عرض مشاركة واحدة
  #512  
قديم 23-06-2024, 06:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,332
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن " زَادُ الْمَسِيرِ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ" لابن الجوزى ____ متجدد

تفسير القرآن " زَادُ الْمَسِيرِ فِي عِلْمِ التَّفْسِيرِ" لابن الجوزى
جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي
الجزء الثامن

سُورَةُ الْوَاقِعَةِ
الحلقة (512)
صــ 148 إلى صــ 161





أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون لو نشاء لجعلناه حطاما فظلتم تفكهون إنا لمغرمون بل نحن محرومون أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون أفرأيتم النار التي تورون أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين فسبح باسم ربك العظيم

"أفرأيتم ما تحرثون" أي: ما تعملون في الأرض من إثارتها، وإلقاء [ ص: 148 ] البذور فيها، "أأنتم تزرعونه" أي: تنبتونه؟! وقد نبه هذا الكلام على أشياء منها إحياء الموتى، ومنها الامتنان بإخراج القوت، ومنها القدرة العظيمة الدالة على التوحيد .

قوله تعالى: لجعلناه يعني الزرع "حطاما" قال عطاء: تبنا لا قمح فيه . وقال الزجاج: أبطلناه حتى يكون محتطما لا حنطة فيه ولا شيء .

قوله تعالى: فظلتم وقرأ الشعبي، وأبو العالية، وابن أبي عبلة: "فظلتم" بكسر الظاء; وقد بيناه في قوله: ظلت عليه عاكفا [طه: 97] .

قوله تعالى: تفكهون وقرأ أبي بن كعب ، وابن السميفع، والقاسم بن محمد، وعروة: "تفكنون" بالنون . وفي المعنى أربعة أقوال .

أحدها: تعجبون، قاله ابن عباس، ومجاهد، وعطاء، ومقاتل . قال الفراء: تتعجبون مما نزل بكم في زرعكم .

والثاني: تندمون، قاله الحسن، والزجاج . وعن قتادة كالقولين . قال ابن قتيبة: يقال: "تفكهون": تندمون، ومثلها: تفكنون، وهي لغة لعكل .

والثالث: تتلاومون، قاله عكرمة .

والرابع: تتفجعون، قاله ابن زيد .

قوله تعالى: إنا لمغرمون قال الزجاج: أي: تقولون قد غرمنا وذهب زرعنا . وقال ابن قتيبة: "لمغرمون" أي: لمعذبون .

[ ص: 149 ] قوله تعالى: بل نحن محرومون أي: حرمنا ما كنا نطلبه من الريع في الزرع . وقد نبه بهذا على أمرين .

أحدهما: إنعامه عليهم إذ لم يجعل زرعهم حطاما .

والثاني: قدرته على إهلاكهم كما قدر على إهلاك الزرع . فأما المزن، فهي السحاب، واحدتها: مزنة .

وما بعد هذا ظاهر إلى قوله: تورون قال أبو عبيدة: تستخرجون، من أوريت، وأكثر ما يقال: وريت . وقال ابن قتيبة: التي تستخرجون من الزنود . قال الزجاج: "تورون" أي: تقدحون، تقول: أوريت النار: إذا قدحتها .

قوله تعالى: أأنتم أنشأتم شجرتها في المراد بشجرتها ثلاثة أقوال .

أحدها: أنها الحديد، رواه أبو صالح عن ابن عباس .

والثاني: أنها الشجرة التي تتخذ منها الزنود، وهو خشب يحك بعضه ببعض فتخرج منه النار، هذا قول ابن قتيبة، والزجاج .

والثالث: أن شجرتها: أصلها، ذكره الماوردي .

قوله تعالى: نحن جعلناها تذكرة قال المفسرون: إذا رآها الرائي ذكر نار جهنم، وما يخاف من عذابها، فاستجار بالله منها "ومتاعا" أي: منفعة "للمقوين" وفيهم أربعة أقوال .

أحدها: أنهم المسافرون، قاله ابن عباس، وقتادة، والضحاك .

قال ابن قتيبة: سموا بذلك لنزلهم القوى، وهو القفر . وقال بعض العلماء: المسافرون أكثر حاجة إليها من المقيمين، لأنهم إذا أوقدوها هربت منهم السباع واهتدى به الضال . [ ص: 150 ] والثاني: أنهم المسافرون والحاضرون، قاله مجاهد .

والثالث: أنهم الجائعون، قال ابن زيد: المقوي: الجائع في كلام العرب .

