الهدى والضلال ـ 3 ـ
الشيخ مجد مكي
سنن الله في الهدى والضلال:
للهدى والضلال سننٌ فمن اهتدى بآيات الله فقد هداه الله وَفْق سنَّته، وهو المهتدي حقاً، ومن لم يأخذ بأسباب الهدى ضلَّ،وجاء ضلاله وَفْقَ سنة الله ولن تجد له هادياً...
وإنَّ الذي تَتَّجه فطرته إلى الهدى يجد في صدره انشراحاً له، والذي تَتَّجه فطرته إلى الضلال يجد في صدره ضيقاً وعسراً: [فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ] {الأنعام:125}.
فَمَنْ يُرد الله أن يهديّه هداية توفيق ومعونة، لأنه اتَّجهت إرادته الجازمة الصادقة إلى الإيمان، يفتح صدره ويوسِّعه، لتطبيق الإسلام في سلوكه، على مقدار قوَّة إيمانه، ومن يرد الله أن ييسِّر له سبل الضلال، لأنه كفر بإرادته الحرة بما يجب أن يؤمن به، يجعل صدره شديد الضيق لا يطيق الخضوع والطاعة لله، كحال من يصعد في طبقات الجوِّ العليا.
فالإنسان هو الذي يختار بإرادته الحرة سبيل الإيمان، أو يختار سبيل الكفر، فإن اختار سبيل الإيمان انشرح صدره لتطبيقات الإسلام، وإن اختار سبيل الكفر، انقبضت نفسه، وضاق صدره، وهذا من سنن الله وقوانينه في نفوس عباده.
فالله سبحانه يُضِلُّ مَنْ يبغي الضلال لنفسه، ويُعرض عن دلائل الهدى وموجبات الإيمان.