عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 14-01-2025, 05:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,234
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي

الجزء الثلاثون
سورة العاديات
الحلقة (578)
من صــ388 الى صـ 401



سورة العاديات
آياتها 11 آية
[سورة العاديات (100) : الآيات 1 الى 8]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (1) فَالْمُورِياتِ قَدْحاً (2) فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً (4)
فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً (5) إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (8)

الإعراب:
(والعاديات) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (ضبحا) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره تضبح «1» ، (الفاء) عاطفة في المواضع الأربعة (قدحا) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره تقدح «2» ، (صبحا) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (المغيرات) ، (به) متعلّق ب (أثرن) «1» ، والثاني ب (وسطن) «2» ، (جمعا) مفعول به منصوب (لربّه) متعلّق ب (كنود) ، (اللام) المزحلقة- أو لام القسم- (الواو) عاطفة في الموضعين (على ذلك) متعلّق ب (شهيد) (اللام) مثل الأولى في الموضعين (لحبّ) متعلّق ب (شديد) «3» ..
جملة: « (أقسم) بالعاديات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «أثرن ... » لا محلّ لها معطوفة على (مغيرات) لأنها بمنزلة الصلة للموصول (ال) أي: فاللائي أغرن ... فأثرن.
وجملة: «وسطن» لا محلّ لها معطوفة على جملة أثرن.
وجملة: «إنّ الإنسان ... لكنود» لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «إنّه ... لشهيد» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: «إنّه ... لشديد» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
الصرف:
(1) العاديات: جمع العادية مؤنّث العادي، اسم فاعل من عدا بمعنى ركض وزنه فاعل، وفيه إعلال بالقلب، أصله العادو، تحرّكت الواو بعد كسر قلبت ياء..
(ضبحا) ، مصدر الثلاثيّ ضبحت الخيل تضبح باب فتح أي أسمعت صوتا ليس بصهيل ولا حمحمة، وزنه فعل بفتح فسكون.
(2) الموريات: جمع المورية مؤنّث الموري، اسم فاعل من أورى النار إذا أقدح الحجارة لإخراج النار منها، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
(قدحا) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ قدح الحجارة ببعضها باب فتح إذا صكّها لإخراج النار، وزنه فعل بفتح فسكون.
(3) المغيرات: جمع المغيرة مؤنّث المغير، اسم فاعل من (أغار) الرباعيّ، وزنه مفعل بملاحظة الإعلال بالتسكين- تسكين الياء ونقل حركتها إلى الغين قبلها- (4) نقعا: اسم بمعنى الغبار، وزنه فعل بفتح فسكون.
(6) كنود: صيغة مبالغة من (كند) النعمة أي كفر بها باب نصر، وزنه فعول للمذكّر والمؤنّث.
البلاغة
الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى «فَالْمُورِياتِ قَدْحاً» .
استعارة في الخيل توري نار الحرب وتوقدها، فقد شبه الحرب بالنار المشتعلة، وحذف المشبه وأبقى المشبه به.
المخالفة بين المعطوف والمعطوف عليه: في قوله تعالى «فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً» .
حيث عطف الفعل على الاسم الذي هو العاديات وما بعده، وفي الحقيقة العطف على الفعل الذي وضع اسم الفاعل موضعه، لأن المعنى: واللاتي عدون فأورين فأغرن، فأثرن.
الجناس اللاحق: في قوله تعالى «وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ» .
وهذا الجناس هو ما أبدل أحد ركنيه حرف واحد بغيره من غير مخرجه، سواء كان الإبدال في الأول أو الوسط أو الآخر. والآية التي نحن بصددها مثال الإبدال من الوسط.
[سورة العاديات (100) : الآيات 9 الى 11]
أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11)

