لزوم جماعة المسلمين
إن لزوم جماعة المسلمين وفي مقدمتهم العلماء الربانيين، الذين عرفوا بالثبات على المنهج الحق، من أهم سبل الثبات على دين الله -عز وجل-، فإذا ضبط الإنسان أصول المنهج السلفي وقواعده، عرف معنى الجماعة، وعرف معنى لزوم الجماعة وعدم الفرقة، وعرف من هي الجماعة؟ ومن هم العلماء الذين يمثلون الجماعة مع السواد الأعظم؟ فلزم غرزهم في المشكلات والمسائل العويصات التي تعترضه، فلن يضل ولن يضيع ولن يزل ولن يشقى بإذن الله. عدم التلون في الدين
كثرة التنقل والتلون في دين الله ينافي الثبات على الحق؛ لأن الحق واحد، وكثرة التنقل والتلون في الدين من علامات أهل البدع والأهواء، وصدق حذيفة بن اليمان لما دخل عليه أبو مسعود -رضي الله عنهما- أنه قال له: يا أبا عبد الله اعهد إلينا؟ فقال حذيفة - رضي الله عنه -: «أو لم يأتك اليقين؟ اعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر، وأن تنكر ما كنت تعرف، وإياك والتلون في دين الله! فإن دين الله واحد»، وقال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: «من جعل دينه غرضًا للخصومات أكثر التنقل»، فإذا عرف الإنسان المنهج الحق فعليه أن يوطن نفسه عليه، وألا يقبل المساومة والخضوع للشبه الخطافة التي تجره إلى الضلال. عدم الخوض في الفتن
من أهم وسائل الثبات على الحق عدم الخوض في الفتن ما ظهر منها وما بطن، وعدم الخوض فيما لا يعنيه، وعدم الخوض في الجدال والخصومات، مع أهل الأهواء والبدع الذين يلقون الشبه ويجادلون بالباطل، قال حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه -: إياكم والفتن لا يشخَص إليها أحد، فوالله ما شخَص فيها أحد إلا نسفته كما ينسف السيلُ الدِّمَن، ما الخمر صرفًا بأذهبَ بعقول الرجال من الفتنة، وليأتينَّ على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا بدعاء كدعاء الغريق. ترك الغلو والجفاء
من الأسباب المهمة للثبات على الحق ترك الغلو والجفاء وسلوك الوسطية، فلا تكفير ولا تبديع ولا تفسيق بغير حق، ولا تمييع ولا تشدد ولا غلو، فلا إفراط ولا تفريط، فأهل الحق، هم الذين استقاموا على الطريق السوي وساروا على النهج الذي سار عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - قولًا وعملًا، سائرين على منهجه متحرين أن يفعلوا فعله - صلى الله عليه وسلم -، وأن يلزموا أمره، وألا يزيدوا، ولا ينقصوا. الشيخ عبدالعزيز ابن باز - رحمه الله -
الدعاء بالصلاح والثبات على الحق
قال الشيخ عبدالعزيز ابن باز -رحمه الله-: المشروع للمؤمن دائمًا أن يضرع إلى الله -جل وعلا- ويدعوه -سبحانه- أن يثبته على الحق، وأن يمنحه العلم النافع، والعمل الصالح، والفقه في الدين، هكذا ينبغي للمؤمن دائمًا أن يسأل ربه الثبات على الحق، فيقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، اللهم إني أسألك الثبات على الحق، اللهم وفقني للاستقامة على الحق، اللهم أصلح قلبي وعملي، اللهم أحسن خاتمتي، ويكثر من ذكر الله في ليله ونهاره، هذا من أسباب الثبات على الحق؛ لأن انقلابه عن الحق من أعظم أسباب الغفلة والإعراض، أو صحبة الأشرار، أما من أكثر من ذكر الله، ولازم الحق، وصحب الأخيار، فسنة الله في مثل هذا التوفيق والهداية والثبات. الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -
أهم أسباب الثبات
