
08-02-2025, 05:18 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,201
الدولة :
|
|
رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله

منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الرابع
الحلقة (247)
صـ 113 إلى صـ 121
ذكره من الخمور والفجور كذب عليهم. والحكايات المنقولة في ذلك فيها ما هو كذب، وقد علم أن فيهم العدل الزاهد [1] كعمر بن عبد العزيز والمهدي بالله [2] ، وأكثرهم لم يكن مظهرا لهذه المنكرات من خلفاء بني أمية، وبني العباس، وإن كان أحدهم قد يبتلى ببعض الذنوب، وقد يكون تاب منها، وقد يكون له حسنات كثيرة تمحو تلك السيئات، وقد يبتلى بمصائب تكفر عنه خطاياه [3] . ففي الجملة الملوك حسناتهم كبار وسيئاتهم كبار [4] ، والواحد من هؤلاء وإن كان له ذنوب ومعاص لا تكون لآحاد المؤمنين، فلهم من الحسنات ما ليس لآحاد المسلمين من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود وجهاد العدو وإيصال كثير من الحقوق إلى مستحقيها ومنع كثير من الظلم وإقامة كثير من العدل.
ونحن لا نقول: إنهم كانوا سالمين من (* المظالم والذنوب، كما لا نقول: إن أكثر المسلمين كانوا سالمين من *) [5] ذلك، لكن نقول: وجود الظلم والمعاصي من بعض المسلمين وولاة أمورهم [6] وعامتهم، لا يمنع أن يشارك فيما يعمله من طاعة الله.
وأهل السنة لا يأمرون بموافقة ولاة الأمور إلا في طاعة الله لا في
(1) أ، ن، م: العدل والزهد، ب: العدل والزاهد.
(2) أ، ب: والمهتدي بالله.
(3) أ، ب: تكفرها عنه.
(4) أ: حسناتهم كثار وسيئاتهم، ب: حسناتهم كثيرة وسيئاتهم.
(5) ما بين النجمتين ساقط من (أ) ، (ب) ، (ر) .
(6) أ، ب: المسلمين وولاة الأمور. .
معصيته [1] ، ولا ضرر على من وافق رجلا [2] في طاعة الله إذا انفرد ذلك عنه بمعصية لم يشركه فيها، كما أن الرجل إذا حج مع الناس، فوقف معهم وطاف، لم يضره كون بعض الحجاج له مظالم وذنوب ينفرد بها، وكذلك إذا شهد مع الناس الجمعة والجماعة ومجالس العلم وغزا معهم، لم يضره أن يكون [3] بعض المشاركين له في ذلك له ذنوب يختص بها، فولاة الأمور بمنزلة غيرهم، يشاركون فيما يفعلونه من طاعة الله، ولا يشاركون فيما يفعلونه من معصية الله.
وهذه كانت سيرة أئمة [4] أهل البيت مع غيرهم، فمن اتبعهم في ذلك فهو المقتدي بهم، دون من تبرأ من السابقين الأولين، وجمهور أهل العلم والدين، وظاهر على عدواتهم الكفار والمنافقين، كما يفعله من يفعله من الرافضة الضالين.
الوجه التاسع [5] : أن يقال: إمام قادر ينتظم به أمر الناس في أكثر مصالحهم، بحيث تأمن به السبل [6] ويقام به ما يقام من الحدود، ويدفع به ما يدفع من الظلم، ويحصل به ما يحصل من جهاد العدو، ويستوفى به ما يستوفى من الحقوق، خير من إمام معدوم لا حقيقة له.
(1) ن، م، هـ: لا في معصية الله.
(2) رجلا: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(3) أ، ب: لم يضره كون. .
(4) أئمة: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(5) ن، م، و: الثامن.
(6) أ: يأمن بهم السبيل، ب: يؤمن به السبيل.
والرافضة تدعو [1] إلى إمام معصوم، وليس عندهم في الباطن إلا إمام معدوم، وفي الظاهر إمام كفور أو ظلوم [2] . فأئمة أهل السنة، ولو فرض ما فرض فيهم من الظلم والذنوب، خير من الأئمة الظاهرين الذين يعتقدهم الرافضة [3] ، وخير من إمام معدوم لا حقيقة له. وأما الأئمة الباقون الذين كانوا موجودين فأولئك يأتم بهم أهل السنة كما يأتمون بأمثالهم، فهو وأمثالهم أئمة، ومن ائتم بهؤلاء مع أمثالهم [4] من سائر المسلمين كان خيرا ممن ائتم بهم وحدهم، فإن العلم رواية ودراية، كلما كثر فيه العلماء واتفقوا على ذلك [5] كان أقوى وأولى الاتباع، فليس عند الشيعة خير إلا وأهل السنة يشركونهم [فيه، والخير الذي اختص به أهل السنة] [6] لا يشركهم فيه الشيعة.
