عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14-04-2025, 11:02 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,820
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير قوله تعالى: ﴿وأصلح بالهم﴾

تفسير قوله تعالى: ﴿وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ﴾

يحيى بن إبراهيم الشيخي


قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ [محمد: 2].


تفسير البغوي:
﴿وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ [محمد: 2]: حالهم؛ قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: عصمهم أيام حياتهم، يعني أن هذا الإصلاح يعود إلى إصلاح أعمالهم حتى لا يعصوا.

تفسير القرطبي:
﴿وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ [محمد: 2]: أي: أصلح شأنهم عن مجاهد وغيره، وقال قتادة: حالهم، وقال ابن عباس: أمورهم.
والثلاثة متقاربة، وهي متعلقة بإصلاح ما تعلق من دنياهم، وحكى النقَّاش أن المعنى أصلح نياتهم؛ ومنه قول الشاعر:
فإن تقبلي بالود أقبل بمثله
وإن تُدبري أذهب إلى حال باليا


والبال كالمصدر ولا يُعرف منه فِعل، ولا تجمعه العرب إلا في ضرورة الشعر؛ فيقولون فيه: بالات.

وقد يكون البال في موضع آخر بمعنى القلب، يُقال: ما يخطر فلان على بالي؛ يعني على قلبي.

ويقول الجوهري: والبال رخاء النفس، يُقال: فلان رخيُّ البال، والبال: الحال، يُقال: ما بالُك؟ يُقال عند تشميت العاطس.

تفسير ابن كثير:
﴿وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ [محمد: 2]: قال ابن عباس: أي: أمرهم، وقال مجاهد: شأنهم، وقال قتادة وابن زيد: حالهم، والكل متقارب، وقد جاء في حديث تشميت العاطس: ((يهديكم الله ويصلح بالكم)).

التحرير والتنوير:
﴿وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ [محمد: 2]، والبال: يُطلق على القلب؛ أي: العقل وما يخطر للمرء من التفكير، وهو أكثر إطلاقه، ولعله حقيقة فيه؛ قال امرؤ القيس:
فعادَى عداء بين ثور ونعجة
وكان عداء الوحش مني على بالِ


وقال: وإصلاح البال يجمع إصلاح الأمور كلها؛ لأن تصرفات الإنسان تأتي على حسب رأيه، فالتوحيد أصل صلاح بال المؤمن، ومنه تنبعث القوى المقاوِمة للأخطاء والأوهام التي تلبَّس بها أهل الشرك، وحكاها عنهم القرآن في مواضع كثيرة، والمعنى: أقام أنظارهم وعقولهم، فلا يفكرون إلا صالحًا، ولا يتدبرون إلا ناجحًا.

تفسير السعدي:
﴿وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ [محمد: 2]؛ أي: أصلح دينهم ودنياهم، وقلوبهم وأعمالهم، وأصلح ثوابهم، بتنميته وتزكيته، وأصلح جميع أحوالهم، والسبب في ذلك أنهم: ﴿اتَّبَعُوا الْحَقَّ [محمد: 3] الذي هو الصدق واليقين، وما اشتمل عليه هذا القرآن العظيم، الصادر ﴿مِنْ رَبِّهِمْ [محمد: 3] الذي ربَّاهم بنعمته، ودبَّرهم بلطفه، فرباهم تعالى بالحق فاتبعوه، فصلحت أمورهم، فلما كانت الغاية المقصودة لهم متعلقة بالحق المنسوب إلى الله الباقي الحق المبين، كانت الوسيلة صالحة باقية، باقيًا ثوابُها.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.56 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.65%)]