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-: أهم أسباب الثبات على الحق هو الإيمان بالله -عز وجل-، والرضا به، والقيام بطاعته قدر الاستطاعة، قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا رأيت شحا مطاعًا، وهوىً متبعًا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأيٍ برأيه، فعليك بخاصة نفسك، ودع عنك أمر العوام أو العامة»، نعم هناك (شحّ مطاع) تكالب الناس على حب المال وطلبه، (دنيا مؤثرة) فإن كثيرًا من الناس يؤثر الدنيا على الآخرة، (هوىً متبع) كذلك موجود، (وإعجاب كل ذي رأيٍ برأيه) هذا أيضًا من البلاء، وهو أن الإنسان إذا رأى رأيًا وإن كان ليس عالمًا، رأى رأيًا في أمور الدنيا مثلاً وأعجب به ولا ينصاع إلى غيره ولو تبين أنه الحق، فهنا عليك بخاصة نفسك، فعلى الإنسان أن يصير إلى الله -عز وجل- بحسب ما جاء في القرآن والسنة، وبحسب ما درج عليه السلف الصالح، ويتقي الله ما استطاع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله على بصيرة. الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
تعلم العلم النافع
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: أهم الأسباب التي تسبب الثبات على الدين، تعلم العلم النافع، وتعلم العقيدة الصحيحة، ثم الاطلاع على أحاديث الفتن، وما يجري في آخر الزمان، وما يجب على الإنسان عندها، ثم الابتعاد عن الفتن وأهل الفتن والحذر من المروجين لها والدعاة إليها، دعاة على أبواب جهنم كما وصفهم النبي -صلى الله عليه وسلم - من أطاعهم قذفُوه فيها ثم الدعاء وهذا أهم شيء، الدعاء، دعاء الله -عز وجل- أن يثبت المسلم، ويكثر من الدعاء بالثبات، ويجالس أهل العلم، والبصيرة، وأهل الخير، كذلك لا يستمع للقنوات التي تدعو إلى الفتن، ويلقي فيها أهل الشر شبهاتهم، فإذا عمل الإنسان بهذه الأمور، فإن الله -جل وعلا- يعصمه من الفتن. الثبات على الكتاب والسنة
قال الشيخ عبدالكريم الخضير: الثبات على منهج السلف هو لزوم الكتاب والسنة والاعتصام بهما، وإدامة النظر في كلام الله -جل وعلا- والإفادة منه، مع تدبره وقراءته على الوجه المأمور به، ثم النظر في سنته - صلى الله عليه وسلم -، والنظر في سير الأئمة من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم على طريقة أهل العلم وسمْتهم، وعدم النظر في كتب أهل البدع والنظر إلى المبتدعة سواء كانوا في العصور الأولى أو في العصور المتأخرة، فمن أراد أن يستنَّ فليستنَّ بنبيه - صلى الله عليه وسلم -، ويديم النظر في كلامه، وفي سيرته، وفي سيرة أصحابه -رضي الله عنهم-، وفيمن يُعتد به من أهل العلم، ويقرأ في كتب تراجم الأئمة، وفيها رسم للمنهج الصحيح المتلقَّى من كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم . الهواري: الاستقامة على الكتاب والسنة عقيدةً وشريعةً هي سبيل النجاة في الدنيا والآخرة
- الذين يتمردون على متابعة النبي صلى الله عليه وسلم إنما يتمردون على الغاية التي خُلقنا من أجلها
- الهجوم على المتمسكين بالكتاب والسنة عاجزون عن مواجهة الحق بالحجة والبيان فيلجؤون للتشهير والتشويه ونشر الشائعات وتنفير الناس عن أصحاب هذا المنهج

لا يشك عاقل في أن الموقف الصحيح من الحق هو الإيمان به، واتباعه، وقبوله، والتسليم به، والانقياد له، والتمسك به، والدعوة إليه، ونصرته، والدفاع عنه، والثبات عليه، وبالرغم من ذلك انقسم الناس في موقفهم من الحق -كما قال الله تعالى-: {فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ} (الأعراف: 30)؛ لذلك كان لزامًا علينا معرفة الصوارف التي تصرف الناس عن الحق وتصدهم عنه. وبسؤال عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية في مصر (الشيخ شريف الهواري) عن ذلك قال: لا شك أن الشياطين لها دور، ولها عمل، ولها همة عالية في أن تجتال الناس عن الحق، قال رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَومٍ في خُطْبَتِهِ-: «... وإنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عن دِينِهِمْ»، أي عملت على غوايتهم وإضلالهم من خلال وسائل عدة تدخل بها إليهم، ولا شك أن الشيطان حينما أخبر أن يأتي عن اليمين وعن الشمال، ويأتي من الأمام