عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 14-11-2024, 09:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,855
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الثالث
الحلقة (207)
صـ 281 إلى صـ 288






مرجحا تاما في الأزل، وإلا لبطلت (1) الحوادث، فامتنع أن يكون صدر عن المرجح في الأزل شيء [مقارن له] (2) فامتنع قدم الفلك.
وأيضا صار مرجحا لما يرجحه بعد أن لم يكن كذلك فوجب إضافة الحوادث إليه؛ لوجوب إضافة الحوادث (3) إلى المرجح التام، فثبت أن فوق الأفلاك مؤثرا يتجدد تأثيره وهو المطلوب.
وهؤلاء إذا لم يثبتوا ذلك كانوا معطلين لحركة الفلك والحوادث (4) أن يكون لها فاعل، وهذا التعطيل أعظم من تعطيل أفعال العباد [أن يكون لها محدث] (5) .
وأيضا فقد جعلوا الفلك [يفعل] (6) بطريق الاستقلال، كما جعلت القدرية الحيوان يفعل بطريق الاستقلال من غير أن يخلق الله له عند كل حركة قدرة (7) مقارنة للحركة؛ لأن الفلك عندهم تحدث عنه الثانية بعد الأولى، فشرط الثانية انقضاء الأولى، كالذي يقطع (8) مسافة شيئا بعد شيء، ولكن ذاك الذي يقطع المسافة إنما قطع الثانية بقدرة وإرادة قامت به وحركات قطع بها الثانية، فالفاعل تجدد له من الإرادة والقوة ما قطع به المسافة الثانية، فكان يجب أن يتجدد للفلك في كل وقت من

‌‌_________
(1) أ: فبطلت، ب: بطلت.
(2) مقارن له: ساقطة من (ن) ، (م) .
(3) ن، م، ع: الحادث.
(4) ب فقط: وللحوادث.
(5) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(6) يفعل: ساقطة من (ن) .
(7) أ، ب: عند ذلك حركة وقدرة.
(8) ن، م: قطع
===========================
الإرادة والقدرة ما يتحرك به، (1) لكن المجدد له [ذلك] (2) لا بد أن يكون غيره؛ لأنه ممكن لا واجب، فالحوادث (3) فيه لا يجوز أن تكون منه؛ لأنه إن أحدث (4) الثاني بعد الأول لزم أن يكون المؤثر التام موجودا عند الثاني، وإن كان حصل له كمال التأثير [في] (5) الثاني بعد انقضاء الأول فلا بد لذلك الكمال من فاعل، وهؤلاء يجوزون أن يكون فاعله ما تقدم (6) فوجب أن يكون له في كل حال من الأحوال فاعل يحدث ما به يتحرك، وهذا بخلاف الواجب بنفسه، فإن ما يقوم به من الأفعال لا يجوز أن يصدر عن غيره.
‌‌[شرك الفلاسفة وتعطيلهم أعظم بكثير من شرك القدرية وتعطيلهم]

وشرك هؤلاء المتفلسفة وتعطيلهم أعظم بكثير من شرك القدرية وتعطيلهم، فإن هؤلاء يجعلون (7) الفلك هو المحدث للحوادث التي في الأرض كلها، فلم يجعلوا لله شيئا أحدثه، (8) بخلاف القدرية فإنهم أخرجوا عن إحداثه أفعال الحيوان وما تولد عنها. فقد لزمهم التعطيل من إثبات حوادث بلا محدث وتعطيل الرب عن (9) إحداث شيء من الحوادث، وإثبات شريك فعل جميع الحوادث.

