عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-07-2024, 06:25 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,926
الدولة : Egypt
افتراضي الدعوة إلى الله بين الشدة والرخاء

الدعوة إلى الله بين الشدة والرخاء

تمر الدعوة الإسلامية في واقعنا المعاصر بفترات من الرخاء والراحة، وفترات أخرى من الشدة والمحنة بحسب التغيرات السياسية والموازنات الداخلية والخارجية، ومن ثم ينبغي على الدعاة إلى الله أن يستثمروا أوقات الرخاء في تقوية الدعوة وتمتينها، حتى تتمكن من الصمود في وقت المحنة. هذه القاعدة المهمة في العمل الدعوي رسخها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : «تعرَّف إلى الله في الرخاء، يعرفك في الشدة»(رواه أحمد، وراجع صحيح الجامع).

وكان منهجه صلى الله عليه وسلم العملي في الدعوة هي تطبيق لهذه القاعدة، فقد أتيحت للمسلمين فرصة في صلح الحديبية فاستغلها الرسولصلى الله عليه وسلم أحسن استغلال، حتى تمكن المسلمون بعدها من نشر الدعوة والتجوال بين القبائل لا يردهم أحد، وفي فترة قصيرة تضاعف خلالها عدد المسلمين أضعافا كثيرة، فالذين حضروا الحديبية كانوا ألفاً وأربعمائة، والذين حضروا فتح مكة بعد سنتين كانوا عشرة آلاف؛ لذلك كان صلح الحديبية فتحا للمسلمين وهو المقصود بالآية {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}(الفتح: 1).
أما تغافل الدعاة عن أوقات الرخاء، وعدم استغلالهم للفرص التي تتاح لهم لنشر دعوتهم وتربية المدعوين في أجواء من الأمن والهدوء والسلام، فإن هذه الغفلة تهدد الدعوة نفسها، وتشكل أكبر المخاطر عليها إذا ما تعرضت الدعوة لابتلاء أو مكر بها أعداؤها.
فطريق الدعوة إلى اللّه شاق، محفوف بالمكاره، والمشقة في هذا الطريق هي صفة ملازمة له ، قال تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}(العنكبوت: 2)، لذلك يجب الاستعداد وتربية النفوس على تحمل هذه المشقة.
إن اغتنام الفرص التي تتاح للدعوة الإسلامية، و استغلالها بأحسن الوسائل، وحسن توظيفها، ومضاعفة النشاط وترسيخ أقدام الدعاة في المجتمع كلما وجدوا منفذا لهذا السبيل، هي من الضرورات الهامة لنجاح أي دعوة، كما أنه من أهم الأرصدة التي يضعها الدعاة في حساب الدعوة عندما تتعرض للشدة، فلا تتمكن سجون أو قيود أو اضطهاد الأعداء من النيل منها، بل عندها تتحول المحن إلى منح، والشدة إلى قوة وصلابة، وبعدها يكون النصر والتمكين.
مؤمنة عبد الرحمن
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.08 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.76%)]