
09-05-2025, 04:26 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,910
الدولة :
|
|
رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله

منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الخامس
الحلقة (317)
صـ 155 إلى صـ 164
وهم يستعينون بالكفار على المسلمين، فقد رأينا ورأى المسلمون أنه إذا ابتلي المسلمون بعدو كافر كانوا معه على المسلمين، كما جرى لجنكزخان [1] ملك التتر [2] الكفار، فإن الرافضة أعانته على المسلمين [3] .
وأما إعانتهم لهولاكو ابن ابنه لما جاء إلى خراسان والعراق والشام فهذا أظهر وأشهر من أن يخفى على أحد، فكانوا بالعراق وخراسان من أعظم أنصاره ظاهرا وباطنا [4] ، وكان وزير الخليفة ببغداد [5] الذي يقال له ابن العلقمي منهم [6] ، فلم يزل يمكر بالخليفة والمسلمين، ويسعى في قطع أرزاق عسكر المسلمين وضعفهم، وينهى العامة عن قتالهم، ويكيد أنواعا من الكيد، حتى دخلوا فقتلوا من المسلمين ما يقال: إنه بضعة عشر ألف ألف إنسان، أو أكثر أو أقل، ولم ير في الإسلام ملحمة مثل ملحمة الترك الكفار المسمين بالتتر، وقتلوا الهاشميين وسبوا نساءهم من العباسيين وغير العباسيين [7] ، فهل يكون مواليا لآل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من يسلط الكفار على قتلهم وسبيهم وعلى سائر المسلمين؟ .
(1) ن: لجنكشخان، ي، ر، أ، م: لجنكسخان.
(2) ملك التتر: كذا في (ن) ، (م) وفي سائر النسخ: ملك الترك.
(3) انظر عن غزو جنكزخان لمناطق من العالم الإسلامي أحداث سنة 617 هـ في تاريخ ابن الأثير 12/137 - 153 البداية والنهاية 13/86 - 91 وقد توفي جنكزخان سنة 624 وانظر عنه: البداية والنهاية 13/117 - 121 ; دائرة المعارف الإسلامية مقالة بارتولد.
(4) ح، ب: باطنا وظاهرا.
(5) ببغداد: ساقطة من (ن) ، (م) ، (أ) .
(6) الذي يقال له ابن العلقمي منهم: كذا في (أ) ، (ب) وفي سائر النسخ: منهم يقال له ابن العلقمي.
(7) ن، م: وغيرهم، وانظر ما سبق أن ذكرته عن ذلك في المقدمة، ص 21 (م) وانظر ما ذكره الأستاذ محب الدين الخطيب رحمه الله في تعليقه على المنتقى من منهاج الاعتدال ص [0 - 9] 25 - 326 حيث نقل عن الخوانساري في كتابه روضات الجنات ص 578 عند ترجمة نصير الدين الطوسي قوله عنه: ومجيئه في موكب السلطان المؤيد هولاكو مع كمال الاستعداد إلى دار السلام بغداد، لإرشاد العباد وإصلاح العباد، وقطع دابر سلسلة البغي والفساد، وإخماد ثائرة الجور والإلباس، بإبادة دائرة ملك بني العباس، وإيقاع القتل العام، من أتباع أولئك الطغام، إلى أن أسال دماءهم الأقذار، كأمثال الأنهار، فانهار بها في ماء دجلة، ومنها إلى نار جهنم دار البوار، ومحل الأشقياء والأشرار. وانظر تعليق الأستاذ محب الدين في هذا الموضع وفي ص 20 من الكتاب، وانظر تعليقه في هامش ص 326 - 327 على ابن العلقمي وكلامه على دوره في تحريض هولاكو على الزحف على بغداد وخداعه للخليفة المستعصم. . . إلخ.
وهم يكذبون على الحجاج وغيره أنه قتل الأشراف، ولم يقتل الحجاج هاشميا قط، مع ظلمه وغشمه ; فإن عبد الملك نهاه عن ذلك، وإنما قتل ناسا من أشراف العرب غير بني هاشم، وقد تزوج هاشمية، وهي بنت عبد الله بن جعفر، فما مكنه بنو أمية من ذلك، وفرقوا بينه وبينها وقالوا: ليس الحجاج كفوا لشريفة هاشمية.
