
16-02-2025, 10:16 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,989
الدولة :
|
|
هل يصح رهن المشاع؟
هل يصح رهن المشاع؟
د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري
اختلف أهل العلم في هذه المسألة على قولين:
القول الأول: يصح رهن المشاع.
وهو مذهب الجمهور، من المالكية،[1] والشافعية،[2] والحنابلة[3].
ففي التاج والإكليل: "قال مالك: لا بأس برهن جزء مشاع غير مقسوم"[4].
وفي الأم: "لا بأس بأن يرهن الرجل نصف أرضه، ونصف داره، وسهمًا من أسهمٍ من ذلك، مشاعًا غير مقسوم، إذا كان الكلّ معلومًا، وكان ما رهن منه معلومًا"[5].
وفي الإنصاف: "ويجوز رهن المشاع، هذا المذهب، نصّ عليه"[6].
واستدلوا من الكتاب، والمعقول:
(1) استدلوا من الكتاب: بقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ ﴾[7].
ووجه الدلالة: أن كلمة (رهان) جاءت في الآية مطلقة، فتشمل ما كان مشاعًا، وما كان غير مشاع[8].
(2) واستدلوا من المعقول:أن المشاع عينٌ، يجوز بيعها في محل الحق، فيصح رهنها كالمفرزة[9].
القول الثاني: لا يصح رهن المشاع .
وهو مذهب الحنفية[10].
ففي المبسوط: "ولا يجوز رهن المشاع فيما يقسم، وما لا يقسم، من جميع أصناف ما يرهن عندنا"[11].
واستدلوا بدليلين:
الدليل الأول:أن موجب الرهن استحقاق الحبس الدائم، ولا يتصور ذلك في المشاع[12].
ونوقش: بعدم التسليم بأن مقصود الرهن الحبس، بل مقصوده استيفاء الدين من ثمنه عند تعذره من غيره، والمشاع قابل لذلك.[13]
الدليل الثاني: أن موجب الرهن ثبوت يد الاستيفاء، ولا يتصور ذلك في المشاع[14].
ونوقش: أن القبض قد يكون حقيقيًا، وقد يكون حكميًا، ومن الثاني قبض المشاع[15].
القول المخـتار:
هو القول الأول؛ لقوة أدلته، وانفكاكها عن المناقشة.
[1] ينظر: المدونة، لمالك، (14/ 296)، بداية المجتهد، لابن رشد، (2/ 205)، التاج والإكليل، للمواق، (6/ 541).
[2] ينظر: الأم، للشافعي، (3/ 194)، الحاوي، للماوردي، (6/ 15)، البيان، للعمراني، (6/ 32)، روضة الطالبين، للنووي، (4/ 38).
[3] ينظر: المغني، لابن قدامة، (4/ 254)، المبدع، لبرهان الدين بن مفلح، (4/ 216)، الإنصاف، للمرداوي، (5/ 141)، كشاف القناع، للبهوتي، (3/ 326) .
[4] (6/ 541) .
[5] (3/ 194) .
[6] (5/ 141) .
[7] ] البقرة : 283 [ .
[8] ينظر: أحكام القرآن، لابن العربي، (1/ 344)، المحلى، لابن حزم، (8/ 88) .
[9] ينظر: المغني، لابن قدامة، (4/ 254) .
[10] ينظر: المبسوط، للسرخسي، (21/ 69)، بدائع الصنائع، للكاساني، (6/ 140)، البحر الرائق، لابن نجيم، (8/ 275)، حاشية ابن عابدين، (6/ 489) .
[11] (21/ 69) .
[12] ينظر: البحر الرائق، لابن نجيم، (8/ 275)، حاشية ابن عابدين، (6/ 489) .
[13] ينظر: المغني، لابن قدامة، (4/ 254) .
[14] ينظر: البحر الرائق، لابن نجيم، (8/ 275) .
[15] ينظر: الحاوي، للماوردي، (6/ 16) .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|