الإعراب:
(الفاء) عاطفة، والاستفهام للإنكار (لا) نافية (إذا) ظرف في محلّ نصب مجرّد من الشرط «6» ، متعلّق بمحذوف يفسّره قوله تعالى: إنّ ربّهم ... خبير أي يعلمهم الله «7» ، (في القبور) متعلّق بمحذوف صلة ما الأول (في الصدور) صلة ما الثاني (بهم) متعلّق ب (خبير) وكذلك (يومئذ) الظرف المنصوب- أو المبنيّ- (اللام) المزحلقة للتوكيد..
جملة: «يعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أيفعل القبائح فلا يعلم أنّا نجازيه يوم القيامة.
وجملة: «بعثر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «حصّل ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بعثر.
وجملة: «إنّ ربّهم بهم ... لخبير» لا محلّ لها تعليل للمفعول المقدّر «8» .
البلاغة
تجنيس التحريف: في قوله تعالى «إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ» .
وهذا الفن، هو الذي يكون الضبط فيه فارقا بين الكلمتين أو بعضهما، وهو أيضا ما اتفق ركناه في أعداد الحروف، واختلفا في الحركات، سواء كانا من اسمين أو فعلين، أو اسم وفعل، أو من غير ذلك.
الفوائد:
- التصوير في القرآن الكريم:

من أسرار الإعجاز في كتاب الله عز وجل أنه يصور المعاني والأفكار تصويرا رائعا، ويجسدها كأنها حياة متحركة تمر أمامنا، ويتملّاها حسّنا وفكرنا وتصوّرنا، وعلاوة على ذلك فإن الألفاظ بجرسها وإيقاعها تساعد على رسم الصورة وإعطائها أبعادها وقد جاءت هذه السورة من هذا القبيل، ففي مطلعها رسمت لنا صورة الخيل المغيرة الماضية إلى الجهاد، فجاء التعبير مصورا مبرزا لتلك الصورة، فلنتصور هذين المصدرين بإيقاعهما وجرسهما (ضبحا، قدحا) فإنهما يصوران عنف الخيل الماضية إلى الجهاد، واستعمال الصفات التالية: (العاديات- الموريات- المغيرات) فإنها تكمل الصورة وتمنحها بعدها المعنوي والنفسي وفي قوله تعالى: (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً. فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً) تكتمل الصورة، ونحس بالحركة والحياة تسري من خلال هذا التعبير الرائع، ومن تناسق التعبير في هذه السورة، فإننا لاحظنا كيف كان مطلعها يتسم بقصر الفواصل، وشدة التعبير التي تناسب صورة الخيل والمعمعة والعجاج أما في قسمها الثاني، عند ما لجأت إلى التعبير عن جحود الإنسان وحبه للمال، فإن التعبير هدأ وطال، ليناسب المقام (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ، وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ. وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) ، ثم رجع ليلائم مشهد القيامة والحساب. كما نلاحظ أن الأفعال بجرسها، ترسم مشهد القيامة وعنفوانه: (أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ) فالفعلان: (بعثر) يعبر عن عنف القيامة وشدة الأمر، و (حصّل) يعبر عن التحصيل بشدة ومن هنا نلاحظ الدقة في استخدام الفعل ليعبر عن المعنى المطلوب بدقة متناهية، كما نلاحظ الحركة والحياة التي تسري في كلمات القرآن الكريم، وهذا سر من أسرار الإعجاز في كتاب الله عز وجل.
انتهت سورة «العاديات» ويليها سورة «القارعة»

سورة القارعة
آياتها 11 آية
[سورة القارعة (101) : الآيات 1 الى 5]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْقارِعَةُ (1) مَا الْقارِعَةُ (2) وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ (4)
وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5)

الإعراب:
(ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ في المواضع الثلاثة، خبر الأول والثالث (القارعة) ، وخبر الثاني جملة أدراك، (والواو) قبله اعتراضيّة (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق بفعل محذوف تقديره تقرع «9» ، (كالفراش) متعلّق بخبر يكون «10» ، ومثله (كالعهن) ..

