
14-04-2025, 11:19 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,772
الدولة :
|
|
رد: «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله
«عون الرحمن في تفسير القرآن»
الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
فوائد وأحكام:﴿ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ.... ﴾
قال تعالى: ﴿ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ * وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ﴾ [آل عمران: 45 - 51].
1- إثبات وجود الملائكة ووجوب الإيمان بهم، وتكليمهم لمريم؛ لقوله تعالى: ﴿ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ ﴾.
2- بشارة الله تعالى بعيسى عليه السلام؛ لقول الملائكة: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ﴾.
3- أن عيسى عليه السلام «كلمة» من الله تعالى؛ لقوله تعالى: ﴿ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ ﴾، وهو «كلمة الله»، كما قال تعالى: ﴿ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ﴾ [النساء: 171]؛ لأن الله تعالى خلقه بقوله تعالى: ﴿ كُنْ ﴾ من غير أب، آية من آيات الله العظيمة، ودلائل قدرته التامة؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [آل عمران: 59].
4- تسمية عيسى عليه السلام وتلقيبه بــ﴿ الْمَسِيحُ ﴾؛ لقوله تعالى: ﴿ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ﴾.
وفي هذا ثناء من الله تعالى عليه؛ لأنه لا يمسح ذا عاهة من عمى أو برص أو غير ذلك إلا برأ بإذن الله تعالى.
5- تكنية عيسى عليه السلام بــ﴿ ابْنُ مَرْيَمَ ﴾، ونسبته إلى أمه؛ لأن الله خلقه من أم بلا أب؛ لقوله تعالى: ﴿ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ﴾؛ ولهذا يُذ كر في القرآن منسوبًا إلى أمه كثيرًا، بينما لا يُنسب غيره من الأنبياء حتى ولا لآبائهم؛ لأن في ذِكر عيسى عليه السلام منسوبًا إلى أمه تذكيرًا بعظيم قدرة الله تعالى بخلقه من أم بلا أب، فاجتمع في قوله تعالى: ﴿ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ﴾ أنواع العَلَم الثلاثة: اللقب، وهو قوله: ﴿ الْمَسِيحُ ﴾، والاسم- وهو قوله: ﴿ عِيسَى ﴾، والكُنية- وهو قوله: ﴿ ابْنُ مَرْيَمَ ﴾.
6- مكانة عيسى عليه السلام، ووجاهته عند الله، وشرفه في الدنيا والآخرة؛ لقوله تعالى: ﴿ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾.
7- إثبات البعث والدار الآخرة؛ لقوله تعالى: ﴿ وَالْآخِرَةِ ﴾.
8- قُرب عيسى عليه السلام من الله تعالى في الدنيا والآخرة؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴾.
9- تكليم عيسى عليه السلام الناس وهو صبي في المهد آية من آيات الله تعالى العظيمة، ومِنة منَّها الله تعالى على عيسى وأمه مريم عليهما السلام؛ لقوله تعالى: ﴿ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ ﴾.
10- أن تكليم عيسى عليه السلام وهو في المهد كتكليمه وهو كهل من حيث فصاحته وبيانه؛ لقوله تعالى: ﴿ وَكَهْلًا ﴾، وفي هذا إعلامٌ بأنه يعيش حتى يصير كهلًا.
11- أن عيسى عليه السلام من جملة الصالحين، بل ممن بلغوا الغاية في الصلاح؛ فهو أحد أُولي العزم من الرسل عليهم الصلاة والسلام؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾.
12- أن الصلاح يوصف به الأنبياء والرسل كما يوصف به غيرهم؛ لأن به وبكماله يبلغ العبد غاية الإيمان، إخلاصًا لله تعالى، ومتابعة لشرعه.
13- ربوبية الله تعالى الخاصة لمريم؛ لقولها: ﴿ رَبِّ ﴾.
