
24-02-2025, 05:19 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,740
الدولة :
|
|
رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله

منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الرابع
الحلقة (291)
صـ 509 إلى صـ 517
تحبط العمل، فما تقدم [1] من طاعته: إن كان طاعة فهي حابطة بكفره وردته *) [2] ، وما يفعله من المعاصي لا يماثله أحد فيه، فامتنع أن يكون أحد شرا منه، وصار نظير هذا المرتد الذي يقتل النفوس ويزني ويفعل عامة القبائح بعد سابق طاعاته، فمن جاء بعده ولم يسبقه إلى تلك الطاعات الحابطة، وشاركه في قليل من معاصيه، لا يكون شرا منه، فكيف يكون أحد شرا من إبليس؟ .
وهذا ينقض أصول الشيعة: حقها وباطلها. وأقل ما يلزمهم أن يكون أصحاب علي الذين قاتلوا معه، وكانوا أحيانا يعصونه، شرا من الذين امتنعوا عن مبايعته من الصحابة؛ لأن هؤلاء عبدوا الله قبلهم، وأولئك جروا معهم في ميدان المعصية.
ويقال: ثالثا: ما الدليل على أن إبليس [كان] [3] أعبد الملائكة؟ وأنه كان [4] يحمل العرش وحده ستة آلاف سنة؟ أو أنه [5] كان من حملة العرش في الجملة؟ أو أنه كان طاووس الملائكة؟ أو أنه ما ترك في السماء رقعة ولا في الأرض بقعة إلا وله فيها سجدة وركعة؟ ونحو ذلك مما يقوله بعض الناس.
فإن هذا أمر إنما يعلم بالنقل الصادق، وليس في القرآن شيء من ذلك، ولا في ذلك خبر صحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وهل يحتج بمثل هذا في أصول الدين إلا من هو من أعظم الجاهلين؟ ! .
(1) ن، م: فيما تقدم.
(2) ما بين النجمتين ساقط من (ص) .
(3) كان: زيادة في (أ) ، (ب) .
(4) أ، ب: أو كان.
(5) ن، م: وأنه.
وأعجب من ذلك قوله: "ولا شك بين العلماء أن إبليس كان أعبد الملائكة" .
فيقال: من الذي قال هذا من علماء الصحابة والتابعين وغيرهم من علماء المسلمين؟ فضلا عن أن يكون هذا متفقا عليه بين العلماء؟ وهذا شيء لم يقله قط عالم يقبل قوله من علماء المسلمين. وهو أمر لا يعرف إلا بالنقل، ولم ينقل هذا أحد عن النبي - صلى الله عليه وسلم: [لا] [1] بإسناد صحيح ولا ضعيف. فإن كان قاله بعض الوعاظ أو المصنفين في الرقائق، أو بعض من ينقل في التفسير من الإسرائيليات ما لا إسناد له [2] ، فمثل هذا لا يحتج به في جرزة بقل [3] ، فكيف يحتج به في جعل إبليس خيرا (* من كل من عصى الله من بني آدم، ويجعل الصحابة من هؤلاء الذين إبليس خير منهم *) [4] ؟ .
وما وصف الله ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم - إبليس بخير قط ولا بعبادة [5] متقدمة ولا غيرها (5 مع أنه لو كان له عبادة لكانت قد حبطت بكفره وردته 5) [6] .
وأعجب من ذلك قوله: "لا شك بين العلماء أنه كان يحمل العرش"
(1) لا: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) .
(2) أ، ب: ما لا أصل له.
(3) و: في نقل. وفي "لسان العرب" : "والجرزة" : الحزمة من القت ونحوه "."
(4) ما بين النجمتين ساقط من (و) .
(5) ب (فقط) : بخير قط ولا بعبادة. . .
(6) (5 - 5) : ساقط من (و) .
وحده ستة آلاف سنة "فيا سبحان الله! هل قال ذلك [1] أحد من علماء [2] المسلمين المقبولين عند المسلمين؟ وهل يتكلم بذلك إلا مفرط في الجهل؟ فإن هذا لا يعرف - لو كان حقا - إلا بنقل الأنبياء، وليس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك شيء."