وكذلك من كان [1] بالشام من الرافضة الذين لهم كلمة أو سلاح يعينون الكفار من المشركين ومن النصارى [2] أهل الكتاب على المسلمين، على قتلهم وسبيهم وأخذ أموالهم.
والخوارج ما عملت من هذا شيئا، بل كانوا هم [3] يقاتلون الناس، لكن ما كانوا يسلطون الكفار من المشركين وأهل الكتاب على المسلمين.
(1) ن: وكان كذلك من كان.
(2) ن: والنصارى.
(3) هم: في (ن) ، (م) ، (أ) فقط.
ودخل في الرافضة من الزنادقة المنافقين [1] : الإسماعيلية والنصيرية وغيرهم ممن [2] لم يكن يجترئ أن يدخل عسكر الخوارج، لأن الخوارج كانوا عبادا متورعين، كما قال فيهم النبي - صلى الله عليه وسلم: "«يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم [وصيامه مع صيامهم] »" [3] الحديث [4] ، فأين هؤلاء الرافضة من الخوارج؟ .
والرافضة فيهم من هو متعبد متورع زاهد، لكن ليسوا في ذلك مثل غيرهم من أهل الأهواء، فالمعتزلة أعقل منهم وأعلم وأدين، والكذب والفجور فيهم أقل منه في الرافضة. والزيدية من الشيعة خير منهم: أقرب إلى الصدق والعدل والعلم [5] ، وليس في أهل الأهواء أصدق ولا أعبد من الخوارج، ومع هذا فأهل السنة يستعملون معهم العدل والإنصاف ولا يظلمونهم ; فإن الظلم حرام مطلقا كما تقدم، بل أهل السنة لكل طائفة من هؤلاء خير من بعضهم لبعض، بل هم للرافضة خير وأعدل من بعض الرافضة لبعض.
وهذا مما يعترفون هم به، ويقولون: أنتم تنصفوننا [6] ما لا ينصف
(1) المنافقين: ساقطة من (ن) ، (م) ، (أ) .
(2) أ، ب: من.
(3) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) ، (أ) ، (و) وسبق الكلام على أحاديث الخوارج في الصفحات السابقة.
(4) مضى هذا الحديث من قبل في هذا الجزء ص 150، 154
(5) ن، م، أ: والعلم والعدل.
(6) أنتم تنصفوننا: كذا في (ح) ، وفي (أ) ، (ي) ، (و) ، (ر) أنتم تنصفونا، وفي (ن) (م) : أنهم ينصفونا.
بعضنا بعضا. وهذا لأن الأصل الذي اشتركوا فيه أصل فاسد مبني على جهل وظلم، وهم مشتركون في ظلم سائر المسلمين، فصاروا بمنزلة قطاع الطريق المشتركين في ظلم الناس. ولا ريب أن المسلم العالم العادل أعدل عليهم وعلى بعضهم من بعض.
والخوارج تكفر أهل الجماعة، وكذلك أكثر المعتزلة يكفرون من خالفهم وكذلك أكثر الرافضة ومن لم يكفر فسق. وكذلك أكثر أهل الأهواء يبتدعون رأيا، ويكفرون [1] من خالفهم فيه، وأهل السنة يتبعون الحق من ربهم الذي جاء به الرسول، ولا يكفرون من خالفهم فيه، بل هم أعلم بالحق وأرحم بالخلق، كما وصف الله به المسلمين بقوله: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} [آل عمران 110] . قال أبو هريرة: كنتم خير الناس للناس [2] .
وأهل السنة نقاوة المسلمين، فهم خير الناس للناس. وقد علم أنه كان بساحل الشام جبل كبير، فيه ألوف من الرافضة يسفكون دماء الناس، ويأخذون أموالهم، وقتلوا خلقا عظيما وأخذوا أموالهم، ولما انكسر المسلمون سنة غازان [3] ، أخذوا الخيل والسلاح
(1) ويكفرون: كذا في (ح) ، (ب) وفي سائر النسخ فيكفرون.