14- تعجب مريم عليها السلام أن يكون لها ولد ولم يمسسها بشر؛ للتثبت وزيادة الاطمئنان، وليس من باب الاستبعاد أو الإنكار أو الشك؛ لأنها مصدقة بما بشرها الله به؛ لقوله تعالى: ﴿ قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ﴾.
15- خطاب الله تعالى لمريم عليها السلام، وفيه تشريف وتكريم لها؛ لقوله تعالى: ﴿ قَالَ كَذَلِكِ ﴾.
16- قدرة الله تعالى التامة على خلق ما يشاء، سواء كان على وفق الأسباب المعتادة المعلومة، أو على خلاف ذلك، كما خلق تعالى عيسى عليه السلام من أم بلا أب، وجعله يكلم الناس في المهد؛ لقوله تعالى: ﴿ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ﴾.
17- إثبات صفة الخلق لله تعالى وصفة المشيئة؛ لقوله تعالى: ﴿ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ﴾.
18- نفوذ قضاء الله تعالى وأمره الكوني وحدوثه بمجرد قوله تعالى: ﴿ كُنْ ﴾ دون تأخر؛ لقوله تعالى: ﴿ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾؛ لكمال قدرته وقوته.
19- مِنة الله تعالى على عيسى عليه السلام بتعليمه الكتب السابقة، والشـريعة وأسرار التشريع، والتوراة والإنجيل؛ لقوله تعالى: ﴿ وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ﴾.
20- إثبات إرسال عيسى لبني إسرائيل؛ لقوله تعالى: ﴿ وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾، وفي هذا ردٌّ على اليهود الذين كذَّبوا رسالة عيسى عليه السلام.
21- عموم رسالة عيسى عليه السلام لجميع بني إسرائيل؛ لقوله تعالى: ﴿ وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾.
22- تأييد الله - عز وجل - عيسى بالآيات الكونية؛ حيث يخلق من الطين كمثل الطير، فينفخ فيه، فيكون طيرًا حيًّا يطير بإذن الله تعالى، ويُشفي الأعمى والأبرص، ويُحيي الموتى بإذن الله، ويُخبِر بني إسرائيل بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم؛ لقوله تعالى: ﴿ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾.
وكما قال تعالى: ﴿ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾ [المائدة: 110].
23- إثبات ربوبية الله تعالى العامة لبني إسرائيل وغيرهم من الخلق؛ لقوله تعالى: ﴿ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾.
24- استعطاف عيسى عليه السلام لقلوب بني إسرائيل؛ لقوله تعالى: ﴿ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾، أي: من المنعم عليكم بنعمة الربوبية مما يوجب عليكم أن تُطيعوه، وتصدَّقوا رسله، ولا تعصوه.
25- في تأييد الله - عز وجل - لعيسى بهذه الآيات الكونية العظيمة التي ليست بمقدور أحد من الخلق إلا بإذن الله - عز وجل - دلالة عظيمة على كمال قدرة الله تعالى.
26- أن الله - عز وجل - قد يُبيح لحكمة فعل أمر كان في الأصل حرامًا لمن يشاء؛ لقوله تعالى: ﴿ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ ﴾، فصنع تمثال على هيئة الطير حرام في الأصل، لكن لما كان بأمر الله تعالى كان مُباحًا، ومثل هذا أمر الله - عز وجل - الملائكة بالسجود لآدم؛ مع أن السجود في الأصل لا يجوز لغير الله، ومثل أمره تعالى إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام مع تحريم قتل النفس بغير حق.
27- جواز إطلاق وصف الخلق على المخلوق؛ لقول عيسى عليه السلام: ﴿ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ ﴾؛ كما قال تعالى: ﴿ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 14]، وفي الحديث أنه يُقال للمصورين: «أحيوا ما خلقتم»[1].
والخلق إذا أُضيف إلى المخلوق فمعناه: تحويل الشيء الموجود من حال إلى حال، كتحويل الخشب والحديد إلى باب... ونحو ذلك، أما الخلق بمعنى الإيجاد من العدم فذلك خاص بالله تعالى.