الوجه العاشر [7] : أن يقال: ما ذكره هذا الإمامي يمكن كل واحد من أهل السنة أن يعارضه بما هو أقوى منه، فإنه يقول عن مثل سعيد بن المسيب، وعلقمة، والأسود، والحسن البصري، وعطاء بن أبي رباح، ومحمد بن سيرين، ومطرف بن الشخير، ومكحول، والقاسم بن محمد، وعروة بن الزبير
(1) أ، ب، م: يدعون.
(2) ن، م: إمام كفور وظلوم، هـ، ر، ص، و: إما كفور أو ظلوم.
(3) ن: يعتقد بهم الرافضة، أب: تعتمدهم الرافضة، ر، هـ، ص، و: تعتضد بهم الرافضة.
(4) أ، ب: بهؤلاء وأمثالهم، ن: بهؤلاء فيه مع أمثالهم.
(5) ب (فقط) : واتفقوا عليه.
(6) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) فقط.
(7) ن، م، و: التاسع.
وسالم بن عبد الله، ومن شاء الله من التابعين وتابعيهم، هؤلاء هم الأئمة [1] فيما يمكن الائتمام بهم فيه من الدين مع الائتمام بالملوك فيما يحتاج فيه إلى الائتمام بهم فيه من الدين [2] . وعلي بن الحسين وابنه وجعفر بن محمد وغيرهم هم أيضا [من أئمة] [3] أهل السنة [والجماعة] [4] بهذا الاعتبار، فلم تأتم الشيعة بإمام ذي علم وزهد إلا وأهل السنة يأتمون به أيضا [5] وبجماعات [6] آخرين يشاركونهم في العلم والزهد، بل هم أعلم منه وأزهد. وما اتخذ أهل السنة إماما من أهل المعاصي [7] إلا وقد اتخذت الشيعة إماما من أهل المعاصي شرا منه، فأهل السنة [أولى بالائتمام بأئمة العدل فيما يمكن الائتمام بهم فيه، وأبعد عن الائتمام [8] بأئمة الظلم في غير ما هم ظالمون فيه، فهم] [9] خير من الشيعة في الطرفين.
الوجه الحادي عشر [10] : قوله: "قالت الإمامية فالله يحكم بيننا وبين هؤلاء وهو خير الحاكمين" .
(1) أ، ب: هؤلاء أئمة.
(2) ساقط من (أ) ، (ب) .
(3) من أئمة: ساقطة من (ن) ، أئمة: ساقطة من (م) ، من: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(4) والجماعة: ساقطة من (ن) ، (م) .
(5) أيضا: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(6) أ، ب، ص: وبجماعة.
(7) أ، م، ر، هـ: إماما في المعاصي، ن: إما في المعاصي.
(8) (8 - 8) : ساقط من (أ) ، (ب) .
(9) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(10) ن، م، و: الوجه العاشر.
فيقال للإمامية: إن الله قد حكم بينهم [في الدنيا] [1] بما أظهره من الدلائل والبينات، وبما نصر به أهل الحق [2] عليكم، فهم ظاهرون عليكم بالحجة والبيان، وباليد والسنان [3] ، كما أظهر دين نبيه على سائر الأديان.
قال تعالى: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} [سورة التوبة: 33] وكان من دينه [4] قول أهل السنة الذي [5] خالفتموهم [فيه] [6] ، فإنه ظاهر عليكم بالحجة والسنان [7] ، كظهور دين محمد - صلى الله عليه وسلم - على سائر الأديان، ولم يظهر دين محمد - صلى الله عليه وسلم - قط على غيره من الأديان إلا بأهل السنة، كما ظهر في خلافة أبي بكر، وعمر، وعثمان - رضي الله عنهم - ظهورا لم يحصل لشيء من الأديان.