(2) ورد هذا الأثر في: البخاري 6/37 - 38 كتاب التفسير، سورة آل عمران، باب {كنتم خير أمة أخرجت للناس} ونصه فيه: عن أبي هريرة رضي الله عنه: كنتم خير أمة أخرجت للناس قال: خير الناس للناس تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام، وانظر تفسير ابن كثير للآية 2/77 ط. دار الشعب.
(3) ن، م: في غازان، و: سنة قازان، أ: سنة عازاب، وهو تحريف وذكر الأستاذ محب الدين الخطيب رحمه الله في تعليقه على المنتقى من منهاج الاعتدال ص 329 ت [0 - 9] ما يلي: سنة غازان هي سنة 699 وغازان 670 - 703 هو أخو خدابنداه 680 - 716 الذي ألف له الرافضي الكتاب المردود عليه، وقد تقدم التعريف به وبأسلافه في التعليق على خطبة هذا الكتاب ص 18 والواقعة التي أشار إليها شيخ الإسلام هي أن دمشق كانت في ذلك الحين تابعة للملكة المصرية، وكان ملك مصر الناصر محمد بن قلاوون الذي عاد من منفاه بالكرك بعد قتل المنصور لاجين في السنة الماضية 698 وكان نائب السلطان المصري في دمشق وبلاد الشام آقوش الأفرم بعد أن فر سلفه سيف الدين قبجق المنصوري إلى إيران والتحق بملكها غازان المذكور، فوردت الأخبار في أواخر سنة 698 بزحف غازان من إيران نحو حلب، وعلم بذلك الناصر محمد بن قلاوون فخرج من مصر إلى غزة في محرم 699 ولبث فيها شهرين يستعد ويراقب حركات غازان، وفي ربيع الأول 699 وصل الناصر إلى دمشق، وكان الوقت شتاء ديسمبر 1219 م فتمون من دمشق بالرجال والأموال والعتاد حتى اقترضوا أموال الأيتام، وزحف إلى الشمال، فالتقى بالتتار في وادي سلمية يوم 27 ربيع الأول 699 وكانت ملحمة انكسرت فيها جيوش الناصر محمد بن قلاوون، وواصل غازان زحفه فاستولى على بعلبك والبقاع، فنزح أعيان دمشق إلى مصر يتبعون الملك الناصر في انسحابه، وبقيت دمشق بلا رعاة، والتف الشاميون حول شيخ الإسلام ابن تيمية يطلبون منه الخروج لمقابلة غازان وطلب الأمان للشعب، وذكر الأستاذ محب الدين بعد ذلك ما جرى بين ابن تيمية وغازان في لقاء بينهما، ثم ذكر ما جرى من التتار بعد ذلك حتى أواسط شعبان سنة 699 انظر هامش ص 330 - 332 وانظر عن سنة غازان أو وقعة غازان: البداية والنهاية 14/6 - 11.
والأسرى [1] وباعوهم للكفار النصارى [2] بقبرص، وأخذوا من مر بهم من الجند، وكانوا أضر على المسلمين من جميع الأعداء، وحمل بعض أمرائهم راية النصارى، وقالوا له: أيما [3] خير: المسلمون أو النصارى؟ فقال: بل النصارى. فقالوا له: مع من تحشر يوم القيامة؟ فقال: مع النصارى. وسلموا إليهم [4] بعض بلاد المسلمين.
(1) ح، ب: والأسارى.
(2) ح، ب: للكفار والنصارى.
(3) ن، م: من.
(4) ح: لهم.
