عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 28-08-2024, 09:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,690
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الثالث
الحلقة (192)
صـ 161 إلى صـ 168




" « [إن] الله جميل يحب الجمال» " (1) ، وقال: " «إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته» " (2) .
وقال: " «إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي» " (3) ، " «إن الله يرضى لكم

‌‌_________
(1) إن: ساقطة من (ن) ، (م) والحديث مع اختلاف في بعض الألفاظ عن عبد الله بن مسعود وغيره من الصحابة رضي الله عنهم في: مسلم 1 93 كتاب الإيمان باب تحريم الكبر وبيانه، وأوله: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. الحديث وهو في المسند ط الحلبي 4 133، 134، 151.
(2) أ، ب: كما تؤتى عزائمه. والحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما في المسند ط المعارف 8 170 وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: إسناده صحيح. . والحديث في مجمع الزوائد 3 162 وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، والبزار والطبراني في الأوسط، وإسناده حسن. وأورده الألباني في صحيح الجامع الصغير 2 146 وقال السيوطي: (حم) أحمد (حب) ابن حبان في صحيحه، (هب) البيهقي في شعب الإيمان، عن ابن عمر وصحح الألباني الحديث.
(3) مضى هذا الحديث من قبل 2 65 ت [0 - 9]
=============================
ثلاثا: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم» " (1) .
وقال: " «لله أشد فرحا بتوبة عبده [المؤمن] (2) من رجل أضل راحلته بأرض دوية مهلكة عليها طعامه وشرابه فطلبها فلم يجدها، فاضطجع ينتظر الموت، فلما أفاق إذا أ، ب: فإذا. بدابته عليها طعامه وشرابه، فالله أشد فرحا بتوبة عبده من هذا [الرجل] (3) براحلته» " وهذا الحديث في الصحاح من وجوه متعددة، وهو مستفيض عن النبي صلى الله عليه وسلم متفق على صحته وثبوته (4) ، وكذلك أمثاله.
وإذا (5) كان كذلك فالطاعات يريدها من العباد الإرادة (* المتضمنة

‌‌_________
(1) هذا الحديث هو الذي سبق التعليق عليه في ص 159 ونصه في الموطأ عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم، ويسخط لكم قيل وقال، وإضاعة المال وكثرة السؤال. وذكرت فيما سبق أن الحديث جاء في المسند ط. المعارف 16 144، 292 - 293 وجاء القسم الأخير من الحديث بمعناه في حديث آخر عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه في البخاري ومسلم والمسند.
(2) المؤمن: ساقطة من (ن) ، (م) ، (ع) .
(3) الرجل: ساقطة من (ن) ، (م) ، (ع) .
(4) الحديث عن عبد الله بن مسعود وغيره من الصحابة رضي الله عنهم بألفاظ مختلفة في البخاري 8 68 كتاب الدعوات باب التوبة، مسلم 4 2102 - 2105 كتاب التوبة باب في الحض على التوبة والفرح بها، المسند ط. المعارف 5 225 ط. الحلبي 4 275 جامع الأصول لابن الأثير 3 65 - 67.
(5) م، ن: فإذا
================================
لمحبته لها ورضاه بها إذا وقعت وإن لم يفعلها، والمعاصي يبغضها ويمقتها ويكره من العباد *) (1) أن يفعلوها وإن أراد (2) أن يخلقها هو لحكمة اقتضت ذلك (3) ولا يلزم إذا كرهها (4) للعبد لكونها تضر العبد [ويبغضها أيضا] (5) - أن يكره أن يخلقها هو لما له فيها (6) من الحكمة، فإن الفعل قد يحسن من أحد المخلوقين ويقبح من الآخر لاختلاف حال الفاعلين الفاعلين: (7) ، فكيف يلزم أنه ما قبح من العبد قبح (8) من الرب مع أنه لا نسبة للمخلوق مع الخالق (9) وإذا كان المخلوق قد (10) يريد ما لا يحبه، كإرادة المريض لشرب (11) الدواء الذي يبغضه (12) ، ويحب ما لا يريده كمحبة المريض الطعام الذي يضره، [ومحبة الصائم الطعام والشراب الذي لا يريد أن يأكله، ومحبة الإنسان للشهوات التي يكرهها بعقله ودينه] (13) .
فقد عقل ثبوت أحدهما دون الآخر، وأن أحدهما ليس بمستلزم

