الموضوع: شموع
عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 10-01-2025, 10:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,520
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شموع

شموع (18)



د. عبدالحكيم الأنيس





فُتن الناس بتضخيم أحجام الكتب وعدد مجلداتها، وصاروا يسعدون بالقول: سيصدر الكتاب الفلاني في "20" مجلدا و"25" مجلداً، وهكذا!

ونسوا أنهم بذلك يقيمون جداراً وسياجاً دونه.

كثير مما يصدر في دور النشر العربية الإسلامية تكرار لا أهـمية له، أو لا ضرورة له.

في عصرنا صار "المحقق" شارحاً، ومحشياً، ومقرراً، ومحرراً، ودارساً، وناقداً في آن واحد!!

أي عبث هذا حين يترجم محقق معاصر لخزيمة أحد أجداد النبي صلى الله عليه وسلم بأنه الحافظ محمد بن إسحاق بن خزيمة صاحب الصحيح المتوفى سنة (311هـ)؟!

نحمد الله أن كثيراً من أطروحات الماجستير والدكتوراه في العالم العربي لم تطبع...

أقام باحث مشارك في مؤتمر علمي ضجة كبيرة لأن (أ) سقطت من مقدمة اسمه الكريم ولم يذكر سوى (د)، فكيف وهو (أ.د)!!

هل تستسيغون أن يكتب على غلاف كتاب: بقلم الفقير إلى الله الأستاذ الدكتور فلان؟!

نحن الآن نراوح في مواضعنا في كثير مما نكتب فكيف بعد خمسين سنة؟

أقترح أن نتردد طويلا قبل طباعة رسائل الماجستير والدكتوراه إلا المميز منها جداً...لأنها - بكل وضوح - بحوث تدريبية.

لو علم المؤلف السابق أن (محققاً) لاحقاً سيأتي ويسبه ويشتمه، ويشكك في علمه وعقله واختياره، لما ألّف....

قال (محقق) عن عَلم من أعلام العراق في القرن السابع الهجري: "مجهول"، وأراح نفسه من عناء البحث عن ترجمته!.

النقل بلا عزو لدى السابقين واللاحقين مشكلة لا حل لها...

ما الفائدة من إضافة كتاب منقول من غيره إلى المكتبة؟

سئل عالم عن حديث في شرح من الشروح فعمل تخريجاً للأحاديث نقله من كتاب سابق، ووضع عليه اسمه! وتجاهل ذلك الكتاب.. السابق.

واكتشف هذا بعد ٤٠٠ سنة.

كان أستاذ في الغرب يسأل طلابه عن عدد أولادهم، فإذا قال أحدهم: عندي ولد، قال له: كتاب لم يكتب، وإذا قال أحدهم: ولدان، قال الأستاذ: كتابان لم يكتبا، وهكذا.. وغفل أن الولد أجمل كتاب يؤلفه الوالدان.

نصيحتي الذهبية إلى الطالب الباحث الدارس:
اقرأ شهرا
واكتب سطرا.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.96 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.33 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.93%)]