والرابع: أنهم الذين لا زاد معهم ولا مرد لهم، قاله أبو عبيدة .

قوله تعالى: فسبح باسم ربك العظيم قال الزجاج: لما ذكر ما يدل على توحيده، وقدرته، وإنعامه، قال: "فسبح" أي: برئ الله ونزهه عما يقولون في وصفه . وقال الضحاك: معناه: فصل باسم ربك، أي: استفتح الصلاة بالتكبير . وقال ابن جرير: سبح بذكر ربك وتسميته . وقيل: الباء زائدة . والاسم يكون بمعنى الذات، والمعنى: فسبح ربك .

فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين أفبهذا الحديث أنتم مدهنون وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون قوله تعالى: فلا أقسم في "لا" قولان .

أحدهما: أنها دخلت توكيدا . والمعنى: فأقسم، ومثله لئلا يعلم أهل الكتاب [الحشر: 29] قال الزجاج: وهو مذهب سعيد بن جبير .

والثاني: أنها على أصلها . ثم في معناها قولان .

أحدهما: أنها ترجع إلى ما تقدم، ومعناها: النهي، تقدير الكلام: فلا تكذبوا، ولا تجحدوا ما ذكرته من النعم والحجج، قاله الماوردي .

[ ص: 151 ] والثاني: أن "لا" رد لما يقوله الكفار في القرآن: إنه سحر، وشعر، وكهانة . ثم استأنف القسم على أنه قرآن كريم، قاله علي بن أحمد النيسابوري: وقرأ الحسن: " فلأقسم" بغير ألف بين اللام والهمزة .

قوله تعالى: بمواقع وقرأ حمزة، والكسائي: "بموقع" على التوحيد . قال أبو علي: مواقعها مساقطها . ومن أفرد، فلأنه اسم جنس . ومن جمع، فلاختلاف ذلك . وفي "النجوم" قولان .

أحدهما: نجوم السماء، قاله الأكثرون . فعلى هذا في مواقعها ثلاثة أقوال .

أحدها: انكدارها وانتثارها يوم القيامة، قاله الحسن .

والثاني: منازلها، قاله عطاء، وقتادة .

والثالث: مغيبها في المغرب، قاله أبو عبيدة .

والثاني: أنها نجوم القرآن، رواه ابن جبير عن ابن عباس . فعلى هذا سميت نجوما لنزولها متفرقة، ومواقعها: نزولها "وإنه لقسم" الهاء كناية عن القسم .

وفي الكلام تقديم وتأخير، تقديره: وإنه لقسم عظيم لو تعلمون عظمه . ثم ذكر المقسم عليه فقال تعالى: إنه لقرآن كريم والكريم: اسم جامع لما يحمد، وذلك أن فيه البيان، والهدى، والحكمة، وهو معظم عند الله عز وجل .

قوله تعالى: في كتاب فيه قولان .

أحدهما: أنه اللوح المحفوظ، قاله ابن عباس . والثاني: أنه المصحف الذي بأيدينا، قاله مجاهد، وقتادة .

وفي "المكنون" قولان .

أحدهما: مستور عن الخلق، قاله مقاتل، وهذا على القول الأول .

والثاني: مصون، قاله الزجاج . [ ص: 152 ] قوله تعالى: لا يمسه إلا المطهرون من قال: إنه اللوح المحفوظ . فالمطهرون عنده: الملائكة، وهذا قول ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، وسعيد بن جبير . فعلى هذا يكون الكلام خبرا . ومن قال: هو المصحف، ففي المطهرين أربعة أقوال .

أحدها: أنهم المطهرون من الأحداث، قاله الجمهور . فيكون ظاهر الكلام النفي، ومعناه النهي .

والثاني: المطهرون من الشرك، قاله ابن السائب .

والثالث: المطهرون من الذنوب والخطايا، قاله الربيع بن أنس .

والرابع: أن معنى الكلام: لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن به، حكاه الفراء .

[ ص: 153 ] قوله تعالى: تنزيل أي: هو تنزيل . والمعنى: هو منزل، فسمي المنزل تنزيلا في اتساع اللغة، كما تقول للمقدور: قدر، وللمخلوق: خلق .

قوله تعالى: أفبهذا الحديث يعني: القرآن أنتم مدهنون فيه قولان .

أحدهما: مكذبون، قاله ابن عباس، والضحاك، والفراء .