‌‌_________
(1) أ، ب: والقوة ما يتحول به.
(2) ذلك: ساقطة من (ن) ، (م) .
(3) أ، ب: والحوادث.
(4) إذا حدث، ب: ذا حدث، ن، م: لما أحدث.
(5) في: ساقطة من (ن) ، (م) .
(6) ن، م، ع: وهؤلاء يجوز أن يكون فاعله لما تقدم.
(7) ن، م: جعلوا.
(8) أحدثه: ساقطة من (أ) ، (ب) ، وفي (ع) : فلم يجعلوا الله أحدثه.
(9) ن، م: على
=============================
ومن العجب أنهم ينكرون على القدرية [وغيرهم] (1) قولهم: إن الرب ما زال عاطلا عن الفعل حتى أحدث العالم، وهم يقولون: ما زال ولا يزال معطلا عن الإحداث، بل عن الفعل، فإن ما لزم ذاته كالعقل (2) والفلك ليس هو في الحقيقة فعلا له؛ إذ الفعل لا يفعل (3) إلا شيئا بعد شيء، فأما ما لزم الذات (4) فهو من باب الصفات بمنزلة لون (5) الإنسان وطوله، فإنه يمتنع أن يكون فعلا له، بخلاف حركاته (6) فإنها فعل له، وإن قدر أنه لم يزل متحركا كما يقال في نفس الإنسان (7) : إنها لم تزل تتحول (8) من حال إلى حال، وإن القلب أشد تقلبا من القدر إذا استجمعت غليانا (9) - فكون (10) الفاعل الذي هو في نفسه يقوم به فعله (11) يحدث شيئا بعد شيء معقول، (12) بخلاف ما لزمه لازم يقارنه في الأزل، فهذا لا يعقل أن يكون مفعولا له.
فتبين أنهم في الحقيقة لا يثبتون للرب فعلا أصلا، فهم معطلة حقا

‌‌_________
(1) وغيرهم: ساقطة من (ن) .
(2) أ، ن: كالفعل، وهو تحريف.
(3) ن، م: لا يعقل، وهو تحريف.
(4) ن، م: الإرادات، وهو تحريف.
(5) ن، م: كون، وهو تحريف.
(6) ع: تحركاته.
(7) ن، م: في نفسه.
(8) أ، ب، ن، م: تتحرك.
(9) ن، م: عليا.
(10) ب فقط: يكون.
(11) ب فقط: فعل.
(12) أ: مفعول، ب: مفعولا
==========================
وأرسطو وأتباعه إنما أثبتوا (1) العلة الأولى من جهة كونها (2) علة غائية، (3) كحركة الفلك، فإن حركة الفلك عندهم بالاختيار كحركة الإنسان، والحركة الاختيارية لا بد لها من مراد، فيكون هو مطلوبها.
[ومعنى ذلك عندهم أن الفلك يتحرك للتشبه (4) بالعلة الأولى كحركة المؤتم بإمامه والمقتدي (5) بقدوته، وهذا معنى تشبيهه بحركة المعشوق للعاشق، ليس المعنى أن ذات الله محركة للفلك، إنما مرادهم أن مراد الفلك أن يكون مثله بحسب الإمكان، وهذا باطل من وجوه لبسطها موضع آخر] (6) .
فقالوا: إن العلة الأولى وهي (7) التي يتحرك الفلك لأجلها (8) علة له تحركه (9) كما تحرك العاشق للمعشوق (10) بمنزلة الرجل الذي اشتهى طعاما (11) ، فمد يده إليه أو رأى من يحبه، فسعى إليه - فذاك (12) المحبوب هو المحرك؛ لكون المتحرك أحبه، لا لكونه أبدع الحركة ولا فعلها.

‌‌_________
(1) ع: أثبت، أ، ب: يثبتون.
(2) أ، ب: أنها.
(3) ن: عامة، وهو تحريف.
(4) أ، ب: بالتشبيه.
(5) أ، ب: والجندي.
(6) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(7) وهي: كذا في (ب) فقط، وفي سائر النسخ: هي.
(8) بعد كلمة " لأجلها " توجد في نسختي (ن) ، (م) عبارات جاءت في غير موضعها.
(9) أ، ب: محركة.
(10) أ، ب: كما يحرك المعشوق العاشق ; ع: كما تحرك المعشوق للعاشق.
(11) م: طعاما وشرابا.
(12) ن، م: فكذلك ; ع: فذلك
==========================
وحينئذ فلا يكون (1) قد أثبتوا لحركة الفلك محدثا أحدثها غير الفلك، كما [لم] (2) تثبت القدرية لأفعال الحيوان محدثا أحدثها (3) غير الحيوان؛ ولهذا كان الفلك عندهم حيوانا كبيرا، بل يقولون: إن الفلك يتحرك للتشبه (4) بالعلة الأولى؛ لأن (5) العلة الأولى معبودة له محبوبة له.
ولهذا قالوا: إن الفلسفة هي التشبه بالإله (6) على حسب الطاقة. ففي الحقيقة ليس عندهم الرب: لا إلها للعالم (7) ولا ربا للعالمين [بل (8) غاية ما يثبتونه أنه (9) يكون شرطا في وجود العالم] (10) وأن كمال المخلوق في أن يكون متشبها به، (11) فهذا هو الألوهية عندهم، وذلك هو الربوبية (12) ؛ ولهذا كان قولهم شرا من قول اليهود والنصارى، وهم أبعد عن المعقول والمنقول منهم، كما قد بسط في غير هذا الموضع (13) .