وعلي - رضي الله عنه - مع أنه من الخلفاء الراشدين، ومن سادات السابقين الأولين، فلم [8] يظهر في خلافته دين الإسلام، بل وقعت الفتنة بين أهله، وطمع فيهم عدوهم من [الكفار و] النصارى [9] والمجوس
(1) في الدنيا: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) .
(2) أ، ب: وبما يظهر أهل الحق. . .
(3) أ، ب: واللسان.
(4) أ، ب: ومن كان من دينه. . .
(5) ن، م، ص: الذين.
(6) فيه: ساقطة من (ن) ، (م) .
(7) أ، ب: واللسان.
(8) ب (فقط) : لم.
(9) ن، م: من النصارى.
بالشام والمشرق. وأما بعد علي فلم يعرف أهل علم ودين (*، ولا أهل يد وسيف، نصر الله بهم الإسلام إلا أهل السنة. وأما الرافضة فإما أن تعاون [1] أعداء الإسلام، وإما أن *) [2] تمسك عن نصر الطائفتين. ولا ريب أن الله تعالى يحكم يوم القيامة بين السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وبين من عاداهم من الأولين والآخرين، كما يحكم بين المسلمين والكفار [3] .
الوجه الثاني عشر [4] : أن يقال: هذا التظلم ممن هو؟ إن قلتم: ممن ظلم عليا، كأبي بكر، وعمر على زعمكم، فيقال لكم: الخصم في هذا [5] علي، وقد مات كما مات أبو بكر، وعمر، وهذا أمر لا يتعلق بنا ولا بكم إلا بطريق بيان الحق وموالاة أهله. ونحن نبين بالحجج الباهرة أن أبا بكر، وعمر أولى بالعدل من كل أحد سواهما من هذه الأمة، وأبعد عن الظلم من كل من سواهما، وأن عليا لم يكن يعتقد أنه إمام الأمة دونهما، كما يذكر هذا في موضعه [إن شاء الله تعالى] [6] .
وإن قلتم: نتظلم من الملوك الذين منعوا هؤلاء حقوقهم من الإمامة، فهذا فرع على كون هؤلاء [الاثنى عشر] [7] كانوا يطلبون
(1) أ، ب: أن يعاونوا.
(2) ما بين النجمتين ساقط من (م) .
(3) ص، هـ: بين المسلمين وغيرهم والكفار، و: بين المسلمين وغيرهم من الكفار.
(4) ن، م، و: الوجه الحادي عشر.
(5) أ، ب: في ذلك.
(6) ما بين المعقوفتين زيادة في (أ) ، (ب) .
(7) الاثنى عشر: ساقطة من (ن) ، (م) ،. وفي (و) : على كون الأئمة. .
الإمامة، أو كانوا يعتقدون أنهم أئمة [الأمة المعصومون] [1] ، وهذا كذب على القوم.
وسواء كان صدقا أو كذبا، فالله يحكم بين الطائفتين إن كانوا مختصمين: {قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون} [سورة الزمر: 46] .
وإن كان التظلم من بعض الملوك الذين بينهم وبين هؤلاء منازعة في ولاية أو مال، فلا ريب أن الله يحكم بين الجميع، كما يحكم بين سائر المختصمين، فإن نفس الشيعة بينهم من المخاصمات أكثر مما بين سائر طوائف [أهل] [2] السنة.
وبنو هاشم قد جرى بينهم نوع من الحروب، وقد جرى [3] بين بني حسن وبني حسين من الحروب ما يجري بين أمثالهم في هذه الأزمان. والحروب في الأزمان المتأخرة بين بعض بني هاشم وبين غيرهم من الطوائف أكثر من الحروب التي كانت في أول الزمان بين بعض بني أمية وبعض بني هاشم، لا لشرف نسب أولئك إذ [4] نسب بني هاشم أشرف، لكن لأن خير القرون هو القرن الذي بعث فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم الذين يلونهم، [ثم الذين يلونهم] [5] ، فالخير في تلك القرون أكثر والشر فيما بعدها أكثر.
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) ، وسقطت كلمة "المعصومون" من (و) .
(2) أهل: زيادة في (أ) ، (ب) ، (ص) .
(3) أب: وجرى.
(4) أ، ب: إن.
(5) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) .