جملة: «القارعة ما القارعة ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «ما القارعة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (القارعة) .
وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) الثاني.
وجملة: «ما القارعة ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك.
وجملة: « (تقرع) يوم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: «يكون الناس ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «تكون الجبال ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يكون الناس.
الصرف:
(4) الفراش: اسم جمع، واحدته فراشة، وزنه فعال بفتح الفاء.
(5) المنفوش: اسم مفعول من الثلاثيّ نفش، وزنه مفعول.
البلاغة
التشبيه المرسل المجمل: في قوله تعالى «يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ» .
تشبيه رائع، حيث شبهوا في الكثرة والانتشار، والضعف والذلة، والمجيء والذهاب على غير نظام، والتطاير إلى الداعي من كل جهة، حين يدعوهم إلى المحشر، بالفراش المتفرق المتطاير.
التشبيه المرسل المجمل: في قوله تعالى «وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ» .
حيث شبه الجبال بالصوف الملون بالألوان المختلفة المندوف، في تفرق أجزائها وتطايرها في الجو، حسبما نطق به قوله تعالى «وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ» .

[سورة القارعة (101) : الآيات 6 الى 11]
فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ (9) وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ (10)
نارٌ حامِيَةٌ (11)

الإعراب:
(الفاء) استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (من) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب أما (في عيشة) متعلّق بخبر المبتدأ هو..
جملة: «من ثقلت موازينه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ثقلت موازينه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «هو في عيشة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
8- 11 (الواو) عاطفة (أمّا من ... هاوية) مثل أمّا من ... في عيشة (الواو) اعتراضيّة (ما أدراك ما هيه) مثل ما أدراك ما القارعة «11» ، و (الهاء) في (هيه) للسكت لا محلّ لها (نار) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي.
وجملة: «من خفّت موازينه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من ثقلت ...
وجملة: «خفّت موازينه ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: أمّه هاوية ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
وجملة: «ما أدراك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «أدراك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (ما) .

وجملة: «ما هيه» في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أدراك.
وجملة: « (هي) نار ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
الصرف:
(9) هاوية: مؤنّث الهاوي، اسم فاعل من هوى يهوي باب ضرب، وزنه فاعل، أو هو اسم علم للنار على وزن فاعل.
البلاغة
1- المجاز المرسل: في قوله تعالى «فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ» .
وهذا المجاز علاقته المحلية، لأن الذي يرضى بها الذي يعيش فيها، وقيل:
راضية بمعنى مرضية.
2- التشبيه: في قوله تعالى «فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ» .
حيث عبّر عن المأوى بالأم، على التشبيه بها، فالأم مفزع الولد ومأواه، وفيه تهكم به، وقيل: شبه النار بالأم في أنها تحيط به إحاطة رحم الأم بولدها.
الفوائد:
- هاء السكت:

وهي اللاحقة لبيان حركة أو حرف، كقوله تعالى (وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ) ، وقولنا (هاهناه) (وا زيداه) . وأصلها أن يوقف عليها. وربما وصلت بنية الوقف. وقد وردت هاء السكت في قوله تعالى (ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ. هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ) .
انتهت سورة «القارعة» ويليها سورة «التكاثر»

سورة التكاثر
آياتها 8 آيات
[سورة التكاثر (102) : الآيات 1 الى 2]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ (2)

الإعراب:
(حتّى) حرف غاية وجرّ.. والمصدر المؤوّل (أن زرتم) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (ألهاكم) .
جملة: «ألهاكم التكاثر ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «زرتم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
الصرف:
(ألهاكم) ، فيه إعلال بالقلب جرى مجرى تلهّى.. انظر الآية (10) من سورة عبس، ورسمت الألف طويلة لأنها توسّطت الكلمة.
(زرتم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، وضمّت الزاي للدلالة على أصل الألف الواوي وزنه فلتم.