‌‌_________
(1) أ: فحينئذ لا يكون، ب: فحينئذ لا يكونوا، ن، م: فحينئذ لا يكونون.
(2) لم: ساقطة من (ن) ، وفي (م) : لا.
(3) أحدثها: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(4) أ، ب: للتشبيه.
(5) أ، ب: لا لأن. . . إلخ، وهو خطأ.
(6) أ، ب: إن الفلاسفة هي المثبتة للإله، ن: هي النسبة بالآية، م: هي النسبة تالاله، وكل ذلك تحريف.
(7) ن، م: ليس للرب عندهم إلا إلها للعالم، ع: ليس عندهم لا إلها للعالم.
(8) بل: زيادة في (ع) .
(9) أ، ب: أن.
(10) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(11) ن: أن يكون متشابه، وهو تحريف.
(12) أ، ب: وهذا هو الإله عندهم، وذاك هو الربوبية، ن، م: وهذا هو إله عندهم، وهذا هو الربوبية.
(13) أ، ب: كما بسط في غير هذا الموضع، والله أعلم
==========================
فتبين أن هؤلاء المتفلسفة قدرية في جميع حوادث العالم، وأنهم من أضل بني آدم؛ ولهذا يضيفون الحوادث إلى الطبائع التي في الأجسام، فإنها (1) بمنزلة القوى التي في الحيوان، فيجعلون كل محدث فاعلا مستقلا، كالحيوان عند القدرية، ولا يثبتون محدثا للحوادث (2) .
وحقيقة قول القوم (3) الجحود لكون الله رب العالمين، (4) (4 فلا يثبتون أن يكون الله رب العالمين 4) (5) ، بل غايتهم (6) أن يجعلوه (7) شرطا في وجود العالم، وفي التحقيق هم معطلة لكون الله رب العالمين، كقول من قال: إن الفلك واجب الوجود [بنفسه] (8) منهم.
لكن هؤلاء أثبتوا علة (9) إما غائية عند قدمائهم، وإما فاعلية عند متأخريهم، وعند التحقيق لا حقيقة لما أثبتوه (10) ؛ ولهذا أنكره الطبائعيون (11) منهم.
وإذا قدر أن الفلك يتحرك باختياره من غير أن يكون الله خالقا لحركته، فلا دليل على (12) أن المحرك له علة (13) معشوقة يتشبه بها، بل يجوز

