عرض مشاركة واحدة
  #447  
قديم 09-01-2025, 03:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,120
الدولة : Egypt
افتراضي رد: «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

«عون الرحمن في تفسير القرآن»


الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم



فوائد وأحكام من قوله تعالى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ.... ﴾


قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ * أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ * فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [ال عمران: 21، 25].

1- ذم أهل الكتاب، والتشنيع علىهم، وتوعدهم بعذابٍ أليم؛ لكفرهم بآيات الله، وقتلهم النبيين والآمرين بالعدل تكبرًا منهم وعنادًا؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾، وهذا وعيدٌ لهم ولمن سلك مسلكهم.

2- وجوب الإيمان بآيات الله، والحذر من الكفر بها.

3- عِظم حُرمة قتل وقتال النبيين، وأنه من الكفر؛ لقوله تعالى: ﴿ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾.

4- أن قتل الأنبياء وقتالهم لا يمكن أن يكون بحق؛ لقوله تعالى: ﴿ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾.

5- شدة حرمة قتل وقتال الذين يأمرون بالقسط من الناس؛ حيث قُرِنَ بالكفر وقتل النبيين؛ لقوله تعالى: ﴿ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ ﴾.

6- فضل الأمر بالعدل والآمرين به؛ لأن الله جعلهم بعد النبيين.

7- جوز التهكم بالكفار؛ لقوله تعالى: ﴿ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ، فسمى إخبارهم بالعذاب بشارة تهكمًا وسخرية بهم.

8- شدة عذاب الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين والآمرين بالقسط؛ لقوله تعالى: ﴿ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾؛ أي: موجِع حسيًّا للأبدان، ومعنويًّا للقلوب.

9- تحقير الذين يكفرون بآيات الله، ويقتلون النبيين والآمرين بالقسط، وحبوط أعمالهم؛ لقوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾، فأشار إليهم بإشارة البعيد تحقيرًا لهم، وبيَّن بطلان أعمالهم وجزائها في الدنيا والآخرة.

10- أن الكفر مُحبِط للأعمال، وأن مِن أعظم وأشنع أعمال الكفار قتل الأنبياء والآمرين بالقسط من الناس.

11- أن الكفار ليس له ناصر يدفع عنهم عذاب الله ونقمته؛ لقوله تعالى: ﴿ مَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴾.

12- التعجيب من حال الذين أُتوا نصيبًا من الكتاب يدعون إلى القرآن ليحكم بينهم، ثم يتولى فريقٌ منهم ويُعرِض مع ما عندهم مما يصدقه في كتبهم؛ لقوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾.

13- أن العلم إذا لم يصاحبه توفيق من الله تعالى فإنه لا ينفع صاحبه، بل يكون وبالًا علىه، فهؤلاء مع ما هم علىه من العلم لم يهتدوا للعمل.

14- أن اللوم والذم والمؤاخذة لمن تولى وأعرض إنما تكون بعد إقامة الحُجة عليه بدعوته؛ لقوله تعالى: ﴿ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾.

15- أن التحاكم بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ونزول القرآن يجب أن يكون إلى حكم الله - عز وجل - في القرآن الكريم في كل شيء من العبادات والمعاملات وغير ذلك؛ لنسخه لجميع الكتب قبله.

16- تعظيم القرآن وتشريفه بإضافته إلى الله - عز وجل - لقوله تعالى: ﴿ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ ﴾.

17- أن من أهل الكتاب من أجاب الدعوة إلى كتاب الله، فأسلموا وحَسُنَ إسلامهم؛ لقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾، ومفهوم هذا أن فريقًا منهم لم يتوَلَّ ولم يُعرِض، بل أسلم.

18- أن أشد ما يكون في المخالفة والرد والعناد، وفي الذم أن يجتمع التولي عن الحق بالأبدان والإعراض عنه بالقلوب؛ لقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾.

19- أن سبب تولي وإعراض فريق من أهل الكتاب زعمهم أنهم لن تمسهم النار إلا أيامًا معدودات؛ لقوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾.

20- جرأة أهل الكتاب على الكذب على الله وغرورهم؛ لقوله تعالى: ﴿ لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾.

21- تصديق أهل الكتاب بوجود النار، وبالبعث بعد الموت، لكن هذا لا ينفعهم مع توليهم وإعراضهم عن الانقياد والعمل بكتاب الله تعالى.

22- التحذير من الاغترار بالأماني الباطلة والانخداع بها؛ لقوله تعالى: ﴿ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾.

23- لا ينبغي أن يغتر الإنسان ويعجب بما هو علىه من تدين، ويُدِلَّ على الله بعمله؛ لقوله تعالى: ﴿ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ ﴾، وليسأل الله التوفيق للإخلاص والثبات على الحق وحسن الختام.

24- تهويل وتعظيم سوء حال ومآل هؤلاء المتولين المعرضين؛ لقوله تعالى: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ ﴾ الآية.

25- إثبات القيامة والمعاد وجمع العباد؛ لقوله تعالى: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ ﴾.

26- تعظيم الله تعالى لنفسه؛ لقوله تعالى: ﴿ جَمَعْنَاهُمْ ﴾ بضمير العظمة وهو العظيم سبحانه.

27- تعظيم يوم القيامة وأهواله؛ لقوله تعالى: ﴿ لِيَوْمٍ ﴾ بالتنكير.

28- إعطاء كل نفس عملها وجزاءها وافيًا يوم القيامة؛ لقوله تعالى: ﴿ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ ﴾، وأن الجزاء من جنس العمل.

29- انتفاء الظلم في ذلك اليوم، فلا أحد يُظلم بأن يُنتقص من حقه، أو يُزاد في عقابه؛ لقوله تعالى: ﴿ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾.

لكن المؤمنين يُعاملون بالفضل، فَيُضاعِف الله لهم ويزيدهم من فضله، ويعفو عن سيئات من شاء منهم.

وأما الكفار فَيُعاملون بالعدل، ويجازون بأعمالهم من غير زيادة أو نُقصان.

30- كمال عدل الله - عز وجل - لقوله تعالى: ﴿ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾؛ فهذا من الصفات المنفية الدالة على كمال ضدها وهو العدل، كما قال تعالى: ﴿ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46]، وقال تعالى: ﴿ ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ﴾ [طه: 122]، وغير ذلك.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 27.08 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.27%)]