ويأتي من الخلف، والفقيه في الشر يُزيّن ويُمنّي ويُشهّي ويوسوس ويؤسس طرق الضلال والانحراف، هذا كله من أجل صرف الناس عن الحق حتى ينشغلوا عنه بشهوات أو بأهواء أو بعادات أو بأعراف أو بتقاليد أو بتناحر على الدنيا والمال والوجاهة وهكذا. والمؤسف حقًا أن شياطين الإنس الذين وقعوا في شراك شيطان الجن، وأصبح هو المُخطط والمُدبر لهم، -مع الأسف- هم من يعملون على صرف الناس عن الحق، فهم يزينون مناهج الشر، ويدعون الناس إليها، وهذا كله كذب وزور، وما يزدادون بذلك إلا بعدًا وسقوطًا في الضلال والانحراف والضيق والكرب والشدة؛ لذلك هذا من أهم المعاني التي ينبغي أن يحْذرها الناس. لذلك المولى -عز وجل- لما خلقنا وسخر لنا في كونه، وأسبغ علينا نعمه الظاهرة والباطنة، وأكرمنا بالمنهج الصحيح، وبيّن لنا طبيعة الطريق وحقيقة الصراع، حذّرنا أنّ الشيطان سيكون لنا عدوًا: قال -تعالى-: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}؛ لذلك علينا الأخذ بأسباب الحيطة والحذر، والتحصن ضد هذا العدو اللدود بالعلم النافع والإخلاص وبالذكر وبالتوكل على الله -عز وجل-، والأخذ بأسباب الوحدة والاجتماع؛ لأن الشيطان مع الواحد ومن الاثنين أبعد، وحتى نكون على الطريق المستقيم الموَصِّل لمرضات الله والجنة. الاستقامة سبيل النجاة
وأضاف: إن الله -عز وجل- بيّن للناس صراطه المستقيم؛ فقال: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}، وعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: خطَّ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - خطًّا بيدِه ثم قال: هذا سبيلُ اللهِ مستقيمًا، وخطَّ خطوطًا عن يمينِه وشمالِه، ثم قال: هذه السبلُ ليس منها سبيلٌ إلا عليه شيطانٌ يدعو إليه، ثم قرأ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكم عَنْ سَبِيلِهِ}؛ لذلك أمرنا الله -تعالى- فقال: {فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير}، والأمر للنبي - صلى الله عليه وسلم - بالاستقامة أمر لنا بالتبعية، فالاستقامة على دين الله -عز وجل- ومنهج السلف عقيدة وشريعة، أقوالا وأفعالا، كتابًا وسُنَّة، هذه الاستقامة -إن شاء الله تبارك وتعالى- هي سبيل النجاة من هذه الطرق المعوجة، كما قال الصّدّيق - رضي الله عنه - لما سُئل عن الاستقامة- قال: هي ألاّ تستقي الحق إلا من الله -عز وجل- وما أمر به، وهذا معنى راق جدا، لذلك الصّدّيق لمَّا ذكر هذا المعنى إنما أراد التوحيد بمنهج التلقي والتمسك به على نحو صحيح، فالاستقامة هي ألا تلتفت لغير الله، وألا تأخذ إلا من منهج الله الذي زكاه وارتضاه -سبحانه وتعالى. ليس رجعية ولا تخلفا
أما الذين يزعمون أن التمسك بالكتاب والسنة رجعية وتخلف، فهذا هو عين الرجعية وعين التخلف، أن يقدموا الشهوات والأهواء على منهج الحق الذي هو من لدن حكيم خبير -جل وعلا- الذي قال: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}، الله -سبحانه وتعالى- يعلم ما يصلحهم وما يسوسهم وما يصل بهم إلى مرضاته والجنة؛ لذلك كان منهج الكتاب والسُنَّة بفهم الصحابة -رضوان الله عليهم- هو أسلم المناهج وأضبطها؛ ولذلك من يقول رجعية هذا يرد دعوة المولى -عز وجل-، {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}؛ ولذلك القرآن الكريم دعانا للتمسك بهذا المنهج العظيم على هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال -تعالى-: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}، {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}، {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}، أليست هذه تزكية لفهم النبي - صلى الله عليه وسلم ؟! {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}، ثم حذّر من