والثاني: ممالئون الكفار على الكفر به، قاله مجاهد . قال أبو عبيدة: المدهن: المداهن، وكذلك قال ابن قتيبة "مدهنون" أي: مداهنون . يقال: أدهن في دينه، وداهن "وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون" روى مسلم في "صحيحه" من حديث ابن عباس قال: مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أصبح من الناس شاكر، ومنهم كافر" . قالوا: هذه رحمة وضعها الله حيث شاء . وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا، وكذا، فنزلت هذه الآية فلا أقسم بمواقع النجوم حتى بلغ أنكم تكذبون . وروى البخاري ومسلم في "الصحيحين" من حديث زيد بن خالد الجهني، قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل . فلما انصرف أقبل على الناس، فقال: "هل تدرون ماذا قال ربكم"؟ قالوا: الله ورسوله أعلم . "قال: قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر . فأما المؤمن فقال: مطرنا بفضل الله وبرحمته فذلك مؤمن بي، كافر بالكواكب . وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذاك كافر بي مؤمن بالكواكب" .

[ ص: 154 ] وللمفسرين في معنى هذه الآية ثلاثة أقوال .

أحدها: أن الرزق ها هنا بمعنى الشكر . روت عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "وتجعلون رزقكم" قال: "شكركم"، وهذا قول علي بن أبي طالب، وابن عباس . وكان علي يقرأ "وتجعلون شكركم" .

والثاني: أن المعنى: وتجعلون شكر رزقكم تكذيبكم، قاله الأكثرون . وذلك أنهم كانوا يمطرون، فيقولون: مطرنا بنوء كذا .

والثالث: أن الرزق بمعنى الحظ . فالمعنى: وتجعلون حظكم ونصيبكم من القرآن أنكم تكذبون، ذكره الثعلبي . وقرأ أبي بن كعب ، والمفضل عن عاصم "تكذبون" بفتح التاء، وإسكان الكاف، مخففة الذال .

فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنت نعيم وأما إن [ ص: 155 ] كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم إن هذا لهو حق اليقين فسبح باسم ربك العظيم

قوله تعالى: فلولا أي: فهلا "إذا بلغت الحلقوم" يعني: النفس، فترك ذكرها لدلالة الكلام، وأنشدوا من ذلك:


إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر


قوله تعالى: وأنتم يعني أهل الميت "تنظرون" إلى سلطان الله وأمره . والثاني: تنظرون إلى الإنسان في تلك الحالة، ولا تملكون له شيئا "ونحن أقرب إليه منكم" فيه قولان .

أحدهما: ملك الموت أدنى إليه من أهله "ولكن لا تبصرون" الملائكة، رواه أبو صالح عن ابن عباس .

والثاني: ونحن أقرب إليه منكم بالعلم والقدرة والرؤية ولكن لا تبصرون أي: لا تعلمون، والخطاب للكفار، ذكره الواحدي .

قوله تعالى: غير مدينين فيه خمسة أقوال .

أحدها: محاسبين، رواه الضحاك عن ابن عباس، وبه قال الحسن، وابن جبير، وعطاء، وعكرمة . والثاني: موقنين، قاله مجاهد . والثالث: [ ص: 156 ] مبعوثين، قاله قتادة . والرابع: مجزيين . ومنه يقال: دنته، وكما تدين تدان، قاله أبو عبيدة . والخامس: مملوكين أذلاء من قولك: دنت له بالطاعة، قاله ابن قتيبة .

قوله تعالى: ترجعونها أي: تردون النفس . والمعنى: إن جحدتم الإله الذي يحاسبكم ويجازيكم، فهلا تردون هذه النفس؟! فإذا لم يمكنكم ذلك، فاعلموا أن الأمر لغيركم .

قال الفراء: وقوله تعالى: ترجعونها هو جواب لقوله تعالى: فلولا إذا بلغت الحلقوم ولقوله تعالى: فلولا إن كنتم غير مدينين فإنهما أجيبتا بجواب واحد . ومثله قوله تعالى: فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم [البقرة: 38] ثم ذكر طبقات الخلق عند الموت فقال تعالى: فأما إن كان يعني: الذي بلغت نفسه الحلقوم من "المقربين" عند الله . قال أبو العالية: هم السابقون "فروح" أي: فله روح . والجمهور يفتحون الراء . وفي معناها ستة أقوال .

أحدها: الفرح، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس . والثاني: الراحة، رواه أبو طلحة عن ابن عباس . والثالث: المغفرة والرحمة، رواه العوفي عن ابن عباس . والرابع: الجنة، قاله مجاهد . والخامس: روح من الغم الذي كانوا فيه، قاله محمد بن كعب . والسادس: روح في القبر، أي: طيب نسيم، قاله ابن قتيبة . وقرأ أبو بكر الصديق، وأبو رزين، والحسن، وعكرمة، [ ص: 157 ] وابن يعمر، وقتادة، ورويس عن يعقوب، وابن أبي سريج عن الكسائي: "فروح" برفع الراء . وفي معنى هذه القراءة قولان .

