عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-02-2025, 11:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,741
الدولة : Egypt
افتراضي من مائدة التفسير

مائدة يوم الأحد

مائدةُ التَّفسيرِ سورةُ الفاتحةِ

عبدالرحمن عبدالله الشريف
﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 1-7].

فضلُ السُّورةِ:
عنْ أبي سعيدِ بنِ الـمُعَلَّى رضي اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ»، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ قُلْتُ لَهُ: أَلَمْ تَقُلْ: «لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ»؟ قَالَ: «﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ»[1].

موضوعُ السُّورةِ:
تحقيقُ العبوديَّةِ الخالصةِ للهِ تعالى.

غريبُ الكلماتِ:
بِسۡمِ ٱللَّهِ
أيْ: أَبتدِئُ قراءتي مُستعِينًا باسمِ اللهِ.
ٱلرَّحۡمَٰنِ
الَّذي وَسِعَتْ رحمتُه جميعَ الخلقِ.
ٱلرَّحِيمِ
الَّذي يرحمُ المؤمنينَ.
رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ
الـمُرَبِّي لكُلِّ الخلقِ بنِعَمِه.
إِيَّاكَ نَسۡتَعِين
أيْ: نَخُصُّكَ بالاستعانةِ، وهي الاعتمادُ على اللهِ جل جلاله في جلبِ المنافعِ ودفعِ المضارِّ.
ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيم
الطَّريقَ الواضحَ، الَّذي لا عِوَجَ فيه، الـمُوصِلَ إلى اللهِ جل جلاله وإلى جَنَّتِه.
غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ
الَّذين عرَفوا الحقَّ وترَكوه، كاليهودِ ونحوِهم.
ٱلضَّآلِّينَ
الَّذين ترَكوا الحقَّ عنْ جهلٍ وضلالٍ، كالنَّصارى ونحوِهم.

المعنى الإجماليُّ:
سورةُ الفاتحةِ سورةٌ مكِّيَّةٌ، وآياتُها سبعٌ، افتُتِحَتْ بحمدِ اللهِ تعالى والثَّناءِ عليه، ثُمَّ ذِكْرِ بعضٍ مِنْ صفاتِه الجليلةِ؛ فهو ربُّ كلِّ شيءٍ، وهو الرَّحمنُ الـمُتَّصِفُ بالرَّحمةِ المطلقةِ الَّتي وَسِعَتْ كلَّ شيءٍ، الرَّحيمُ الَّذي يختصُّ برحمتِه مَنْ يشاءُ، وهو مالكٌ ليومٍ يُدَانُ النَّاسُ فيه بأعمالِهم خيرِها وشَرِّها، ثُمَّ تُقرِّرُ السُّورةُ توحيدَ المؤمنينَ لربِّهم، فله يعبدونَ ويُخلِصونَ، وبه يستعينونَ، ولهدايتِه يطلبونَ، ومِنْ طرقِ الضَّلالةِ يَتَعوَّذونَ.

ما يُسْتفادُ مِنَ السُّورةِ:
1) ابتداءُ السُّوَرِ بالبسملةِ فيه تنبيهٌ للمسلمِ أنْ يبدأَ كلَّ قولٍ وعملٍ بالبسملةِ؛ طلبًا للعَوْنِ والتَّوفيقِ.

2) مِنْ هَدْيِ القرآنِ الكريمِ وإرشادِه في الدُّعاءِ: البَدْءُ بتمجيدِ اللهِ والثَّناءِ عليه، ثُمَّ الشُّروعُ في الطَّلبِ.

3) وجوبُ شُكْرِ اللهِ تعالى باللِّسانِ ثناءً، وبالجوارحِ طاعةً، وبالقلبِ اعترافًا.

4) على المسلمِ أنْ يَخُصَّ اللهَ وحدَه بالعبادةِ والاستعانةِ؛ فهو الرَّبُّ الـمُسْتَحِقُّ دونَ غيرِه.

5) أهمِّيَّةُ أنْ يدعوَ المسلمُ ربَّه أنْ يهديَه للحقِّ ويُعِينَه عليه، ويُجنِّبَه الفِتَنَ ويَقِيَه أسبابَها.

[1] رواه البخاريُّ (4474).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 10-02-2025 الساعة 12:56 PM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.51 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (3.63%)]