عرض مشاركة واحدة
  #219  
قديم 17-11-2024, 09:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,097
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الثالث
الحلقة (219)
صـ 377 إلى صـ 384





وقد قال الله تعالى: {ويحلفون على الكذب وهم يعلمون} [سورة المجادلة: 14] وهذا حال (1) الرافضة، وكذلك (2) {اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله} إلى قوله: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} [الآية سورة المجادلة: 16 - 22] وكثير منهم يواد (3) الكفار من وسط قلبه (4) أكثر من موادته للمسلمين؛ ولهذا لما خرج (5) الترك والكفار من جهة المشرق (6) فقاتلوا (7) المسلمين وسفكوا دماءهم ببلاد (8) خراسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها، كانت الرافضة معاونة لهم على قتال (9) المسلمين، (10 ووزير بغداد المعروف بالعلقمي (10) هو وأمثاله كانوا من أعظم الناس معاونة لهم على المسلمين 10) (11) ، وكذلك الذين كانوا بالشام بحلب وغيرها (12) من الرافضة كانوا من أشد الناس معاونة لهم على قتال المسلمين، وكذلك النصارى
‌‌_________
(1) أ، ب: وهذه حالة، و: وهذه حال.
(2) أ، ب: ولذلك.
(3) ن، م: يوادون.
(4) ن: من وسط عليه، وهو تحريف.
(5) أ، ب: أخرج.
(6) ن، م، و: الشرق.
(7) أ، ب: وقتلوا.
(8) ن، م: ببلد.
(9) قتال: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(10) ن، م: العلقمي، وانظر ما ذكرته في المقدمة، ص [0 - 9] 4 عن العلقمي.
(11) (10 - 10) ساقط من (أ) ، (ب) .
(12) أ، ب: بالشام وحلب وغيرهما
================================
الذين قاتلهم المسلمون (1) بالشام، كانت الرافضة من أعظم أعوانهم (2) . وكذلك إذا صار اليهود (3) دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم (4) فهم (5) دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى، ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم.
ثم إن هذا (6) ادعى عصمة الأئمة دعوى لم يقم عليها حجة (7) ، إلا ما تقدم من أن الله لم يخل العالم من أئمة معصومين لما في ذلك من المصلحة واللطف، ومن المعلوم المتيقن (8) : أن هذا المنتظر الغائب المفقود لم يحصل به شيء من المصلحة واللطف، سواء كان ميتا كما يقوله الجمهور أو كان حيا كما تظنه الإمامية. وكذلك أجداده المتقدمون لم يحصل بهم شيء من المصلحة واللطف الحاصلة (9) من إمام معصوم ذي سلطان، كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة بعد الهجرة، فإنه كان إمام المؤمنين الذي يجب عليهم طاعته (10) ، ويحصل بذلك سعادتهم، ولم يحصل بعده

‌‌_________
(1) أ، ب: قاتلوا المسلمين.
(2) أ، ب: المعاونين لهم.
(3) ن، م، و: ليهودي.
(4) ن، م، و: أعوانه.
(5) ن، م: وهم.
(6) ن، م: ثم إنه، و: ثم هذا.
(7) و: ادعى عصمة الأئمة فلم يقم عليها حجة، ن، م: ادعى عصمة الأئمة دعوى ولم يقم عليها حجة.
(8) و: المتبين.
(9) ن: الحاصل.
(10) ن: الذين تجب عليهم طاعته، م: الذي عليهم طاعته
===========================
أحد له سلطان تدعى له العصمة إلا علي - رضي الله عنه - (1) زمن خلافته.
ومن المعلوم بالضرورة أن حال اللطف والمصلحة التي (2) كان المؤمنون فيها زمن الخلفاء الثلاثة أعظم من اللطف والمصلحة (3) الذي كان [في خلافة علي] (4) زمن القتال والفتنة والافتراق، فإذا لم يوجد من يدعي الإمامية فيه أنه معصوم وحصل له سلطان بمبايعة ذي الشوكة (5) إلا علي وحده، وكان مصلحة المكلفين واللطف الذي حصل لهم في دينهم ودنياهم في ذلك الزمان أقل منه في زمن الخلفاء الثلاثة - علم (6) بالضرورة أن ما يدعونه من اللطف والمصلحة الحاصلة بالأئمة المعصومين باطل (7) قطعا.
وهو (8) من جنس الهدى والإيمان الذي يدعى في رجال (9) الغيب بجبل لبنان وغيره من الجبال (10) مثل جبل قاسيون بدمشق، ومغارة الدم، وجبل الفتح بمصر، ونحو ذلك من الجبال والغيران (11) ، فإن

