عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 27-08-2024, 05:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,935
الدولة : Egypt
افتراضي رد: اسم الله تعالى: القيوم

اسم الله تعالى: (القَيُّوم) (2)

ناصر عبدالغفور

6- استشعار غِنى الله جل في علاه وتقدس في علياء سَمَاه:
من آثار الإيمان باسم الله تعالى (القَيُّوم) أن نستشعر كمال غِناه جل في علاه؛ فالله سبحانه لقَيُّومِيَّته المطلقة لا يحتاج لغيره ألبتةَ في تدبير شؤونه وتولِّي أموره، فهو القائم بذلك دون افتقار لغيره مهما كان، بل كلُّ ما سواه مُفْتَقِرٌ إليه.

فالقَيُّوم الذي قام بنفسه فاستغنى عن جميع مخلوقاته، فلا يحتاج لغيره سواء في الخلق، أو التدبير، أو الاتصاف بصفات الكمال، ونعوت الجلال، ولا يفتقر إلى شيء، لا في وجوده، ولا في بقائه، ولا فيما يصدر عنه من أفعال كالاستواء، أو النزول، أو الكلام، فإن غِناه ذاتيٌّ لا يتطرق إليه الفقر، أو الحاجة بأيِّ حالٍ.

ومن ذلك أنه لا يحتاج إلى من يُطعمه، بل هو يُطعِم ولا يُطعَم؛ كما قال تعالى: ﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ﴾ [الأنعام: 14].

فلا يحتاج إلى منفعة من أحد، ولا يخشى ضررًا من أحد؛ كما جاء في الحديث القدسي: ((يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضُرِّي فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسَكم وجِنَّكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في مُلكي شيئًا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنَّكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنَّكم، قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيتُ كلَّ إنسان مسألتَهُ، ما نقص ذلك مما عندي، إلا كما ينقص الْمِخْيَطُ إذا أُدخل البحر))[1].

فغِناه سبحانه ذاتيٌّ، لا يفتقر إلى غيره من أي وجه من الوجوه[2].

7- تفويض الأمر إلى القَيُّوم سبحانه:
إذا أيقن العبدُ أن القائم بكل أموره بل بأمور العالم كله هو الله وحده لا شريك له في ذلك القيام، فلا بد أن يُثمِرَ ذلك عنده ضرورة التفويض إليه سبحانه.

فهو يعلم يقينًا أن القَيُّوم سبحانه هو الذي قام به، فهو الذي خلقه وأمدَّه، ورزقه ورعاه، وبكل القِوى التي يحتاجها أمدَّه، بل يسَّر له من المخلوقات ما تصلح به حياته، وتهنأ به معيشته، فكيف يتعلق – والحال هذه - بغيره؟

فتجده مفوِّضًا أمرَه كلَّه إلى الله الحق، مُتَبَتِّلًا في ذلك عن كل الخَلْقِ، لسان حاله: ﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ﴾ [غافر: 44]، وقد قالها مؤمنُ آلِ فرعون حينما توعَّدُوه لمخالفة دينهم، فلم يجزع بل التجأ إلى الله سبحانه، صادعًا بالتفويض: ﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ﴾ [غافر: 44]: "أي: ألجأ إليه وأعتصم، وأُلقي أموري كلها لديه، وأتوكل عليه في مصالحي، ودفع الضرر الذي يُصيبني منكم أو من غيركم"[3].

يقول الإمام القرطبي رحمه الله تعالى: "فيجب على كل مكلَّف أن يعلم أن الله سبحانه هو القائم على كل مخلوق (القَيُّوم) بمنافعهم، وأرزاقهم، وحاجاتهم، وسدِّ خلاتهم، الحافظ لملكه وإن اتسع، المحصي لأنفاس العباد وآجالهم وأعمالهم، إلى غير ذلك.