ثم حمل واحد من الملائكة العرش [3] خلاف ما دل عليه النقل الصحيح [4] . [ثم ما باله حمل العرش وحده ستة آلاف سنة ولم يكن [5] يحمله وحده دائما؟] [6] ومن الذي نقل أن إبليس من حملة العرش؟ .
وهذا من أكذب الكذب [7] ; فإن الله تعالى [8] يقول: {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا} سورة غافر، [فأخبر أن له حملة لا واحدا، وأنهم كلهم مؤمنون مسبحون بحمد ربهم، مستغفرون للذين آمنوا] [9] .
(1) أ، ب: هذا.
(2) ر، ص: عالم ; هـ: عالم أحد. . .
(3) ن، م: للعرش.
(4) و: المنقولات الصحيحة.
(5) ر، هـ: ثم ما باله حمله ستة آلاف سنة وحده ولم يكن ; ص: ثم ما باله ستة آلاف سنة وحده ولم يكن.
(6) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) ، (و) .
(7) و: الحديث.
(8) فإن الله تعالى: كذا في (أ) ، (ب) . وفي سائر النسخ: والله تعالى.
(9) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
وإذا قيل: هذا إخبار عن الحمل [المطلق] ، ليس [1] فيه أنه لم يزل له حملة.
قيل: قد جاءت الآثار بأنه لم يزل له حملة، كحديث عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح [2] ، «أن الله تعالى لما خلق العرش أمر الملائكة بحمله. قالوا: ربنا كيف نحمل عرشك وعليه عظمتك؟ فقال: قولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله [3] ، فقالوها، فأطاقوا حمله» "[4] ."
ويقال: رابعا: إن إبليس كفر، كما أخبر الله تعالى بقوله [5] : {إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين} سورة ص، فلو قدر أنه كان له عمل صالح حبط بكفره. كذلك غيره [6] إذا كفر حبط عمله، فأين تشبيه المؤمنين بهذا؟ ! .
ويقال: خامسا: قوله: "إن معاوية لم يزل في الإشراك إلى أن أسلم" به يظهر الفرق فيما قصد به الجمع ; فإن معاوية أسلم بعد الكفر، وقد قال تعالى: {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف} سورة الأنفال، وتاب من شركه وأقام الصلاة وآتى الزكاة، وقد قال تعالى: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} سورة التوبة.
وإبليس كفر بعد إيمانه فحبط إيمانه بكفره، وذاك حبط كفره
(1) ن، م، و: إن هذا إخبار عن الحملة ليس.
(2) ن، م: عن معاوية عن صالح.
(3) ن: بالله العلي.
(4) لم أجد هذا الحديث فيما بين يدي من مراجع.
(5) أ، ب: كما قال تعالى.
(6) ص: كذلك قوله.
بإيمانه [1] ، فكيف يقاس من آمن بعد الكفر بمن كفر بعد الإيمان؟ ! [2] .
ويقال: سادسا: قد ثبت إسلام معاوية - رضي الله عنه - والإسلام يجب ما قبله. فمن ادعى أنه ارتد بعد ذلك كان مدعيا دعوى بلا دليل لو لم يعلم كذب دعواه، فكيف إذا علم كذب دعواه، وأنه ما زال على الإسلام إلى أن مات، كما علم بقاء غيره على الإسلام؟ فالطريق الذي يعلم به [بقاء إسلام] [3] أكثر الناس من الصحابة وغيرهم، يعلم به بقاء إسلام معاوية - رضي الله عنه -. والمدعي لارتداد معاوية وعثمان وأبي بكر وعمر - رضي الله عنهم - ليس هو أظهر حجة من المدعي لارتداد علي. فإن كان المدعي لارتداد علي كاذبا، فالمدعي لارتداد هؤلاء أظهر كذبا، لأن الحجة على بقاء إيمان هؤلاء أظهر، وشبهة [4] الخوارج أظهر من شبهة الروافض.
