عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 06-01-2025, 09:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,603
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشيخ الشِّنْقِيطِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
صَاحِبِ الْفَضِيلَةِ الشَّيْخِ مُحَمَّدٍ الْأَمِينِ الشِّنْقِيطِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ
المجلد التاسع
الحلقة (632)
بيان الناسخ والمنسوخ
صـ 411 إلى صـ 424





[ ص: 411 ] الأول : أنه العزم على الجماع فقط .

الثاني : أنه العزم على الجماع وإمساك الزوجة معا ، وعلى كلا القولين فلا إشكال في الآية لأن المعنى حينئذ : والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعزمون على الجماع ، أو عليه مع الإمساك فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا فلا منافاة بين العزم على الجماع أو عليه مع الإمساك ، وبين الإعتاق قبل المسيس .

وغاية ما يلزم على هذا القول حذف الإرادة وهو واقع في القرءان ، كقوله تعالى : إذا قمتم إلى الصلاة [ 5 \ 6 ] ، أي أردتم القيام إليها .

وقوله : فإذا قرأت القرآن [ 16 \ 98 ] ، أي أردت قراءته فاستعذ بالله الآية [ 16 98 ] .

ومعنى العود عند الشافعي أن يمسكها بعد المظاهرة زمانا يمكنه أن يطلق فيه فلا يطلق ، وعليه فلا إشكال في الآية أيضا ، لأن إمساكه إياها الزمن المذكور لا ينافي التكفير قبل المسيس كما هو واضح .

ومعنى العود عند أحمد هو أن يعود إلى الجماع أو يعزم عليه ، أما العزم فقد بينا أنه لا إشكال في الآية على القول به .

وأما على القول بأنه الجماع ، فالجواب أنه إن ظاهر وجامع قبل التكفير يلزمه الكف عن المسيس مرة أخرى حتى يكفر ولا يلزم من هذا جواز الجماع الأول قبل التكفير لأن الآية على هذا القول ، إنما بينت حكم ما إذا وقع الجماع قبل التكفير وأنه وجوب التكفير قبل مسيس آخر .

أما الإقدام على المسيس الأول فحرمته معلومة من عموم قوله : من قبل أن يتماسا .

ومعنى العود عند أبي حنيفة رحمه الله تعالى هو العزم على الوطء وعليه فلا إشكال كما تقدم .

وما حكاه الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره عن مالك من أنه حكى عنه أن العود الجماع ، فهو خلاف المعروف من مذهبه .

[ ص: 412 ] وكذلك ما حكاه عن أبي حنيفة من أن العود هو العود إلى الظهار بعد تحريمه ورفع ما كان عليه أمر الجاهلية فهو خلاف المقرر في فروع الحنفية من أنه العزم على الوطء كما ذكرنا ، وغالب ما قيل في معنى العود راجع إلى ما ذكرنا من أقوال الأئمة رحمهم الله .

وقال بعض العلماء ؟ المراد بالعود الرجوع إلى الاستمتاع بغير الجماع ، والمراد بالمسيس في قوله : من قبل أن يتماسا خصوص الجماع .

وعليه فلا إشكال ، ولكن لا يخفى عدم ظهور هذا القول ، والتحقيق عدم جواز الاستمتاع وطء أو غيره قبل التكفير لعموم قوله : من قبل أن يتماسا .

وأجاز بعضهم الاستمتاع بغير الوطء قائلا : إن المراد بالمسيس في قوله : من قبل أن يتماسا نفس الجماع لا مقدماته .

وممن قال بذلك الحسن البصري والثوري .

وروي عن الشافعي أحد القولين ، وقال بعض العلماء : اللام في قوله : لما قالوا بمعنى في ، أي يعودون فيما قالوا بمعنى يرجعون عنه كقوله صلى الله عليه وسلم الواهب العائد في هبته الحديث ، وقيل : اللام بمعنى عن ، أي يعودون عما قالوا ، أي يرجعون عنه وهو قريب مما قبله .

قال مقيده عفا الله عنه : الذي يظهر والله تعالى أعلم أن العود له مبدأ ومنتهى ، فمبدؤه العزم على الوطء ومنتهاه الوطء بالفعل ، فمن عزم على الوطء فقد عاد بالنية فتلزمه الكفارة لإباحة الوطء ، ومن وطئ بالفعل تحتم في حقه اللزوم وخالف بالإقدام على الوطء قبل التكفير ، ويدلك لهذا أنه صلى الله عليه وسلم لما قال : إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا يا رسول الله قد عرفنا القاتل فما بال المقتول ؟ قال : إنه كان حريصا على قتل صاحبه فبين أن العزم على الفعل عمل يؤاخذ به الإنسان .