ومن عرَف أن مولاه قيُّومٌ بالأمور، استراح عن كل تدبير وتعب الاشتغال، وعاش براحة التفويض، فلم يضيع بكرمه، ولم يجعل في قلبه للدنيا قيمة، يُحكى عن بعضهم أنه قال: من اهتم للرزق، فليس له عند الله قَدْرٌ، وإنما قال ذلك لأنه إذا علِم أنه القائم بتدبير الأمور، لا ينبغي له أن يهتم بالرزق ولا بغيره، ويجب عليه أن يقوم بكل ما كلَّفه مولاه علمًا وعملًا، وحفظًا وذكرًا..."[4].

8- محبة الله تعالى وشكره:
تصور أن إنسانًا يتولى أمورك كلها، ويدبر شؤونك بشكل دائم، ودون أي غفلة منه أو توانٍ، كيف سيكون شعورك نحوه؟ لا ريب أن قلبك سيمتلئ بحبه وودِّه، ولسانك يلهج بذكره وشكره، وهذا أمر فطري؛ أننا لا بد أن نُحِبَّ من يُحْسِن إلينا.

هذا بالنسبة لمخلوق ضعيف، فكيف بالحي القَيُّوم الذي قام بأمورك، وتولَّى جميع شؤونك، منذ أن كنت نطفة في رحم أمك؟

خلقك ورزقك وأمدَّك، وأغدق عليك من النعم الظاهرة والباطنة، ما ليس لك طاقة على إحصائه، وصرف عنك من النقم والبلايا ما علمت وما لم تعلم، ودبَّر أمورك أحسنَ تدبير، واختار لك ما يناسبك، وقدَّره أحسن تقدير... ألَا يستحق منك تمام الحب وكمال الشكر؟

﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾ [الانفطار: 6 - 8].

9- تحقيق مشهد الربوبية والألوهية:
فمن آثار الإيمان باسم الله تعالى (القَيُّوم) تحقيقُ مشهدَين من أجَلِّ المشاهد وأعظمها؛ ألَا وهما مشهد الربوبية، ومشهد الألوهية:
فمن قَيُّومِيَّته سبحانه أنه قائم على شؤون خلقه، فهو الخالق لهم ابتداء، والرازق لهم دون غيره، المدبر لكل أمورهم، الْمُمِدُّ لهم بالآلات التي لا يمكن أن يحيَوا بدونها، الْمُنْعِم عليهم بالنعم، الحافظ لهم من النقم، وهذا يشترك فيه البَرُّ والفاجر، المؤمن والكافر، وكل ذلك يندرج في معاني ربوبيته سبحانه، التي أقر بها كل الخلق إلا من شذَّ؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [الزخرف: 87]، وقال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [العنكبوت: 61]، وقال جل شأنه وتعالى ذكره: ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 31].

ومن قَيُّومِيَّته سبحانه توفيقُ عباده المؤمنين إلى سُبُلِ مرضاته، وإعانتهم على طاعاته، فتجد العبد موفَّقًا مواظبًا على الجُمَع والجماعات، مُقبِلًا على أنواع القُرُبات من الفرائض والمستحبات، قائمًا بالواجبات، بعيدًا عن المحرمات، واصلًا غير قاطع، مكرمًا غير مانع، في مواطن الخير موجودًا، وفي مواطن الشر مفقودًا، وتجد لسانه ذاكرًا، وقلبَه شاكرًا.

وهذا مشهد الألوهية، وهو خاصٌّ بعباد الله المؤمنين الذين تحقَّقت فيهم العبوديتان: عبودية القهر والاضطرار، وعبودية الرضا والاختيار، العبودية العامة والخاصة، بخلاف أعداء الله من الكفرة والمشركين، الذين تحققت فيهم عبودية القهر، فهم عباد لله رغم أنوفهم، خاضعون لربوبيته سبحانه؛ حيث أبَوا أن يكونوا عبادًا لله بالاختيار، مُذْعِنين لألوهيته.

