مجالس تدبر القرآن (257)
امانى يسرى محمد
وقفات تدبرية من الجزء الثاني عشر
﴿وَما مِن دابَّةٍ فِي الأَرضِ إِلّا عَلَى اللَّهِ رِزقُها﴾
أراح القلوب من حيرة التفكير فى حكمة التوزيع
﴿وَيَعلَمُ مُستَقَرَّها وَمُستَودَعَها﴾
مستقر المؤمنين المساجد ، ومستودعهم القبور ..
إياك أن تدعى حالاً لست متحققاً بها
﴿وَمَن أَظلَمُ مِمَّنِ افتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾
﴿فَقالَ المَلَأُ الَّذينَ كَفَروا مِن قَومِهِ ما نَراكَ إِلّا بَشَرًا مِثلَنا﴾
أنكروا نبوته لأنه يشبههم فى الصورة ، ولم يعلموا أن الاختلاف إنما هو بالعقول والقلوب وليس بالصور
أهم مواصفات الداعية : قوة الحجة ، وسعة الرحمة
﴿قالَ يا قَومِ أَرَأَيتُم إِن كُنتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِن رَبّي وَآتاني رَحمَةً مِن عِندِهِ﴾
﴿يا بُنَيَّ اركَب مَعَنا وَلا تَكُن مَعَ الكافِرينَ﴾
انظروا إلى رحمة الأب بولده ورفقِه به فى دعوته وخطابه فلم يقل له
(ولا تكن من الكافرين)
ولكن قال له
﴿وَلا تَكُن مَعَ الكافِرينَ﴾
﴿قالَ سَآوي إِلى جَبَلٍ يَعصِمُني مِنَ الماءِ﴾ ت
أملوا تفكير الساذج .. رأى الهلاك من الماء ، والعصمة من الجبل .. فجائته الإجابة الحاسمة :
﴿لا عاصِمَ اليَومَ مِن أَمرِ اللَّهِ إِلّا مَن رَحِمَ﴾
اقرع أبواب الرزق باستغفارك
﴿وَيا قَومِ استَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرارًا﴾

﴿بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيرٌ لَكُم﴾
فالقليل من الحلال أجدى وأنفع من الكثير الذى يعقبه الوبال
﴿قالوا يا شُعَيبُ ما نَفقَهُ كَثيرًا مِمّا تَقولُ﴾
استحقار المدعو للداعى يمنعه من فهم ما يُدعى إليه من خير
﴿فَاتَّبَعوا أَمرَ فِرعَونَ وَما أَمرُ فِرعَونَ بِرَشيدٍ﴾
كل من رضى بمتابعة فِرعون فتح على نفسه أبواب الغضب الإلهى ،
واستحق أصناف السخَط والعقوبات فى الدنيا والآخرة
﴿قالَ يا بُنَيَّ لا تَقصُص رُؤياكَ عَلى إِخوَتِكَ فَيَكيدوا لَكَ كَيدًا﴾
اسمع وصايا أبيك واحذر من مخالفته
﴿وَيُتِمُّ نِعمَتَهُ عَلَيكَ﴾
ومن إتمام النعمة توفيقُك للشكر عليها ، ومن إتمامها كذلك أخذُك بأسباب الصيانة عن سلبها وتغييرها
﴿وَأَجمَعوا أَن يَجعَلوهُ في غَيابَتِ الجُبِّ﴾
كان هذا إجماعُهم أن يجعلوه فى أسفل الجُب ؛ فرفعه الله فوق العرش
﴿يَلتَقِطهُ بَعضُ السَّيّارَةِ ﴾
أرادوا ليوسف أن يكون عبداً ذليلاً فأراده الله عزوجل وزيراً عزيزاً
قال تعالى: ﴿وَأَلفَيا سَيِّدَها﴾
ولم يقل سيدهما ؛ لأن يوسف عليه السلام عاش حراً عزيزاً ، ولم يكن له سيدٌ على الإطلاق .. لا العزيز ولا غيره
﴿ثُمَّ بَدا لَهُم مِن بَعدِ ما رَأَوُا الآياتِ لَيَسجُنُنَّهُ حَتّى حينٍ﴾
سجن عزيزُ مصر يُوسُف رغم براءة ساحته خشية على امرأته من الفضيحة ، فحول الله ملكه إليه
﴿ذلِكَ تَقديرُ العَزيزِ العَليمِ﴾
﴿وَقالَ لِلَّذي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنهُمَا﴾
تعبير الرؤيا وإن كان حقاً فهو يكون بغلبة الظن وليس بالقطع
﴿قُلنَ حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمنا عَلَيهِ مِن سوءٍ﴾
فالحقائق لا تخفى للأبد .. ستظهر ولو بعد حين