عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29-04-2025, 11:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,970
الدولة : Egypt
افتراضي تأمل في قوله تعالى "أفلا تسمعون"، "أفلا تبصرون" في آخر الآيتين 71، 72 من سورة القصص

تأملٌ في قوله تعالى:

﴿ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ﴾، ﴿ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ في آخر الآيتين 71، 72 من سورة القصص

ماهر مصطفى عليمات

‎لماذا قال الله تعالى في آخر الآية: ﴿ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ﴾ [القصص: 71]‏، بعد أن قال قبلها: ﴿ اللَّيْلَ سَرْمَدًا ﴾ [القصص: 71]‏، وذلك في قوله تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ﴾ [القصص: 71]؟ ولماذا قال الله تعالى في آخر الآية التي بعدها: ‎﴿ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [القصص: 72]، بعد أن قال قبلها: ﴿ النَّهَارَ سَرْمَدًا ﴾ [القصص: 72]، وذلك في قوله تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [القصص: 72]؟

والجواب عن هذا كالآتي:
1. إن ظلمة الليل لا تحجب السمع، ولكنها تحجب البصر غالبًا، وأن ضياء النهار له مدخلٌ في الإبصار، وليس له مدخلٌ في السمع[1].


2. أن السماع لازمٌ لليل المظلم الساكن، وأن الإبصار لازمٌ للنهار النير،[2]فالسماع من خاصية الليل، والإبصار من خاصية النهار[3].

3. أن الليل وقت هدوء الأصوات، وخمود الحركات، فيكون السلطان فيه للسمع، ويضعُف سلطان البصر فيه، وأن النهار وقت ارتفاع الأصوات، ونشاط الحركات؛ فيكون السلطان فيه للبصر، ويضعف سلطان السمع فيه[4].

وقد قال الشاعر:
اِخفضِ الصوت إن نطقت بليلٍ
والتفت بالنهار قبل الكلامِ[5]




[1] الألوسي، روح البيان: 10 /314، ابن الزبير، ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل: 2 /386، ابن أبي الإصبع، تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر: 363، 364.

[2] الأنصاري، فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن: 1 /433.

[3] ابن عرفة، تفسير ابن عرفة: 3 /262.

[4] ابن القيم، مفتاح دار السعادة: 2 /591.

[5] ابن قتيبة، عيون الأخبار: 1 /58.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.87 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.81%)]