عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-11-2024, 07:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,372
الدولة : Egypt
افتراضي من مخالفات النكاح

من مخالفات النكاح (1)

د. أمين بن عبدالله الشقاوي

الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، أما بَعدُ:
فإن من نعم الله العظيمة على عباده نعمة الزواج، وهو من سنن المرسلين؛ قال تعالى ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ [الرعد: 38].


وقد حث عليه الشارع لِما يترتب عليه من مصالح دينية ودنيوية؛ روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ»[1].


ومما ينافي شكر هذه النعمة، وقوع بعض المخالفات، فمن ذلك:
أولًا: المغالاة في المهور بما لا يطاق، والمشروع أن يكون قليلًا ميسرًا، روى الحاكم في المستدرك من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خَيْرُ الصَّدَاقِ أَيْسَرُهُ»[2]. وقال عمر رضي الله عنه: «أَلَا لَا تُغَالُوا صَدُقَةَ النِّسَاءِ فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَةً فِي الدُّنْيَا، أَوْ تَقْوَى عِنْدَ اللهِ، لَكَانَ أَوْلَاكُمْ بِهَا نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مَا عَلِمْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَكَحَ شَيْئًا مِنْ نِسَائِهِ، وَلَا أَنْكَحَ شَيْئًا مِنْ بَنَاتِهِ، عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً»[3].


وَالأُوقِيَّةُ عند أهل العلم تعادل أربعمئة وثمانون درهمًا.


وروى مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها أنها سُئلت: كم كان صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: «كَانَ صَدَاقُهُ لأَزْوَاجِهِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا، قَالَتْ: أَتَدْرِي مَا النَّشُّ؟ قَالَ: قُلْتُ: لَا قَالَتْ: نِصْفُ أُوقِيَّةٍ، فَتِلْكَ خَمْسُ مِئَةِ دِرْهَمٍ، فَهَذَا صَدَاقُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَزْوَاجِهِ»[4].


وفي زيادة المهور مفاسد كثيرة من أعظمها تأخُّر كثيرٍ من الرجال والنساء عن الزواج، أو تركه بالكلية، وفي ذلك ما لا يخفى من المفاسد.


ثانيًا: دبلة الخطوبة؛ قال الشيخ الألباني: ووضع خاتم الخطوبة في يد العروس من عادات النصارى، وقد أمرنا بمخالفتهم[5]، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»[6].


‌‌اللهم استر عوراتنا وآمِن روعاتنا، وأصلِح نساءنا وذريَّاتنا يا ذا الجلال والإكرام.


والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


الأسئلة:
1- اذكر بعضًا من مخالفات النكاح.


2- كم كان صَداق النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه وبناته؟ مع ذكر الدليل.


3- ما هي السُّنة في المهور؟


4- ما حُكم دبلة الخطوبة؟

[1] صحيح البخاري برقم (5065)، وصحيح مسلم برقم (1400).

[2] (2/537) برقم (2796)، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يُخرجاه، وابن حبان في صحيحه برقم (4038).

[3] سنن الترمذي برقم (1114)، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.

[4] برقم (1426).

[5] آداب الزفاف ص (212/213).

[6] قطعة من حديث في مسند الإمام أحمد (2/92)، وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (15/509) إسناده صالح.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.66 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]