ومع هذا فلما استشار بعض [1] ولاة الأمر في غزوهم، وكتبت جوابا مبسوطا في غزوهم، وذهبنا إلى ناحيتهم وحضر عندي جماعة منهم، وجرت بيني وبينهم مناظرات ومفاوضات يطول وصفها، فلما فتح المسلمون بلدهم [2] ، وتمكن المسلمون منهم، نهيتهم عن قتلهم وعن سبيهم [3] ، وأنزلناهم في بلاد المسلمين متفرقين لئلا يجتمعوا.
فما أذكره في هذا الكتاب من [4] ذم الرافضة وبيان كذبهم وجهلهم قليل من كثير مما أعرفه منهم، ولهم شر كثير لا أعرف تفصيله.
ومصنف هذا الكتاب وأمثاله من الرافضة، إنما نقابلهم ببعض ما فعلوه بأمة محمد - صلى الله عليه وسلم: سلفها وخلفها ; فإنهم عمدوا إلى خيار أهل الأرض من الأولين والآخرين بعد النبيين والمرسلين، وإلى خيار أمة أخرجت للناس، فجعلوهم شرار الناس، وافتروا عليهم العظائم، وجعلوا حسناتهم سيئات [5] ، وجاءوا إلى شر من انتسب إلى الإسلام من أهل الأهواء وهم الرافضة بأصنافها: غاليها وإماميها وزيديها والله يعلم، وكفى بالله عليما [6] ، ليس في جميع الطوائف المنتسبة إلى الإسلام مع بدعة وضلالة شر منهم: لا أجهل ولا أكذب، ولا أظلم، ولا أقرب إلى الكفر والفسوق والعصيان، وأبعد عن حقائق
(1) بعض: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) .
(2) و: فلما فتح الله بلدهم.
(3) ح: وسبيهم.
(4) ح، ب: في.
(5) ح، ب: سيئاتهم.
(6) ن، م، أ، و: وكفى به عليما.
الإيمان منهم، فزعموا أن هؤلاء هم صفوة الله من عباده ; فإن ما سوى أمة محمد كفار، وهؤلاء كفروا الأمة كلها أو ضللوها، سوى طائفتهم التي [1] يزعمون أنها الطائفة المحقة، وأنها لا تجتمع على ضلالة، فجعلوهم صفوة بني آدم.
فكان مثلهم كمن جاء إلى غنم كثيرة، فقيل له: أعطنا خير هذه الغنم لنضحي بها، فعمد إلى شر تلك الغنم: إلى شاة عوراء عجفاء عرجاء مهزولة لا نقى لها [2] ، فقال: هذه خيار هذه الغنم لا تجوز الأضحية إلا بها، وسائر هذه الغنم ليست غنما، وإنما هي خنازير يجب قتلها، ولا تجوز الأضحية [3] بها.
وقد ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "«من حمى مؤمنا من منافق حمى الله لحمه من نار جهنم يوم القيامة»" [4] .
وهؤلاء الرافضة: إما منافق وإما جاهل، فلا يكون رافضي ولا جهمي إلا منافقا أو جاهلا بما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يكون فيهم أحد عالما بما جاء به الرسول مع الإيمان به، فإن مخالفتهم لما جاء
(1) أ، ح، ر، و: الذين.
(2) في اللسان: النقاوة أفضل ما انتقيت من الشيء، قال اللحياني: وجمع النقاوة نقا ونقاء.
(3) ن، م: التضحية.
(4) الحديث عن معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه في: سنن أبي داود 4/373 كتاب الأدب، باب من رد عن مسلم غيبته، ولفظه: من حمى مؤمنا من منافق. أراه قال: بعث الله ملكا يحمى لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن رمى مسلما بشيء يريد شينه به حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما قال. والحديث في: المسند ط. الحلبي 3/441 وضعف الألباني الحديث في ضعيف الجامع الصغير 6/193.
به الرسول وكذبهم عليه لا يخفى قط إلا على مفرط في الجهل والهوى.
وشيوخهم المصنفون فيهم طوائف يعلمون أن كثيرا مما يقولونه كذب، ولكن يصنفون لهم لرياستهم عليهم.