(المقابر) ، جمع المقبرة، اسم مكان من الثلاثيّ قبر، وزنه مفعلة بفتح الميم والعين لأنّ عين المضارع مضمومة، والتاء للمبالغة.
[سورة التكاثر (102) : الآيات 3 الى 4]
كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4)

الإعراب:
(كلّا) للردع والزجر (سوف) حرف استقبال (ثمّ) للعطف، ومفعول (تعلمون) محذوف تقديره: سوء عاقبة التفاخر.
جملة: «سوف تعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «سوف تعلمون (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
البلاغة
التكرير: في قوله تعالى «ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ» .
وقد كرر لتأكيد الردع، وثم للدلالة على أن الثاني أبلغ، كما يقول العظيم لعبده أقول لك ثم أقول لك لا تفعل. قيل: ولكونه أبلغ نزل منزلة المغايرة.
[سورة التكاثر (102) : الآيات 5 الى 8]
كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)

الإعراب:
(لو) حرف شرط غير جازم (علم) مفعول مطلق منصوب (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (ترونّ) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون، وقد حذفت لتوالي الأمثال، و (الواو) فاعل «12» ، و (النون) نون التوكيد الثقيلة..

جملة: «لو تعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.. وجواب لو محذوف تقديره: ما اشتغلتم بالتفاخر أو لرجعتم عن الكفر.
وجملة: «ترونّ الجحيم ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ استئنافيّة.
7- 8 (ثمّ) حرف عطف في الموضعين (لترونّها) مثل الأول (عين) مفعول مطلق نائب عن المصدر «13» ، (لتسألنّ) مثل لترونّ بحذف ضمير الفاعل لالتقاء الساكنين (يومئذ) ظرف زمان منصوب- أو مبنيّ- متعلّق ب (تسألنّ) ، والتنوين في (إذ) عوض من محذوف أي يوم إذ ترونها (عن النعيم) متعلّق ب (تسألنّ) .
وجملة: «ترونّها ... » جواب قسم مقدّر آخر «14» ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على جملة القسم السابقة.
وجملة: «تسألنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ترونّها.
الصرف:
(6) ترونّ: في الفعل إعلال بالحذف، حذفت منه لام الكلمة- وهي الياء- كما حذفت عين الكلمة وهي الهمزة.. أصله: لترأيون، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا، ثمّ حذفت الألف لالتقائها ساكنة مع الواو فأصبح لترأونها- بفتح الهمزة وسكون الواو- ثمّ نقلت حركة الهمزة إلى الراء قبلها، ثمّ حذفت الهمزة لثقلها ولالتقاء الساكنين، ثمّ حذفت النون علامة لرفع لدخول نون التوكيد الثقيلة واجتماع ثلاث نونات، ثمّ حرّكت الواو لضمّ لالتقاء الساكنين.. وزنه تفونّ بفتح التاء والفاء وضمّ الواو.

البلاغة
1- الحذف: في قوله تعالى «لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ» .
جواب لو محذوف للتهويل، أي لو تعلمون كذلك لفعلتم ما لا يوصف ولا يكتنه، أو لشغلكم ذلك عن التكاثر وغيره.
2- إيضاح الشيء بعد إبهامه: في قوله تعالى «لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ» .
حيث بيّن لهم ما أنذرهم منه وأوعدهم به، تفخيما وتعظيما، والقسم لتوكيد الوعيد، وأن ما أوعدوا به مالا مدخل فيه للريب.
3- التكرير: في قوله تعالى «ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ» .
حيث كرر القسم معطوفة بثم تغليظا في التهديد وزيادة في التهويل.
الفوائد:
- لتسألن عن النعيم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم، فيقال له: ألم نصح لك جسمك، ونروك من الماء البارد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرج رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال (صلّى الله عليه وسلّم) : ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ قالا:
الجوع يا رسول الله. قال: وأنا- والذي نفسي بيده- لأخرجني الذي أخرجكما، فقوموا فقاموا معه، فأتى رجلا من الأنصار، فلما رأته المرأة قالت: أهلا وسهلا، فقال لها رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : أين فلان؟ قالت: ذهب يستعذب الماء، إذ جاء الأنصاري، فنظر إلى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وصاحبيه، ثم قال: الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني، فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب، فقال: كلوا، وأخذ المدية، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : إياك والحلوب، فذبح لهم شاة، فأكلوا لحما وتمرا وشربوا، فقال لهم رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : والذي نفسي بيده، لتسئلن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم. أخرجه الترمذي.

