخلاص، عليه لبد الفوز ولجام الإخلاص، فكشف عن سقف محلي، وأخذ في نقضي وحلي، وشق صدري بسكين السكينة، وأسرى بي من حرم الأكوان، إلى قدس الجنان، فربطت البراق بحلقة بابه، وأتيت بالخمر واللبن، فشربت ميراث تمام اللبن، وتركت الخمر، حذرا أن أكشف السر بالسكر.






قديم أو محدث، فكيف تميز؟ "[1] ."
وهذا جهل منه، فإن المميز بين الشيئين هو الذي يعرف أن هذا غير هذا، ليس من شرطه أن يكون ثالثا، بل كل إنسان يميز بين نفسه وبين غيره وليس هو ثالثا، والرب سبحانه يميز نفسه وبين غيره، وليس هناك ثالث.
وهذا الذي ذمه الجنيد - رحمه الله -، وأمثاله من الشيوخ العارفين، وقع فيه خلق كثير، حتى من أهل العلم بالقرآن وتفسيره والحديث والآثار، ومن المعظمين لله ورسوله باطنا وظاهرا، المحبين لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الذابين عنها - وقعوا في هذا غلطا لا تعمدا، وهم يحسبون أن هذا نهاية التوحيد. كما ذكر ذلك صاحب "منازل السائرين"
(1)
لم أجد هذا الكلام في الكتاب السابق، ويبدو أنه في كتاب آخر لابن عربي، ووجدت نصا من كتاب "التجليات الإلهية" ، لابن عربي نشره الدكتور عثمان يحيى ضمن مقاله "نصوص تاريخية خاصة بنظرية التوحيد في التفكر الإسلامي" وهو مقال في "الكتاب التذكاري: محيي الدين بن عربي في الذكرى المئوية الثامنة لميلاده" نشر الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر. 1389/1969 وهذا النص في ص 264 وهو: "رأيت الجنيد في هذا التجلي فقلت له: يا أبا القاسم، كيف تقول في التوحيد: يتميز العبد من الرب؟ وأين تكون أنت عند هذا التمييز؟ لا يصح أن تكون عبدا ولا ربا، فلا بد أن تكون في بينونة تقتضي الاستواء والعلم بالمقامين، مع تجردك عنهما حتى تراهما، فخجل وأطرق" ، وانظر ما بعد ذلك إلى ص 268






مع علمه وسنته، ومعرفته ودينه [1] .
وقد ذكر في كتابه "منازل السائرين" أشياء حسنة نافعة، وأشياء باطلة. ولكن هو فيه ينتهي إلى الفناء في توحيد الربوبية، ثم إلى التوحيد الذي هو حقيقة الاتحاد. ولهذا قال [2] : "باب التوحيد: قال الله تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو} [سورة آل عمران: 18] التوحيد: تنزيه الله عن الحدث [3] ."
قال [4] : وإنما نطق العلماء بما نطقوا به، وأشار المحققون [5] إلى ما أشاروا إليه [6] في هذا الطريق لقصد تصحيح التوحيد، وما سواه من حال أو مقام فكله مصحوب العلل "."
(1)
صاحب كتاب "منازل السائرين" ، هو أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الهروي الأنصاري، كان يدعى شيخ الإسلام، وكان إمام أهل السنة بهراة ويسمى خطيب العجم لتبحر علمه وفصاحته ونبله، توفي سنة 481. انظر ترجمته في: طبقات الحنابلة 2/247 - 248، الذيل لابن رجب 1/50 - 68، الأعلام 4/267، تذكرة الحفاظ 3/1183 - 1190، معجم المؤلفين 6/133 - 134. وانظر كتاب "شيخ الإسلام عبد الله الأنصاري الهروي" ، تأليف دكتور محمد سعيد عبد المجيد سعيد الأفغاني (ط. دار الكتب الحديثة) القاهرة 1388/1968

(2)
ص 110 - 113 (ط. المعهد العلمي الفرنسي) ، تحقيق س. دي لوجيه، القاهرة 1962

(3)
الحديث: كذا في (و) ، منازل السائرين، وفي سائر النسخ: الحدوث.