فإن قيل : ظاهر الآية المتبادر منها يوافق قول الظاهرية الذي قدمنا بطلانه لأن الظاهر المتبادر من قوله : لما قالوا أنه صيغة الظهار فيكون العود لها تكريرها مرة أخرى .

فالجواب أن المعنى " لما قالوا " أنه حرام عليهم وهو الجماع ، ويدل لذلك وجود نظيره في القرآن في قوله تعالى : ونرثه ما يقول [ 19 80 ] ، أي ما يقول إنه يؤتاه [ ص: 413 ] من مال وولد في قوله : لأوتين مالا وولدا [ 19 \ 77 ] ، وما ذكرنا من أن من جامع قبل التكفير يلزمه الكف عن المسيس مرة أخرى حتى يكفر ، هو التحقيق خلافا لمن قال : تسقط الكفارة بالجماع قبل المسيس .

كما روي عن الزهري وسعيد بن جبير وأبي يوسف ولمن قال : تلزم به كفارتان .

كما روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الرحمن بن مهدي ولمن قال : تلزم به ثلاث كفارات ، كما رواه سعيد بن منصور عن الحسن وإبراهيم ، والعلم عند الله تعالى .

قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة .

هذه الآية تدل على طلب تقديم الصدقة أمام المناجاة .

وقوله تعالى : أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم الآية [ 58 13 ] ، يدل على خلاف ذلك .

والجواب ظاهر ، وهو أن الأخير ناسخ للأول ، والعلم عند الله تعالى .
[ ص: 414 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الحشر

قوله تعالى : وما آتاكم الرسول فخذوه .

تقدم وجه الجمع بين الإطلاق الذي في هذه الآية ، والتقييد الذي في قوله تعالى : ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم [ 8 \ 24 ] . وقوله تعالى : ولا يعصينك في معروف [ 60 \ 12 ] ، في سورة " الأنفال " .
سورة الممتحنة

قوله تعالى : لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم الآية .

هذه الآية الكريمة تدل على أن الكافر إذا لم يقاتل المؤمن في الدين ولم يخرجه من داره لا يحرم بره ، والإقساط إليه ، وقد جاءت آية أخرى تدل على منع موالاة الكفار وموادتهم مطلقا . كقوله تعالى : ومن يتولهم منكم فإنه منهم [ 5 \ 51 ] .

وقوله تعالى : ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون [ 60 \ 9 ] .

وقوله تعالى : لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر الآية [ 58 \ 22 ] .

والجواب هو أن من يقول بنسخ هذه الآية فلا إشكال فيها على قوله ، وعلى القول بأنها محكمة فوجه الجمع مفهوم منها لأن الكافر الذي لم ينه عن بره والإقساط إليه مشروط فيه عدم القتال في الدين ، وعدم إخراج المؤمنين من ديارهم ، والكافر المنهي عن ذلك فيه هو المقاتل في الدين المخرج للمؤمنين من ديارهم المظاهر للعدو على إخراجهم ، والعلم عند الله تعالى .
[ ص: 415 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الصف

قوله تعالى : والله لا يهدي القوم الفاسقين .

هذه الآية الكريمة تدل بظاهرها على أن الخارج عن طاعة الله لا يهديه الله .

وقد جاءت آيات أخر تدل على خلاف ذلك ، كقوله تعالى : قل للذين كفروا إن ينتهوا الآية [ 8 \ 38 ] .

وقوله تعالى : كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم [ 4 \ 94 ] .

والجواب أن الآية من العام المخصوص ، فهي في خصوص الأشقياء الذين أزاغ الله قلوبهم عن الهدى لشقاوتهم الأزلية .

وقيل : المعنى لا يهديهم ما داموا على فسقهم ، فإن تابوا منه هداهم .
سورة الجمعة

قوله تعالى : والله لا يهدي القوم الظالمين .

فيه الإشكال ، والجواب مثل ما ذكرنا آنفا في قوله تعالى : والله لا يهدي القوم الظالمين [ 5 108 ] .

قوله تعالى : وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها الآية .

لا يخفى أن أصل مرجع الضمير هو الحد الدائر بين التجارة واللهو لدلالة لفظة " أو " على ذلك ، ولكن هذا الضمير راجع إلى التجارة وحدها دون اللهو ، فبينه وبين مفسره بعض منافاة في الجملة .

