
23-05-2024, 01:47 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,995
الدولة :
|
|
رد: أين كتاب "القول الحسن في الذب عن السنن" للسيوطي؟
واعلمْ أنَّ هذا الكتاب وإنْ كان وجيز الحجم، فهو عندي مِنْ مفردات الكتب التي يتعينُ على كل طالب علمٍ تحصيلُها، وقد قلتُ فيه:
هذا الكتابُ مفردٌ حقُّه
يكتبُه الراوي بماء الذهبْ
ما ألَّفَ الحفاظُ مِنْ قبلهِ
كمثلهِ، ولا ما اقتربْ"ا. هـ.
أقول: إن الكتاب الحافل الذي ذكره السيوطي هنا هو الذي يسمّيه "التعقبات"، وهو -فيما ظهر لي- "القول الحسن".
وقد ذكره في "الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة" باسم "التعقبات" عدة مرات، وأحال عليه في معلوماتٍ لا توجد في "النكت البديعات"[9].
والسيوطي في إحالاته إذا أراد كتابه (التعقبات: القول الحسن) سمّاه "التعقبات"[10].
وإذا أراد مختصرَه "النكت البديعات" سمّاه بهذا الاسم[11].
الخلاصة:
• أن السيوطي ألَّف "اللآلئ المصنوعة" [الصُّغرى] أولًا سنة (875).
• ثم استخرجَ الأحاديثَ المتعقبة منه وأفردَها في كتابٍ سمّاه: "القول الحسن في الذبِّ عن السُّنن"، وبلغ عددُ الأحاديث فيه مئة وبضعة وعشرين حديثًا. وقد ذكرَه في "تدريب الراوي" الذي قُرِئ عليه في مجالس آخرها (9/ 11/ 880)، وذكرَه في "ألفية الحديث" التي فرغ منها في (10/ 4/ 881).
• ثم اختصر "القول الحسن" -فيما ظهر لي- في "النكت البديعات على الموضوعات"، كما قال في مقدمته وإنْ لم يُسمِّه بذلك الاسم. وفيه زياداتٌ كثيرةٌ ليست في "القول الحسن"، إذ بلغ عدد أحاديثه (343).
• لا نعرفُ لكتابه "القول الحسن" نسخة، ويبدو لي أنَّ تلامذة السيوطي اكتفوا بكتاب "النكت البديعات"، فلم يتوجهوا إلى نَسخ "القول الحسن"[12]. ويُستأنس لذلك بأن الداودي نقل في "ترجمة شيخهِ" آخرَ "النكت البديعات"، ولم ينقل شيئًا من "التعقبات: القول الحسن"[13]، وبأنَّ السيوطي نفسه كان كبير الحفول بكتابه هذا: "النكت"، كما في مقدمته له، وقد سبق نقلي بيتيه في الثناء عليه:
هذا الكتابُ مفردٌ حقُّه
يكتبُه الراوي بماء الذهبْ
ما ألَّفَ الحفاظُ مِنْ قبلهِ
كمثلهِ، ولا ما اقتربْ
• لم يَذكر السيوطي كتابه "الذيل الممهد" في رسالته "فهرست مؤلفاتي"، ويبدو أنه استغنى عنه بما في "القول الحسن" ثم بما في "النكت البديعات".
• ذكر السيوطي في "فهرست مؤلفاتي": "النكت البديعات"، ثم "القول الحسن في الذب عن السنن"، وفي هذا إشارةٌ إلى تقديم "النكت" عليه.
• فإنْ قيل: ما سرُّ ذكر السيوطي "القول الحسن" في "فهرست مؤلفاتي" وعدم الاكتفاء بذكر "النكت البديعات"؟
فالجواب: أن الكلام في "النكت البديعات" موجزٌ، وفي "القول الحسن" توسُّعٌ في بعض الأحاديث ليس في "النكت"، وإن كان عدد الأحاديث في "النكت" أكثر. فالكتابان يكمل أحدهما الآخر.
• كتاب "النكت البديعات" يغني عن "القول الحسن" في الجُملة، وإن انفرد الأولُ ببعض التفاصيل.
• لا أعرفُ تاريخ تأليف "النكت البديعات"، لكنه ذكره في "التحدث بنعمة الله" (ألفه سنة 890)[14] ، وفي كتابه "سبل النجاة"[15].
• إحالة السيوطي في كتابه "الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة" على "التعقبات" المراد منه "التعقبات" الأول الذي هو "القول الحسن" لا "النكت البديعات".
• يُعَدُّ كتاب "اللآلئ المصنوعة" (في إبرازته الثانية التي كانت سنة 905)، و"النكت البديعات على الموضوعات"، و"الزيادات على الموضوعات" خلاصة جهود السيوطي في هذا الباب.
تنبيهات:
• لا نجدُ في كتب السيوطي[16] إحالةً على كتاب "القول الحسن" بهذا الاسم، وإنما الإحالات عليه باسم "التعقبات"، وعلى مختصره باسم "النكت البديعات".
