رمضان شهر الدعاء
نجلاء جبروني
بعد أن ذَكَرَ الله أحكام الصيام في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، جاءت هذه الآية المتعلقة بالدعاء؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].
قال ابن كثير رحمه الله في التفسير: "وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء، مُتخللة بين أحكام الصيام - إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العِدة، بل وعند كل فِطر"[1].
فاغتنم هذا الشهر في الدعاء، فما أحوجنا إلى الدعاء في رمضان، وأبواب السماء مُفتَّحة، والرحمات منزَّلة!
وعلى الداعي أن يتحرى أوقات إجابة الدعاء؛ ومنها:
• في الثلث الأخير من الليل.
• أثناء السجود.
• بين الأذان والإقامة.
• ومنها ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر؛ قال تعالى: ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 3].
ارفع يديك، استقبل القبلة، كن موقنًا بالإجابة، افتتح الدعاء بالثناء على الله، واختتمه بالصلاة على النبي.
ماذا يقول الصائم عند الفِطْر؟ قال عمر: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: ذهب الظمأ، وابتلَّت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله))[2].
وأما دعاء: ((اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت))؛ فقد رواه أبو داود (2358)، وهو حديث مرسل، فهو ضعيف، ضعيف أبي داود (510) للألباني.
[1] تفسير ابن كثير (ج: 1، 258).
[2] رواه أبو داود (2357)، والدارقطني (25)، وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/ 202): "قال الدارقطني: إسناده حسن".