عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 26-04-2024, 02:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,463
الدولة : Egypt
افتراضي حوارات الآخرة

حوارات الآخرة (2)



من الإيمان بالآخرة الإيمان بما أخبرنا الله به من حوارات بين أهل الجنة بعضهم مع بعض.. وأهل النار بعضهم مع بعض.. وأهل الجنة مع أهل النار.. وأهل الجنة والملائكة.. وأهل النار والملائكة.. وغير ذلك من حوارات:
فقبل أن توصد الأبواب على أهل النار يناديهم أهل الجنة:
- {أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا} (الأعراف:44).
- قالوا: نعم.
فينادي مناد:
- لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون.
هذا الحوار ينتقل بين الدنيا والآخرة ويربط بينهما كأن الزمن تلاشى.
كنت وصاحبي في الحرم المكي بعد أن أدينا صلاة المغرب ننتظر العشاء.
- قبل الحوار.. مع أهل النار.. يكون أول ما يقوله المؤمنون بعد أن يدخلوا الجنة: {الحمد لله الذي صدقنا وعده..} {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق}(الأعراف:43)، {الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب} (فاطر: 34-35)، وبعد الاستقرار والاطمئنان يزداد شعورهم بالنعمة أن يروا ما آل إليه أصحاب النار.. فيحاوروهم بأمر الله.. زيادة في حسرتهم.
- هذه الآية من سورة الأعراف (44) ألم ترد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم؟
- نعم.. بعد غزوة بدر.. وقف النبي صلى الله عليه وسلمعلى البئر هناك ونادى: «يا فلان بن فلان.. يا فلان بن فلان.. أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله.. فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟»، فقال عمر رضي الله عنه: ما تكلم إلا أجسادا لا أرواح لها.. فقال صلى الله عليه وسلم: «والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم» صحيح مسلم.
أما في حوار الآخرة فيكون رد الكافرين:
- نعم.
فيصدقون يوقنون أن البعث حق.. والحساب حق.. والنار حق.. {ويوم يعرض الذين كفروا على النار أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} (الأحقاف:34)، {ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} (الأنعام:30).
ويكون للملائكة نصيب من هذا الحوار.. فيوبخون الكافرين ويذكرونهم بما كانوا عليه في الدنيا.. وانظر إلى صيغة الفعل {الذين يصدون عن سبيل الله}.. صيغة المضارع، وكأنهم يفعلون هذا الأمر في ذلك الوقت مع أنهم عملوه في الدنيا.
- ألم تلاحظ أن إجابات أهل النار: «نعم».. «بلى وربنا».. لا أكثر من هاتين الكلمتين؟
- صدقت؛ وذلك لما هم فيه من بدايات العذاب والضيق.. وما هو قادم لهم من عذاب مقيم.. شديد.. أليم.
- ثم ملاحظة أخرى.. أن الحوار بين أهل الجنة.. والكافرين من أهل النار.. وليس من يدخل النار من المسلمين.
- نعم.. ملاحظة جميلة.. وذلك أن هؤلاء هم الذين سيخلدون في نار جهنم.. ولن يخرجوا منها أبدا.. أما من يدخلها من المسلمين الذين رجحت سيئاتهم على حسناتهم ولم تغفر ذنوبهم مع أنهم من أهل التوحيد.. فهؤلاء ليسوا طرفا في هذه الحوارات الثابتة بين من دخل الجنة دون عذاب وبين من لن يخرج من النار أبدا.


اعداد: د. أمير الحداد




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.06 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.76%)]