اليهود في كتبهم وفي القرآن الكريم
بقلم الأستاذ مصطفى برهام
في عهد يعقوب عليه السلام:
القرآن الكريم الذي أنصف إسرائيل هذا الإنصاف في حقبة من تاريخهم، يسجل عليهم أنهم أهل غذر وخيانة، وأن أول من اكتشف فيهم ذلك أبوهم يعقوب نفسه، ونرى ذلك في قصة يوسف عليه السلام التي يعرضها القرآن في إعجاز في سورة يوسف موضحا هذه الأخلاق فيهم: {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين. قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداإن الشيطان للإنسان عدو مبين} ، ثم تمضي بنا آيات سورة يوسف موضحة كيف تآمروا بأخيهم: هل يقتلوه أو ينفوه، وأخيرا أجمعوا أمرهم على إلقائه في غيابة الجب، ونفذوا مؤامرتهم الدنيئة، وغدروا به، وهم الذين تربوا في بيت النبوة .. بعد ذلك نرى يعقوب نفسه الذي لم يكد يحس بدنو أجله ولإدراكه أنهم قد يسارعون في الكفر بعده، يأخذ عليهم العهد والميثاب وهو على فراش الموت ألا يعبدوا إلا الله {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون} .
الصفات البارزة في اليهود من القرآن منذ عهد موسى عليه السلام:
أظهر القرآن الكريم جانب الأخلاق والسمات البارزة التي تميز اليهود في أي مكان وفي أي زمان كجماعة وكأفراد، أولى هذه السمات والأخلاق: الكبر، والعجب، والفخر، والزهو، والخيلاء، وهي طباع أصيلة مركبة في نفس كل يهودي .. فما سر ذلك؟ السر الحقيقي يكمن في الأوهام التي حشا بها أحبارهم تلمودهم، وحرفوا بها توراتهم، ففي التلمود أنهم وحدهم هم نسل آدم من صلبه ومن نطفته، أما سائر البشر فهم أميون ليسوا بآدميين، وإنما خنازير نجسة، وأصلهم من نطفة الحصان!! بل إنهم يعتقدون أن الكلاب أطهر من هؤلاء الأميين، ويستدلون على ذلك بعبارة تلمودهم تقول: (( إنه في الأعياد مسموح لليهودي أن يطعم الكلب ولا يطعم الأممي، ذلك أن الكلب أفضل من الأممي )) . ويقول التلمود أيضا: (( إذا وقع أممي في حفرة وجب عليك (يا يهودي) أن تسدها بحجر حتى لا يخرج من قبره إلا يوم القيامة )) . ويقول التلمود أيضا: (( إن الله لا يغفر ليهودي يكون عليه دين لأممي أو يستطيع أن يسرق الأممي أو يغدر به ثم لا يفعل )) .. ولذلك وهموا أنهم وحدهم أحباء الله المقربون له دون بقية الأجناس: {وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق} .
الصفة الثانية: وهي وطيدة الصلة بالصفة الأولى هي صفة الغرور والتعلق بالأماني، فهم يرون أن مغفرة الله خاصة بهم، وأن رحمته الواسعة لا تتسع لغيرهم: {وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا} فهي لا تتسع في عقيدتهم ليشاركهم فيها شعوب وأجناب أخرى. {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون بل من كسب سيئة وأحاطت به خطيئة فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} .
الخلق الثالث أو الصفة الثالثة هي الضعف والجبن والهزيمة من داخل النفس، هذا الخلق أساسي في طبيعة اليهود، سواء أكانوا جماعة أم أفرادا، كبارا أم صغارا، وهم يستعيضون عن ذلك الخلق بالبطش والخيانة كعملية تعويض، ولذلك فإن اعتداءاتهم التي يمارسونها دائما تكون مصحوبة بالغدر والخيانة، ويقوي ذلك العدوان ويدفعهم إليه اطمئنانهم إلى حماية الاستعمار لهم: {ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس} . إذن فقيام دولتهم المنهزمة بأمر الله هو قيام مؤقت، سببه أن الذلة زالت عنهم لفترة بسبب تأييدهم بحبل من الناس، بأسلحة وعتاد وأموال من أمريكا - ويوم يزول ذلك ويقفون في الميدان وحدهم سيعيد التاريخ نفسه، وهو يسجل عليهم موقف الذلة في عهد موسى عليه السلام في سورة المائدة: {يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين. قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون. قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين. قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهبأنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون. قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين. قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين} .
