عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 06-01-2025, 09:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,801
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشيخ الشِّنْقِيطِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
صَاحِبِ الْفَضِيلَةِ الشَّيْخِ مُحَمَّدٍ الْأَمِينِ الشِّنْقِيطِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ
المجلد التاسع
الحلقة (633)
بيان الناسخ والمنسوخ
صـ 425 إلى صـ 438





[ ص: 425 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الجن

قوله تعالى : وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا .

لا يعارض قوله : إن الله يحب المقسطين [ 5 \ 42 ] .

لأن القاسط هو الجائر ، والمقسط هو العادل ، فهما ضدان .

قوله تعالى : ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا الآية .

أفرد الضمير في قوله : " له " وجمع قوله : " خالدين " .

والجواب هو ما تقدم من أن الإفراد باعتبار لفظ : " من " والجمع باعتبار معناها ، وهو ظاهر .[ ص: 426 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة المزمل

قوله تعالى : ياأيها المزمل قم الليل إلا قليلا .

وقوله : إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل - إلى قوله - وطائفة من الذين معك الآية [ 73 \ 20 ] ، يدل على وجوب قيام الليل على الأمة ، لأن أمر القدوة أمر لأتباعه .

وقوله : وطائفة من الذين معك دليل على عدم الخصوص به صلى الله عليه وسلم .

وقد ذكر الله ما يدل على خلاف ذلك في قوله : فاقرءوا ما تيسر من القرآن [ 73 20 ] ، وقوله : فاقرءوا ما تيسر منه [ 73 20 ] ، والجواب ظاهر ، وهو أن الأخير ناسخ للأول ثم نسخ الأخير أيضا بالصلوات الخمس .

قوله تعالى : وكانت الجبال كثيبا مهيلا .

لا يعارض قوله : وتكون الجبال كالعهن المنفوش [ 101 5 ] ، لأن قوله : وكانت الجبال كثيبا مهيلا تشبيه بليغ ، والجبال بعد طحنها المنصوص عليه بقوله : وبست الجبال بسا [ 56 \ 15 ] تشبه الرمل المتهايل وتشبه أيضا الصوف المنفوش .
[ ص: 427 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة المدثر

قوله تعالى : كل نفس بما كسبت رهينة الآية .

تقدم وجه الجمع بينه وبين قوله تعالى : كل امرئ بما كسب رهين الآية [ 52 \ 21 ] .سورة القيامة

قوله تعالى : لا أقسم بيوم القيامة .

لا يعارض إقسامه به في قوله : واليوم الموعود [ 85 ] ، والجواب من وجهين :

أحدهما : أن " لا " نافية لكلام الكفار .

الثاني : أنها صلة كما تقدم ، وسيأتي له زيادة إيضاح إن شاء الله تعالى .

قوله تعالى : وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة .

تقدم وجه الجمع بينه وبين قوله تعالى : لا تدركه الأبصار [ 6 103 ] .[ ص: 428 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الإنسان

قوله تعالى : وحلوا أساور من فضة .

لا يعارضه قوله تعالى : يحلون فيها من أساور من ذهب الآية [ 18 \ 31 ] .

ووجه الجمع ظاهر وهو أنهما جنتان أوانيهما وجميع ما فيهما من فضة ، وأخريان أوانيهما وجميع ما فيهما من ذهب ، والعلم عند الله تعالى .سورة المرسلات

قوله تعالى : هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون .

هذه الآية الكريمة تدل على أن أهل النار لا ينطقون ولا يعتذرون .

وقد جاءت آيات تدل على أنهم ينطقون ويعتذرون ، كقوله تعالى : والله ربنا ما كنا مشركين [ 6 \ 23 ] ، وقوله : فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء [ 16 \ 28 ] ، وقوله : بل لم نكن ندعو من قبل شيئا [ 40 ] ، وقوله : تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين وما أضلنا إلا المجرمون [ 26 \ 97 - 99 ] ، وقوله : ربنا هؤلاء أضلونا [ 7 \ 38 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .

والجواب عن هذا من أوجه :

الأول : أن القيامة مواطن ففي بعضها ينطقون وفي بعضها لا ينطقون .

الثاني : أنهم لا ينطقون بما لهم فيه فائدة وما لا فائدة فيه كالعدم .

الثالث : أنهم بعد أن يقول الله لهم : اخسئوا فيها ولا تكلمون [ 23 108 ] .

[ ص: 429 ] ينقطع نطقهم ولم يبق إلا الزفير والشهيق .

