
23-05-2024, 10:27 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,970
الدولة :
|
|
رد: منهاج السنة النبوية ( لابن تيمية الحراني )**** متجدد إن شاء الله

منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية
أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحنبلي الدمشقي
المجلد الثانى
الحلقة (148)
صـ 475 إلى صـ 481
به؟ (1) أم لا يدخل لا في هذا ولا في هذا فلا يلزمه شيء بحال؟ (2) كما ينظر فيما وقعت فيه دم أو ميتة أو لحم خنزير من (3) الماء والمائعات ولم يتغير لونه ولا طعمه، بل استهلت النجاسات فيه واستحالت، أو رفعت منه واستحال فيه ما خالطه من أجزائها، فينظر في ذلك: هل يدخل في مسمى الماء المذكور في القرآن والسنة، أو في مسمى الميتة والدم ولحم الخنزير؟
وأما تنقيح المناط وتخريجه ففيهما نزاع. وهذا الإمامي لم يذكر أصلا حجة على بطلان الاجتهاد والرأي والقياس ليرد ذلك، بل ذكر أن طائفته لا تقول بذلك، وهذا يدل على جهلهم بالاستنباط والاستخراج، وعدم معرفتهم بما في الشريعة من الحكم والمعاني، وعدم معرفتهم بالجمع بين المتماثلين والفرق بين المختلفين، وهم بمعاني القرآن وأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - جهال أيضا، فهم جهال بأصول الشرع: الكتاب والسنة والإجماع، بمنصوص ذلك ومستنبطه.
وإنما عمدتهم على نقل عمن يقلدونه، وهذا حال الجهال المقلدين لآحاد العلماء المستدلين، ثم من سواهم ممن يقلد العلماء - كمالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة وغيرهم - له معرفة بأقوال هؤلاء، وبطرق يميزون بها بين صحيح أقوالهم وضعيفها ومعرفة بأدلتهم ومآخذهم.
وأما الرافضة فلا يميزون بين ما يصح نقله عن أئمتهم وما لا يصح،
_________
(1) ب، ا: بها، وبعدها في النسختين تكررت عبارة " أم لا " وهو سهو من النساخ.
(2) بعد كلمة: بحال " كلام ساقط من (أ) ، (ب) حتى كلمة " الرابع ".
(3) في الأصل (ع) : من في
***********************************
ولا يعرفون أدلتهم ومآخذهم، بل هم من أهل التقليد بما يقلدون فيه، وهم يعيبون هؤلاء الجمهور بالاختلاف، وفيما ينقلونه عمن يقلدونه من الاختلاف، وفيما لا ينقلونه عمن يقلدونه من الاختلاف ما لا يكاد يحصى] (1) .
الرابع: أن يقال: لا ريب أن ما ينقله الفقهاء عن مثل أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم هو أصح مما ينقله الروافض عن [مثل] (2) العسكريين ومحمد بن علي الجواد وأمثالهم. ولا ريب أن هؤلاء أعلم بدين النبي - صلى الله عليه وسلم - من أولئك فمن عدل عن نقل الأصدق عن الأعلم إلى نقل الأكذب عن المرجوح كان مصابا في دينه أو عقله أو كليهما (3) .
فقد تبين أن ما حكاه عن الإمامية مفضلا لهم به ليس فيه (4) شيء من خصائصهم، إلا القول بعصمة الأئمة [وإنما شاركهم فيه (5) من هو شر منهم] (6) ، وما سواه حقا كان أو باطلا فغيرهم [من أهل السنة القائلين بخلافة الثلاثة] (7) يقول به، وما اختصت به الإمامية (8) من عصمة الأئمة فهو في غاية الفساد والبعد عن العقل والدين، وهو أفسد من اعتقاد كثير
_________
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) وسقط أكثر هذا الكلام من (أ) ، (ب) كما بينت من قبل وفي (ن) ، (أ) ، (ب) بدلا منه توجد عبارة " ونحو ذلك ".
(2) مثل: ساقطة من (ن) .
(3) ع، م: في دينه وعقله أو كلاهما، وهو خطأ.
(4) ع: في.
(5) ب، ا: فإنما يشاركهم فيه.
