عرض مشاركة واحدة
  #154  
قديم 29-06-2024, 10:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,657
الدولة : Egypt
افتراضي رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله


منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الثانى
الحلقة (154)
صـ 517 إلى صـ 523



أصحاب أبي حنيفة ولا مالك ولا الشافعي ولا أحمد بن حنبل: لا من أهل الحديث ولا من أهل الرأي، فلا يعرف في هؤلاء (1) من قال: إن الله جسم طويل عريض عميق، وأنه يجوز عليه المصافحة، وأن الصالحين من المسلمين (2) يعاينونه في الدنيا (3) ، فإن (4) كان مقصوده بجماعة الحشوية والمشبهة بعض هؤلاء فهو (5) كذب ظاهر عليهم، وهذه كتب هذه الطوائف، ورجالهم الأحياء والأموات لا يعرف عن (6) أحد منهم شيء من ذلك، بل أئمة هؤلاء الطوائف المعروفون بالعلم فيهم متفقون على أن الله لا يرى في الدنيا بالعيون وإنما يرى في الآخرة، كما ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " «واعلموا أن أحدا منكم لن يرى ربه حتى يموت» " (7) ". .
والمذهب الشائع الظاهر فيهم مذهب أهل السنة والجماعة: أن الله

‌‌_________
(1) ع: ولا يعرف هؤلاء ; ب، ا: فلا يعرف من هؤلاء.
(2) ع: المصلحين من المؤمنين.
(3) في الدنيا: ساقطة من (ب) ، (أ) .
(4) ع: وإن.
(5) ن، م: فهذا.
(6) ب (فقط) : من.
(7) الحديث رواه مسلم 4/2245 (كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر ابن صياد) ونصه: " قال ابن شهاب: وأخبرني عمر بن ثابت الأنصاري أنه أخبره بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم حذر الناس الدجال أنه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه من كره عمله أو يقرؤه كل مؤمن ". وقال: تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت ". وجاء الحديث في سنن الترمذي 3/345 (كتاب الفتن باب ما جاء في الدجال) . وفيه: " تعلمون أنه لن يرى. . " الحديث. وروى الدارمي الحديث في كتابه " الرد على الجهمية " ص [0 - 9] 1 وفيه: وقال: " تعلمون أنه لن يرى أحدكم ربه حتى يموت ". ووردت هذه العبارة بمعناها في حديث آخر طويل عن أمامة الباهلي رضي الله عنه جاء فيه (سنن ابن ماجه 2/36 كتاب الفتن، باب فتنة الدجال) : " أنه يبدأ فيقول: أنا نبي ولا نبي بعدي ثم يثني فيقول: أنا ربكم، ولا ترون ربكم حتى تموتوا. . . الحديث
=====================================
تعالى يرى في الآخرة بالأبصار، ومن أنكر ذلك كان مبتدعا عندهم، وإن كان في المنتسبين إليهم من يقول ذلك فليس هو قول أئمتهم ولا الذين يفتى بقولهم، ومن أراد أن ينقل مقالة عن طائفة فليسم القائل والناقل، وإلا فكل أحد يقدر على الكذب، فقد تبين كذبه فيما نقله عن أهل السنة، كما تبين أن تلك الأقوال وما هو أشنع منها من (1) أقوال سلف (2) الإمامية.

الوجه الثالث: أن يقال: إن الطائفة إنما تتميز (3) باسم رجالها أو بنعت أحوالها، فالأول كما يقال: النجدات (4) .

