
17-02-2025, 11:00 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,603
الدولة :
|
|
رد: تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد
 تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن
الإمام محمد بن جرير الطبري
الجزء العاشر
تَفْسِيرِ سُّورَةِ المائدة
الحلقة (567)
صــ 526 إلى صــ 545
القول في تأويل قوله ( فكفارته إطعام عشرة مساكين )
قال أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في"الهاء " التي في قوله : "فكفارته " ، على ما هي عائدة ، ومن ذكر ما ؟
فقال بعضهم : هي عائدة على"ما " التي في قوله : "بما عقدتم الأيمان" .
ذكر من قال ذلك :
12360 - حدثنا ابن بشار قال ، حدثنا ابن أبي عدي ، عن عوف ، [ ص: 526 ] عن الحسن في هذه الآية " لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم " ، قال : هو أن تحلف على الشيء وأنت يخيل إليك أنه كما حلفت وليس كذلك ، فلا يؤاخذكم الله ، فلا كفارة . ولكن المؤاخذة والكفارة ، فيما حلفت عليه على علم .
12361 - حدثنا ابن حميد وابن وكيع قالا : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن مغيرة ، عن الشعبي قال : اللغو ليس فيه كفارة " ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان " ، قال : ما عقدت فيه يمينه ، فعليه الكفارة .
12362 - حدثني يعقوب قال ، حدثنا هشيم قال ، أخبرنا حصين ، عن أبي مالك قال : الأيمان ثلاث : يمين تكفر ، ويمين لا تكفر ، ويمين لا يؤاخذ بها صاحبها . فأما اليمين التي تكفر ، فالرجل يحلف على الأمر لا يفعله ، ثم يفعله ، فعليه الكفارة . وأما اليمين التي لا تكفر : فالرجل يحلف على الأمر يتعمد فيه الكذب ، فليس فيه كفارة . وأما اليمين التي لا يؤاخذ بها صاحبها ، فالرجل يحلف على الأمر يرى أنه كما حلف عليه ، فلا يكون كذلك ، فليس عليه فيه كفارة . وهو"اللغو" .
12363 - حدثني يعقوب قال ، حدثنا هشيم قال ، أخبرنا ابن أبي ليلى ، عن عطاء قال : قالت عائشة : لغو اليمين ، ما لم يعقد عليه الحالف قلبه .
12364 - حدثني يعقوب قال ، حدثنا ابن علية قال ، حدثنا هشام قال ، حدثنا حماد ، عن إبراهيم قال : ليس في لغو اليمين كفارة .
12365 - حدثني يونس بن عبد الأعلى قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب : أن عروة حدثه : أن عائشة قالت : أيمان [ ص: 527 ] الكفارة ، كل يمين حلف فيها الرجل على جد من الأمور في غضب أو غيره : "ليفعلن ، ليتركن " ، فذلك عقد الأيمان التي فرض الله فيها الكفارة ، وقال تعالى ذكره : " لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان " .
12366 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، أخبرني معاوية بن صالح ، عن يحيى بن سعيد ، وعن علي بن أبي طلحة قالا ليس في لغو اليمين كفارة .
12367 - حدثنا بشر قال ، حدثنا جامع بن حماد قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن : " ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان " ، يقول : ما تعمدت فيه المأثم ، فعليك فيه الكفارة . قال ، وقال قتادة : أما اللغو ، فلا كفارة فيه .
12368 - حدثنا هناد قال ، حدثنا عبدة ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن قال : لا كفارة في لغو اليمين .
12369 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عمرو العنقزي ، عن أسباط ، عن السدي : ليس في لغو اليمين كفارة .
قال أبو جعفر : فمعنى الكلام على هذا التأويل : " لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان " ، فكفارة ما عقدتم منها إطعام عشرة مساكين . [ ص: 528 ]
وقال آخرون : "الهاء " في قوله : "فكفارته " ، عائدة على"اللغو " ، وهي كناية عنه . قالوا : وإنما معنى الكلام : لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم إذا كفرتموه ، ولكن يؤاخذكم إذا عقدتم الأيمان فأقمتم على المضي عليه بترك الحنث ، والكفارة فيه . والإقامة على المضي عليه ، غير جائزة لكم . فكفارة اللغو منها إذا حنثتم فيه ، إطعام عشرة مساكين .
