عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 22-04-2025, 06:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,301
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من مائدة الحديث



من مائدةُ الحديثِ


عبدالرحمن عبدالله الشريف


الحثُّ على لزومِ تقوى اللهِ عز وجل


عنْ أبي ذَرٍّ الغِفاريِّ رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ»[1].

الشَّرحُ:
هذا حديثٌ عظيمٌ جمَع فيه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ما يلزمُ المؤمنَ مِنْ حقِّ اللهِ وحقِّ عبادِه:
فحَقُّ اللهِ: أنْ يَتَّقِيَهُ العبدُ حقَّ تُقاتِه، فيَتَّقِيَ سَخَطَه وعذابَه بأداءِ الواجباتِ واجتنابِ المحرَّماتِ، ولَمَّا كان التَّقصيرُ حاصلًا في هذه التَّقوى، أمر صلى الله عليه وسلم بما يدفعُ ذلك ويمحوه، وهو أنْ يُتبِعَ العملَ السَّيِّئَ بالعملِ الحسنِ؛ كالصَّدقةِ، والاستغفارِ، والتَّوبةِ النَّصوحِ، والإنابةِ إلى اللهِ؛ لتُمحَى تلك السَّيِّئةُ، ويزولَ أثرُها عنِ القلبِ.

وحقُّ العبادِ: الإحسانُ إليهم بالـخُلُقِ الحسنِ، والمعاملةُ بالإحسانِ، ولُطْفُ الكلامِ، وبشاشةُ الوجهِ، والـحِلْمُ، والصَّبرُ، وكَفُّ الأذى، والعفوُ عنِ الإساءةِ.

ما يُسْتفادُ مِنَ الحديثِ:
1) وجوبُ تحقيقِ التَّقوى، وهي وصيَّةُ اللهِ للأوَّلِينَ والآخِرينَ، ووصيَّةُ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم لأُمَّتِه.

2) حقيقةُ التَّقوى: أنْ تجعلَ بينَك وبينَ عذابِ الله وِقايةً؛ بفعلِ ما أوجبَ اللهُ، وتركِ ما حرَّم اللهُ.

3) أنَّ الإتيانَ بالحسنةِ عَقِبَ السَّيِّئةِ سببٌ لغفرانِ السَّيِّئةِ.

4) التَّرغيبُ في حُسْنِ الـخُلُقِ معَ النَّاسِ؛ كما قال تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: 83].

[1] رواه الإمامُ أحمدُ (21441)، والتِّرمذيُّ (1988).





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.13 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.26%)]