‌‌_________
(1) ن، م: وأنها.
(2) ن، م: ولا يثبتون محدث الحوادث.
(3) أ: قول القائل، ب: قولهم.
(4) ساقط من (أ) ، (ب) .
(5) (4 - 4) : ساقط من أ، ب
(6) ن، م: بل غايته.
(7) أ: أن يجعلون.
(8) بنفسه: زيادة في (أ) ، (ب) .
(9) أ، ب: يثبتون العلة.
(10) أ: لما يثبتوه، ب: لما يثبتونه.
(11) أ: ولهذا أنكر الطبائعيون، ب: ولهذا أنكر ذلك الطبائعيون.
(12) على: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(13) علة: ساقطة من (أ) ، (ب)
=========================
أن يكون المتحرك هو المحرك، كما قد بسط الكلام على هذا في غير هذا الموضع، وتبين (1) الكلام على [بطلان] ما ذكره (2) أرسطو في العلم الإلهي من وجوه متعددة، وأن هؤلاء من أجهل الناس بالله [عز وجل] . (3)
ومن دخل في أهل الملل [منهم] (4) كالمنتسبين إلى الإسلام كالفارابي وابن سينا ونحوهما من ملاحدة (5) المسلمين، وموسى بن ميمون ونحوه من ملاحدة اليهود، ومتى ويحيى بن عدي ونحوهما من ملاحدة النصارى - فهم مع كونهم من ملاحدة أهل الملل، فهم أصح عقلا (6) ونظرا في العلم الإلهي من المشائين كأرسطو وأتباعه، وإن كان لأولئك من تفصيل الأمور الطبيعية والرياضية أمور كثيرة سبقوا هؤلاء إليها (7) .
فالمقصود هنا أن الأمور الإلهية أولئك أجهل بها وأضل فيها، (8) فإن هؤلاء حصل لهم نوع ما من نور أهل الملل وعقولهم (9) وهداهم، فصاروا به أقل ظلمة من أولئك؛ ولهذا عدل ابن سينا عن طريقة سلفه في إثبات العلة الأولى، وسلك الطريقة المعروفة له [في تقسيم الوجود إلى واجب وممكن، وأن الممكن مستلزم للواجب.
‌‌_________
(1) ع، ن: وبين.
(2) أ، ن، م: على ما ذكره، ع: على ما قاله.
(3) عز وجل زيادة في (أ) ، (ب) .
(4) منهم: ساقطة من (ن) ، (م) .
(5) أ: وأمثالهم عن ملاحدة، ب: وأمثالهم من ملاحدة، ع: وأمثالهما ملاحدة.
(6) أ: الملل فهم أقبح عقلا، ب: الملل أقبح عقلا.
(7) أ: سبقوا بها هؤلاء إليها، ب: سبقوا بها هؤلاء.
(8) فيها: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(9) ن، م: وعقلهم
========================
وهذه الطريقة هي المعروفة له] (1) ولمن اتبعه كالسهروردي (2) المقتول ونحوه من الفلاسفة، [وأبي حامد] والرازي (3) والآمدي وغيرهم (4) من متأخري [أهل] الكلام، (5) الذين خلطوا الفلسفة بالكلام.
[وهؤلاء المتكلمون المتأخرون الذين خلطوا الفلسفة بالكلام] (6) : (* كثر (7) اضطرابهم وشكوكهم وحيرتهم بحسب ما ازدادوا به من ظلمة هؤلاء (8) المتفلسفة الذين خلطوا الفلسفة بالكلام *) (9) فأولئك قلت ظلمتهم بما دخلوا فيه من كلام أهل الملل، وهؤلاء كثرت ظلمتهم بما دخلوا فيه من كلام أولئك المتفلسفة.
هذا مع أن في المتكلمين من أهل الملل من الاضطراب والشك في أشياء، والخروج عن الحق في مواضع، واتباع الأهواء (10) في مواضع، والتقصير في الحق في مواضع - ما ذمهم لأجله علماء الملة وأئمة الدين، (11) فإنهم قصروا في (12) معرفة الأدلة العقلية التي ذكرها الله في كتابه، فعدلوا

‌‌_________
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م)
(2) أ: كالشهرستاني، ع: كالسهرزمدي، وكلاهما تحريف.
(3) ن، م: من الفلاسفة والرازي، ع: من الفلاسفة وأبو حامد والرازي، أ، ب: من الفلاسفة وأبي حامد الرازي.
(4) ن، م: وغيرهما.
(5) ن: من متأخرة الكلام، ع، م: من متأخرة أهل الكلام.
(6) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) ، (ع) .
(7) أ، ب: أكثر.
(8) ن: ما أرادوا به من ظلمة، أ: ما أرادوا به ظلمة هؤلاء، ب: ما ازدادوا به ظلمة من هؤلاء.
(9) ما بين النجمتين ساقط من (م) .
(10) أ، ب: الهوى.
(11) أ، ب: علماء الملة والدين، ن: علماء الأئمة والسلف وأئمة الدين.
(12) أ، ب: عن
====================
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 37.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 37.20 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.66%)]