ذكر من قال ذلك :
12370 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : " لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم " ، فهو الرجل يحلف على أمر ضرار أن يفعله فلا يفعله ، فيرى الذي هو خير منه ، فأمره الله أن يكفر عن يمينه ويأتي الذي هو خير وقال مرة أخرى : قوله : " لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم " إلى قوله : "بما عقدتم الأيمان " ، قال : واللغو من الأيمان ، هي التي تكفر ، لا يؤاخذ الله بها . ولكن من أقام على تحريم ما أحل الله له ، ولم يتحول عنه ، ولم يكفر عن يمينه ، فتلك التي يؤخذ بها .
12371 - حدثنا هناد قال ، حدثنا حفص بن غياث ، عن داود بن أبي هند ، عن سعيد بن جبير قوله : " لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم " ، قال : هو الذي يحلف على المعصية فلا يفي ، فيكفر .
12372 - حدثنا محمد بن المثنى قال ، حدثنا عبد الوهاب قال ، حدثنا داود ، عن سعيد بن جبير : " لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم " ، قال : هو [ ص: 529 ] الرجل يحلف على المعصية فلا يؤاخذه الله تعالى ذكره ، يكفر عن يمينه ، ويأتي الذي هو خير " ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان " ، الرجل يحلف على المعصية ثم يقيم عليها ، فكفارته إطعام عشرة مساكين .
12373 - حدثني يعقوب قال ، حدثنا ابن علية قال ، أخبرنا داود ، عن سعيد بن جبير ، قال في لغو اليمين : هي اليمين في المعصية ، فقال : أولا تقرأ فتفهم ؟ قال : " لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان " . قال : فلا يؤاخذه بالإلغاء ، ولكن يؤاخذه بالتمام عليها ، قال وقال : ( ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم ) [ سورة البقرة : 224 ] .
12374 - حدثني يعقوب قال ، حدثنا هشيم قال ، أخبرنا أبو بشر ، عن سعيد بن جبير في قوله : " لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم " ، قال : هو الرجل يحلف على المعصية ، فلا يؤاخذه الله بتركها إن تركها . قلت : وكيف يصنع؟ قال : يكفر يمينه ويترك المعصية .
12375 - حدثنا هناد قال ، حدثنا أبو الأحوص ، عن مغيرة ، عن إبراهيم قال : "اللغو " ، يمين لا يؤاخذ بها صاحبها ، وفيها كفارة .
12376 - حدثني يحيى بن جعفر قال ، حدثنا يزيد بن هارون قال ، أخبرنا جويبر ، عن الضحاك في قوله : " لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم " ، قال : اليمين المكفرة .
[ ص: 530 ] قال أبو جعفر : والذي هو أولى عندي بالصواب في ذلك ، أن تكون"الهاء " في قوله : "فكفارته " عائدة على"ما " التي في قوله : "بما عقدتم الأيمان " ، لما قدمنا فيما مضى قبل أن من لزمته في يمينه كفارة وأوخذ بها ، غير جائز أن يقال لمن قد أوخذ : "لا يؤاخذه الله باللغو" . وفي قوله تعالى : " لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم " ، دليل واضح أنه لا يكون مؤاخذا بوجه من الوجوه ، من أخبرنا تعالى ذكره أنه غير مؤاخذه .
فإن ظن ظان أنه إنما عنى تعالى ذكره بقوله : " لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم " ، بالعقوبة عليها في الآخرة إذا حنثتم وكفرتم إلا أنه لا يؤاخذهم بها في الدنيا بتكفير فإن إخبار الله تعالى ذكره وأمره ونهيه في كتابه ، على الظاهر العام عندنا بما قد دللنا على صحة القول به في غير هذا الموضع ، فأغنى عن إعادته دون الباطن العام الذي لا دلالة على خصوصه في عقل ولا خبر . ولا دلالة من عقل ولا خبر أنه عنى تعالى ذكره بقوله : " لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم " ، بعض معاني المؤاخذة دون جميعها .