28- قدرة عيسى عليه السلام بإقدار الله تعالى، وإذنه له على أن يخلق من الطين كهيئة الطير، وينفخ فيه الروح فيكون طيرًا، وعلى إبراء الأعمى والأبرص وإحياء الموتى، وإخبار قومه بما يأكلون ويدَّخِرون في بيوتهم مما هو غيب لا يعلمه إلا الله أو من ارتضى من رسله.
29- إثبات الإذن الكوني والشرعي لله - عز وجل - لقوله تعالى: ﴿ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾.
30- أن عيسى عليه السلام عبد مربوب لله تعالى، لا يملك من الربوبية شيئًا كغيره من الرسل وسائر الخلق؛ لقوله تعالى: ﴿ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾، وقوله: ﴿ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ مرتين، وقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي ﴾.
وفي هذا ردٌّ على النصارى الذين يزعمون فيه المشاركة لله تعالى في الربوبية والألوهية؛ قال تعالى: ﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ [الزخرف: 59]، وقال تعالى عنه- عليه السلام- أنه قال لقومه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ﴾ [آل عمران: 51].
31- في إطلاع الله - عز وجل - عيسى عليه السلام- على ما يأكله بنو إسرائيل وما يدَّخِرونه في بيوتهم ما يُوجِب عليهم الحذر أن يأكلوا ما لا يجوز أكله، أو يدَّخِروا ما لا يجوز ادخاره.
32- تأكيد أن ما جاء به عيسى آية عظيمة، وبخاصة للمؤمنين؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾.
33- أن من شرط الإيمان التصديق بآيات الله تعالى الكونية والشرعية، وذلك أيضًا سبب للإيمان.
34- فضل الإيمان وأهله؛ لأنهم المنتفعون بالآيات دون غيرهم؛ لهذا خصَّهم بالذكر، فقال: ﴿ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾.
35- تصديق عيسى عليه السلام لما سبقه من التوراة؛ فهو شاهد بصدقها، وأنها حق ومصداق ما أخبرت به من بعثته، وما جاء به موافق لما جاء فيها؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ ﴾.
36- تحليل عيسى عليه السلام بما جاء به من الشرع بعض ما كان محرمًا على بني إسرائيل تخفيفًا عليهم؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ﴾.
37- جواز النسخ في الشرائع السماوية، ونسخ بعضها لبعض، فأُحِل في شريعة عيسى بعض ما كان محرمًا في شريعة موسى، وهذا من قبيل النسخ، كما نسخ بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم جميع الشرائع السابقة
38- تأكيد عيسى عليه السلام قيام الحُجة على قومه؛ لقوله تعالى: ﴿ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾.
39- إثبات ربوبية الله تعالى الخاصة بأوليائه؛ لقوله تعالى: ﴿ رَبِّي ﴾.
40- تأكيد عيسى استعطاف قلوب بني إسرائيل بربوبية الله تعالى لهم؛ لقوله: ﴿ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾؛ ليتقوا الله ويطيعوه.
41- وجوب تقوى الله تعالى؛ لقوله تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾.
42- وجوب طاعة الرسل عليهم السلام، وأنها من تقوى الله؛ لقوله تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾.
43- وجوب عبادة الله تعالى وحده؛ لقوله تعالى: ﴿ فَاعْبُدُوهُ ﴾.
44- أن توحيد الربوبية، والإقرار به يستلزم توحيد الألوهية؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ﴾.
45- أن عبادة الله تعالى وحده دون سواه هي الصراط المستقيم المؤدي إلى السعادة في الدنيا والآخرة، وإلى الفوز بالجنة والنجاة من النار؛ لقوله تعالى: ﴿ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ﴾؛ كما قال تعالى: ﴿ أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الملك: 22].
[1] أخرجه البخاري في البيوع (2105)، ومسلم في اللباس والزينة (2107)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|