‌‌_________
(1) من: ساقطة من (ب) ، (أ) .
(2) ن، م: سلفه.
(3) أ: ينتمي ; تسمى ; م: تميز.
(4) النجدات - ويقال لهم النجدية - أتباع نجدة بن عامر - أو عويمر الحنفي، وهو من بني حنيفة، كان من أتباع نافع بن الأزرق ثم فارقه وخرج مستقلا باليمامة سنة 66 أيام عبد الله بن الزبير واستولى على البحرين وعمان وما حولهما وتسمى بأمير المؤمنين، ثم نقم عليه بعض أتباعه فقتلوه سنة 69. وخالف النجدات سائر الخوارج في أمور: منها: عدم قولهم بأن كل كبيرة كفر، وبأن أصحاب الكبائر يعذبون عذابا دائما، وحكي عنهم أنهم قالوا بعدم الحاجة إلى إمام وأن عليهم أن يحكموا كتاب الله فيما بينهم. ويذكر عنهم ابن تيمية فيما بعد 3/62 (ب) أن الصحابة لم يكفروهم وأن ابن عمر رضي الله عنه وغيره من الصحابة كانوا يصلون خلف نجدة، وأن ابن عباس رضي الله عنهما أجابه عن مسائل سأله عنها وجاء حديثه في البخاري (وقارن لسان الميزان 6/168 وفيه أن الجوزجاني ذكره في الضعفاء) . وانظر أيضا عن نجدة والنجدات: تاريخ اليعقوبي 2/263، 272، 273 ; الأخبار الطوال للدينوري، ص [0 - 9] 07 ; العبر للذهبي 1، 77 ; شرح نهج البلاغة (ط. المعارف) 4/132 - 134 - 135 - 141 ; رغبة الآمل شرح كتاب الكامل للمبرد 7/102 (ط. صبيح 1348/1929) ; مقالات الإسلاميين 1/157، 162، 164، 189، 190 ; الملل والنحل 1/110 - 112 ; الفرق بين الفرق، ص [0 - 9] 2 - 54 ; التبصير في الدين، ص [0 - 9] 0 - 31 ; الخطط للمقريزي 2/354 ; الفصل لابن حزم 5/53، التنبيه للملطي، ص [0 - 9] 5 ; الأعلام 8/324 - 325
=====================================

والأزارقة (1) . والجهمية (2) والنجارية (3) والضرارية (4) (5 ونحو ذلك. والثاني 5) (5)

‌‌_________
(1) أتباع أبي راشد نافع بن الأزرق بن قيس الحنفي البكري الوائلي، من أهل البصرة، صحب في أول أمره عبد الله بن عباس، وكان من الثائرين على عثمان، ثم من الخارجين على علي في حروراء، وخرج بعد ذلك على عبد الله بن الزبير، وقاتله المهلب بن أبي صفرة إلى أن قتل سنة 65. وعرفت الأزارقة بتطرفها يكفرون كل من خالفهم وكل أصحاب الكبائر ويستبيحون قتل مخالفيهم حتى الأطفال منهم. ويتكلم ابن تيمية عن نافع فيما بعد 3/62 (ب) . وانظر عن نافع بن الأزرق وعن الأزارقة: تاريخ الطبري 4/476 - 482 ; تاريخ اليعقوبي 2/265 ; 272 ; الأخبار الطوال، ص [0 - 9] 69 - 277 ; رغبة الآمل 7 وما بعدها ; شرح نهج البلاغة (ط. المعارف) 4/136 - 141، 141 - 203 ; دائرة المعارف الإسلامية، مادة " الأزارقة " ومادة " الخوارج " ; لسان الميزان 6/144 - 145 ; الأعلام 8/315 - 316 ; مقالات الإسلاميين 1/157 - 162، 169، 190 ; الملل والنحل 1/106، 109 - 110 ; الفرق بين الفرق، ص [0 - 9] 0 - 52 ; التبصير في الدين، ص [0 - 9] 9 - 30 ; الخطط للمقريزي 2/354 ; الفصل لابن حزم 5/52 - 53 ; التنبيه للملطي، ص [0 - 9] 4 - 55 ; التعريفات للجرجاني، مادة " الأزارقة "
(2) سبق الكلام عنهم 1/9 (ت [0 - 9] ) .
(3) انظر ما ذكرناه عنهم من قبل 2/100. وانظر عنهم أيضا: التعريفات للجرجاني. مادة " النجارية ".
(4) انظر ما ذكرناه عنهم من قبل 2/100.
(5) : (5 - 5) ساقط من (ب) ، (أ)
=======================================

كما يقال: الرافضة والشيعة والقدرية (1) والمرجئة (2) والخوارج ونحو ذلك.