وإذ كان ذلك كذلك ، وكان من لزمته كفارة في يمين حنث فيها مؤاخذا بها بعقوبة في ماله عاجلة ، كان معلوما أنه غير الذي أخبرنا تعالى ذكره أنه لا يؤاخذه بها .
وإذ كان الصحيح من التأويل في ذلك ما قلنا بالذي عليه دللنا ، فمعنى الكلام إذا : لا يؤاخذكم الله أيها الناس ، بلغو من القول والأيمان ، إذا لم تتعمدوا بها معصية الله تعالى ذكره ولا خلاف أمره ، ولم تقصدوا بها إثما ، ولكن يؤاخذكم بما تعمدتم به الإثم ، وأوجبتموه على أنفسكم ، وعزمت عليه قلوبكم ، ويكفر ذلك [ ص: 531 ] عنكم ، فيغطي على سيئ ما كان منكم من كذب وزور قول ، ويمحوه عنكم فلا يتبعكم به ربكم " إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم " .
القول في تأويل قوله ( من أوسط ما تطعمون أهليكم )
قال أبو جعفر : يعني تعالى ذكره بقوله : " من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، من أعدله ، كما : -
12377 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، أخبرنا ابن جريج قال سمعت عطاء يقول في هذه الآية : " من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم " ، قال عطاء : "أوسطه " ، أعدله .
واختلف أهل التأويل في معنى قوله : " من أوسط ما تطعمون أهليكم " .
فقال بعضهم : معناه : من أوسط ما يطعم من أجناس الطعام الذي يقتاته أهل بلد المكفر ، أهاليهم .
ذكر من قال ذلك :
12378 - حدثنا هناد قال ، أخبرنا شريك ، عن عبد الله بن حنش ، عن الأسود قال : سألته عن : " أوسط ما تطعمون أهليكم " ، قال : الخبز ، والتمر ، والزيت ، والسمن ، وأفضله اللحم .
[ ص: 532 ] 12379 - حدثنا هناد قال ، حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن عبد الله بن حنش قال : سألت الأسود بن يزيد عن ذلك فقال : الخبز والتمر زاد هناد في حديثه ، والزيت . قال : وأحسبه ، الخل .
12380 - حدثنا هناد وابن وكيع قالا حدثنا أبو الأحوص ، عن عاصم الأحول ، عن ابن سيرين ، عن ابن عمر في قوله : " من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، قال : من أوسط ما يطعم أهله : الخبز والتمر ، والخبز والسمن ، والخبز والزيت . ومن أفضل ما تطعمهم : الخبز واللحم .
12381 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا محمد بن فضيل ، عن ليث ، عن ابن سيرين ، عن ابن عمر : " من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، الخبز واللحم ، والخبز والسمن ، والخبز والجبن ، والخبز والخل .
12382 - حدثنا ابن بشار قال ، حدثنا عبد الرحمن قال ، حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن حنش ، قال : سألت الأسود بن يزيد عن " أوسط ما تطعمون أهليكم " ، قال : الخبز والتمر .
12383 - حدثنا ابن بشار قال ، حدثنا يحيى قال ، حدثنا سفيان قال ، حدثنا عبد الله بن حنش قال : سألت الأسود بن يزيد ، فذكر مثله .
12384 - حدثنا ابن بشار قال ، حدثنا عبد الرحمن قال ، حدثنا سعيد بن عبد الرحمن ، عن محمد بن سيرين ، عن عبيدة السلماني : " من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، قال : الخبز والسمن .
12385 - حدثنا هناد قال ، حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن سعيد بن عبد الرحمن ، عن ابن سيرين قال : سألت عبيدة عن ذلك ، فذكر مثله .
[ ص: 533 ] 12386 - حدثنا ابن بشار قال ، حدثنا أزهر قال ، أخبرنا ابن عون ، عن محمد بن سيرين ، عن عبيدة : " من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، الخبز والسمن .