قال تعالى : ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون [ 27 85 ] ، وهذا الوجه الثالث راجع للوجه الأول .[ ص: 430 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة النبأ

قوله تعالى : لابثين فيها أحقابا .

تقدم وجه الجمع بينه هو والآيات المشابهة له كقوله تعالى : خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك [ 11 107 ] ، مع الآيات المقتضية لدوام عذاب أهل النار بلا انقطاع كقوله : خالدين فيها أبدا [ 4 \ 57 ] ، في سورة " الأنعام " في الكلام على قوله تعالى : قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله الآية [ 6 \ 128 ] ، فقد بينا هناك أن العذاب لا ينقطع عنهم وبينا وجه الاستثناء بالمشيئة ، وأما وجه الجمع بين الأحقاب المذكورة هنا مع الدوام الأبدي الذي قدمنا الآيات الدالة عليه فمن ثلاثة أوجه :

الأول : وهو الذي مال إليه ابن جرير وهو الأظهر عندي لدلالة ظاهر القرءان عليه هو أن قوله : لابثين فيها أحقابا متعلق بما بعده ، أي : لابثين فيها أحقابا في حال كونهم لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا [ 79 23 - 25 ] ، فإذا انقضت تلك الأحقاب عذبوا بأنواع أخر من أنواع العذاب غير الحميم والغساق . ويدل لهذا تصريحه تعالى بأنهم يعذبون بأنواع أخر من أنواع العذاب غير الحميم والغساق في قوله : هذا فليذوقوه حميم وغساق وآخر من شكله أزواج [ 38 \ 57 - 58 ] .

وغاية ما يلزم على هذا القول تداخل الحال وهو جائز حتى عند من منع ترادف الحال كابن عصفور ومن وافقه ، وإيضاحه أن جملة : لا يذوقون : حال من ضمير اسم الفاعل المستكن ، ونعني باسم الفاعل قوله : لابثين الذي هو حال ، ونظيره من إتيان جملة فعل مضارع منفي بلا حالا في القرءان قوله تعالى : والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا [ 16 \ 78 ] ، أي في حال كونكم لا تعلمون .

الثاني : أن هذه الأحقاب لا تنقضي أبدا ، رواه ابن جرير عن قتادة والربيع بن أنس [ ص: 431 ] وقال : إنه أصح من جعل الآية في عصاة المسلمين ، كما ذهب إليه خالد بن معدان .

الثالث : أنا لو سلمنا دلالة قوله : " أحقابا " على التناهي والانقضاء ، فإن ذلك إنما فهم من مفهوم الظرف والتأبيد مصرح به منطوقا والمنطوق مقدم على المفهوم ، كما تقرر في الأصول ، وقول خالد بن معدان : إن هذه الآية في عصاة المسلمين ، يرده ظاهر القرءان لأن الله قال : وكذبوا بآياتنا كذابا [ 78 \ 28 ] ، وهؤلاء الكفار .
[ ص: 432 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة النازعات

قوله تعالى : والأرض بعد ذلك دحاها .

تقدم وجه الجمع بينه وبين قوله : قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين - إلى قوله - ثم استوى إلى السماء [ 41 \ 9 - 11 ] ، في سورة " البقرة " في الكلام على قوله تعالى : هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء الآية [ 2 \ 29 ] .

قوله تعالى : إنما أنت منذر من يخشاها .

تقدم وجه الجمع بينه وبين الآيات الدالة على عموم الإنذار كقوله : ليكون للعالمين نذيرا [ 25 ] ، في سورة " يس " وغيرها .[ ص: 433 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة عبس

قوله تعالى : أن جاءه الأعمى .

عبر الله تعالى عن هذا الصحابي الجليل الذي هو عبد الله ابن أم مكتوم بلقب يكرهه الناس مع أنه قال : ولا تنابزوا بالألقاب [ 49 \ 11 ] .

والجواب هو ما نبه عليه بعض العلماء ، من أن السر في التعبير عنه بلفظ : " الأعمى " للإشعار بعذره في الإقدام على قطع كلام الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه لو كان يرى ما هو مشتغل به مع صناديد الكفار ، لما قطع كلامه .[ ص: 434 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة التكوير

قوله تعالى : إنه لقول رسول كريم .

ظاهر هذه الآية يتوهم منه الجاهل أن القرءان كلام جبريل مع أن الآيات القرآنية مصرحة بكثرة بأنه كلام الله كقوله : فأجره حتى يسمع كلام الله وكقوله : كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير [ 11 ] .