وهذا المصنف يتهمه الناس بهذا، ولكن صنف لأجل أتباعه ; فإن كان أحدهم يعلم أن ما يقوله باطل ويظهره ويقول: إنه حق من عند الله، فهو من جنس علماء اليهود الذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا، فويل لهم مما كتبت أيديهم، وويل لهم مما يكسبون. وإن كان يعتقد أنه حق، دل ذلك على نهاية جهله وضلاله.
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة ... وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
وهم في دينهم لهم عقليات وشرعيات، فالعقليات متأخروهم فيها أتباع المعتزلة، إلا من تفلسف منهم [1] ، فيكون إما فيلسوفا، وإما ممتزجا من فلسفة واعتزال، ويضم إلى ذلك الرفض، مثل مصنف هذا الكتاب وأمثاله، فيصيرون بذلك من أبعد الناس عن الله ورسوله، وعن دين المسلمين [2] المحض.
وأما شرعياتهم فعمدتهم فيها على ما ينقل عن بعض أهل البيت [3] ، مثل أبي جعفر الباقر، وجعفر بن محمد الصادق وغيرهما.
(1) ن، م: فيهم.
(2) ح، ب: الإسلام.
(3) ن، م: أهل العلم.
ولا ريب أن هؤلاء من سادات المسلمين، وأئمة الدين، ولأقوالهم من الحرمة والقدر ما يستحقه أمثالهم، لكن كثير مما ينقل عنهم كذب، والرافضة لا خبرة لها بالأسانيد، والتمييز بين الثقات وغيرهم، بل هم في ذلك من أشباه أهل الكتاب، كل ما [1] يجدونه في الكتب منقولا عن أسلافهم قبلوه، بخلاف أهل السنة ; فإن لهم من الخبرة بالأسانيد ما يميزون به بين الصدق والكذب.
وإذا صح النقل عن علي بن الحسين [2] فله أسوة نظراؤه كالقاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله وغيرهما، كما كان علي بن أبي طالب مع سائر الصحابة. وقد قال تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} [سورة النساء: 59] . فأمر برد ما تنازع فيه المسلمون إلى الله والرسول.
والرافضة لا تعتني بحفظ القرآن، ومعرفة معانيه وتفسيره، وطلب الأدلة الدالة على معانيه. ولا تعتني أيضا بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعرفة صحيحه من سقيمه، والبحث عن معانيه، ولا تعتني بآثار الصحابة والتابعين، حتى تعرف مآخذهم ومسالكهم، ويرد [3] ما
(1) ب فقط: فكل.
(2) ن: علي بن الحسن، وهو خطأ.
(3) ح، ب: وترد.
تنازعوا فيه إلى الله والرسول، بل عمدتها آثار تنقل عن بعض أهل البيت فيها صدق وكذب.
وقد أصلت لها ثلاثة أصول: أحدها: أن كل واحد من هؤلاء إمام معصوم بمنزلة النبي، لا يقول إلا حقا ولا يجوز لأحد أن يخالفه، ولا يرد ما ينازعه فيه غيره إلى الله والرسول، فيقولون عنه ما كان هو وأهل بيته يتبرءون منه.
والثاني: أن كل ما يقوله واحد من هؤلاء فإنه قد علم منه أنه قال: أنا أنقل كل ما أقوله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ويا ليتهم قنعوا بمراسيل التابعين كعلي بن الحسين، بل يأتون إلى من تأخر زمانه كالعسكريين فيقولون: كل ما قاله واحد من أولئك فالنبي قد قاله.
وكل من له عقل يعلم أن العسكريين بمنزلة أمثالهما ممن كان في زمانهما من الهاشميين، ليس عندهم من العلم ما يمتازون به عن غيرهم، ويحتاج إليهم فيه أهل العلم، ولا كان أهل العلم يأخذون عنهم، كما يأخذون عن علماء زمانهم، وكما كان أهل العلم في زمن علي بن الحسين، وابنه أبي جعفر، وابن ابنه جعفر بن محمد ; فإن هؤلاء الثلاثة رضي الله عنهم قد أخذ أهل العلم عنهم، كما كانوا يأخذون
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|