السياسة الشرعية – ختام سلسلة محمد بن عبد الوهاب
حاولت -قدر الإمكان- تسطير هذه الدعوة السلفية التصحيحية في سلسلة مقالات متواصلة وصلت إلى اثنين وثلاثين مقالاً، ولكني أرى أن الباب ما زال مفتوحًا لتسطير المزيد والمزيد من السطور؛ لبيان حقيقة تلك الدعوة، ومبادئها النبيلة التي تستهدف نشر العقيدة الصالحة؛ عقيدة سلفنا الصالح، المبنية على عبادة الله وحده لا شريك له، وصرف كل أوجه العبادات لله-عز وجل-.
وقد حاولت جاهدًا أن أوضح بعضًا من ملامح سيرة مؤسس تلك الدعوة الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الذي لم يأل جهدًا في نشر دعوته بين الناس، وتصحيح المسار الذي وصل
إليه المسلمون كافة، ومسلمو الجزيرة العربية خاصة، ولكن كعادة كل مشروع ناجح أن يواجه كيد الحاقدين وجهل الجاهلين الذين قرروا أن يقفوا في وجه هذه الدعوة ويحاربوها بشتى السبل. بالفعل واجه مؤسس الدعوة السلفية العديد من العقبات في سبيل نشر دعوته، سواء من أولئك الحاقدين المناوئين له، أم من عباد القبور الذين استغلوا جهل عامة الناس في كسب المال والنفوذ والسلطة، فضلاً عن دور الدولة العثمانية في محاربة تلك الدعوة خوفًا على نفوذها في الجزيرة العربية ولاسيما بلاد الحرمين الشريفين، فحاربوا الشيخ وأتباعه، وألصقوا به وبدعوته التهم والافتراءات التي حاولت أن أوضح بعضاً منها في مقالات سابقة، ولكن ما قد كتبته ما هو إلا قطرة في بحر لجّي مليء بالتهم والافتراءات الواهية التي لا تخلو من الزيف والتزوير على الدعوة السلفية وأتباعها.
أيضا حاولت أن أذكر دور آل سعود في مساعدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتبني دعوته ومساعدته في نشرها في أنحاء جزيرة العرب، ونشل المسلمين مما هم غارقين فيه من البدع والخرافات والأساطير السائدة بين القرى والقبائل المنتشرة في صحاريها المترامية، ثم كانت مرحلة الرسائل التي أرسلها الشيخ الإمام إلى أمصار عدة متفرقة كالعراق والشام ومصر والمغرب العربي، وذلك لتوضيح رسالته التصحيحية للعقيدة الصالحة التي حاول الكثيرون النيل منها وتشويهها بالكذب والزور والبهتان.
وبحمد الله وتوفيقه وصلت الدعوة السلفية لشتى بقاع المعمورة، وازداد أتباعها؛ لأنها ترتكز على عقيدة سلفنا الصالح، ونسأل الله -عز وجل- أن يرحم الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب، ويهدي أتباعه إلى الصراط المستقيم.
والله الموفق والمستعان.
اعداد: محمد الراشد