عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-07-2024, 05:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,795
الدولة : Egypt
افتراضي التخلص من آثار التحرش النفسية

التخلص من آثار التحرش النفسية
أ. فيصل العشاري

السؤال:

الملخص:
شابٌّ تعرض للتحرش في مرحلة الطفولة، والآن يسأل عن كيفية التخلص مِن آثار نفسية ووساوس بدأت تنتابه لهذا السبب.

التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 19 عامًا، تعرَّضْتُ في مرحلة الطفولة لتحرش بالملامسة فقط، وعندما كبرت وبدأت أقرأ حول آثار ذلك، أخذتْ تَنتابني الوساوس، وأصبحتُ في حالة تعب ويأس، فهل ما حدث في الصغر سيؤثِّر عليَّ في الكبر؟

أنا لا أستطيع الذهاب إلى أطباء نفسيين؛ لذا لجأتُ إليكم لإفادتي، فإذا كانتْ هناك آثارٌ ممتدة للتحرش، فهل يمكنني القضاء عليها بنفسي دون الذهاب إلى طبيب نفسيٍّ؟ لأن الأفكار والوسواس بدأتْ تخنقني، وأثَّرتْ على مستوى الدراسي كثيرًا.


الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة.

سؤالك عن آثار التحرش في الصِّغَر على حياتك في الكبر، والجوابُ عن ذلك بحسب وَضْعِ التحرُّش، وأثره على نفسية الشخص:
فقد يتم التحرش بالطفل القاصر غير البالغ، ويُؤثِّر عليه في المستقبل نفسيًّا، حتى لو كان تحرشًا سطحيًّا.

بينما قد يتم التحرُّش بالطفل القاصر تحرشًا عميقًا، ويكبر هذا الطفل ويتجاوز هذه المرحلة ويعيش حياته بشكل طبيعي؛ لأنَّ مستوى الممانعة عنده مرتفع (high resistance).

الاعتداء على الطفل القاصر لو كان مِن شخصٍ بالغٍ، فهده جريمةٌ شرعية وقانونية كذلك، ويتحمَّل الشخصُ البالغُ المسؤوليةَ كاملةً عن هذا الاعتداء، أمَّا الطفلُ القاصر فليس عليه مسؤولية قانونية.

لذلك لا داعي للقلق، ولا داعي لأنْ تلومَ نفسك، واجعلْ هذه الحادثة مجرد تاريخ قديم، لا ينبغي أن تسمحَ له بالتأثير على حياتك، فقد كنتَ قاصرًا حينها، ولكنك اليوم شاب قوي، فلا تسمح أيضًا لآثار هذه الحادثة النفسية أن تُؤثِّر عليك.

تَيَقَّنْ أنك سليمٌ ومعافى، ولا تحتاج لكشفٍ طبي، ولا لمعالجة نفسية، كلُّ ما تحتاجه هو الابتعادُ عن الشكوك والوسواس قبل أن يستفحلَ أمرُها وتتحوَّل إلى وسواسٍ قهريٍّ سيسبب لك الكثير من المتاعب، لذلك ننصحك بأن تبتعدَ عن التفكير في هذا الأمر، وإذا رأيتَ أنك لا تستطيع السيطرة على أفكارك؛ فعليك بزيارة المختص النفسي لتقْيِيم حالتك، وإرشادك إلى كيفية التخلُّص مِن هذه الأفكار.

وأقبِلْ على الله تعالى، وحافظْ على صلاة الجماعة؛ فهي مِن أفضل القربات والعلاجات لمِثْل هذه الأمور؛ ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3].

نسأل الله لك التسديد والإعانة
والله الموفق



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.78 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.61%)]