• قولُ الكتاني في "الرسالة المستطرفة": "للسيوطي أيضًا كتاب التعقبات على ابن الجوزي سماه: "النكت البديعيات [كذا] على الموضوعات"، ثم اختصرَه في آخر سمّاه: "التعقبات على الموضوعات" وعدةُ الأحاديث المتعقبة له ثلاث مئة ونيف حسبما ذكر آخر التعقبات"[17]، هذا القول فيه نظرٌ، والصواب العكس، فـ "النكت البديعات" مختصرٌ من "التعقبات" الذي هو "القول الحسن"[18]، وكأنَّ الأمر انقلب على الشيخ.
• ما جاء في «نيل الأماني من فتاوى القاضي محمد بن اسماعيل العمراني» وهو قوله: «بل إن بعض الأحاديث الموضوعة التي أدخلها [السيوطي] في كتابه قد ذكرها هو في مؤلفه في الموضوع الذي سماه "اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" أو في ذيله على كتاب "الموضوعات" الذي سمَّاه "التعقبات على الموضوعات"...»[19] لا يصح، فالذيل على الموضوعات لا يسمّى التعقبات، إنما هو "الزيادات على الموضوعات".
• سمَّى بعضُ العلماء "النكت البديعات" بالوجيز، وهذا ليس اسمًا وإنما هو صفة، قال الشيخ محمد طاهر بنُ علي الصدِّيقي الهندي الفَتَّنِي (المتوفى سنة: ٩٨٦) في مقدمة كتابه "تذكرة الموضوعات": "وأنا أوردُ بعضَ ما وقعَ في "مختصر" الشيخ محمد بن يعقوب الفيروزابادي من كتاب "المُغني عن حمل الأسفار في الأسفار" للشيخ زين الدين عبدالرحيم بن الحسين العراقي في تخريج "الإحياء"، وفي "المقاصد الحسنة" للشيخ العلامة أبي الخير شمس الدين السَّخاوي، وفي كتاب "اللآلئ" للشيخ جلال الدين السيوطي، وفي كتاب "الذيل" له، وفي كتاب "الوجيز" له..."[20].
ولي مقالٌ خاصٌّ بهذا الموضوع بعنوان: "بيان المقصود من كتاب الوجيز للسيوطي"، وهو منشور. وعلى هذا فعده كتابًا آخر كما جاء في "المكتبة الإسلامية"[21] غير صحيح.
• قال ابنُ الطيب القادري في ترجمة العلامة المحدث إدريس العراقي (كما في موسوعة أعلام المغرب 6/ 2248): "كان يستحضر... النكات على التعقيبات للسيوطي، وشرح البديعات له أيضًا...". كذا قال، وهذان العنوانان كتاب واحد، وصوابُ العنوان: "النكت البديعات على الموضوعات".
[1] (ص: 122 ت القاسم).
[2] (1/ 130).
[3] (1/ 330-332).
[4] وقول مَنْ قال: يريد كتابه "النكت البديعات على الموضوعات" خطأ، فإنَّ "النكت البديعات" متأخرٌ عن هذا الكتاب، كما سأبينُه.
[5] قال بعضُ الأساتذة معلقًا على هذه الأبيات: "ليس في آخر "اللآلئ المصنوعة" نظمٌ، إنما هو في آخر "النكت البديعات"، لكنها غير هذه الأبيات، وتختلفُ عدة الأحاديث الموضوعة في بعض الكتب هنا، عمّا هو هناك".
أقول: الأبيات هذه قالها السيوطي في آخر كتابه "القول الحسن" كما هو صريحُ كلامه في "التدريب"، أمّا الأبيات التي أوردها في آخر كتابه "النكت البديعات" فهي أبياتٌ أخرى وقد نظمَها مجددًا لأن كتابه "النكت البديعات" جاء بعد كتابه "القول الحسن" وفيه زياداتٌ كثيرةٌ جدًّا عما أورده في "القول الحسن"، واقرأْ هذه الأبيات، ثم قارِنْها بالأبيات التي في آخر "النكت البديعات" يظهر لك هذا واضحًا جليًّا.
[6] (ص: 325-326)، ونقله الداودي في كتابه "ترجمة العلامة السيوطي" (ص: 300-302) مِنْ خطه.
[7] (ص: 135).
[8] (ص: 29-30).
[9] انظر "الدرر المنتثرة" ضمن مجموع رسائله الحديثية (4/ 244، 393، 425، 432). وقد عزا المحققُ في هذه المواضع إلى "النكت البديعات"، وفي هذا نظرٌ، فإن السيوطي يقصد بالتعقبات أصل كتابه "النكت البديعات" وهو "القول الحسن"، والدليلُ على ذلك أن مضمون العزو بتمامه لا يوجد في "النكت البديعات"، فصحة العزو هي أن نقول: انظر النكت البديعات الذي هو مختصر من التعقبات.
