قصة إسلام عمرو بن عبسة رضي الله عنه وفوائدها (3)
د. أمين بن عبدالله الشقاوي
الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، وَبَعدُ.
ومن فوائد هذه القصة:
6- قال الذهبي: الإمام الأمير أبو نجيح ويقال أبو شعيب عمرو بن عَبَسَةَ بن خالد بن حذيفة السُّلَمِي البجلي، أحد السابقين الأولين، وبنو بجيلة: رهط من سليم، وكان عمرو بن عبَسة السلمي يرى أنه رابع أربعة هم أول المسلمين؛ قال عن نفسه: «فلقد رأيتني إذ ذاك رُبعَ الإسلام»[1].
وكان عمرو بن عبسة رضي الله عنه من أمراء جيش المسلمين يوم معركةاليرموك[2].
7- كان في الجاهلية من ينكر عبادة الأوثان ويرى أنهم على ضلال، ويبحث عن منقذ من هذه الجاهلية التي كانوا فيها، منهم صاحب القصة عمرو بن عبسة وأبو ذر الغفاري، ومنهم زيد بن نفيل والد الصحابي الجليل سعيد بن زيد، وورقة بن نوفل وغيرهم.
8- في قوله «فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيًا» إثبات أن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم كانت سرية في أول الأمر.
9- قوله «جُرَآء عليه قومه»: أي قومه كانوا منكرين ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، ويمنعون الناس من لقائه.
10- «فتَلطَّفتُ حتى دخلت عليه بمكة»: فيه أخذ الحيطة والحذر والكتمان عند قضاء الحوائج.
11- في سؤاله النبي صلى الله عليه وسلم ما بلغ إليه العرب من الفصاحة والإيجاز؛ حيث قال للنبي صلى الله عليه وسلم: «ما أنت؟»، قال النبي صلى الله عليه وسلم «أنا نبي»، فكأنه لم يعرف معنى النبوة فقال له: «وما نَبِيٌّ؟»،فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أرسلني الله».
وحيث إن الرسول لا يسمى رسولًا إلا أن تكون معه رسالة أُمر بتبليغها،فقال له: «وبما أرسلك؟»، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بمضمون رسالته، وكان ذلك في أول الإسلام قبل أن تفرض الفرائض.
12-قال صلى الله عليه وسلم: «أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يُوَحَّد اللهُ لا يُشرَكُ به شيءٌ».
13- ولما كانت صلة الأرحام من الأخلاق التي يعظمها العرب قدَّمها في الذكر، مبيِّنًا أنه لم يُبعث لهدم ما كان عليه العرب من الخير والأخلاق الحسنة، وإنما بُعث ليُتمَّها ويدعوَ إليها، وتقديم المهمِّ على الأهم جائزٌ عند الحاجة إليه.
اللهم اغفر لنا ولإخواننا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأسئلة:
1- مَن عمرو بن عبسة؟
2- هل كان في الجاهلية من ينكر عبادة الأوثان؟
3- هل كان العرب على أخلاق فاضلة أقرها الإسلام ورغب فيها؟ اذكر بعضها.
4- ما معنى: «نبي»؟
5- هل يكون رسول من غير رسالة؟
6- هل يصح تقديم المهم على الأهم؟ مع ذكر الدليل.
[1] سير أعلام النبلاء للذهبي (2/ 456)، وقال محققه الشيخ شعيب الأرناؤوط إسناده حسن وأخرجه ابن سعد في الطبقات من طريق معن بن عيسى بهذا الإسناد، وأورده الحافظ في الإصابة (7 /128) ونسبه للطبراني وأبي نعيم في دلائل النبوة؛ اهـ.
[2] سير أعلام النبلاء للذهبي (2/ 456، 460).