12387 - حدثنا هناد قال ، حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن يزيد بن إبراهيم ، عن ابن سيرين قال : كانوا يقولون : أفضله الخبز واللحم ، وأوسطه الخبز والسمن ، وأخسه الخبز والتمر .
12388 - حدثنا هناد قال ، حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي عن الربيع ، عن الحسن قال : خبز ولحم ، أو خبز وسمن ، أو خبز ولبن .
12389 - حدثنا هناد وابن وكيع قالا حدثنا عمر بن هارون ، عن أبي مصلح ، عن الضحاك في قوله : " من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، قال : الخبز واللحم والمرقة .
12390 - حدثنا ابن بشار قال ، حدثنا عبد الرحمن قال ، حدثنا زائدة ، عن يحيى بن حيان الطائي قال : كنت عند شريح ، فأتاه رجل فقال : إني حلفت على يمين فأثمت؟ قال شريح : ما حملك على ذلك؟ قال : قدر علي ، فما أوسط ما أطعم أهلي؟ قال له شريح : الخبز والزيت ، والخل طيب . قال : فأعاد عليه ، فقال له شريح ذلك ثلاث مرار ، لا يزيده شريح على ذلك . فقال له : أرأيت إن أطعمت الخبز واللحم؟ قال : ذاك أرفع طعام أهلك وطعام الناس .
[ ص: 534 ] 12391 - حدثنا هناد قال ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن حجاج ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي قال ، في كفارة اليمين : يغديهم ويعشيهم خبزا وزيتا ، أو خبزا وسمنا . أو خلا وزيتا .
12392 - حدثنا هناد وابن وكيع قالا حدثنا أبو أسامة ، عن زبرقان ، عن أبي رزين : " من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، خبز وزيت وخل .
12393 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عبد الأعلى ، عن هشام بن محمد قال : أكلة واحدة ، خبز ولحم . قال : وهو " من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، وإنكم لتأكلون الخبيص والفاكهة .
12394 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عبد الأعلى وحدثنا هناد قال ، حدثنا أبو أسامة عن هشام ، عن الحسن قال في كفارة اليمين : يجزيك أن تطعم عشرة مساكين أكلة واحدة ، خبزا ولحما . فإن لم تجد ، فخبزا وسمنا ولبنا . فإن لم تجد ، فخبزا وخلا وزيتا حتى يشبعوا .
12395 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن نمير ، عن زبرقان قال : سألت أبا رزين عن كفارة اليمين ما يطعم؟ قال : خبزا وخلا وزيتا : "من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، وذلك قدر قوتهم يوما واحدا .
ثم اختلف قائلو ذلك في مبلغه .
فقال بعضهم : مبلغ ذلك ، نصف صاع من حنطة ، أو صاع من سائر الحبوب غيرها .
ذكر من قال ذلك :
12396 - حدثنا هناد قال ، حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن عبد الله بن عمرو بن مرة ، عن أبيه ، عن إبراهيم ، عن عمر قال : إني [ ص: 535 ] أحلف على اليمين ، ثم يبدو لي ، فإذا رأيتني قد فعلت ذلك ، فأطعم عشرة مساكين ، لكل مسكين مدين من حنطة .
12397 - حدثنا هناد قال ، حدثنا أبو معاوية ويعلى ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن يسار بن نمير قال قال عمر : إني أحلف أن لا أعطي أقواما ، ثم يبدو لي أن أعطيهم . فإذا رأيتني فعلت ذلك ، فأطعم عني عشرة مساكين ، بين كل مسكينين صاعا من بر ، أو صاعا من تمر .
12398 - حدثنا هناد ومحمد بن العلاء قالا حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن ابن أبي ليلى ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن سلمة ، عن علي قال : كفارة اليمين إطعام عشرة مساكين ، لكل مسكين نصف صاع من حنطة .
12399 - حدثنا هناد قال ، حدثنا أبو الأحوص ، عن مغيرة ، عن إبراهيم : " من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، نصف صاع بر كل مسكين .
