الموضوع: دعوة للتوقف
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-01-2025, 10:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي دعوة للتوقف

دعوة للتوقف

فاطمة عبدالمقصود

يضطرب القلب، وتدمع العينان، وينوء الصدر بأحمالٍ كالجِبال، تخرج آهات وزَفَرات مُلتهِبة، تضيق الأنفاسُ بالصَّدْر، ويسكُن أَلَمٌ بين الجوانِح، ونسأل حينها:
ماذا عساه أن يكونَ؟
لماذا...؟


أيُّ هوانٍ تحيا فيه النفس؟ وأيُّ صَغار ومَذَلَّة ترى نفسها فيه؟
وتكثُر الاتِّهامات وتوجيه اللَّوم، ويُعفَى من تلك الاتِّهامات المُذنبُ الأول والأخير، تلك النفس المُنصاعَة للهوى، والمُتَّبِعة للشهوات، النفس التي لم تقهر الهوى بعدُ، هي وحدها منبتُ السُّوء، هي وحدها مَن جَلَبَتْ كلَّ ذلك الأَلَم، وكل تلك الهموم؛ ولأنَّ لنا ربًّا رحيمًا، ربًّا بصيرًا بنا، عالمًا بِضَعْف تلك النفوس الآمِرة، فإنه يُرسل لنا تلك الرسائل المُتَتَابِعة؛ كي نفيقَ مِن خدر تلك النفس المُسْتَسْلِمة لكل ما تهوى.

إنَّه لُطفُ الله بنا، فضيق الصدور اليوم أهون بكثيرٍ من ضيقها هناك؛ بل إنَّ تلك الآهات لن تجدَ مَن تَتَشَكَّى له، وتنطلق بقوة إليه غير ربٍّ كريمٍ رحيمٍ، يحنو ويَتَوَدَّد، وهو الغنيُّ المتعالِ.

لو وَقَفْنا في تلك اللَّحَظات الشاقَّة نَتَّهم تلك النَّفس المُقَصِّرة، وَنَتَذَلَّل بدُمُوع الخشية والإنابة - لَرَبِحنا نفسًا مُنقَادَة، عزيزةً عند الله بذُلِّها بين يديه، ولأَعَزَّنا اللهُ بين خلقه باتِّهامنا لأنفسنا، واعترافنا بالتقصير والخَطَأ.

سنجني من تلك الوَقَفات نفوسًا تدرك ما لها وما عليها، نفوسًا حريصة على الطهارة والنقاء، تأنف أن تعلقَ بها أدرانُ المعصية والاستغراق فى المُتَع والشهوات الرَّخيصة.

إنها دعوةٌ للتَّوَقُّف أو الرُّجوع، دعوة للخلوة مع النفس؛ لتصحوَ وتَنْتَبه، دعوة للحساب قبل موعِد الحساب.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.15 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.25%)]