مغبة مخالفته {لْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ}؛ لذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لهؤلاء: «من رغب عن سنتي فليس مني»، «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، فهؤلاء الذين يتمردون على متابعة النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما يتمردون على الغاية التي خلقنا من أجلها المولى -عز وجل- وهي إقامة العبودية على نحو يرضي الله -تبارك وتعالى-، وعلى هدي نبينا - صلى الله عليه وسلم -؛ ولذلك من يقولون: إنَّ هذه رجعية فهؤلاء يتكلمون بلسان الشيطان والعياذ بالله -تعالى-؛ لأن هذا كلام باطل وبهتان وزور، هذا منهج الحق، منهج الله -عز وجل. الحق أبلج والباطل لجلج
التمسك بالكتاب والسنة هو منهج الحق، وهذه سُنَّة من السنن التي لا تتبدل ولا تتغير؛ امتحانا واختبارا وابتلاء لحملة هذا المنهج، أن يعارضه أمثال هؤلاء ويدعون لطمس معالمه وتأخيره، حتى لا يكون له سلطان ولا قدسية ولا وجود، إنهم يعلمون أن هذا هو المنهج الحق وأنه أبلج، والباطل لجلج؛ ولذلك هم يخشون من وجود هذا المنهج، ويصفونه بالصفات القبيحة لتنفير الناس عنه، بل العجيب أنهم يخرجون مناهج منحرفة ويلصقونها به زورا وبهتانا، فتارة تجد الخوارج الجدد على وجه التحديد يدعون الانتساب إلى السلفية، وكذلك الجماعات التكفيرية، والجماعات الصدامية، يحاولون أن يقنعوا الناس بأن هذا هو المنهج السلفي، لا والله، المنهج السلفي بريء من هذه المنازل المنحرفة عن الكتاب والسُنَّة وعن فهم السلف الصالح وتطبيقاته الصحيحة. وهم يجتهدون لتنفير الناس من المنهج الصحيح والمنضبط؛ لأنه المنهج الوحيد الذي يستطيع بيان عوارهم وبيان فسادهم وبيان ما هم عليه من ضلال، وأن ما هم عليه ليس من الدين في شيء، وذلك بالحجة والبيان؛ ولذلك كلهم يخشون من هذا المنهج الذي يسمونه بالأصولي المتشدد، نحن نتمسك بهذا المنهج، ونحن على يقين أنه الأسلم لنا، والذي سننجو به وحده بإذن الله -تبارك وتعالى. الهجوم على حملة المنهج
أما الهجوم على المتمسكين بالكتاب والسنة فهذا طبيعي؛ حتى لا تخرج النماذج المؤثرة التي تدعو الناس وتؤثر في واقعهم، ولا سيما إذا أتيحت لها الفرصة للانتشار في أوساط المجتمع، وهذا أمر فطري؛ لعجز الباطل عن مواجهة الحجة بالحجة، والبيان بالبيان؛ فيلجـؤون للتشهير والتشويه وإشاعة الشائعات وتنفير الناس عنك حتى لا يتأثر الناس بدعوتك؛ فيدخلوا في دين الله -تبارك وتعالى. نصيحة للشباب
وفي رسالة وجهها الشيخ الهواري للشباب قال: نصيحتي للشباب في ظل هذه الفتن وخصوصًا فتن الشهوات والشبهات، أولا أن يَصْدُقوا في اللجوء إلى الله -تعالى-، وأن يلزموا غرز العلماء الربانيين ليتعلموا منهم؛ فالعلم من أعظم أسباب النجاة عند الفتن؛ فعلى الشباب الاعتناء ببناء أنفسهم علميا وفكريا، مع الاهتمام بترسيخ العقيدة الصحيحة في نفوسهم، وتفعيلها في واقع حياتهم، لتكون زادًا لهم وقوة تؤدي إلى الثبات والاستمرارية وعدم الالتفات للباطل وطرائقه، وما يقوم به من تيسير سبل الضلال والانحراف. صحبة الأخيار
ثم على الشباب الحرص على صحبة الأخيار من الشباب الصالحين الذين تمسكوا بالمنهج الصحيح، ليكونوا دليلاً لهم على الخير ويعينوهم عليه، ويكونوا لهم عونا في السير إلى الله -تبارك وتعالى-، وعليهم بالدعاء والتضرع في هذه الفتن الشديدة؛ فرسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو من هو- كان يتعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وكان يتعوذ بالله -عز وجل- مما علم منها ومما لم يعلم، ويتعوذ من فتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال، وكان يتعوذ من فتنة الغنى وفتنة الفقر وفتنة النساء، فاستعينوا بالله واصبروا.
اعداد: وائل رمضان