مائدةُ التَّفسيرِ
عبدالرحمن عبدالله الشريف
سورةُ النَّاسِ
﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾ [الناس: 1-6].
موضوعُ السُّورةِ:
الحثُّ على الاستعاذةِ باللهِ مِنْ شرِّ الشَّيطانِ ووسوستِه.
غريبُ الكلماتِ:
أَعُوذُ: أَلْتَجِئُ وأَعتصِمُ.
بِرَبِّ النَّاسِ: مُرَبِّيهم، وخالقِهم، ومُدبِّرِ أحوالِهم.
إِلَهِ النَّاسِ: معبودِهم الحقِّ.
الْوَسْوَاسِ: الشَّيطانِ الَّذي يُلقِي شكوكَه وأباطيلَه في القلوبِ عندَ الغفلةِ.
الْخَنَّاسِ: الَّذي يختفي ويَهرُبُ عندَ ذِكْرِ اللهِ.
من الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ: الـمُوَسْوِسُ يكونُ جِنِّيًّا وإنسيًّا.
المعنى الإجماليُّ:
سورةُ النَّاسِ مِنَ السُّوَرِ المكِّيَّةِ، وهي إحدى الـمُعَوِّذَتَيْنِ، وفيها أمر اللهُ تعالى بالتَّحصُّنِ بربِّ النَّاسِ وخالقِهم مِنْ شرورِ الشَّيطانِ الـمُوَسْوِسِ في صدورِهم بصوتٍ خَفِيٍّ لا يُسمَعُ، فيُلقِي الشُّبَهَ والمخاوفَ والظُّنونَ السَّيِّئةَ، ويُزيِّنُ القبيحَ ويُقبِّحُ الحسنَ، وذلك متى غفَل المرءُ عنْ ذِكْرِ اللهِ تعالى.
وكما يكونُ الشَّيطانُ الـمُوَسْوِسُ مِنَ الجنِّ، فإنَّه يكونُ مِنَ النَّاسِ، فيعملُ في تزيينِ الشَّرِّ، والدَّعوةِ إليه، وإلقاءِ الشُّبَهِ الـمُضَلِّلةِ والكلماتِ الفاسدةِ.
ما يُسْتفادُ مِنَ السُّورةِ:
1) أنَّ اللهَ تعالى هو الرَّبُّ الحقُّ، الغنيُّ عنِ الخلقِ، الَّذي له الملكُ الكاملُ، والتَّصرُّفُ الشَّاملُ، والأمرُ النَّافذُ في خلقِه، بأمرِه وحكمِه، كيف شاءَ ومتى شاءَ.
2) بيانُ العلاجِ مِنَ الوساوسِ والخواطرِ السَّيِّئةِ؛ وذلك بدوامِ ذِكْرِ اللهِ والتَّعوُّذِ مِنَ الشَّيطانِ.
3) وجوبُ الاستعاذةِ باللهِ وحدَه مِنْ كلِّ ما يخافُه الإنسانُ.
4) خطرُ صاحبِ السُّوءِ، فإنَّه يَضُرُّ ويُضِلُّ.