أحدهما: أن معناها: فرحمة، قاله قتادة .

والثاني: فحياة وبقاء، قاله ابن قتيبة . وقال الزجاج: معناه: فحياة دائمة لا موت معها . وفي "الريحان" أربعة أقوال .

أحدها: أنه الرزق، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس .

والثاني: أنه المستراح، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس .

والثالث: أنه الجنة، قاله مجاهد، وقتادة .

والرابع: أنه الريحان المشموم . وقال أبو العالية: لا يخرج أحد من [ ص: 158 ] المقربين من الدنيا حتى يؤتى بغصن من ريحان الجنة، فيشمه، ثم تقبض فيه روحه، وإلى نحو هذا ذهب الحسن . وقال أبو عمران الجوني: بلغنا أن المؤمن إذا قبض روحه تلقى بضبائر الريحان من الجنة، فتجعل روحه فيه .

قوله تعالى: فسلام لك من أصحاب اليمين فيه ثلاثة أقوال .

أحدها: فسلامة لك من العذاب، قاله أبو صالح عن ابن عباس .

والثاني: تسلم عليه الملائكة، وتخبره أنه من أصحاب اليمين، قاله عطاء . والثالث: أن المعنى: أنك ترى فيهم ما تحب من السلامة . وقد علمت ما أعد لهم من الجزاء، قاله الزجاج .

قوله تعالى: وأما إن كان من المكذبين أي: بالبعث "الضالين" عن الهدى "فنزل" وقد بيناه في هذه السورة [الواقعة: 56] .

قوله تعالى: إن هذا يعني: ما ذكر في هذه السورة لهو حق اليقين أي: هو اليقين حقا، فأضافه إلى نفسه، كقولك: صلاة الأولى، وصلاة العصر، ومثله: ولدار الآخرة [يوسف: 109] وقد سبق هذا المعنى وقال قوم: معناه: وإنه للمتقين حقا . وقيل للحق: اليقين .

[ ص: 159 ] قوله تعالى: فسبح باسم ربك قد ذكرناه في هذه السورة [الواقعة: 74] .

سُورَةُ الْحَدِيدِ

وَفِيهَا قَوْلَانِ

أحدهما: أنها مدنية، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال الحسن، ومجاهد، وعكرمة، وجابر بن زيد، وقتادة، ومقاتل .

والثاني: أنها مكية، قاله ابن السائب .

بسم الله الرحمن الرحيم

سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير له ملك السماوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور

قوله تعالى سبح لله ما في السماوات والأرض أما تسبيح ما يعقل، فمعلوم، وتسبيح ما لا يعقل، قد ذكرنا معناه في قوله تعالى: وإن من شيء إلا يسبح بحمده [الإسراء: 44] .

[ ص: 161 ] قوله تعالى: هو الأول قال أبو سليمان الخطابي: هو السابق للأشياء "والآخر" الباقي بعد فناء الخلق "والظاهر" بحججه الباهرة، وبراهينه النيرة، وشواهده الدالة على صحة وحدانيته . ويكون: الظاهر فوق كل شيء بقدرته . وقد يكون الظهور بمعنى العلو، ويكون بمعنى الغلبة . والباطن: هو المحتجب عن أبصار الخلق الذي لا يستولي عليه توهم الكيفية . وقد يكون معنى الظهور والبطون: احتجابه عن أبصار الناظرين، وتجليه لبصائر المتفكرين . ويكون معناه: العالم بما ظهر من الأمور، والمطلع على ما بطن من الغيوب هو الذي خلق السماوات والأرض مفسر في [الأعراف: 54] إلى قوله تعالى: يعلم ما يلج في الأرض وهو مفسر في [سبإ: 2] إلى قوله تعالى: وهو معكم أين ما كنتم أي: بعلمه وقدرته . وما بعده ظاهر إلى قوله تعالى: آمنوا بالله ورسوله [ ص: 162 ] قال المفسرون: هذا الخطاب لكفار قريش وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه يعني: المال الذي كان بأيدي غيرهم، فأهلكهم الله، وأعطى قريشا ذلك المال، فكانوا فيه خلفاء من مضى .






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 23-06-2024 الساعة 11:35 PM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 48.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.75 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (1.36%)]