‌‌_________
(1) رضي الله عنه: زيادة في (أ) ، (ب) .
(2) أ، ب: ومن المعلوم أن المصلحة واللطف الذي.
(3) أ، ب: المصلحة واللطف.
(4) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م)
(5) ن: بمتابعة ذوي الشوكة، م: بمبايعة (غير منقوطة) ذوي الشوكة، و: بمبايعته ذوي الشوكة.
(6) أ، ب، ن: فعلم.
(7) أ، ب: باطلة.
(8) وهو: زيادة في (أ) ، (ب) .
(9) أ، ب، ن، م: برجال.
(10) من الجبال، ساقطة من (ن) ، (م) .
(11) في لسان العرب الغار كالكهف في الجبل، والجمع الغيران
============================
هذه المواضع يسكنها الجن ويكون بها الشياطين، ويتراءون أحيانا لبعض الناس، ويغيبون عن الأبصار في أكثر الأوقات، فيظن الجهال أنهم رجال من الإنس وإنما هم رجال من الجن.
كما قال تعالى: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا} [سورة الجن: 6] .
وهؤلاء يؤمن بهم وبمن ينتحلهم من المشايخ طوائف ضالون (1) لكن المشايخ الذين ينتحلون رجال الغيب لا يحصل بهم من الفساد ما يحصل بالذين يدعون الإمام المعصوم، بل المفسدة والشر الحاصل في هؤلاء أكثر، فإنهم يدعون الدعوة (2) إلى إمام معصوم ولا يوجد لهم أئمة ذوو سيف يستعينون بهم إلا كافر أو فاسق أو منافق أو جاهل (3) ، لا تخرج رءوسهم عن هذه الأقسام.
والإسماعيلية شر منهم، فإنهم يدعون إلى الإمام المعصوم ومنتهى (4) دعوتهم إلى رجال ملاحدة منافقين فساق، ومنهم من هو شر في الباطن من اليهود والنصارى.
فالداعون إلى المعصوم لا يدعون إلى سلطان معصوم، بل إلى سلطان كفور أو ظلوم. وهذا أمر مشهور يعرفه كل من له خبرة بأحوالهم.
وقد قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي

‌‌_________
(1) ن، م: صالحون.
(2) الدعوة: ساقطة من (ن) ، (م) .
(3) ن، م: أو جاهل أو منافق.
(4) ن، م، و: وتنتهي
============================
الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} [سورة النساء: 59] .
فأمر الله المؤمنين عند التنازع بالرد إلى الله والرسول، ولو كان للناس معصوم غير الرسول - صلى الله عليه وسلم - (1) لأمرهم بالرد إليه (2) ، فدل القرآن على أنه لا معصوم إلا الرسول - صلى الله عليه وسلم - (3)
‌‌[فصل التعليق على كلامه عن الإمامة " ولم يجعلوا الأئمة محصورين في عدد معين "]
فصل

وأما قوله: " ولم يجعلوا الأئمة محصورين في عدد معين " فهذا حق؛ وذلك أن الله تعالى قال: {ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} [سورة النساء: 59] ولم يوقتهم بعدد معين.
وكذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأحاديث الثابتة عنه المستفيضة لم يوقت ولاة الأمور في عدد معين.
ففي الصحيحين عن أبي ذر قال: " «إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف» ". (4)

‌‌_________
(1) صلى الله عليه وسلم: زيادة في (أ) ، (ب) .
(2) ن، م، و: لوجب الرد إليه.
(3) صلى الله عليه وسلم: زيادة في (أ) ، (ب) .
(4) الحديث مع اختلاف في الألفاظ عن أبي ذر - رضي الله عنه - في: مسلم 1 - 448 كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب كراهية تأخير الصلاة، 3 - 1467 كتاب الإمارة باب وجوب طاعة الأمراء. سنن ابن ماجه 2 - 955 كتاب الجهاد، باب في طاعة الإمام، المسند ط الحلبي 5 - 161، 171، ولم أجد الحديث في صحيح البخاري
============================
وفي صحيح (1) مسلم عن أم الحصين: أنها «سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى أو بعرفات في حجة الوداع يقول: " لو استعمل عليكم عبد أسود (2) مجدع يقودكم بكتاب الله فاسمعوا وأطيعوا» ". (3)
وروى البخاري عن أنس بن مالك (4) قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: " «اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة» " (5) .
وفي الصحيحين عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " «لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان» ". (6)