وما أحسن ما سطَّره الإمام الهمام، شيخ الإسلام، ابن القيم، عليه رحمة المنان في هذا الباب في كتابه الماتع (طريق الهجرتين وباب السعادتين)[5]:
"إذا شهد مشهد القَيُّوميَّة الجامع لصفات الأفعال، وأنه قائم على كل شيء، وقائم على كل نفس، وأنه تعالى هو القائم بنفسه، الْمُقِيم لغيره، القائم عليه بتدبيره وربوبيته وقهره، وإيصال جزاء المحسن إليه، وجزاء المسيء إليه، وأنه بكمال قَيُّومِيَّته لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، ويُرفَع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل، لا تأخذه سنة ولا نوم، ولا يضل ولا ينسى، وهذا المشهد من أرفع مشاهد العارفين؛ وهو مشهد الربوبية، وأعلى منه مشهد الإلهية، الذي هو مشهد الرسل وأتباعهم الحنفاء؛ وهو شهادة أن لا إله إلا هو، وأن إلهية ما سواه باطل ومُحال، كما أن ربوبية ما سواه كذلك، فلا أحد سواه يستحق أن يُؤلَّه ويُعبَد، ويُصلَّى له ويُسجَد، ويستحق نهاية الحب مع نهاية الذل لكمال أسمائه وصفاته وأفعاله، فهو المطاع وحده على الحقيقة، والمألوه وحده، وله الحكم وحده، فكل عبودية لغيره باطلة وعناء وضلال، وكل محبة لغيره عذاب لصاحبها، وكل غِنًى لغيره فقر وضلال، وكل عزٍّ بغيره ذلٌّ وصَغار، وكلُّ تكثُّر بغيره قلة وفاقة، فكما استحال أن يكون للخَلْقِ ربٌّ غيره، فكذلك استحال أن يكون لهم إله غيره، فهو الذي انتهت إليه الرغبات، وتوجَّهت نحوه الطلبات، ويستحيل أن يكون معه إله آخر، فإن الإله على الحقيقة هو الغني الصمد، ولا حاجة به إلى أحدٍ، وقيام كل شيء به، وليس قيامه بغيره، ومن المحال أن يحصل في الوجود اثنان، كذلك ولو كان في الوجود إلهان لفسد نظامه أعظم فساد، واختل أعظم اختلال، كما يستحيل أن يكون له فاعلان متساويان، كلٌّ منهما مستقلٌّ بالفعل، فإن استقلالهما ينافي استقلالهما، واستقلال أحدهما يمنع ربوبية الآخر، فتوحيد الربوبية أعظم دليل على توحيد الإلهية؛ ولذلك وقع الاحتجاج به في القرآن أكثر مما وقع بغيره؛ لصحة دلالته وظهورها، وقبول العقول والفِطَرِ لها، ولاعتراف أهل الأرض بتوحيد الربوبية، وكذلك كان عُبَّاد الأصنام يُقِرُّون به، وينكرون توحيد الإلهية؛ ويقولون: ﴿ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا ﴾ [ص: 5]، مع اعترافهم بأن الله وحده هو الخالق لهم، وللسماوات والأرض، وما بينهما، وأنه المنفرد بملك ذلك كله، فأرسل الله تعالى يذكِّر بما في فطرتهم الإقرار به من توحيده وحده لا شريك له، وأنهم لو رجعوا إلى فِطَرِهم وعقولهم، لدلَّتهم على امتناع إله آخر معه، واستحالته وبطلانه"[6].

10- لا يجوز التسمية باسم القَيُّوم:
من الأسماء الخاصة بالله تعالى اسم القَيُّوم، فلا يجوز التسمية به، وكيف يُسمَّى الإنسان به وليس له ذرة من صفة القَيُّوميَّة؟

ليس له من أمره شيء، ولا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا، ولا يمكن أن يقيم أمور نفسه استقلالًا، فلم يخلق نفسه، ولا يرزق نفسه، ولا يستطيع أن يخرج عن ربوبية القَيُّوم سبحانه قِيدَ أنملة، فهو في غاية الافتقار إلى العليِّ الغفَّار، ولا يُتصوَّر استغناؤه بنفسه، ولا من غيره إليه افتقار.

