فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة
د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
روى أبو داود وصححه الألباني عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :«إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ؛ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ» قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ - يَقُولُونَ: بَلِيتَ -؟ فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عز وجل حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ»[1].
معاني المفردات:
فِيهِ خُلِقَ آدَمُ: أي خلقت طينته.
قُبِضَ: أي روحه.
وَفِيهِ النَّفْخَةُ: أي النفخة الأولى، فإنها مبدأ قيام الساعة، وأول النشأة الثانية.
وَفِيهِ الصَّعْقَةُ: أي الصيحة، والمراد بها الصوت الهائل الذي يموت الإنسان من هوله، وهي النفخة الأولى.
فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ: أي في يوم الجمعة، وهو تفريع على كون الجمعة من أفضل الأيام.
فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ: يعني على وجه القبول فيه وإلا فهي دائمًا تعرض عليه بواسطة الملائكة عليهم السلام.
قَالَ: أي أوسرضي الله عنه .
أَرِمْتَ: أي بَلِيْتَ.
يَقُولُونَ: أي الصحابةرضي الله عنهم، أي يريدون بهذا القول.
بَلِيتَ: أي صرت باليا.
إِنَّ اللهَ عز وجل حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ: أي منعها من أن تأكل أجسادهم، فإن الأنبياء عليهم السلام أحياء في قبورهم، لكن حياة برزخية ليست نظير الحياة المعهودة، وهي أقوى وأكمل من حياة الشهداء.
ما يستفاد من الحديث:
1- فضيلة يوم الجمعة على سائر الأيام.
2- القيامة ستقوم يوم جمعة.
3- استحباب الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة؛ فإنها تُعرض عليه بعد وفاته.
4- الأنبياء أحياء في قبورهم.
5- الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء.
6- مشروعية السؤال عند الاستشكال.
[1] صحيح: رواه أبو داود (1047)، والنسائي (1374)، وابن ماجه (1085)، وصححه الألباني.