(4)
بعد الكلام السابق مباشرة.

(5)
ن: وأشار العلماء المحققون.

(6)
منازل السائرين: بما أشاروا إليه.






قال [1] : "والتوحيد على ثلاثة أوجه: [2] : الأول [3] : توحيد العامة الذي يصح بالشواهد، والثاني [4] : توحيد الخاصة وهو الذي يثبت بالحقائق. والوجه الثالث: توحيد قائم بالقدم، وهو توحيد خاصة الخاصة."
فأما التوحيد الأول فهو شهادة أن لا إله إلا الله [وحده لا شريك له] [5] ، الأحد الصمد، الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد. هذا هو التوحيد الظاهر الجلي، الذي نفى الشرك الأعظم، وعليه نصبت القبلة، وبه وجبت الذمة، وبه حقنت الدماء والأموال، وانفصلت دار الإسلام من دار الكفر، وصحت به الملة للعامة، وإن لم يقوموا بحسن [6] الاستدلال، بعد أن سلموا [7] من الشبهة والحيرة والريبة، بصدق شهادة صححها قبول القلب.
هذا [8] توحيد العامة الذي يصح بالشواهد، والشواهد هي الرسالة، والصنائع تجب [9] بالسمع، وتوجد [10] بتبصير الحق، وتنمو [11] على مشاهدة [12] الشواهد "."
(1)
بعد الكلام السابق مباشرة.

(2)
منازل السائرين: وجوه.

(3)
منازل السائرين: الوجه الأول.

(4)
منازل السائرين: والوجه الثاني.

(5)
عبارة "وحده لا شريك له" في (و) ، منازل السائرين فقط.

(6)
منازل السائرين ص 111: بحق.

(7)
سلموا: كذا في (و) ، منازل السائرين وفي سائر النسخ: يسلموا.

(8)
هذا: كذا في (و) ، "منازل السائرين" ، وفي سائر النسخ: وهذا.

(9)
منازل السائرين: يجب.

(10) ن: وتوحيد، وهو تحريف، ح، ي: وتؤخذ، منازل السائرين: ويوجد.
(11) ن، و: منازل السائرين: وينمو.
(12) و: مشاهد.





قال [1] : "وأما التوحيد الثاني الذي يثبت بالحقائق فهو توحيد الخاصة. وهو إسقاط الأسباب الظاهرة، والصعود عن [2] منازعات العقول [3] ، وعن التعلق بالشواهد، وهو أن لا يشهد [4] في التوحيد دليلا، ولا في التوكل سببا، ولا في النجاة [5] وسيلة [6] ، فيكون [7] مشاهدا سبق [8] الحق بحكمه وعلمه، ووضعه الأشياء مواضعها، وتعليقه [9] إياها بأحايينها، وإخفائه [10] إياها في رسومها [11] ، ويحقق [12] معرفة العلل، ويسلك [13] سبيل إسقاط الحدث [14] . هذا توحيد [15] الخاصة الذي يصح بعلم الفناء، ويصفو في علم الجمع، ويجذب إلى توحيد أرباب الجمع" . قال [16] : "وأما التوحيد الثالث فهو توحيد اختصه الحق لنفسه،"
(1)
بعد الكلام السابق مباشرة ص 111

(2)
ح: من.

(3)
و: المعقول.

(4)
منازل السائرين تشهد.

(5)
منازل السائرين: للنجاة.

(6)
عند كلمة "وسيلة" تعود نسخة (م) بعد الانقطاع.

(7)
منازل السائرين: فتكون.

(8)
ن: يسبق، م: لسبق.

(9)
ن، م: وتعليقها.

(10) ب (فقط) : وإخفائه.
(11) و: شئونها.
(12) منازل السائرين، ر، ح، ي وتحقق.
(13) ن، منازل السائرين وتسلك.
(14) م، ب: الحدوث.
(15) ح، ب: هذا هو توحيد.
(16) بعد الكلام السابق مباشرة، ص 112




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 48.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.52 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.30%)]