"فالقَيُّوم هو المستغني بنفسه عن غيره، المفتقر إليه كل ما سواه، وذلك مختص بالله، لا يشركه فيه غيره"[7].

وفي هذا المعنى يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى[8]:
"هذا، ومن أوصافه القَيُّوم، والقَيُّوم في أوصافه أمران:
أحدهما القَيُّوم قام بنفسه
والكون قام به هما الأمرانِ
فالأول استغناؤه عن غيره
والفقر من كلٍّ إليه الثاني


11- دعاء الله تعالى باسمه (القَيُّوم):
يقول الله جل في علاه وتعالى في سماه: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60].

يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى: "هذا من لطفه بعباده، ونعمته العظيمة؛ حيث دعاهم إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، وأمرهم بدعائه؛ دعاء العبادة، ودعاء المسألة، ووعدهم أن يستجيب لهم"[9].

ومن أجَلِّ ما يُدعى الله به أسماؤه الحسنى؛ كما قال جل وعلا: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180].

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "ولكن الأسماء الحسنى المعروفة هي التي يُدعى الله بها، وهي التي جاءت في الكتاب والسنة، وهي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها"[10].

وكما سبقت الإشارة إليه، فإن دعاء الله تعالى بأسمائه الحسنى ثلاثة أقسام: دعاء مسألة، ودعاء عبادة، ودعاء ثناء[11].

1- دعاء المسألة:
فيُشرَع لنا أن نسأل الله تعالى باسمه (القَيُّوم) فيما يتعلق بالقيام بأمورنا، مع يقيننا أننا لا نملك لأنفسنا نفعًا ولا ضرًّا، ولا حول لنا ولا قوة إلا به سبحانه، وأننا مفتقرون كلَّ الافتقار للقيوم سبحانه؛ فهو القائم على كل شؤوننا، المدبِّر لأمورنا.

وكان النبي صلى الله عليه سلم يدعو بهذا الاسم تارة مقترنًا باسم (الحي)، وتارة يدعو به كوصف؛ فمن الأول ما ثبت من حديث أنس رضي الله عنه أنه قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كَرَبَهُ أمرٌ، وفي رواية أخرى: إذا حَزَبَهُ أمر، قال: يا حيُّ يا قيوم، برحمتك أستغيث))[12].

أما دعاء المسألة بالوصف؛ فقد ورد عند البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد، قال: اللهم لك الحمد أنت قيِّمُ السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد اللهم لك أسلمت، وبك آمنت وعليك توكلت، وإليك أنَبْتُ، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر، لا إله إلا أنت، أو لا إله غيرك)).

2- دعاء عبادة:
وهو أن نتعبَّدَ لله باسمه (القَيُّوم)، فنُظهِر تمام الذل وكمال الافتقار إليه سبحانه، معتقدين اعتقادًا جازمًا أننا فقراء إليه في أبسط الأمور، محتاجون إليه في أقل الشؤون، وأننا لا نملك مثقال ذرة في القيام بأمورنا، مهما قلَّت أو صغُرت.

ففقرُنا له سبحانه ذاتيٌّ؛ كما قال شيخ الإسلام عليه رحمة المنان:
أنا الفقير إلى رب البريات
أنا المسكين في مجموع حالاتي
أنا الظَّلُوم لنفسي وهي ظالمتي
والخير إن يأتِنا من عنده يأتِ
لا أستطيع لنفسي جلب منفعة
ولا عن النفس لي دفع المضراتِ
وليس لي دونه مولًى يدبرني
ولا شفيع إذا حاطت خطيئاتي
إلا بإذن من الرحمن خالقنا
إلى الشفيع كما قد جاء في الآياتِ
ولست أملك شيئًا دونه أبدًا
ولا شريك أنا في بعض ذراتي


فانظر – أخي - إلى هذا الافتقار والذل والانكسار، وتمام الاعتماد على الله، من هذا الإمام الهمام، الذي عجزت النساء أن تَلِدَ مثله في الأنام، آيةِ الزمان، وعَلَم الأعلام.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 28.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.00 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.19%)]