‌‌_________
(1) صحيح: ساقطة من (ن) ، (م) .
(2) أ، ب: ولو استعمل عليكم أسود.
(3) الحديث مع اختلاف في الألفاظ، عن أم الحصين - رضي الله عنها - في مسلم 2 - 944 كتاب الحج، باب استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر راكبا، 3 - 1468 كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية. وأول الحديث في هذا الموضع: إن أمر عليكم عبد مجدع ـ حسبتها قالت: أسود ـ. الحديث، وهو في سنن الترمذي 3 - 125 كتاب الجهاد باب ما جاء في طاعة الإمام، سنن ابن ماجه 2 - 955 كتاب الجهاد باب طاعة الإمام، المسند ط الحلبي، 4/70، 5/381، 6/402، 403.
(4) بن مالك: ساقطة من (ن) ، (م) .
(5) الحديث عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - في: البخاري 1 - 136 كتاب الأذان، باب إمامة العبد والمولى، 9 - 62 كتاب الأحكام، باب السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية، سنن ابن ماجه، 2 - 955 كتاب الجهاد باب طاعة الإمام، المسند ط الحلبي 3 - 114، 171.
(6) الحديث بهذا اللفظ عن ابن عمر رضي الله عنهما في: مسلم 3 - 1452 كتاب الإمارة باب الناس تبع لقريش. . . المسند ط المعارف 7 - 35
===========================
(1 وفي البخاري: " «ما بقي منهم اثنان» " 1) (1) .
(* وفي الصحيحين عن جابر بن سمرة قال: دخلت مع أبي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمعته يقول (2) : " «إن هذا الأمر ما ينقضي حتى يمضي منهم اثنا عشر خليفة ". [ثم تكلم بكلمة خفيفة لم أفهمها - أو قال: خفيت علي - فقلت لأبي: ماذا قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: " كلهم من قريش» " (3) وفي لفظ في الصحيحين: قال: " «لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة» ".] (4) .
وفي الصحيحين عن جابر

‌‌_________
(1) (1 - 1) ساقط من (أ) ، (ب) وفي (م) : وفي رواية. . . والحديث بهذا اللفظ عن ابن عمر - رضي الله عنهما - في البخاري، 4 - 179 كتاب المناقب، باب مناقب قريش 9 - 62 كتاب الأحكام، باب الأمراء من قريش.
(2) م: وسلم فقال.
(3) الحديث عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - في: البخاري 9 - 81 كتاب الأحكام، باب حدثني محمد بن المثنى، ونصه: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: يكون اثنا عشر أميرا، فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال: كلهم من قريش. جاء الحديث بألفاظ مقاربة لما أورده ابن تيمية في: مسلم 3 - 1452 كتاب الإمارة باب الناس تبع لقريش، الحديث رقم 5، وفيه: فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلهم من قريش. والحديث في سنن أبي داود 4 - 150 كتاب المهدي، الحديث الأول، المسند ط الحلبي 5 - 90، 92، 93.
(4) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، وأثبته من (م) ، ويوجد بعده في (ن) عبارة واحدة هي: كلهم من قريش. قد حذفتها لورودها من قبل في العبارات الموجودة في نسخة (م) ، وهذه الرواية الأخيرة جاءت عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - أيضا في: مسلم 3 - 1453 كتاب الإمارة، باب الناس تبع لقريش، الأحاديث رقم 7، 8، 9 سنن أبي داود كتاب المهدي، الحديثين الثاني والثالث، المسند ط الحلبي 5/96، 98، 99، 100، 101
============================
أيضا قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " «لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر أميرا كلهم من قريش» " (1) .
وفي الصحيحين عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: «كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكتب إلي: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم جمعة (2) عشية رجم الأسلمي قال: " لا يزال هذا الدين قائما حتى تقوم الساعة، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» ". (3) .
*) (4) ] وفي الصحيحين (5) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - (6) - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " «الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع لمسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم» " (7) .

‌‌_________
(1) الحديث بألفاظ متقاربة عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - في: مسلم 3 - 1452 الموضع السابق، الحديث رقم 6، المسند ط الحلبي 5 - 97، 98، 101.
(2) زدت كلمة جمعة وهي من ألفاظ الحديث في مسلم.
(3) الحديث بهذا اللفظ عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - في: مسلم 3 - 1453 في الموضع السابق، الحديث رقم 10، وله بقية لم يذكرها ابن تيمية.
(4) الكلام بين النجمتين ساقط من (أ) ، (ب) ، (و) ، وأثبته من (ن) ، (م) .
(5) الكلام بين المعقوفتين والذي يبدأ بعبارة وفي الصحيحين: ساقط من (ن) ، (م) .
(6) رضي الله عنه: زيادة في (أ) ، (ب) .
(7) الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - في: البخاري 4 - 178 كتاب المناقب، باب قول الله تعالى: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، مسلم 3 - 1451 كتاب الإمارة، باب الناس تبع لقريش، الحديثان رقم 1، 2، المسند ط المعارف، 13 - 30 رقم 7304، 16. 105 رقم 8226، 17/147 رقم 9121 وجاء الحديث بمعناه وبلفظ: خيارهم تبع لخيارهم، وشرارهم تبع لشرارهم عن أبي هريرة في المسند ط. المعارف 13 - 282 رقم 7547، وجاء الحديث أيضا بمعناه وبألفاظ مقاربة عن عدد من الصحابة رضوان الله عليهم منهم: أبو بكر الصديق في: المسند ط. المعارف 1 - 164، علي بن أبي طالب 2 - 126، 127 أبو هريرة 18 - 171، ط الحلبي 4/101 عن معاوية
==============================


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 38.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 37.88 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.63%)]