وإن كان التظلم من أهل العلم والدين [1] الذين لم يظلموا أحدا، ولم يعاونوا ظالما، ولكن يذكرون ما يجب من القول علما وعملا بالدلائل الكاشفة للحق، فلا يشك من له أدنى عقل أن [2] من شبه مثل مالك، والأوزاعي، والثوري، وأبي حنيفة، والليث بن سعد، والشافعي وأحمد، وإسحاق وأمثالهم، بمثل هشام بن الحكم، وهشام بن سالم وأمثالهما من شيوخ الرافضة: إنه لمن أظلم الظالمين. وكذلك من شبه المفيد بن النعمان والكراجكي [3] وأمثالهما بمثل أبي علي، وأبي هاشم والقاضي عبد الجبار، وأبي الحسين [4] البصري: إنه لمن أظلم الظالمين، وهؤلاء شيوخ المعتزلة، دع محمد بن الهيصم [5] وأمثاله، والقاضي أبا بكر بن الطيب وأمثاله من متكلمة أهل الإثبات، دع أهل الفقه والحديث والتصوف كأبي حامد الإسفراييني، وأبي زيد المروزي، وأبي عبد الله بن حامد [6] ، و [أبي عبد الله] بن بطة [7] ، وأبي بكر عبد العزيز، وأبي بكر الرازي، [وأبي الحسين القدوري] [8] . وأبي محمد بن أبي زيد، وأبي بكر الأبهري، وأبي
(1) ن، م: المعرفة والدين.
(2) أ، ب: أنه.
(3) أ: المقتدين النعمي والكراجلي، ب: القدريين النغمي والكرجكي، م: المفيد بن النعمان والكراخي.
(4) ن، ص: وأبي الحسن، وهو خطأ.
(5) أ، ص، ر، ن: محمد بن الهيضم، ب: محمد بن هيضم. وسبقت ترجمته 2/285.
(6) وأبي عبد الله بن حامد: ساقطة من (أ) ، (ب) ، (و) .
(7) ن، م: وابن بطة.
(8) وأبي الحسين القدوري: ساقطة من (ن) ، (م) ، (و) . وفي (أ) ، (ب) : وأبي الحسن القزويني، وفي (هـ) ، (ص) : وأبي الحسن القدوري وهو أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد القدوري، فقيه حنفي، توفي في بغداد سنة: 428. انظر ترجمته في: وفيات الأعيان 1/60 - 61، تاج التراجم لابن قطلوبغا (ط. بغداد، 1962) ص [0 - 9] ، الأعلام 1
الحسن الدراقطني، و [أبي عبد الله] بن منده [1] ، وأبي الحسين بن سمعون [2] ، وأبي طالب المكي، وأبي عبد الرحمن السلمي، وأمثال هؤلاء.
فما من طائفة من طوائف أهل السنة - على تنوعهم - إلا إذا اعتبرتها وجدتها [3] أعلم وأعدل، وأبعد عن الجهل والظلم، من طائفة الرافضة [4] ، فلا يوجد في أحد منهم معاونة ظالم إلا وهو في الرافضة أكثر، ولا يوجد في الشيعة بعد [ما] عن [5] ظلم ظالم إلا وهو في هؤلاء أكثر.
وهذا أمر يشهد به العيان والسماع، لمن له اعتبار ونظر. ولا يوجد في جميع الطوائف لا [6] أكذب منهم، ولا أظلم منهم، ولا أجهل منهم. وشيوخهم يقرون بألسنتهم، يقولون: يا أهل السنة أنتم فيكم فتوة لو قدرنا عليكم لما عاملناكم [7] بما تعاملونا به عند القدرة علينا.
(1) ن، م: وابن منده.
(2) أ، ب: وأبي الحسين بن ميمون، ن: وأبي الحسين بن شمعون. وهو أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس بن سمعون، زاهد وواعظ، ولد ببغداد سنة: 300 وتوفي بها سنة: 387، علت شهرته حتى قيل: "أوعظ من سمعون" . انظر ترجمته في: طبقات الحنابلة 2/155 - 162، صفة الصفوة لابن الجوزي 2/266 - 269، الأعلام 6/204.
(3) أ، ب: إلا إذا اعتبرتها إلا وتحققتها.
(4) أ، ب: الروافض.
(5) أ، ب: عدل عن. وسقطت "ما" من (ن) .
(6) لا: ساقطة من (ب) فقط.
(7) أ، ب: ما عاملناكم، ص: لعاملناكم، وهو خطأ.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|