[ ص: 536 ] 12400 - حدثنا هناد قال ، حدثنا حفص ، عن عبد الكريم الجزري قال : قلت لسعيد بن جبير : أجمعهم ؟ قال : لا ، أعطهم مدين مدين من حنطة ، مدا لطعامه ، ومدا لإدامه .
12401 - حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن عبد الكريم الجزري ، قال : قلت لسعيد ، فذكر نحوه .
12402 - حدثنا هناد قال ، حدثنا أبو زبيد ، عن حصين قال : سألت الشعبي عن كفارة اليمين فقال : مكوكين ، مكوكا لطعامه ، ومكوكا لإدامه .
12403 - حدثنا ابن وكيع ، قال ، حدثنا عبد الأعلى قال ، حدثنا هشام ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال : لكل مسكين مدين .
12404 - حدثنا هناد قال ، حدثنا أبو أسامة ، عن هشام ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : لكل مسكين مدين من بر في كفارة اليمين .
12405 - حدثنا هناد قال ، حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : مدان من طعام لكل مسكين .
12406 - حدثني يعقوب قال ، حدثنا ابن علية قال ، حدثنا سعيد بن يزيد أبو مسلمة قال : سألت جابر بن زيد عن إطعام المسكين في كفارة اليمين ، فقال : أكلة . قلت : فإن الحسن يقول : مكوك بر ومكوك تمر ، فما ترى في مكوك بر؟ فقال : إن مكوك بر!! قال يعقوب قال ، ابن علية : وقال أبو مسلمة [ ص: 537 ] بيده ، كأنه يراه حسنا ، وقلب أبو بشر يده .
12407 - حدثنا هناد قال ، حدثنا أبو أسامة ، عن هشام ، عن الحسن : أنه كان يقول في كفارة اليمين : فيما وجب فيه الطعام ، مكوك تمر ومكوك بر لكل مسكين .
12408 - حدثنا هناد قال ، حدثنا وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن الربيع ، عن الحسن قال ، قال : إن جمعهم أشبعهم إشباعة واحدة . وإن أعطاهم ، أعطاهم مكوكا مكوكا .
12409 - حدثنا يعقوب قال ، حدثنا ابن علية ، عن يونس قال : كان الحسن يقول : وحسبه ، فإن أعطاهم في أيديهم ، فمكوك بر ومكوك تمر .
[ ص: 538 ] 12410 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا عبيد الله ، عن إسرائيل ، عن السدي ، عن أبي مالك في كفارة اليمين : نصف صاع لكل مسكين .
12411 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن علية ، عن أبيه ، عن الحكم ، في قوله : " إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، قال : طعام نصف صاع لكل مسكين .
12412 - حدثنا ابن بشار قال ، حدثنا عبد الرحمن قال ، حدثنا زائدة ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، قال : " أوسط ما تطعمون أهليكم " ، نصف صاع .
12413 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال ، سمعت أبا معاذ الفضل بن خالد قال ، حدثنا عبيد بن سليمان قال ، سمعت الضحاك بن مزاحم يقول في قوله : " فكفارته إطعام عشرة مساكين " ، قال : الطعام ، لكل مسكين نصف صاع من تمر أو بر .
وقال آخرون : بل مبلغ ذلك من كل شيء من الحبوب ، مد واحد .
ذكر من قال ذلك :
12414 - حدثنا هناد وأبو كريب قالا حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع ، قال ، حدثنا أبي ، عن هشام الدستوائي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن زيد بن ثابت أنه قال في كفارة اليمين : مد من حنطة لكل مسكين .
12415 - حدثنا هناد قال ، حدثنا أبو معاوية ، عن داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال في كفارة اليمين : مد من حنطة لكل مسكين ، ربعه إدامه .
12416 - حدثنا هناد وأبو كريب قالا حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن [ ص: 539 ] داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، نحوه .
12417 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا جرير ، عن ابن عجلان ، عن نافع ، عن ابن عمر : "إطعام عشرة مساكين " ، لكل مسكين مد .
