عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-07-2024, 09:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,753
الدولة : Egypt
افتراضي قبل أن تقع في الصالحين تدبر أمرك

قبل أن تقع في الصالحين تدبر أمرك

أبو الهيثم محمد درويش

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
مشهد متكرر أن يستسهل الناس أمر الصالحين لمجرد تأكدهم أنهم أبعد الناس عن الأذى والمكر، ويشتد إغراء الشيطان رويدا رويداً حتى يبدأ الأذى من الطرف الآخر إما لاحتقار شأن من لا يقابل السيئة بالسيئة، أو بالتقليل من شأن من لا شوكة له يستخدمها في الأذى والمكر بالآخرين، ولو تدبروا لعلموا أن له شوكة وقوة مثله مثل غيره ولكنه لا يرفع نصل لسانه ولا يده على مسلم فهكذا علمنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم.
وقد يكون السبب أن الظالم يعلم أن من أخلاق الصالحين وشيمهم العفو والمسامحة فيبالغ في الولوغ والإيذاء وهو يعلم أن مآلات أذاه ستنتهي بكلمة عفو وصفح تنم عن أخلاق أصحاب النفوس الزكية.
ولا يعلم المسكين ان هذه النفس الصالحة لو لم تتحمل الأمر إلى آخر مداه ورفعت يدها للسماء ستتغير كل الموازين.
تدبر هذا الموقف من أحد كبار الصالحين قبل أن تبدأ أحدهم بأي نوع من أذى:
روى الترمذي عن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «اللهم استجِبْ لسعدٍ إذا دعاك» (حديث صحيح) (صحيح سنن الترمذي للألباني، حديث 2950).
روى البخاري عن جابر بن سمرة، قال: شكا أهل الكوفة سعدًا إلى عمر رضي الله عنه، فعزله واستعمل عليهم عمَّارًا، فشكوا حتى ذكروا أنه لا يُحسِن يُصلِّي، فأرسل إليه، فقال: يا أبا إسحاق، إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي، قال أبو إسحاق: أما أنا والله فإني كنت أصلي بهم صلاةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما أخرم عنها، أصلي صلاة العشاء فأركد في الأوليين وأخف في الأخريين، قال: ذاك الظن بك يا أبا إسحاق، فأرسل معه رجلًا أو رجالًا إلى الكوفة، فسأل عنه أهل الكوفة ولم يدع مسجدًا إلا سأل عنه ويثنون معروفًا حتى دخل مسجدًا لبني عبس، فقام رجل منهم يُقال له أسامة بن قتادة، يكنى أبا سعدة، قال: أما إذ نشدتنا فإن سعدًا كان لا يسير بالسريَّة، ولا يُقْسِم بالسويَّة، ولا يعدِل في القضية، قال سعد: أما والله، لأدعونَّ بثلاث: اللهُمَّ إن كان عبدك هذا كاذبًا قام رياءً وسمعةً، فأطل عمره، وأطل فقره، وعرِّضه بالفتن، وكان بعد إذا سئل يقول: شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد.
قال عبدالملك (أحد رواة الحديث): فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه ليتعرَّض للجواري في الطُّرُق يغمزهن؛ (البخاري، حديث: 755).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.88 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.25 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.22%)]