‌‌[الكلام على لفظ الحشوية]
فأما لفظ " الحشوية " (3) فليس فيه (4) ما يدل على شخص معين ولا مقالة معينة، فلا يدرى من هم هؤلاء. وقد قيل: [إن] (5) أول من تكلم بهذا اللفظ عمرو بن عبيد (6) \ 252. فقال: كان عبد الله بن عمر حشويا (7) . . وكان هذا

‌‌_________
(1) انظر عنهم ما سبق 1/11.
(2) انظر عنهم ما سبق 1/65.
(3) قال التهانوي في " كشاف اصطلاحات الفنون ": " الحشوية بسكون الشين وفتحها، وهم قوم تمسكوا بالظواهر فذهبوا إلى التجسيم وغيره، وهم من الفرق الضالة. قال السبكي في " شرح أصول ابن الحاجب ": الحشوية طائفة ضلوا عن سواء السبيل يجرون آيات الله على ظاهرها ويعتقدون أنه المراد، سموا بذلك لأنهم كانوا في حلقة الحسن البصري فوجدهم يتكلمون كلاما، فقال: ردوا هؤلاء إلى حشاء الحلقة، فنسبوا إلى حشاء فهم حشوية بفتح الشين. وقيل: سموا بذلك لأن منهم المجسمة، أو هم هم، والجسم حشو فعلى هذا القياس فيه بسكون الشين نسبة إلى الحشو. وقيل: المراد بالحشوية طائفة لا يرون البحث في آيات الصفات التي يتعذر إجراؤها على ظاهرها، بل يؤمنون بما أراده الله مع جزمهم بأن الظاهر غير مراد ويفوضون التأويل إلى الله، وعلى هذا إطلاق الحشوية عليهم غير مستحسن؛ لأنه مذهب السلف ". وانظر أيضا: مادة " الحشوية ". بدائرة المعارف الإسلامية ; ما ذكره الشهرستاني عن " مشبهة الحشوية " في الملل والنحل 1/96 - 99، ونقله عنه الإيجي في " المواقف "، ص [0 - 9] 29، ط. القاهرة، 1356
(4) ب، ا: فيها.
(5) إن: زيادة في (أ) ، (ب) .
(6) سبقت ترجمته 1. وانظر عنه أيضا: تاريخ بغداد 12/166 - 188 ; مروج الذهب للمسعودي 3/314 ; الأعلام 5
(7) ذكر مقالة عمرو هذه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ابن العماد الحنبلي في: شذرات الذهب 1/211. وكتب مستجي زاده في هامش (ع) تعليقا على ذلك: " قلت: فانظر إلى جسارة عمرو بن عبيد حتى يطعن على مثل عبد الله بن عمر في عقيدته لكون عقيدته الباطلة مخالفة لعقيدته الحقة "
====================================
اللفظ في اصطلاح من قاله يريد [به] (1) العامة الذين هم حشو، كما تقول الرافضة عن مذهب أهل السنة مذهب الجمهور.
فإن كان مراده بالحشوية طائفة من أصحاب الأئمة الأربعة دون غيرهم، كأصحاب [أحمد] أو الشافعي أو مالك (2) .، فمن المعلوم أن هذه المقالات لا توجد فيهم أصلا، بل هم يكفرون من يقولها، ولو قدر أن بعضها وجد في بعضهم فليس ذلك من خصائصهم، بل كما يوجد مثل (3) ذلك في سائر الطوائف.
وإن كان مراده بالحشوية أهل الحديث على الإطلاق: سواء كانوا من أصحاب هذا أو هذا، فاعتقاد أهل الحديث هو السنة المحضة؛ لأنه هو الاعتقاد الثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وليس في اعتقاد أحد من أهل الحديث شيء من هذا، والكتب شاهدة بذلك.
وإن كان مراده بالحشوية عموم أهل السنة والجماعة مطلقا، فهذه الأقوال لا تعرف في عموم المسلمين وأهل السنة، وجمهور المسلمين لا يظنون أن أحدا قال هذا (4) ، وإذا كان في بعض جهال العامة من يقول هذا أو أكثر من هذا، لم يجز أن يجعل هذا اعتقادا لأهل السنة

‌‌_________
(1) به: ساقطة من (ن) ، (م) .
(2) ب، أ: كأصحاب أحمد والشافعي ومالك، وسقطت كلمة " أحمد " من (ن)
(3) مثل: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(4) ب، أ: وجمهور الناس ما يظنون أحدا قال هذا ; ن، م: وجمهور الناس ما يظنون أن أحدا قال هذا
====================================
والجماعة (1) يعابون به (2) ، وإنما العيب فيما قالته رجال (3) الطائفة وعلماؤها، كما ذكرناه عن أئمة الشيعة، فإن أئمة الشيعة هم القائلون للمقالات الشنيعة، كما قد علم.