(6) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(7) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(8) ن، م: الأمة، وهو تحريف
**********************************
من النساك في شيوخهم أنهم محفوظون، وأضعف من اعتقاد كثير من قدماء (1) الشاميين [أتباع بني أمية] : (2) أن الإمام تجب طاعته في كل شيء، وأن الله إذا استخلف إماما تقبل منه الحسنات وتجاوز له عن السيئات، لأن الغلاة في الشيوخ، وإن غلوا في شيخ فلا يقصرون الهدى عليه، ولا يمنعون اتباع غيره، [ولا يكفرون من لم يقل بمشيخته] (3) ، ولا يقولون فيه من العصمة ما يقوله هؤلاء، اللهم إلا من خرج (4) عن الدين بالكلية، فذاك في الغلاة في الشيوخ: كالنصيرية والإسماعيلية والرافضة.
فبكل حال الشر فيهم أكثر [من غيرهم] (5) ، والغلو فيهم أعظم، وشر غيرهم جزء من شرهم.
وأما غالية الشاميين [أتباع بني أمية] (6) ، فكانوا يقولون (7) : [إن الله إذا استخلف خليفة تقبل منه الحسنات وتجاوز له عن السيئات، وربما قالوا: إنه لا يحاسبه. (8) .
_________
(1) قدماء: ساقطة من (ع) .
(2) عبارة " أتباع بني أمية ": ساقطة من (ن) ، (م) .
(3) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(4) ب، ا: من يخرج.
(5) من غيرهم: في (ع) فقط.
(6) أتباع بني أمية: ساقطة من (ن) ، (م) .
(7) الكلام بعد عبارة " فكانوا يقولون " حتى عبارة " فكانوا يقولون ": ساقط من (ن) ، (م) .
(8) نقل مستجي زاده كلام ابن تيمية الذي يبدأ بعبارة: " وأما غالية الشاميين " إلى هذا الموضع ثم علق قائلا: " قلت: وقد نبتت منهم فرقة يقال لهم: الناصبة ودينهم ونحلتهم بغض آل الرسول والقدح فيهم "
****************************************
ولهذا سأل الوليد بن عبد الملك عن ذلك بعض (1) العلماء، فقالوا له (2) : يا أمير المؤمنين، أنت أكرم على الله أم داود، وقد قال له: {ياداود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب} [سورة ص: 26] .
وكذلك سؤال سليمان بن عبد الملك عن ذلك لأبي حازم المدني (3) في موعظته المشهورة [له] (4) فذكر له هذه الآية.
ومع خطأ هؤلاء وضلالهم فكانوا يقولون (5) ] ذلك في طاعة إمام منصوب (6) قد أوجب الله طاعته في موارد الاجتهاد، كما يجب طاعة والي
_________
(1) بعض: في (ع) فقط.
(2) ع: العلماء فقال، وهو خطأ.
(3) أبو حازم سلمة بن دينار الأعرج المخزومي المدني، مولى الأسود بن سفيان، من الثقات، روى له البخاري ومسلم، وقد اشتهر بالزهد والورع، وكانت وفاته سنة 140. انظر ترجمته في تذكرة الحفاظ 1/133 - 134 ; الجرح والتعديل، جـ[0 - 9] ، ق [0 - 9] ، ص [0 - 9] 59 ; تهذيب الأسماء واللغات، ق [0 - 9] 1 جـ[0 - 9] ص [0 - 9] 07 - 208 ; تهذيب التهذيب 4/143 - 144 ; المعارف لابن قتيبة (ط. دار الكتب) ، ص [0 - 9] 79 ; حلية الأولياء 3/229 - 259 ; تهذيب تاريخ ابن عساكر (ط. دمشق) ، 6/216 - 228 ; صفة الصفوة (ط. حيدر آباد، 1355) 2/88 - 94 ; الأعلام 3/171 - 172.
(4) له: في (ع) فقط. وقد ذكرت هذه الموعظة في أكثر من كتاب. انظر: سنن الدارمي (ط. دمشق، 1349) 1/155 - 158 ; حلية الأولياء 3/234 - 237 ; ابن عساكر 6/218 - 222 ; صفة الصفوة 2/89 - 90. ولم أجد في الموعظة الواردة في هذه المراجع ذكرا للآية 26 من سورة ص.
(5) هنا نهاية السقط في (ن) ، (م) .