والجواب واضح من نفس الآية لأن الإيهام الحاصل من قوله : إنه لقول يدفعه ذكر الرسول ، لأنه يدل على أن الكلام لغيره لكنه أرسل بتبليغه فمعنى قوله : لقول رسول أي تبليغه عمن أرسله من غير زيادة ولا نقص .
[ ص: 435 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الانفطار

قوله تعالى : علمت نفس ما قدمت وأخرت .

هذه الآية الكريمة يوهم ظاهرها أن الذي يعلم يوم القيامة ما قدم وما أخر نفس واحدة ، وقد جاءت آيات أخر تدل على أن كل نفس تعلم ما قدمت وأخرت كقوله : هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت [ 10 ] ، وقوله : وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا [ 17 \ 13 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .

والجواب أن المراد بقوله : " نفس " ، كل نفس ، والنكرة وإن كانت لا تعم إلا في سياق النفي أو الشرط أو الامتنان كما تقرر في الأصول ، فإن التحقيق أنها ربما أفادت العموم بقرينة السياق من غير نفي أو شرط أو امتنان ، كقوله : علمت نفس [ 81 \ 14 ] ، في " التكوير " و " الانفطار " وقوله : أن تبسل نفس ، وقوله : أن تقول نفس ياحسرتا والعلم عند الله تعالى .[ ص: 436 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة التطفيف

قوله تعالى : كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون .

يفهم منه أن المؤمنين ليسوا محجوبين عن ربهم يوم القيامة ، وقد قدمنا وجه الجمع بين هذا المفهوم ، وبين قوله تعالى : لا تدركه الأبصار [ 6 ] .سورة الانشقاق

قوله تعالى : وأما من أوتي كتابه وراء ظهره الآية .

هذه الآية الكريمة تدل على أن من لم يعط كتابه بيمينه ، أنه يعطاه وراء ظهره ، وقد جاءت آية يفهم منها أنه يؤتاه بشماله ، وهي قوله تعالى : وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني الآية [ 69 \ 25 ] .

والجواب ظاهر ، وهو أنه لا منافاة بين أخذه بشماله ، وإيتائه وراء ظهره ، لأن الكافر تغل يمناه إلى عنقه ، وتجعل يسراه وراء ظهره ، فيأخذ بها كتابه .
[ ص: 437 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة البروج

قوله تعالى : واليوم الموعود .

تقدم وجه الجمع بينه وبين قوله تعالى : لا أقسم بيوم القيامة .

قوله تعالى : هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود .

لا يخفى ما يسبق إلى الذهن من توهم المنافاة بين لفظة : " الجنود " ، مع لفظة " فرعون " ، لأن فرعون ليس جندا ، وإنما هو رجل بعينه .

والجواب ظاهر ، وهو أن المراد بفرعون هو وقومه فاكتفى بذكره لأنهم تبع له ، وتحت طاعته .
سورة الطارق

قوله تعالى : فمهل الكافرين أمهلهم رويدا .

هذا الإمهال المذكور هنا ينافيه قوله : فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم الآية [ 9 \ 5 ] .

والجواب أن الإمهال منسوخ بآيات السيف ، والعلم عند الله تعالى .
[ ص: 438 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الأعلى

قوله تعالى : سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله الآية .

هذه الآية الكريمة تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم ينسى من القرءان ما شاء الله أن ينساه ، وقد جاءت آيات كثيرة تدل على حفظ القرءان من الضياع كقوله تعالى : لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه [ 75 \ 16 - 17 ] ، وقوله : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [ 15 \ 9 ] .

والجواب أن القرءان وإن كان محفوظا من الضياع فإن بعضه ينسخ بعضا ، وإنساء الله نبيه بعض القرءان في حكم النسخ ، فإذا أنساه آية فكأنه نسخها ، ولا بد أن يأتي بخير منها أو مثلها ، كما صرح به تعالى في قوله : ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها [ 2 \ 106 ] .

وقوله تعالى : وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل الآية [ 16 \ 101 ] .

وأشار هنا لعلمه بحكمة النسخ بقوله : إنه يعلم الجهر وما يخفى [ 87 \ 7 ] .

وقوله تعالى : فذكر إن نفعت الذكرى .

هذه الآية الكريمة يفهم منها أن التذكير ، لا يطلب إلا عند مظنة نفعه ، بدليل أن الشرطية .

وقد جاءت آيات كثيرة تدل على الأمر بالتذكير مطلقا ، كقوله : فذكر إنما أنت مذكر [ 88 \ 21 ] وقوله : ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر [ 54 \ 17 ] .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 33.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 32.64 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.89%)]