إن القرآن الكريم في الآيات السابقة يصورهم على حقيقتهم أروع تصوير، ويوضح مقوفهم، موقف من سقطت عنه كل المعاني التي يكون بها الإنسان إنسانا .. موقف الرعديد الجبان الذي يفر من طلب العزة ويريد أن يسود بغير تضحية ولا فداء، رغم محاولة موسى عليه السلام إقناعهم وتدريبهم على المعارك والصراع؛ لأن المعارك والصراع من شأنهما أن يخلقا الأبطال، ويجعلا الأمة التي تستطيع أن تواجه قدرها أمة ظاهرة عزيزة موهوبة الجانب، فلا حياة للأذلاء الجبناء، ولا عزة للضعفاء المنهزمين، إنما العزة والسيادة لكل أمة شجاعة قوية تقدم لله قرابين من دماء فتياتها، وتضحيات بنيها .. ورغم تحريض موسى لهم لينالوا نصر الدنيا وعز الآخرة يجيبونه بمنطق الجبن والخور: إن كان لا بد من قتال: {فاذهب أنت وربك فقاتلا إن هاهنا قاعدون} ، ولذلك عوقبوا بحرمانهم من دخول الأرض المقدسة تحريما أبديا لا تحريما مؤقتا بعد الحكم عليهم بالتية أربعين عاما .. وقد يقول قائل: إذا كان التحريم أبديا فلماذا دخلوها مع يوشع بن نون فتى موسى عليه السلام؟ ونجيب بأنهم دخلوها بحكم الفتح لا بحكم الوعد، ومصداق ذلك ما جاء في قول الله تعالى في سورة الأعراف: {وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم. وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون} .
يصور القرآن الكريم جبنهم وتفرقهم في آيات من سورة الحشر ليتعلم كل من يتصدى لهم إلى أن تقوم الساعة أن الهزيمة في داخل نفوسهم، والهلع والفزع جبلة فيهم: {لانتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون. لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون} الخطاب للمؤمنين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يحاربونهم.
ننتقل بعد ذلك إلى خلق رابع هو الإفساد والإجرام وهما صفتان متلازمتان لا يمكن أن يتخلص منهما يهودي، وأول مظاهر ذلك الفساد أنهم يحاربون كل دعوة صالحة، ويقفون موقف الخصومة والبغضاء لرسالات أنبيائهم يدفعهم في النهاية إلى قتال العديد من أنبياء الله ورسله: {إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم} [آل عمران: 21] ، وكذلك يدمغهم القرآن في آية أخرى: {ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون} [البقرة: 87] ، ومن مظاهر الفساد أيضا الغدر والخيانة ونقض العهد، والقرآن يوضح ذلك أعظم إيضاح، حيث يقول: {أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون} [البقرة: 100] ، وحيث يقول: {إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون. الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون} [الأنفال: 55، 56] .
ومن مظاهر الفساد والإجرام أنهم مصدر كل جريمة من جرائم النفس أو العرض أو المال أو الدين أو الجنس، ولو بحثت عن مصدر أية جريمة من الجرائم العامة في أي عصر لوجدت أن أساسها اليهود، فجرائم الاقتصاد أساسها يهود، وجرائم التشكيك والإلحاد أسهاسها يهود، وأفلام الجنس أساسها يهود، والأدب الرقيع المشكوف كتابه يهود، وحملات الأزياء والعري والمودات من فعل اليهود، ومصانع الخمور المنتشرة في العالم أصحابها يهود، والصحافة المسمومة الداعرة محرورها يهود .. المدارس التي أسست لتستبيح ما حرم الله وتجاهر بالإلحاد والكفر باسم الثقافة: وباسم الفن والحضارة، وباسم التقدم والمدنية أسسها يهود، مدرسة التحليل النفسي التي تقرر أن الغريزة الجنسية هي السبب الرئيسي فيما يصيب الإنسان من العقد النفسية والصرع نتيجة كبت تلك الغريزة وأن الشفاء من تلك العقد هو الانطلاق بغير حدود لإشباع تلك الغريزة، دون وازع من دين أو خلق، مؤسس تلك المدرسة هو (( فرويد )) الألماني اليهودي - مدرسة النشوء والارتقاء التي تقرر أن الإنسان أصله قرد، تلك المدرسة التي بلبلت الأفكار ردحا طويلا من الزمن، مؤسسها هو (( داروين )) الألماني اليهودي .. الشيوعية بما فيها من إفساد وفساد، ومادية وإلحاد، نادى بها واخترعها (( كارل ماركس )) اليهودي الأصل ..
كذلك الفساد الذي دخل شريعة اليهود منهم، والفساد الذي دخل شرع المسيح منهم، والإسرائيليات التي بثوها بمكر في كتب المسلمين من تدبيرهم منذ أفسد (( عبد الله بن سبأ )) اليهودي الذي أسلم غشا وخداعا السياسة بالدس والوقيعة بين المسلمين الأولين حتى نشبت الحرب الطاحنة بينهم، فالمدرسة اليهودية والإسرائيليات المنتشرة في بعض كتب المتصوفة تعمل منذ أربعة عشر قرنا على تحطيم الإسلام بعد أن هزم اليهود عسكريا بأيدي جند الله من المؤمنين في بني النضير وبني قريظة وخيبر: {وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون} [المائدة: 62] .