[10] قال في «الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة» [علقه يوم السبت 5 من رجب سنة 880] ضمن مجموع رسائله الحديثية (4/ 244): "بسطتُّ كلام العلائي وابن حجر في "التعقبات" التي لي على الموضوعات".
-وقال فيه (4/ 391-393): «(حديث) "مَنْ وَسَّعَ على عيالِهِ يوم عاشُوراءَ وسَّعَ اللَّهُ عليه سائرَ سنتِهِ" لا يثبت، إنما هو من كلام محمد بن المنتشر. قلتُ: ..... وقد لخصتُ الجزء الذي جمعه [العراقي] في "التعقبات على الموضوعات"، انتهى».
-وقال فيه (4/ 424-425): "«(حديث) الأبدال ..... قلتُ: له شواهد كثيرة، بينتُها في "التعقبات على الموضوعات"، ثم أفردتُّها بتأليف مستقل، انتهى».
-وقال فيه (4/ 432): "(حديث) إن الشمس رُدَّتْ ... ادعى ابن الجوزي أنه موضوع فأخطأ كما بينتُه في "مختصر الموضوعات" [يقصد اللآلئ المصنوعة]، وفي "التعقبات".
-وقال في «تاريخ الخلفاء» (ص: 133) [كان موجودًا سنة 882]: «أخرج البزار، والطبراني في "الأوسط" عن جابر بن عبدالله، وأخرج الترمذي والحاكم عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا مدينة العلم، وعلي بابها". هذا حديث حسن على الصواب، لا صحيح كما قال الحاكم، ولا موضوع كما قاله جماعة منهم ابن الجوزي والنووي، وقد بينتُ حاله في "التعقبات على الموضوعات"».
-وقال في «قوت المُغتذي على جامع الترمذي» (2/ 741) [فرغ منه يوم الأربعاء سلخ رجب سنة 904]: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الرب عز وجل: من شغله القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين … الحديث". هذا الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات، من حديث عمر بن الخطاب. وقال الحافظ ابن حجر في "أماليه على الأذكار" إنه حديث حسن، وأن ابن الجوزي لم يصب، وقد بسطتُّ الكلام على ذلك في "التعقبات على الموضوعات"».
[11] قال في «نواهد الأبكار وشوارد الأفكار» (2/ 565 بترقيم الشاملة آليًّا) [فرغ منه سنة 900]: «أورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات، وتعقب عليه الحفاظُ، كما بينتُه في مختصر كتابه المُسمى باللآلئ المصنوعة، وفي النكت البديعات على الموضوعات».
-وقال في «مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود» (1/ 410) [فرغ منه في 24 من جُمادى الآخرة سنة 903]: «وقد نبّهتُ على هذا الاستدراك في الكتاب الذي اختصرتُ فيه الموضوعات وهو "اللآلئ المصنوعة"، وفي "النّكت البديعات على الموضوعات" بأبسط من هذا».
[12] ولو تتبعنا نسخ "التعقبات" فمن المحتمل أن نقف على نسخةٍ تعود له، وقد تتبعتُ الآن أكثر من عشر نسخ سُمّي بعضها بالتعقبات، وبعضها بالنكت البديعات، ولم تكن واحدةٌ منها "القول الحسن"، ففي الأمر مزيدُ حاجة إلى تتبع النسخ.
[13] انظر "ترجمة العلامة السيوطي" (ص: 300-302).
[14] (ص: 133)
[15] (7/ 1170) من مجموع رسائله.
[16] ولا في كتب غيره.
[17] الرسالة المستطرفة (ص: 150).
[18] وقد تابع الشيخَ الكتاني باحثون آخرون، ومِنْ ذلك ما جاء في «مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة» (48/ 50 بترقيم الشاملة آليًّا): «الذيل على اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للإمام السيوطي، وقد ذكر فيه عددًا آخر من الأحاديث الموضوعة لم يذكرها في الأصل ويسمى أيضًا "الذيل على الموضوعات"، وله كتاب في التعقيب على الموضوعات أسماه "النكت البديعات على الموضوعات" ثم اختصره في كتاب آخر سماه "التعقبات على الموضوعات"، وعدد الأحاديث التي تعقبه فيها ثلاث مئة ونيف، طبع "الذيل" في الهند سنة 1303، كما طُبع ملحقًا باللآلئ في بعض طبعاته».
[19] نيل الأماني (2/ 784 بترقيم الشاملة آليًّا).
[20] تذكرة الموضوعات (ص: 4).
[21] جاء في «المكتبة الإسلامية» (ص: 166): «اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة، النكت البديعات على الموضوعات، التعقيبات [كذا]، الوجيز: كلها لجلال الدين السيوطي». وصواب: التعقيبات: التعقبات.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|