[ ص: 416 ] والجواب أن التجارة أهم من اللهو وأقوى سببا في الانفضاض عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم انفضوا عنه من أجل العير ، واللهو كان من أجل قدومها ، مع أن اللغة العربية يجوز فيها رجوع الضمير لأحد المذكورين قبله .

أما في العطف بأو فواضح ، لأن الضمير في الحقيقة راجع إلى الحد الدائر الذي هو واحد لا بعينه ، كقوله تعالى : ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا الآية [ 4 112 ] .

وأما الواو فهو فيها كثير .

ومن أمثلته في القرآن قوله تعالى : واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها الآية [ 2 45 ] .

وقوله تعالى : والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها " الآية [ 9 34 ] .

وقوله تعالى : ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه الآية [ 8 20 ] .

ونظيره من كلام العرب قول نابغة ذبيان :


وقد أراني ونعما لاهيين بها والدهر والعيش لم يهمم بإمرار
[ ص: 417 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة المنافقون

قوله تعالى : إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله الآية .

هذا الذي شهدوا عليه حق لأن رسالة نبينا صلى الله عليه وسلم حق لا شك فيها ، وقد كذبهم الله بقوله : والله يشهد إن المنافقين لكاذبون [ 63 ] . مع أن قوله : والله يعلم إنك لرسوله [ 63 ] ، كأنه تصديق لهم .

والجواب أن تكذيبه تعالى لهم منصب على إسنادهم الشهادة إلى أنفسهم في قولهم : " نشهد " ، وهم في باطن الأمر لا يشهدون برسالته ، بل يعتقدون عدمها ، أو يشكون فيه ، كما يدل للأول قوله تعالى عنهم : أنؤمن كما آمن السفهاء - إلى قوله - ولكن لا يعلمون [ 2 13 ] .

ويدل للثاني قوله تعالى : وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون [ 9 \ 45 ] .

قوله تعالى : سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم الآية .

ظاهر هذه الآية الكريمة أنه لا يغفر للمنافقين مطلقا ، وقد جاءت آية توهم الطمع في غفرانه لهم إذا استغفر لهم رسوله صلى الله عليه وسلم أكثر من سبعين مرة وهي قوله تعالى : إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم [ 9 80 ] .

والجواب أن هذه الآية هي الأخيرة بينت أنه لا يغفر لهم على كل حال لأنهم كفار في الباطن .
[ ص: 418 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة التغابن

قوله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم . تقدم رفع الإشكال بينه وبين قوله تعالى : اتقوا الله حق تقاته [ 3 \ 102 ] ، في سورة " آل عمران " .
سورة الطلاق

قوله تعالى : يا أيها النبي الآية .

ظاهر في خصوص الخطاب به صلى الله عليه وسلم ، وقوله : إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن الآية [ 65 1 ] ، يقتضي خلاف ذلك .

والجواب هو ما تقدم محررا في سورة " الروم " من أن الخطاب الخاص بالنبي صلى الله عليه وسلم حكمه عام لجميع الأمة .

قوله تعالى : ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا .

إفرد الضمير في هذه الآية في قوله : " يؤمن " وقوله : " يعمل " وقوله : " يدخله " وقوله : " له " . وجمع في قوله : " خالدين " .

والجواب : أن الإفراد باعتبار لفظ : " من " والجمع باعتبار معناها وهو كثير في القرءان العظيم . وفي هذه الآية الكريمة رد على من زعم أن مراعاة المعنى لا تجوز بعدها مراعاة اللفظ لأنه في هذه الآية راعى المعنى في قوله : " خالدين " ثم راعى اللفظ في قوله : قد أحسن الله له رزقا .
[ ص: 419 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة التحريم

قوله تعالى : ياأيها النبي .

مع قوله : قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم [ 66 \ 2 ] ، يجري فيه من الإشكال .

والجواب ما تقدم في سورة " الطلاق " .

قوله تعالى : وكانت من القانتين .

لا يخفى ما يسبق إلى الذهن من أن المرأة ليست من الرجال ، وهو تعالى لم يقل من القانتات .

الجواب هو إطباق أهل اللسان العربي على تغليب الذكر على الأنثى في الجمع ، فلما أراد أن يبين أن مريم من عباد الله القانتين وكان منهم ذكور وإناث غلب الذكور كما هو الواجب في اللغة العربية ، ونظيره قوله تعالى : إنك كنت من الخاطئين [ 12 \ 29 ] ، وقوله : إنها كانت من قوم كافرين [ 27 \ 43 ] .
[ ص: 420 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الملك

قوله تعالى : وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير .

ظاهر هذه الآية الكريمة يدل على أنهم ما كانوا يسمعون في الدنيا ولا يعقلون ، وقد جاءت آيات أخر تدل على خلاف ذلك كقوله : وجعلنا لهم سمعا وأبصارا [ 46 \ 26 ] .

وقوله : فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين [ 29 \ 38 ] .

وقد قدمنا الجواب عن هذا محررا في الكلام على قوله : صم بكم [ 2 \ 18 ] ، وعلى قوله : أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا الآية [ 2 \ 170 ] .
سورة القلم

قوله تعالى : لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء الآية .

تقدم وجه الجمع بينه وبين قوله : فنبذناه بالعراء الآية [ 37 \ 145 ] .
[ ص: 421 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الحاقة

قوله تعالى : إني ظننت أني ملاق حسابيه .

تقدم رفع الإشكال بينه وبين الآيات الدالة على أن الظن لا يكفي ، كقوله : إن الظن لا يغني من الحق شيئا [ 10 \ 36 ] ، في الكلام على قوله : الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم [ 2 \ 46 ] في سورة " البقرة " .

قوله تعالى : ولا طعام إلا من غسلين .

ظاهر هذا الحصر أنه لا طعام لأهل النار إلا الغسلين ، وهو ما يسيل من صديد أهل النار على أصح التفسيرات ، لأنه فعلين من الغسل لأن الصديد كأنه غسالة قروح أهل النار ، أعاذنا الله والمسلمين منها .

وقد جاءت آية أخرى تدل على حصر طعامهم في غير الغسلين وهي قوله تعالى : ليس لهم طعام إلا من ضريع [ 88 \ 6 ] ، وهو الشبرق اليابس على أصح التفسيرات ، ويدل لهذا قول أبي ذؤيب :



رعى الشبرق الريان حتى إذا ذوى وصار ضريعا بان عنه النحائص
وللعلماء عن هذا أجوبة كثيرة أحسنها عندي اثنان منها :

الأول : أن العذاب ألوان ، والمعذبون طبقات ، فمنهم من لا طعام له إلا من غسلين ، ومنهم من لا طعام له إلا من ضريع ، ومنهم من لا طعام له إلا الزقوم ، ويدل لهذا قوله تعالى : لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم [ 15 \ 44 ] .

الثاني : أن المعنى في جميع الآيات أنهم لا طعام لهم أصلا لأن الضريع لا يصدق عليه اسم الطعام ولا تأكله البهائم فأحرى الآدميون .

[ ص: 422 ] وكذلك الغسلين ليس من الطعام ، فمن طعامه الضريع لا طعام له ، ومن طعامه الغسلين كذلك . ومنه قولهم : فلان لا ظل له إلا الشمس ، ولا دابة إلا دابة ثوبان يعنون القمل ، ومرادهم لا ظل له أصلا ولا دابة له أصلا ، وعليه فلا إشكال ، والعلم عند الله تعالى .
[ ص: 423 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة سأل سائل

قوله تعالى : في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة .

تقدم وجه الجمع بينه وبين قوله : في يوم كان مقداره ألف سنة [ 32 \ 5 ] .

وقوله : وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون [ 22 \ 47 ] ، في سورة " الحج " .

وقوله : أو ما ملكت أيمانهم [ 23 \ 6 ] ، تقدم وجه الجمع بينه وبين قوله تعالى : وأن تجمعوا بين الأختين [ 4 \ 23 ] في سورة " النساء " . [ ص: 424 ] بسم الله الرحمن الرحيم

سورة نوح

قوله تعالى : إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا .

هذه الآية الكريمة تدل على أن نوحا عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام عالم بما يصير إليه الأولاد من الفجور والكفر قبل ولادتهم ، وقد جاءت آيات أخر تدل على أن الغيب لا يعلمه إلا الله ، كقوله : قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله [ 27 \ 65 ] .

وكقول نوح نفسه فيما ذكره الله عنه في سورة " هود " : ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب الآية [ 11 \ 31 ] .

والجواب عن هذا ظاهر ، وهو أنه علم بوحي من الله أن قومه لا يؤمن منهم أحد إلا من آمن ، كما بينه بقوله تعالى : وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن الآية [ 11 \ 36 ] .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 38.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 37.56 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.64%)]