12418 - حدثنا هناد وأبو كريب قالا حدثنا وكيع قال ، حدثنا العمري ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : مد من حنطة لكل مسكين .
12419 - حدثنا هناد قال ، حدثنا أبو الأحوص ، عن يحيى بن سعيد ، عن نافع ، عن ابن عمر : أنه كان يكفر اليمين بعشرة أمداد ، بالمد الأصغر .
12420 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن مهدي ، عن حماد بن سلمة ، عن عبيد الله ، عن القاسم وسالم في كفارة اليمين ، ما يطعم؟ قالا : مد لكل مسكين .
12421 - حدثنا هناد ، قال ، حدثنا أبو الأحوص ، عن يحيى بن سعيد ، عن سليمان بن يسار قال : كان الناس إذا كفر أحدهم ، كفر بعشرة أمداد بالمد الأصغر .
12422 - حدثنا هناد ، قال ، حدثنا عمر بن هارون ، عن ابن جريج ، عن عطاء في قوله : "إطعام عشرة مساكين " ، قال : عشرة أمداد لعشرة مساكين .
12423 - حدثنا بشر ، قال ، حدثنا جامع بن حماد قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن : " إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، قال : كان يقال : البر والتمر ، لكل مسكين مد من تمر ، ومد من بر .
[ ص: 540 ] 12424 - حدثنا أبو كريب وهناد قالا حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن مالك بن مغول ، عن عطاء ، قال : مد لكل مسكين .
12425 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد في قوله : "من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، قال : من أوسط ما تعولونهم . قال : وكان المسلمون رأوا أوسط ذلك : مدا بمد رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنطة . قال ابن زيد : هو الوسط مما يقوت به أهله ، ليس بأدناه ولا بأرفعه .
12426 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، أخبرني يحيى بن عبد الله بن سالم ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب : " من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، قال : مد .
وقال آخرون : بل ذلك غداء وعشاء .
ذكر من قال ذلك :
12427 - حدثنا هناد قال ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن حجاج ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي قال ، في كفارة اليمين : يغديهم ويعشيهم .
12428 - حدثنا هناد ، قال ، حدثنا عمر بن هارون ، عن موسى بن عبيدة ، عن محمد بن كعب القرظي في كفارة اليمين قال : غداء وعشاء .
12429 - حدثنا هناد ، قال ، حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن يونس ، عن الحسن قال : يغديهم ويعشيهم .
وقال آخرون : إنما عنى بقوله : " من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، من أوسط ما يطعم المكفر أهله . قال : إن كان ممن يشبع أهله ، أشبع المساكين [ ص: 541 ] العشرة . وإن كان ممن لا يشبعهم لعجزه عن ذلك ، أطعم المساكين على قدر ما يفعل من ذلك بأهله في عسره ويسره .
ذكر من قال ذلك :
12430 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : " فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، قال : إن كنت تشبع أهلك فأشبع المساكين ، وإلا فعلى ما تطعم أهلك بقدره .
12431 - حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : " فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، وهو أن تطعم كل مسكين من نحو ما تطعم أهلك من الشبع ، أو نصف صاع من بر .
12432 - حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا وكيع ، قال ، حدثنا أبي ، عن إسرائيل ، عن جابر ، عن عامر ، عن ابن عباس ، قال : من عسرهم ويسرهم .
12433 - حدثنا هناد قال ، حدثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن جابر ، عن عامر قال : من عسرهم ويسرهم .
12434 - حدثنا ابن بشار قال ، حدثنا ابن مهدي قال ، حدثنا سفيان ، عن سليمان بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير : " من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، قال : قوتهم .
12435 - حدثنا هناد وأبو كريب قالا حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن سليمان العبسي ، عن سعيد بن جبير في قوله : " من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، قال : قوتهم .
12436 - حدثنا أبو حميد قال ، حدثنا حكام بن سلم قال ، حدثنا عنبسة ، عن سليمان بن عبيد العبسي ، عن سعيد بن جبير في قوله : "من أوسط [ ص: 542 ] ما تطعمون أهليكم " ، قال : كانوا يفضلون الحر على العبد ، والكبير على الصغير ، فنزلت : " من أوسط ما تطعمون أهليكم " .
