عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-05-2025, 11:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,441
الدولة : Egypt
افتراضي في طريق الصلاة… وقفة مع النفس

في طريق الصلاة… وقفة مع النفس

إبراهيم حسن صالح



كنت في طريقي إلى المسجد لصلاة العشاء، لاحظت على المقهي جموع تشاهد مباراة كرة قدم …
وبينما أقطع الشارع، كادت سيارة فاخرة أن تصدمني ويرمقني قائدتها وهو يعبث بجواله بنظره مريبة.
توقفت لحظة وسألت نفسي:
لمَ لم أجلس في المقهى لأتابع المباراة؟
ولِمَ لم أُسرع لقضاء حوائجي كما يفعل صاحب السيارة؟
ولمَ أنا هنا، وغيري في أماكن أخرى خارج المسجد وربما خارج الإسلام كلية .
هل أنا أذكى من أليون ماسك وبيل جيتس ؟؟ فصرت مسلماً ؟
أم ربما لا أحب كرة القدم ؟
أم ربما أمرُّ بضيق أو مرض فألجأ إلى الله الصلاة والدعاء؟
او ربما ليقول الناس اني مؤمن تقي
او ربما لاني كنت فاضي فقلت اجلس في المسجد

فوجدت الجواب واضحًا في قلبي:
انا في المسجد بتوفيق الله فقط.
الله هو من من يرزق من يشاء شرف الهداية لدخول بيته

وهذا لا يعني أن من هو خارج المسجد ميؤوس من هدايته فقد يتوب ويكون هو الأفضل…
بل هو في ابتلاء واختبار، كما أن وجودي في المسجد ابتلاء واختبار:
هل سأخشع في صلاتي؟
هل سأدعوه بصدق؟
أم سأدخل وأخرج كما دخلت… بلا أثر؟

أنا هنا فقط لأن الله هداني… لا لشيء فيّ، بل لرحمةٍ منه وفضل.
وليست الهداية دليلًا على التميز، ولا سببًا للغرور أو احتقار الآخرين.
فالقلوب بيد الله، يقلبها كيف يشاء.
قد أُهدى اليوم وأنتكس غدًا،
وقد يكون غيري غافلًا اليوم، لكن الله يفتح على قلبه في لحظة،
فيسبِقني إلى الطاعة والصدق والخشوع.

ليست العبرة بمن سبق، بل بمن ثبت.
وقد تنقلب الأمور في لحظة…
فأجلس في المقهى، ويهدي الله غيري لدخول مسجده .
فالهداية ليست استحقاقًا، بل رزقٌ يُسأل الله، وثباتٌ يُرجى منه.

اللهم يا مُقلّب القلوب، ثبّت قلوبنا على دينك.
#هداية_الله
#اللهم_ثبتنا
#خواطر_إيمانية









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.42 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.17%)]