مجالس تدبر القرآن (190)
الجزء 8
{وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون}
ما كل مسألة تثبت بالجدل، فالدين مبناه على التسليم
{الله أعلم حيث يجعل رسالته}
هذه الآية مثال على كمال حكمته وعلمه تعالى،
ومن هنا قال العلماء:النبوة اصطفاء محض، لا تنفع معها المجاهدة.
(فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام)
إذا رأيت صدرك منشرحا لأوامر الله ونواهيه، فاحمد الله وسله الثبات،
فثمة تائهون شاكّون!
(قل يقوم اعملوا على مكانتكم إني عامل)
إياك أيها الداعية أن يوقفك عن السير إلى ربك تكذيب مدعو أو كيده أو سخريته أو عناده!
لما قال المشركون:
{وإذافعلوا فاحشة..}
أقرهم الله على:
{وجدناعليهاآباءنا}
وكذبهم في الثانية:
{قل إن الله لايأمر..}
فالحق يقبل ولو من كافر.
حين تقرأ:
(قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين)
إياك أن يقع في قلبك شيء من الاعتراض والإنكار على من هداه الله أو أضله!
ذكر الله في خاتمة "الأنعام" عشر وصايا، وفي كل آية نقرأ:
{ذلكم وصاكم به}، أ
رأيت لو أنها وصية أبيك أتفرط فيها؟
فوصية الله أعظم
(ولا تقربوا مال اليتيم...)
هذا نهي عن قربانه، فكيف بمن قد خاض فيه خوض الظالمين!
(أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار)
{والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه... ومن خفت..}
يا لها من آية تجعل متدبرها يحاسب نفسه، ويتفقد أعماله..
أهي مما يثقل أم الأخرى؟
{يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ..}
كشف العورات من أول خطوات الشيطان لإفساد المجتمعات
{خذوا زينتكم عند كل مسجد}
أصل في ستر العورة،والمعنى يمتد لما هو أبعد من لبس الحسن والجميل،
فأين الذين يأتون بثياب النوم لبيوت الله؟
{ وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}
جمعت أصول الطب، فهي قاعدة قرآنية في هذا الباب.
{ قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن... وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}
هذه المحرمات الخمس متفق عليها بين الشرائع.
{ونزعنا ما في صدورهم من غل}
من رزقه الله سلامة الصدر لإخوانه المسلمين،
فقد تعجل شيئاً من نعيم الجنة في صدره.
"وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله"
الكثرة ليست دليلاً على الحق..!
"كلما دخلت أمة لعنت اختها"
اللعن من صفات أهل النار فابتعد عنه
" أومن كان ميتًا فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس"
هدايتك ليست مقصورة على نفسك بل ينتفع بها كل من حولك..
في سورة الأنعام ذم الله المشركين بسبع خصال..
الخسران والسفه والجهل والإفتراء والضلال وتحريم مارزقهم الله وعدم الإهتداء..
لايجوز الإقدام على الفتوى بغير علم
"فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً ليضل الناس بغير علم"
"وذروا ظاهر الإثم وباطنه"
لاتغفل عن آثام الباطن كالكبر والعجب وسوء الظن...
(وكذَلِكَ نُوَلِّي بَعضَ الظَّالِمِين بَعضًا بمَا كَانُوا يَكسبُون)
قال الفضيل: إذا رأيت ظالماً ينتقم من ظالم فقف وانظر متعجباً
( وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين )
ليس كل من أدعى النصيحة يعتبر ناصح حتى وإن حلف.