وقفات تدبرية من الجزء الأول
(بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ)
لا تقال على شئ إلا باركه الله
اللهم بارك عملنا هذا وثقل به الموازين
(الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ)
افتتح الله عزوجل أول الخلق بالحمد فقال
(الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ )
واختتمه بالحمد فقال
(وَقيلَ الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ )
فاجعلوا حياتكم كلها حمداً
(هُدًى لِلمُتَّقينَ)
أى تحصل بهذا القرآن الهداية من الشُبه والحيرة والضلال ...
فالزم التقوى تحصل لك الهداية
(وَيُقيمونَ الصَّلاةَ وَمِمّا رَزَقناهُم يُنفِقونَ)
دائما يَقرن القرآن بينهما ، فإقامة الصلاة إخلاص للخالق عزوجل ، والنفقة من الرزق إحسانٌ إلى المخلوقين ، فالشقى المحروم هو الذى لا تجد عنده إخلاصا ولا إحسانا
(يُخادِعونَ اللَّهَ وَالَّذينَ آمَنوا)
منافقٌ جبانٌ هذا المخادع الذى يعطى بلسانه ما ليس فى ضميره
(إِنّي جاعِلٌ فِي الأَرضِ خَليفَةً)
الخليفة هو من يمارس سلطات مفوضة إليه من سلطة أعلى ؛ فإذا استخدم هذه السلطات حسب مزاجه فإن صنيعه هذا ليس سوى غدر وخيانة
(وَلا تَقرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكونا مِنَ الظّالِمينَ)
اصطلح القرآن فى كثير من مواضعه على تسمية الذنب (ظلماً) والمذنب (ظالماً) ، وذلك لأن الإنسان يظلم نفسه بتعريضها للهلاك والدمار بسبب ذنوبه
النظرية التى تزعُم أن نتائج الخطيئة حتمية لازمة
نظرية تبطلها التوبة بدليل قوله تعالى
(تابَ عَلَيهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحيمُ)
بعد أربعين ليلة فقط من مفارقة موسى لبنى اسرائيل عبدوا العجل ، ونحن ولله الحمد بعد قرون من وفاة حبيبنا ونبينا عليه الصلاة والسلام نقول لا إله إلا الله محمد رسول الله عليها نحيا وعليها نموت وفى سبيلها نجاهد وعليها نُبعث إن شاء الله
قِف باحترام عند ذكر أى نبى من أنبياء الله فإن الله تعالى إنما ذكر أخبارهم لسببين :
(لَقَد كانَ في قَصَصِهِم عِبرَةٌ)
(لَقَد كانَ لَكُم فيهِم أُسوَةٌ حَسَنَةٌ)
(فَقُلنا لَهُم كونوا قِرَدَةًَ)
أرى أن هذا المسخ ممتد ؛
فنحن نرى الكثيرين يتصرفون كما تتصرف القردة ويسلكون مسالكهم
كثيرون قصدتهم هذه الآية
(وَلَتَجِدَنَّهُم أَحرَصَ النّاسِ عَلى حَياةٍ)
فلا يعنيهم قيامُ هذه الحياة على الفضل والشرف أم على الخزى والعار
(لَها ما كَسَبَت وَلَكُم ما كَسَبتُم)
يشير القرآن إلى الأعمال والأفعال كمكتسبات
لكى ينبهنا إلى النتائج الخطيرة التى تسوق إليها
رسالة إلى المسلمين عامة وإلى العلماء والفقهاء خاصة
(وَمَن أَظلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ)
ولله الحمد والمنة