‌‌[لفظ المشبهة]
وأما لفظ " المشبهة " (4) فلا ريب أن أهل السنة والجماعة والحديث من أصحاب مالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد وغيرهم متفقون على تنزيه الله تعالى عن مماثلة الخلق، و [على] ذم (5) المشبهة الذين يشبهون صفاته بصفات خلقه (6) ، ومتفقون على أن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا [في] أفعاله (7) .

‌‌_________
(1) ب، أ: أن يجعل هذا الاعتقاد لأهل السنة والجماعة.
(2) ن: يعابون بهذا. وكتب مستجي زاده في هامش (ع) ما يلي: " أقول: وفي غير موضع من تفسير الكشاف أنه يستعمل لفظ " الحشوية " في أهل السنة، وكذا في تفسير البيضاوي يذكر الحشوية في مواضع، وفهمت أنا من كلمات هؤلاء - أعني الشيعة والزمخشري والبيضاوي - أن كل من يقول بمقالات السلف في الاعتقاديات، ويحملون النصوص على ظواهرها، ولا يصرفونها عن ظواهرها بآرائهم، مثل الجهمية ومن اتبعوهم من المعتزلة والروافض ومتأخري (بالأصل: ومتأخرو) الحنفية والشافعية، فهم عندهم حشوية. فالحنابلة كلهم عندهم حشوية، وكذا أهل الحديث مثل البخاري ومسلم وإسحاق بن راهويه وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة وحماد بن. . . ومن يحذو حذوهم من أئمة الحديث، فهؤلاء كلهم حشوية عندهم ".
(3) رجال: ساقطة من (أ) ، (ب) .
(4) يقول التهانوي في " كشاف اصطلاحات الفنون ": " المشبهة على صيغة اسم الفاعل من التشبيه، وهو يطلق على فرقة من كبار الفرق الإسلامية شبهوا الله بالمخلوقات ومثلوه بالحادثات، ولأجل ذلك جعلناهم فرقة واحدة قائلة بالتشبيه وإن اختلفوا في طريقه ". وانظر عن المشبهة أيضا ما ورد في الملل والنحل 1/95 - 99 ; دائرة المعارف الإسلامية، مادة " التشبيه " ; وانظر أيضا ما سبق 2/102.
(5) ب، أ: وذم ; ن، م: وأنتم، وهو تحريف.
(6) ب، أ، ن، م: الذين يمثلون صفاته به بصفات الخلق.
(7) ن، م: ولا أفعاله
=======================================
‌‌[طريقة السلف في الصفات]
وطريقة سلف الأمة وأئمتها: أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه (1) به رسوله: من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل: إثبات بلا تمثيل، وتنزيه بلا تعطيل، إثبات الصفات، ونفي مماثلة المخلوقات، قال تعالى: {ليس كمثله شيء} فهذا رد على الممثلة {وهو السميع البصير} [سورة الشورى: 11] رد على المعطلة.
[فقولهم في الصفات مبني على أصلين: أحدهما: أن الله سبحانه وتعالى منزه عن صفات النقص مطلقا كالسنة والنوم والعجز والجهل وغير ذلك.
والثاني: أنه متصف بصفات الكمال التي لا نقص فيها على وجه الاختصاص بما له من الصفات، فلا يماثله شيء] (2) من (3 المخلوقات في شيء من الصفات. 3) (3) ولكن نفاة الصفات يسمون كل من أثبت شيئا من الصفات مشبها، بل المعطلة المحضة الباطنية نفاة الأسماء يسمون من سمى الله بأسمائه الحسنى مشبها، فيقولون: إذا قلنا حي عليم فقد شبهناه بغيره من الأحياء العالمين، وكذلك إذا قلنا: (4) هو سميع بصير فقد شبهناه بالإنسان السميع البصير (5) ، وإذا قلنا: هو رءوف رحيم فقد شبهناه بالنبي (6) الرءوف

‌‌_________
(1) ن، م: وبما وصف.
(2) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(3) (3 - 3) : في (ع) .
(4) إذا قلنا: ساقطة من (ب) ، (أ) .
(5) ع: فقد شبهناه بالسميع البصير.
(6) ب، أ: بالشيء، وهو تحريف
==================================
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 34.28 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 33.65 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.83%)]