12439 - حدثنا الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا قيس بن الربيع ، عن سالم الأفطس ، عن سعيد بن جبير قال ، كانوا يطعمون الكبير ما لا يطعمون الصغير ، ويطعمون الحر ما لا يطعمون العبد ، فقال ، " من أوسط ما تطعمون أهليكم " .
12438 - حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا هشيم قال ، حدثنا جويبر ، عن الضحاك في قوله : " من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، قال : إن كنت تشبع أهلك فأشبعهم . وإن كنت لا تشبعهم ، فعلى قدر ذلك .
12439 - حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا شيبان النحوي ، عن جابر ، عن عامر ، عن ابن عباس : "من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، قال : من عسرهم ويسرهم .
12440 - حدثنا يونس قال ، حدثنا سفيان ، عن سليمان ، عن سعيد بن [ ص: 543 ] جبير قال ، قال ابن عباس : كان الرجل يقوت بعض أهله قوتا دونا وبعضهم قوتا فيه سعة ، فقال الله : "من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، الخبز والزيت .
قال أبو جعفر : وأولى الأقوال في تأويل قوله : " من أوسط ما تطعمون أهليكم " عندنا ، قول من قال : "من أوسط ما تطعمون أهليكم في القلة والكثرة" . وذلك أن أحكام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكفارات كلها بذلك وردت . وذلك كحكمه صلى الله عليه وسلم في كفارة الحلق من الأذى بفرق من طعام بين ستة مساكين ، لكل مسكين نصف صاع وكحكمه في كفارة الوطء في شهر رمضان بخمسة عشر صاعا بين ستين مسكينا ، لكل مسكين ربع صاع . ولا يعرف له صلى الله عليه وسلم شيء من الكفارات ، أمر بإطعام خبز وإدام ، ولا بغداء وعشاء .
فإذ كان ذلك كذلك ، وكانت كفارة اليمين إحدى الكفارات التي تلزم من لزمته ، كان سبيلها سبيل ما تولى الحكم فيه صلى الله عليه وسلم : من أن الواجب على مكفرها من الطعام ، مقدرا للمساكين العشرة محدودا بكيل ، [ ص: 544 ] دون جمعهم على غداء أو عشاء مخبوزا مأدوما ، إذ كانت سنته صلى الله عليه وسلم في سائر الكفارات كذلك .
فإذ كان صحيحا ما قلنا بما به استشهدنا ، فبين أن تأويل الكلام : ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان ، فكفارته إطعام عشرة مساكين من أعدل إطعامكم أهليكم وأن "ما " التي في قوله : "من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، بمعنى المصدر ، لا بمعنى الأسماء .
وإذا كان ذلك كذلك ، فأعدل أقوات الموسع على أهله مدان ، وذلك نصف صاع في ربعه إدامه ، وذلك أعلى ما حكم به النبي صلى الله عليه وسلم في كفارة في إطعام مساكين . وأعدل أقوات المقتر على أهله مد ، وذلك ربع صاع ، وهو أدنى ما حكم به في كفارة في إطعام مساكين .
وأما الذين رأوا إطعام المساكين في كفارة اليمين ، الخبز واللحم وما ذكرنا عنهم قبل ، والذين رأوا أن يغدوا أو يعشوا ، والذين رأوا أن يغدوا ويعشوا ، فإنهم ذهبوا إلى تأويل قوله : "من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، من أوسط الطعام الذي تطعمونه أهليكم ، فجعلوا"ما " التي في قوله : "من أوسط ما تطعمون أهليكم " ، اسما لا مصدرا ، فأوجبوا على المكفر إطعام المساكين من أعدل ما يطعم أهله من الأغذية . وذلك مذهب لولا ما ذكرنا من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكفارات غيرها ، التي يجب إلحاق أشكالها بها ، وأن كفارة اليمين لها نظيرة وشبيهة يجب إلحاقها بها .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|