ويقال: سابعا: هذه الدعوى إن كانت صحيحة، ففيها من القدح والغضاضة بعلي والحسن وغيرهما مالا يخفى. وذلك أنه كان مغلوبا [5] مع المرتدين، وكان الحسن قد سلم أمر المسلمين إلى المرتدين، وخالد بن الوليد قهر المرتدين، فيكون نصر الله لخالد على الكفار [6]
(1) ن، م، و، ر، ص، هـ: وإبليس كفر فذاك حبط كفره بإيمانه، وإبليس حبط إيمانه بكفره.
(2) أ، ب: بعد كفر بمن كفر بعد إيمان.
(3) بقاء إسلام: ساقطة من (ن) وسقطت "بقاء" من (م) ، (و) .
(4) ن، م: وشبه.
(5) ن: معلوما، وهو تحريف.
(6) أ، ب: على المرتدين.
أعظم من نصره لعلي. والله سبحانه وتعالى عدل لا يظلم واحدا منهما، فيكون ما استحقه خالد من النصر أعظم مما استحقه علي، فيكون أفضل عند الله منه.
[بل] [1] وكذلك جيوش أبي بكر وعمر وعثمان ونوابهم ; [فإنهم] [2] كانوا منصورين على الكفار، وعلي عاجز عن مقاومة المرتدين الذين هم من الكفار أيضا.
فإن الله سبحانه وتعالى يقول: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} [آل عمران: 139] وقال تعالى: {فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم} [سورة محمد: 35] .
وعلي - رضي الله عنه - دعا معاوية إلى السلم في آخر [3] الأمر، لما عجز عن دفعه عن بلاده، وطلب منه أن يبقى كل واحد [منهما] [4] على ما هو عليه. وقد قال تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} [سورة آل عمران: 139] فإن [5] كان أصحابه مؤمنين وأولئك مرتدين وجب أن يكونوا الأعلين، وهو خلاف الواقع.
[ويقال ثامنا] [6] من قال: إن معاوية - رضي الله عنه - استكبر عن طاعة
(1) بل: ساقطة من (ن) ، (م) .
(2) فإنهم: زيادة في (أ) ، (ب) .
(3) ن، م: أواخر.
(4) منهما: زيادة في (أ) ، (ب) .
(5) ن، م، و: فإذا.
(6) ويقال ثامنا: ساقطة من (ن) .
الله في نصب [1] أمير المؤمنين، ولم قلت: إنه علم أن ولايته صحيحة، وأن طاعته واجبة عليه؟ . فإن الدليل على ثبوت ولايته ووجوب طاعته من المسائل المشتبهة التي لا تظهر إلا بعد بحث ونظر، بخلاف من أجمع الناس على طاعته. وبتقدير أن يكون علم ذلك، فليس كل من عصى يكون مستكبرا عن طاعة الله. والمعصية تصدر تارة عن شهوة، وتارة عن كبر، وهل يحكم على كل عاص بأنه مستكبر عن طاعة الله كاستكبار إبليس؟ ! .
ويقال تاسعا: قوله: "وبايعه الكل بعد عثمان" .
إن لم يكن هذا حجة فلا فائدة فيه، وإن كان حجة فمبايعتهم لعثمان كان اجتماعهم عليها أعظم. وأنتم لا ترون الممتنع عن طاعة عثمان كافرا، بل مؤمنا تقيا.
ويقال عاشرا: اجتماع الناس على مبايعة أبي بكر كانت [على قولكم] [2] أكمل، وأنتم وغيركم تقولون: إن عليا تخلف عنها مدة. فيلزم [على قولكم] [3] أن يكون علي مستكبرا عن طاعة الله في نصب أبي بكر عليه إماما، فيلزم حينئذ كفر علي بمقتضى حجتكم، أو بطلانها في نفسها. وكفر علي باطل، فلزم [4] بطلانها.