‌‌_________
(1) ما بين النجمتين ساقط من (م) .
(2) أ، ب: من يفعلها إن شاء.
(3) ن، م: ذلك بها.
(4) ن فقط: ولا يلزم ذلك إذا كرهها.
(5) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) ، وفي (ع) وأبغضها أيضا.
(6) أ، ب: لما له فيه، ع: لما فيها.
(7) ساقطة من (ع) .
(8) أ، ب: أن ما قبح من العبد يقبح.
(9) ن، م، ع: إلى الخالق وحرفت (نسبة) في (ن) إلى يشبه.
(10) قد: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(11) أ، ب: ليشرب.
(12) م: يكرهه ولا يريده.
(13) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) ، وفي (أ) ، (ب) : الشهوات، وفي (ع) حرفت بعقله إلى بفعله
===============================
للآخر في المخلوقات في المخلوقات: (1) . فكيف لا يمكن ثبوت أحدهما دون الآخر في حق الخالق تعالى؟
وقد يقال: كل هذه الأمور مرادة محبوبة (2) ، لكن فيها ما يراد لنفسه، فهو مراد بالذات محبوب لله (3) مرضي له، وفيها (4) ما يراد لغيره، وهو مراد بالعرض لكونه وسيلة إلى المراد المحبوب لذاته.
فالإنسان يريد العافية لنفسها (5) ويريد شرب الدواء لكونه وسيلة إليها، وهو (6) يريد ذلك من هذه الجهة وإن لم يكن محبوبا (7) في نفسه، وإذا كان المراد ينقسم إلى مراد لنفسه وهو المحبوب لنفسه، وإلى مراد لغيره لكونه وسيلة إلى غيره، وهذا قد لا يحب لنفسه، أمكن أن يجعل الفرق بين المحبة والإرادة (8) من هذا الباب.
والإرادة نوعان: فما كان محبوبا فهو مراد لنفسه، وما كان في نفسه غير محبوب فهو (9) مراد لغيره. وعلى هذا تنبني مسألة محبة الرب [عز وجل] (10) نفسه ومحبته لعباده، فإن الذين جعلوا المحبة والرضا هو

‌‌_________
(1) ساقطة من (أ) ، (ب) ، وفي (ن) ، (ع) : في المخلوق.
(2) محبوبة: زيادة في (ن) ، (م) .
(3) م: للرب، ن: بالرب.
(4) ن، م: ومنها.
(5) ن، م: لنفسه، أ: بنفسها.
(6) ب فقط: فهو.
(7) ن، م: وإن لم تكن محبوبة.
(8) أ، ب، ع: والمشيئة.
(9) ن، م: فهذا.
(10) عز وجل: زيادة في (أ) ، (ب)
==============================
الإرادة (1) العامة، قالوا: إن الرب لا يحب في الحقيقة ولا يحب، وتأولوا محبته [تعالى] (2) لعباده بإرادته (3) ثوابهم ومحبتهم له بإرادة طاعتهم (4) له والتقرب إليه، و [منهم] طائفة (5) كثيرة قالوا: هو محبوب يستحق أن يحب، ولكن محبته لغيره بمعنى مشيئته.
وأما السلف والأئمة [وأئمة] أهل (6) الحديث [وأئمة] (7) التصوف، وكثير من أهل الكلام والنظر، فأقروا بأنه محبوب لذاته، بل لا يستحق أن يحب لذاته إلا هو.
وهذا (8) حقيقة الألوهية، وهو حقيقة ملة إبراهيم، ومن لم يقر بذلك لم يفرق بين الربوبية والإلهية (9) ولم يجعل الله معبودا لذاته، ولا أثبت التلذذ بالنظر إليه، ولا أنه أحب إلى أهل الجنة من كل شيء.
وهذا القول في الحقيقة هو من أقوال الخارجين عن ملة إبراهيم من المنكرين لكون الله هو المعبود دون ما سواه، ولهذا لما ظهر هذا القول في أوائل الإسلام قتل من أظهره، وهو الجعد بن درهم يوم الأضحى، قتله خالد بن عبد الله القسري برضا علماء الإسلام، وقال: " ضحوا أيها

‌‌_________
(1) أ، ب، ع: المشيئة.
(2) تعالى: زيادة في (أ) ، (ب) .
(3) أ، ب: بإرادة.
(4) ن، م، ع: طاعته.
(5) ن، م: وطائفة.
(6) وأئمة: ساقطة من (ن) ، (م) ، و " أهل " ساقطة من (أ) ، (ب) .
(7) وأئمة: ساقطة من (أ) ، (م) .
(8) ع: وهذه.
(9) ن، م: والألوهية
============================

الناس، تقبل الله ضحاياكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما، تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيرا " ثم نزل فذبحه.
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " «إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى مناد يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه، فيقولون: ما هو؟ ألم يبيض وجوهنا، ويثقل موازيننا ويدخلنا الجنة، ويجرنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب فينظرون إليه، فما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه، وهو الزيادة» ". (1) .
وقد روي في السنن من غير وجه (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول [في دعائه] (3) : " «وأسألك (4) لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك» " (5) .
وروى [الإمام] أحمد والنسائي [وغيرهما] عن (6) عمار بن ياسر أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كان [يقول في] دعائه (7) : " «أسألك