(6) ب، ا: معصوم، وهو خلاف المقصود
************************************
الحرب وقاضي الحكم: لا يجعلون أقواله (1) شرعا عاما يجب على كل أحد، ولا يجعلونه معصوما من الخطأ، ولا يقولون إنه يعرف جميع الدين، لكن غلط من غلط منهم من جهتين: من جهة أنهم كانوا يطيعون الولاة طاعة مطلقة، ويقولون إن الله أمرنا بطاعتهم، الثانية (2) : قول من قال منهم: إن الله إذا استخلف خليفة تقبل منه الحسنات وتجاوز له عن السيئات، وأين خطأ هؤلاء من ضلال الرافضة القائلين بعصمة الأئمة؟
ثم قد تبين مع ذلك أن ما انفردوا به عن جمهور أهل السنة كله خطأ، وما كان معهم (3) من صواب فهو قول جمهور أهل السنة أو بعضهم، ونحن لسنا نقول (4) : إن جميع طوائف أهل السنة مصيبون، بل فيهم المصيب والمخطئ، لكن صواب [كل طائفة منهم] (5) أكثر من صواب الشيعة، وخطأ (6) الشيعة أكثر.
[وأما ما انفردت به الشيعة عن جميع طوائف السنة فكله خطأ، وليس معهم صواب إلا وقد قاله بعض أهل السنة] (7) .
فهذا القدر في هذا المقام يبطل به ما ادعاه من رجحان قول الإمامية، فإنه (8) بهذا القدر يتبين أن مذهب أهل السنة أرجح، ولكل مقام مقال.
_________
(1) أقواله: ساقطة من (أ) . وفي (ب) : لا يجعلونه شرعا. . إلخ.
(2) ع، أ، ن، م: الثاني. والذي في (ب) أكثر ملاءمة للسياق.
(3) ب، أ: منهم.
(4) ب: لا نقول ; أ: لنا نقول، وهو تحريف.
(5) ب، أ، ن، م: ولكن صوابهم.
(6) ن (فقط) : وجعلنا، وهو تحريف.
(7) ما بين المعقوفتين في (ع) فقط.
(8) ب، أ: فإن ; ع: فإنهم
************************************
وقد يقال: إن الإيمان أرجح من الكفر إذا احتيج إلى المفاضلة عند من يظن أن ذلك أرجح، [وكذلك يقال في الخير والشر] (1) .
قال تعالى (2) ] : {ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا} [سورة النساء: 125] . وقال تعالى: {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون} [سورة الجمعة: 9] وقال تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم} [سورة النور: 0] وقال: {لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم} [سورة النور: 27] ، بل قد يفضل الله سبحانه نفسه على ما عبد من دونه، كقوله: {آلله خير أم ما يشركون} [سورة النمل: 59] ، وقول المؤمنين للسحرة: {والله خير وأبقى} [سورة طه: 73]] (3) .
وكذلك قد تبين أن الكفار أكثر جرما إذا وقعت المفاضلة. قال تعالى: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير} [سورة البقرة: 217] ، [ثم قال] : (4) {وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل} [سورة البقرة: 217] ، وهذه الآية نزلت لما عير المشركون سرية (5) المسلمين بأنهم
_________
(1) ما بين المعقوفتين في (ع) فقط.
(2) الكلام بعد عبارة " قال تعالى " ساقط من (ن) ، (م) ، حتى الآية الكريمة (والله خير وأبقى) .
(3) ما بين المعقوفتين ساقط من (ن) ، (م) .
(4) ثم قال: ساقطة من (ن) ، (م) .
(5) ع، أ، ن، م: لسرية
*********************************************
قتلوا رجلا في الشهر الحرام وهو ابن الحضرمي، فقال الله تعالى: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير} ، ثم بين أن ذنوب المشركين أعظم عند الله (1) .
(* وأما في (2) جانب التفضيل فقال تعالى: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا - ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا - ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا} [سورة النساء: 123 - 125] *) (3) . وقال تعالى: {قل ياأهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون - قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل} [سورة المائدة: 59، 60] (4) .
_________
(1) ع: ثم بين أن المشركين ذنوبهم أعظم عند الله ; أ، ب: ثم بين أن ذنوب المشركين أكبر عند الله. وقد أورد ابن تيمية من قبل (1/484) قصة سرية المسلمين التي قتلت عمرو بن الحضرمي في آخر يوم من رجب فعابهم المشركون بذلك فأنزل الله هذه الآية، وأشرت هناك (ت [0 - 9] ) إلى تفسير الطبري (ط. المعارف) لهذه الآية.
(2) ن، م: من.
(3) ما بين النجمتين ساقط ساقط من (ع) .
(4) هنا ينتهي رد ابن تيمية على القسم الأول من كلام ابن المطهر في الوجه الأول من الوجوه الدالة على وجوب تفضيل مذهب الإمامية، وقد ورد نص هذا القسم بأكمله في هذا الجزء ص 97 - 99
***************************************
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|