ويقال: حادي عشر قولكم: "بايعه الكل بعد عثمان" .
من أظهر الكذب، فإن كثيرا من المسلمين: إما النصف، وإما أقل
(1) نصب: كذا في (ص) ، (ب) . وفي سائر النسخ: نصر.
(2) على قولكم: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) ، (هـ) ، (ر) .
(3) على قولكم: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) ، (هـ) ، (ر) .
(4) ن، م: فيلزم أن يكون. .
أو أكثر لم يبايعوه، ولم يبايعه سعد بن أبي وقاص ولا ابن عمر ولا غيرهما.
ويقال: ثاني عشر: قولكم: "إنه جلس مكانه" .
كذب ; فإن معاوية لم يطلب الأمر لنفسه ابتداء، ولا ذهب إلى علي لينزعه عن [1] إمارته، ولكن امتنع هو وأصحابه عن [2] مبايعته، وبقي على ما كان عليه واليا على من كان واليا عليه [3] في زمن عمر وعثمان. ولما جرى حكم الحكمين إنما كان متوليا على رعيته فقط. فإن أريد بجلوسه في مكانه أنه استبد بالأمر دونه في تلك البلاد، فهذا صحيح، لكن معاوية - رضي الله عنه - يقول: إني لم أنازعه شيئا هو في يده، ولم يثبت عندي ما يوجب علي دخولي [4] في طاعته. وهذا الكلام سواء كان حقا أو باطلا لا يوجب كون صاحبه شرا من إبليس، ومن جعل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شرا من إبليس، فما أبقى غاية في الافتراء على الله ورسوله والمؤمنين، والعدوان على خير القرون [5] في مثل هذا المقام، والله ينصر رسله والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، والهوى إذا بلغ بصاحبه إلى هذا الحد فقد أخرج صاحبه عن ربقة العقل، فضلا عن العلم والدين، فنسأل الله العافية من كل بلية، وإن حقا على الله أن يذل أصحاب مثل هذا
(1) أ، ب: من.
(2) أ، ب: من.
(3) (2 - 2) : ساقط من (ص) ، (ب) . وفي (ر) : على ما كان عليه.
(4) و: دخولا.
(5) ن، م: على خير الفرق ; هـ، و: على خيار القرون.
الكلام [1] ، وينتصر لعباده المؤمنين - من أصحاب نبيه وغيرهم - من هؤلاء المفترين الظالمين [2] .
[كلام الرافضي على يوم مقتل الحسين رضي الله عنه والرد عليه]
(فصل) .
قال الرافضي [3] : "وتمادى بعضهم في التعصب حتى اعتقد [4] إمامة يزيد بن معاوية مع ما صدر عنه [5] من الأفعال القبيحة من قتل الإمام الحسين ونهب أمواله وسبي نسائه ودورانهم [6] في البلاد على الجمال بغير قتب، ومولانا زين العابدين مغلول اليدين، ولم يقنعوا بقتله حتى رضوا أضلاعه وصدره بالخيول، وحملوا رءوسهم على القنا مع أن مشايخهم رووا [7] أن يوم قتل الحسين مطرت [8] السماء دما. وقد ذكر ذلك الرافعي في" شرح الوجيز "وذكر ابن سعد في" الطبقات "أن الحمرة ظهرت في السماء يوم قتل الحسين ولم تر [9] قبل ذلك. وقال أيضا: ما رفع حجر في الدنيا"
(1) ص: مثل أصحاب مثل هذا الكلام ; ب: مثل أصحاب هذا الكلام.
(2) و:. . وغيرهم منهم.
(3) في (ك) ص [0 - 9] 16 (م) .
(4) ك، ر: اعتقدوا.
(5) أ، ب: منه.
(6) ك: الدوران، وسائر النسخ: وذراريهم.
(7) ص، ب: رأوا.
(8) أ، ب: أمطرت ; ك: قطرت.
(9) ك: منذ يوم قتل الحسين - عليه السلام - ولم ير.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|