‌‌_________
(1) الحديث عن صهيب رضي الله عنه في مسلم: 1 163 كتاب الإيمان باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى. الحديث رقم 298، سنن الترمذي 4 92 كتاب صفة الجنة، باب ما جاء في رؤية الرب تبارك وتعالى، 4 349 كتاب التفسير تفسير سورة يونس، سنن ابن ماجه 1 67 المقدمة باب فيما أنكرت الجهمية.
(2) ع: من وجوه متعددة.
(3) في دعائه: ساقطة من (ن) ، (م) ، وفي (ع) : في الدعاء.
(4) ن، م، ع: أسألك.
(5) انظر الكلام على هذا الحديث في تعليق \ 2 في الصفحة التالية.
(6) ن، م: وروى النسائي وأحمد عن.
(7) ن، م: كان يدعو، ع: كان يدعو ويقول في دعائه
=============================

لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، من ع، م: في. غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة» " (1) .
وأما الذين أثبتوا أنه محبوب، وأن محبته لغيره بمعنى (2) مشيئته، فهؤلاء ظنوا أن كل ما خلقه فقد أحبه. وهؤلاء قد يخرجون إلى مذاهب الإباحة (3) ، فيقولون: إنه يحب الكفر والفسوق والعصيان [ويرضى ذلك] (4) ، وأن العارف إذا شهد هذا المقام (5) لم يستحسن حسنة ولم يستقبح سيئة لشهوده القيومية العامة، وخلق الرب لكل شيء، وقد وقع في هذا [طائفة من الشيوخ الغالطين] (6) من شيوخ الصوفية والنظار (7) ، وهو غلط عظيم.
والكتاب والسنة و [اتفاق] سلف (8) الأمة يبين أن الله يحب أنبياءه

‌‌_________
(1) هذا جزء من حديثين طويلين: الأول عن عمار بن ياسر رضي الله عنه في سنن النسائي 3 46 - 47 كتاب السهو، باب الدعاء بعد الذكر، نوع منه. وأول الحديث: اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق. الحديث، وهو في المسند ط. الحلبي 4 264 والحديث الثاني بمعنى الأول مع اختلاف الألفاظ عن زيد بن ثابت رضي الله عنه في: المسند ط الحلبي 5 191.
(2) ن، م: يعني.
(3) ن، م: الإباحية.
(4) ويرضى ذلك: ساقطة من (ن) ، (م) .
(5) ن، م: عند الحاكم، ع: هذا الحكم، أ: هذا الحاكم، وما أثبته عن (ب) هو الصواب.
(6) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(7) ن، م، ع: والنظر.
(8) أ، ب: وسلف
==================================
وأولياءه، ويحب ما أمر به، ولا يحب الشياطين ولا ما نهى عنه، وإن [كان] (1) كل ذلك بمشيئته.
وهذه المسألة وقع النزاع فيها بين الجنيد [بن محمد] (2) وطائفة من أصحابه، فدعاهم إلى الفرق الثاني، وهو أن يفرقوا في المخلوقات بين ما يحبه وما لا يحبه، فأشكل هذا عليهم لما رأوا أن كل مخلوق فهو مخلوق بمشيئته، ولم يعرفوا أنه قد يكون فيما خلقه بمشيئته ما لا يحبه ولا يرضاه، وكان ما قاله الجنيد وأمثاله (3) هو الصواب.
الوجه الخامس: أن يقال: الإرادة نوعان: أحدهما [بمعنى المشيئة وهو] (4) أن يريد الفاعل أن يفعل فعلا، فهذه الإرادة المتعلقة بفعله. والثاني: أن يريد من غيره أن يفعل فعلا (5) فهذه إرادة (6) لفعل الغير.
وكلا النوعين معقول (7) في الناس، لكن الذين قالوا: [إن] (8) الأمر لا (9) يتضمن الإرادة، لم يثبتوا إلا النوع (10) الأول من الإرادة، والذين

‌‌_________
(1) كان ساقطة من (ن) ، (م) .
(2) بن محمد: ساقطة من (ن) ، (م) .
(3) ن، م: وأصحابه.
(4) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(5) فعلا: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(6) أ، ب: فهذا الإرادة، ن، م: وهذه إرادة.
(7) أ، ب: مفعول.
(8) إن: زيادة في (أ) ، (ب) .
(9) لا: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(10) ن، م: الأنواع، وهو تحريف
==============================
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 28.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.06 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.19%)]