سورة العصر
آياتها 3 آيات

[سورة العصر (103) : الآيات 1 الى 3]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ (3)

الإعراب:
(والعصر) متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (اللام) لام القسم عوض من المزحلقة (إلّا) للاستثناء (الذين) موصول في محلّ نصب على الاستثناء (بالحقّ) متعلّق ب (تواصوا) ، (بالصبر) متعلّق ب (تواصوا) الثاني جملة: « (أقسم) بالعصر ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: «إنّ الإنسان لفي خسر ... » لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «تواصوا (الأولى) » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: «تواصوا (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

الصرف:
(العصر) ، اسم بمعنى الدهر أو بمعنى الوقت الذي بعد الزوال إلى الغروب، أو بمعنى صلاة العصر، وزنه فعل بفتح فسكون.
الفوائد:
- (ال) (الجنسية) و (ال) (العهدية) :
(ال) (الجنسية) : إما لاستغراق الأفراد، كقوله تعالى (إن الإنسان لفي خسر) أي جميع جنس الإنسان.
أو لاستغراق خصائص الأفراد، مثل: (زيد الرجل كرما) أي الكامل في صفة الكرم.
و (ال) العهدية: إما أن يكون معهودها مصحوبا ذكريا، كقوله تعالى (كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول) ، أو معهودا ذهنيا: كقوله تعالى (إذ هما في الغار) .
انتهت سورة «العصر» ويليها سورة «الهمزة»

__________
(1) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لملاقاته في المعنى لأنّ العاديات ضابحة، أو مصدر في موضع الحال، ضابحات.
(2) يجوز فيه الوجهان الواردان في (ضبحا) .

(3) بمكان عدوهنّ أو بذلك الوقت.
(4) الضمير في (به) يعود على الصبح أو على النقع، ويجوز في الجارّ أن يتعلّق بحال من فاعل وسطن: متلبّسات بالنقع. [.....]
(5) واللام للتقوية أو للتعليل.

(6) أو متضمّن معنى الشرط.
(7) أو متعلّق بمفعول يعلم المقدّر، وجملة إنّ ربّهم.. تعليل للمفعول أي: ألا يعلم الإنسان أنّا نجازيه وقت بعثرة القبور لأن ربّهم بهم خبير.. وإذا تضمّن الظرف معنى الشرط كان متعلّقا بالجواب المقدّر المعلّل بقوله: إنّ ربّهم.. أي إذا بعثر ما في القبور يتمّ جزاؤهم بحسب أعمالهم لأنّ ربّهم خبير بهم.
(8) أو هي مفعول يعلم، وقد كسرت همزة (إنّ) لمجيء اللام في الخبر، وحقّها الفتح.

(9) أو تأتي.. أو هو مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر.
(10) أو بحال من الناس إن كان الفعل (يكون) تامّا أي يوجدون في المحشر حالة كونهم كالفراش

(11) في الآية (3) من هذه السورة.
(12) لم تحذف الواو بسبب حذف عين الفعل.
(13) إمّا لأنه نعت للمصدر أي لترونّها رؤية هي عين اليقين، أو لأنه ملاقيه في المعنى فالرؤية والمعاينة شيء واحد، وكون (عين) مصدرا فيه تجاوز.
(14) أو معطوفة على جملة جواب القسم السابقة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 42.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 41.39 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.49%)]