عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 11-03-2025, 02:01 PM
امانى يسرى محمد امانى يسرى محمد غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Mar 2022
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 37
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تدبر آية من القرآن

{وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ }[يوسف:16]

جاء إخوة يوسف عشاء، حتّى لا تظهر ملامح وجوههم، عند بكائهم لدى والدهم، فيتبين له أنّ بكاءهم، أو بكاء بعضهم ليس حقيقة، وهو ذو فراسة وبصيرة؛ لأنّ من المعلوم أنّ النائحة المستأجرة ليست كالثكلى، بالإضافة إلى إشعار والدهم بأنهم تأخروا للاهتمام بالحادثة.)

- يقول الشيخ محمّد متولي الشعراوي - رحمه الله -: ‌وهنا ‌تتجلّى ‌لنا قدرة أداء القرآن أداء دقيقاً معبّراً عن الانفعالات الّتي توجد في النفس الإنسانية، فها هم إخوة يوسف خدعوا أباهم ومكروا بأخيهم، وأخذوه وألقوْه في الجبّ مع أنّهم يعلمون أنّ أباه يحبّه، وكان ضنيناً أنْ يأتمنهم عليه، فكيف يواجهون هذا الأب؟
هذا هو الانفعال النفسي الّذي لا تستطيع فطرة أن تثبته؛ فقالوا: نؤخر اللقاء لأبينا إلى العشاء: والعشاء مَحَلُّ الظلمة، وهو ستر للانفعالات الّتي توجد على الوجوه من الاضطراب؛ ومن مناقضة كذب ألسنتهم؛ لأنهم لن يخبروا الأب بالواقع الّذي حدث؛ بل بحديث مُخْتلق.
وقد تخدعهم حركاتهم، ويفضحهم تلجلجهم، وتنكشف سيماهم الكاذبة أمام أبيهم؛ فقالوا: الليل أخْفَى للوجه من النهار، وأستَر للفضائح؛ وحين ندخل على أبينا عِشَاءً؛ فلن تكشفنا انفعالاتنا. وبذلك اختاروا الظرف الزمني الّذي يتوارون فيه من أحداثهم: ﴿وجآءوا أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ﴾ [يوسف: 16].

- قال الشيخ محمّد أبو زهرة - رحمه الله -: أي أنّهم ‌قضوا ‌النهار ‌غائبين عن أبيهم، ثمّ عادوا في العشية، يقول المفسرون: أنّهم كانوا يتباكون، ولا يبكون. ونحن نميل إلى أنّه كان ثمّة بكاء حقيقي من بعضهم على الأقلّ، وهو بعض من النّدم على ما ارتكبوا وقد أحسّوا بفظاعته، وخصوصاً عندما لقوا أباهم، فإنْ لم يكن لأجل يوسف، فلأجل أبيهم الثاكل
{وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ }[يوسف:16]
عندما تكون بموقع يتطلب منك حكما عادلا فدع عاطفتك جانبا ولا تلتفت لمن يذرف الدموع ، فبعضها مخادعة!!

إن القلوب القاسية لديها قدرة عجيبة في أن تنتج دموعا شبيهة بدموع الحزانى !!.. لاتغتر بالمظاهر والمشاعر التي تستعطفك ، بل اهتم بتاريخ الباكي ودعك من ملامحه .



ألا ترون أن أصحاب النظرات الزائفة والدموع الكاذبة يحضرون في المساء لتسترهم الأضواء الخافتة ، وليكونوا أقدر على الإعتذار في الظلمة؟! فالأنباء السيئة تتشح عادة بالسواد ، انتبه ولاتغتر فليس كل مايلمع ذهبا ، ولا كل من يدمع صادقا
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.08 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (3.85%)]